خالد الجندي يحذر الآباء: إياكم وهذا الأمر في زواج بناتكم
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الفتاة أمانة وهبة من الله، ويجب على أولياء الأمور أن يحسنوا الاختيار لمن يتقدم لخطبتها، وألا تكون الماديات هي المعيار الوحيد في اتخاذ قرار الزواج.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء: "حضرتك لو واحد إداك وردة، إذا أعطاك أحدهم زهرة وقال لك قم بزراعتها، هل ستبحث عن مزبلة؟! أم ستبحث عن مكان يليق بالوردة لتزرعها فيه؟ طبعًا من الغباء إنك تزرع الوردة في المزبلة! عشان كده بقول: بناتكم ورود، فانظروا أين تزرعونهن".
وأضاف: "وإياكم أن تبحثوا في الخاطبين عن أصحاب الأموال فقط، من غير خلق، فإن كثيرًا من القصور التي تشاهدونها ليست إلا قبورًا دُفنت فيها نساء أحياء، وهنّ يمُتن في اليوم الواحد ألف مرة، هذه الوردة التي أعطاك الله إياها – بنتك الغالية – هي شتلة صغيرة، ازرعها في تربة الاهتمام، واسقيها بماء المحبة، ولا تفرط فيها إلا إذا كان طالبها حديقة غنّاء".
دعاء صلاة الحاجة.. لا تنسَ ترديده في السجود
هل يجوز الدعاء لأحد باسمه في الصلاة؟.. أمين الفتوى يجيب
وتابع: "كل المخاوف تجلب لك الهموم، إلا الخوف من الله، فإنه يجلب لك أعظم شيء: الجنة. البنت يجب أن توضع في المكان الذي يليق بها، المكان اللي هتُسأل عنه يوم القيامة".
وأشار إلى أن الزواج لا بد أن يُنظر إليه على أنه مسؤولية عظيمة، قائلا: "إذا كنت تريد أن تسأل عن الزواج، هقول لك: الزواج بأسلوب جديد.. عارف الزواج عبارة عن إيه؟ أعظم وأغرب شيء هتسمعه، الزواج عبارة عن نقل أمانة من مكان إلى مكان، ومن شخص إلى شخص. بنتك أمانة في رقبتك، الأمانة دي.. انت عاوز تخلّص منها؟! ولا عاوز تحافظ عليها من بعدك؟ مع من؟ مع من يحفظها ويتقي الله فيها".
واستكمل: "هي دي الأمانة.. انتقلت من رقبة رجل إلى رقبة رجل آخر، لازم حضرتك كما يقول الشاعر: (وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوّده أبوه)، لازم تعرف الأمانة هتروح في إيد مين، وهل الراجل ده هيشيل الأمانة؟ هل هيكون أمين عليها؟ هيخدها؟ هيهملها؟ هيتطاول عليها؟ هيتلفظ بألفاظ سيئة؟ عرفتوا مشاكل البيوت منين؟ من إن أصحاب الأمانة فرّطوا فيها، وأعطوها لمن لا يتحملها".
وأردف: "اتق الله في بناتك، واعلم أن الزوج مؤتمن على زوجته بعد أبيها، فإنها نعمة من الله. كما قالت العربية لابنتها: (يا بنيّ، ستدخلين على رجل غريب عنك، فكوني له أمةً يكن لك عبدًا، وكوني له أرضًا يكن لك سماء، وكوني له فرشًا يكن لك غطاء)، يا بنيّ، إذا استغنى الرجال عن النساء، واستغنت النساء عن الرجال، لكنتِ خليقة بذلك.. فأنتِ مستغنية عن الرجال بأبيك، ولكن الرجال للنساء، والنساء للرجال خُلقن.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ بناتنا وأولادنا وفلذات أكبادنا. أرجو أن تكون هذه الدروس الأربعة نبراسًا لكم في حياتكم ولأولادكم".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشيخ خالد الجندي خالد الجندي الآباء خالد الجندی
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: عطاء الدنيا زائل وليس دليلا على محبة الله للعبد
أجاب الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عن سؤال حول قول الرجل المؤمن لصاحب الجنتين في سورة الكهف: «فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ»، موضحًا أن التعبير القرآني يحمل أدبًا رفيعًا، إذ قال «فعسى ربي» مراعاة لمشاعر صاحبه حتى لا يدفعه إلى التطاول أو الاعتراض بقوله: «لا، ربك وحدك!»، فيرد عليه المؤمن بأدب: «ربي لوحدي وخير لي»، مؤكداً أن كلمة «خيرًا من جنتك» لا تُفهم على أنها جنة في الدنيا، لأن نعم الدنيا زائلة مهما عظمت، بينما المقصود هو الخير الأبقى في الآخرة، جنة الخلد التي لا تزول ولا تتبدل.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال" ببرنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "DMC" اليوم الأربعاء، أن طلب الرجل المؤمن ليس بالضرورة قصره على نعيم الدنيا أو الآخرة فقط، فالآية تحتمل رجاء الخير في الدارين، لكن نهاية السياق القرآني ترجّح أن «الخير» المقصود هو نعيم الآخرة؛ بدليل أن المؤمن نفسه قال بعدها مباشرة: «وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا»، أي أنه يعلم أن نعيم الدنيا قد يزول، وأن ما يبقى هو النعيم الدائم.
وبيّن أن الفرق بين عطايا الدنيا والآخرة واسع، فالدنيا نعيمها زائل، محدودة، ويأتي معها تعبٌ وتكليف وحفظ ورعاية، وقد تكون اختبارًا للمؤمن والكافر معًا، بينما عطاء الآخرة باقٍ لا يزول، ولا مشقة فيه، وهو جزاءٌ خالصٌ للمؤمنين وحدهم، بلا حسد ولا تبعة ولا حساب.
وأوضح الشيخ خالد الجندي أن عطاء الدنيا لا يدل على محبة الله، فقد يعطيها الله لمن يحب ولمن لا يحب، بينما عطاء الآخرة دليل على الرضا والمحبة الإلهية، وأن نعيم الدنيا مرتبط بالموت ويعقبه حساب، بينما نعيم الآخرة لا موت فيه ولا انقطاع ولا سؤال عن كيفية حفظه وإنفاقه.
وأكد أن قول المؤمن: «خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ» لا يمكن أن يُفهم على أنه يطلب «جنينة مثلها»، لأن المِثل لا يكون خيرًا، أما «الخيرية» فلا تتحقق إلا في النعيم الأبدي، ومن ثم فإن المقصود بالآية هو دار البقاء وثواب الآخرة، لا جنة الدنيا المحدودة التي قد تصبح «صعيدًا زلقًا» في لحظة بحسابٍ إلهي دقيق.