بوابة الفجر:
2025-10-13@14:34:31 GMT

رحل الساحر ولكن.. للثروة حسابات أخرى

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

حين يُذكر اسم محمود عبد العزيز، يتبادر إلى الذهن فورًا فنان من طراز خاص، لا تُختزل مسيرته في عدد الأفلام أو الجوائز، بل في ما تركه من أثر حقيقي.

 

 

لم يكن من هواة الصخب، ولا من نجوم العناوين العريضة، لكنه كان حاضرًا بقوة في قلوب الجمهور، بأدواره الصادقة، وموهبته.

 

لذلك، يبدو مؤلمًا ومربكًا أن يُستدعى اسمه اليوم في خضم أزمة عائلية، لا تليق بتاريخه، ولا تعبر عن صورته الحقيقية.

فالرجل الذي عاش بعيدًا عن الخلافات، واختار دائمًا أن يتحدث فنه نيابةً عنه، لا ينبغي أن يصبح اسمه جزءًا من جدل حول الميراث أو أوراق الطلاق.
 

أن يتحول "الساحر" الذي ألهم الأجيال، إلى اسم عالق في أزمة عائلية، تتنازعه بيانات وتصريحات عن الميراث، وأوراق الطلاق.
الحقيقة أن هذا المشهد لا يُسيء لمحمود عبد العزيز، بقدر ما يجرح صورة نحب أن نحتفظ بها نقية، كما عرفناها. فهو لم يكن يومًا "ثروة" تُقسم، بل "قيمة" تُحترم. رجل عاش ومات بعيدًا عن المزايدات.

 

 

في عام 2016، رحل "الساحر" عن عالمنا، تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا وسيرة عطرة لا يزال يُشهد له بها بين زملائه ومحبيه. واصل نجلاه، محمد وكريم محمود عبد العزيز، المسيرة الفنية بأعمال نالت ترحيب الجمهور، الذي استقبل حضورهما بمحبة تشبه ما كان يكنّه لوالدهما.

 

 

والحق يُقال، لم يزجّ الثنائي نفسيهما في أي خلافات أو مشادات عبر السنوات، بل ظلا حريصين على الدعاء لوالدهما وذكره بالخير في كل مناسبة.

 

 

كما ترك زوجة أحبّته حتى النهاية، هي الإعلامية بوسي شلبي، التي غادرت منزلهما يوم رحيله، مدركةً أنه أوصى بكل ما يملك لنجليه، حسب ما يؤكده عدد من المقربين منهما في الوسط الفني.

 

 

وهنا يطرح السؤال نفسه: ما الذي تغير بعد تسع سنوات من الوفاة، حتى يُزج باسمه في قضايا من هذا النوع؟

 

 

نجله الأكبر، المنتج والممثل محمد محمود عبد العزيز، نفى تمامًا كل ما تردد حول نزاع على قطعة أرض بمليارات الجنيهات، مؤكدًا أن إعلام الوراثة الرسمي الصادر بعد الوفاة لم يتضمن سوى اسمه واسم شقيقه فقط.

 

 

لقد أحبّ محمود عبد العزيز أبناءه حبًا جارفًا، وفضّلهم في حياته على الجميع، وربما اعتقد أن هذا وحده كافٍ ليُدركوا أن قيمة الشرف والاحترام أعلى من أي خلاف على مال. لكن من المؤسف أن يتم الزج باسمه في بيان يطعن في زواجه.

وإن كانت محاولة نفي الزواج مرتبطة بخلاف على الميراث، فهل كان من الأجدر أن تُحل الخلافات في صمت، بدلًا من تشويه صورة فنان عظيم لم يعد بيننا، ولا يملك حق الدفاع عن نفسه؟

 

 

على الجانب الآخر، تقف الإعلامية التي ما دام أكدت في لقاءاتها أنها لا تزال على العهد، وفية لزوجها الراحل، ومخلصة لكل لحظة بينهما، حاملة ذكراه في قلبها كما اعتدنا أن نراها. لكن السؤال المشروع هنا: لماذا قررت إثارة هذه القضايا والخلافات، التي بدأت منذ عام 2021، لإثبات أن الطلاق الذي تم في أواخر التسعينيات — بعد شهور قليلة من الزواج — لم يُوثق بشكل نهائي؟

 

 

 

إذا كانت تمتلك بالفعل أوراقًا رسمية تثبت الزواج، كما تقول، وإن كانت لا تطالب بالمال أو الميراث — كما يدّعي بعض أصدقائها من الوسط الفني — فما الذي يدفعها لفتح هذا الملف الآن؟ وهل يمكن أن يُفهم هذا الإصرار على إثبات الزواج كإشارة إلى أن الراحل قد "ردّها" إلى عصمته شفهيًا دون توثيق؟
 

 

شرعًا، تُعد زوجته. لكن قانونًا، إذا كانت تملك منذ سنوات ما يثبت الزواج، فلماذا لم تُعلن ذلك إلا بعد مرور تسع سنوات على وفاته؟
 

 

وإذا كان الاتفاق — كما يؤكد المقربون منهما — هو ألا تطالب بأي شيء من الإرث احترامًا للعِشرة ولأبنائه، فلماذا تراجعت فجأة؟
هل هذا هو الوفاء الذي اعتادت أن ترفعه ؟ أم أن بعض الأسئلة لا تجد إجابات، لأن الحقيقة ليست دائمًا كما تُروى؟

 

الجميع يقف الآن طرفًا في حرب من تبادل التصريحات، كلٌّ يحاول إثبات صحة موقفه بكل ما أوتي من قوة. لكن هذه المعارك، بكل ضجيجها، لا تليق بمحمود عبد العزيز. فلا يجب أن تُبنى النزاعات على حساب فنان رحل، لا يملك اليوم أن يدافع عن نفسه، ولا أن يروي ما غاب من تفاصيل لا يعلمها سوى الله.

