استرداد السودان .. المخاطر والفرص
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
لا مبالغة في استخدام كلمة (الزلزال) لوصف تلك اللحظة التي اجتاح فيها الجيش السوداني ومسانديه مدينة “الخوي”، حجم الغنائم واعداد القتلى تشي بانهيارٌ المليشيا بأسرع ممَّا تمنَّاه الخصوم، طوفان “الخوي” يؤكد أن الجيش مستعد لمواجهة السيل؛ والمليشيا منهكة ، غالب ظني ان “حميدتي” وكفيله الاماراتي قد أدركا أن استعادةَ زمن التفاوض مستحيل، وأن الشعب السوداني يمضي ويقينه أن ما كُتب قد كُتب.
تراكمت اخطاء وجرائم “آل دقلو” حتى اثقلت قلوب السودانيين بالرغبة الجامحة في الثأر ، فلم يبق امام “حميدتي” إلا طريق المنفى ولا بدَّ من سلوكه.
“حميدتي ” الذي كانَ يعتقد أن وضعه مختلف عن الآخرين ومصيره مختلف عن مصائرهم. لم يتوقع أن تتقدَّم دبابة الجيش السوداني لاقتلاع أحلامه.
كانَ ليلتها واثقاً في قرارةِ نفسه أنَّه قويّ وقادر على كبح العواصف و يعتقد أنَّ “بن زايد” قد اعده بحيث يكون قادراً على مكافحة الحرائق واحتواءِ الزلازل.
الآن القلق يستبد ب”آل دقلو” وهم يشاهدون على شاشات هواتفهم ، الجيش السوداني يطاردهم ويطوي أعمارهم وعهدَهم في كل المناطق التي احتلوها ،لقد أصبحوا عظة وعبرة لكن من تراوده نفسه باتباع نهجهم مستقبلاً ، بأنه سيواجه مصيراً مشابهاً .
هزيمة مليشيات “حميدتي” في ميدان النزال ، دفعت سيدهم الإماراتي لإطلاق مسيرات القتل الجوالة التي لا تنعس بل تسهر فوق حقول القتل وتنتهك شرايين المدن الآمنة التي فر إليها المدنيين من جحيم المليشيات .
الجيش يتقدم نحو النصر الكامل ، والدولة تتقدم نحو الاستقرار ووضوح الرؤية ، وظهر نهج جديد في الحكم والإدارة، ابتدره رأس الدولة بمحاربة الفساد ، هذه النشوة التي تسري في عروق السودانيين يجب إلا تحجب عن ذاكرتهم أن حرب ١٥/ابريل قد فرخت مشاريع انتهازية متعددة الأوجه والمسارح، يجب مكافحتها مبكراً ، لأن فتح النافذةِ لن يؤدي إلا إلى دخول العاصفة.
الحقيقة والواقع أن حرب ١٥/أبريل السريعة والمباغتة،. غيّرت مصير السودان وتوازناته وملامحه وموقعه الإقليمي.
غيّرتِ المشهد جملة وتفصيلاً، قطعت طريق تصدير الكبرياء السوداني إلى مواخير الإمارات ، بعد دحر مشروع الاستعمار، يجب أن تستعيد بلادنا إقامتها تحت خيمة السيادة الوطنية .
المشهدُ اليوم مختلفاً، حقبة كاملة طُويت. تركت السودان أمام استحقاقات اليوم التالي للحرب وتحدياتِه.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
القنصل السوداني: ممتنون للقيادة العامة والحكومة الليبية على ما قدموه للنازحين
تنفيذا لتعليمات الدكتور عبدالهادي الحويج، وزير الخارجية والتعاون الدولي بالحكومة الليبية، وحرصا على دعم العملية التعليمية بشكل عام، وتضامنا مع الشعب السوداني الشقيق في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها، شاركت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في تدشين امتحانات الشهادة الثانوية لطلبة الجالية السودانية النازحة في ليبيا جراء النزاع المسلح في السودان.
وقد جرت مراسم التدشين بحضور القنصل العام لدولة السودان في مدينة بنغازي، وبمشاركة رسمية من وزارة الخارجية والتعاون الدولي، ممثلة في كل من مدير مكتب الوزير، ورئيس اللجنة الوطنية المعنية بمدارس الجاليات والمدارس الأجنبية، ورئيس قسم الجاليات.
وتعكس هذه المبادرة مدى الأمن والاستقرار الذي تنعم به مدينة بنغازي وسائر مناطق نفوذ الحكومة الليبية، بفضل الجهود المتواصلة التي تبذلها القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية والحكومة الليبية في ترسيخ الأمن وتوفير البيئة الملائمة للعيش الكريم.
من جانبه، عبر القنصل العام لجمهورية السودان عن بالغ الشكر والامتنان للقيادة العامة والحكومة الليبية على ما قدموه من دعم ورعاية واهتمام بأوضاع الجالية السودانية، لاسيما الطلبة النازحين، مؤكدا أن هذا الموقف الإنساني يعكس عمق العلاقات التاريخية والأخوية المتجذرة بين الشعبين الشقيقين.