 

 

هو الذي لم يتحدث كثيرًا عن نفسه، ولم يسعَ إلى رسم صورة أسطورية له. اكتفى بأن يكون صادقًا، وترك أعمالًا تُغني عن أي سيرة. من "رأفت الهجان" الذي أصبح رمزًا وطنيًا، إلى أدوار الإنسان البسيط في "الكيت كات"، و"البرئ"، و"الساحر"… لم يكن بطلًا خارقًا، بل إنسانًا يعرف كيف يصل إلى قلوب الناس دون ادعاء.

 

 

وهكذا نحب أن نتذكره: فنانًا صدق نفسه فصدقه الناس، أبًا ترك في عيون أبنائه دفئًا حتى وإن اختلفوا بعده، ورجلًا لم يكن بحاجة لمن يُدافع عنه بعد رحيله.

 

 

الجدل حول المال لا يُغيّب الحقيقة: أن الإرث الحقيقي لمحمود عبد العزيز لا يُقاس بالممتلكات، بل بالمحبة. محبة جمهور لا يزال يستعيد مشاهده، ويرويها للأبناء، وينحني احترامًا لفنٍّ لا يموت.

 

 

ولأن الثروة الحقيقية لا تُورَّث… بل تُستلهم، سيبقى اسمه في المكان الذي يليق به: في القلوب، لا في سجلات المحاكم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: آخر أعمال محمود عبد العزيز محمود عبد العزيز محمود عبد العزیز لم یکن

إقرأ أيضاً:

مصطفى شوبير: الناس تتخيل أن المباريات سهلة من التليفزيون ولكن كل منتخبات أفريقيا صعبة

كشف مصطفى شوبير، حارس مرمى منتخب مصر والنادي الأهلي، أن مشاركته في كأس العالم تمثل حلمًا كبيرًا له ولوالده، متمنيًا أن يكون قد نجح في تشريف اسم عائلته وتحقيق جزء من أحلام والده.

وقال شوبير في تصريحات تلفزيونية عقب فوز منتخب مصر على غينيا بيساو: "أتمنى أن أكون شرفت أبي وحققت له حلمه، مشاركتي في كأس العالم ستفرق معي ومعه، أبارك لجماهير مصر، وسعداء بأننا أسعدناهم، وأتمنى أن نتواجد في كل نسخ كأس العالم وليس التأهل مرة كل 10 أو 15 سنة".

وأضاف: " الناس تتخيل أن المباريات سهلة من التليفزيون، ولكن كل منتخبات أفريقيا صعبة، وكلهم محترفون في أوروبا، ولا يشاركون في دوري أبطال أفريقيا، وهذا يزيد من صعوبة التصفيات".

وتابع : "هذا الجيل يستحق لقبين لأمم أفريقيا، لم يحالفه التوفيق، وخسر نهائي كأس الأمم مرتين. نعرف ما نحتاجه، وما لم نحققه، وسنركز على التفاصيل لنصل إلى أبعد مرحلة ممكنة".

وختم عن واقعة الفيديو المتداول في المطار، قال شوبير: "لا يمكن أن أهاجم الإعلام، أنا ضد هذا المبدأ، أحترم الإعلام والصحافة. قمت بالرد على المراسل وقلت له (الله يبارك فيك)، وقلت له بعد إذنك لا تكتب على الفيديو بخلاف ما قلته لأنكم أفسدتم البلد، من الممكن أن أكون أخطأت في هذا التعبير، وأتمنى أن يكون هناك رقابة على تغطية المناسبات ومراسم العزاء".

الزمالك في ورطة بسبب مستحقات لاعبيه الأجانب المتأخرة.. شوبير يكشفمصطفي شوبير: معنديش كلام أقوله عن أمي لأنها تعبت معايا طباعة شارك مصطفى شوبير حارس مرمى منتخب مصر الأهلي كأس العالم غينيا بيساو فوز منتخب مصر منتخب مصر

مقالات مشابهة

  • كُريات القلب السوداء
  • «متصدقوش اللي هتشوفوه».. ليلى زاهر تعلق على اختراق حسابات والدها
  • إسرائيل تفرج عن مئات الأسرى الفلسطينيين.. ولكن بشروط صارمة
  • البنك المركزي: حسابات محافظ الهاتف المحمول بنهاية مارس 2025 وصل لـ53.1 مليون
  • مصطفى شوبير: الناس تتخيل أن المباريات سهلة من التليفزيون ولكن كل منتخبات أفريقيا صعبة
  • احتفالا باليوم العالمي للادخار.. البنوك المصرية تفتح حسابات وتصدر بطاقات بالمجان
  • الصَلب الفلسطيني: جرحى نازفون… ولكن غير مهزومين
  • إصابة جديدة لمبابي تربك حسابات منتخب فرنسا قبل مواجهة أيسلندا
  • شروط الإمامة في الصلاة عند الفقهاء
  • أيمن حسين خارج حسابات المنتخب العراقي أمام إندونيسيا