تحتضن الأنهار الجليدية والنظم البيئية المتأثرة بها تنوعا بيولوجيا فريدا، لكن هذه الأنهار آخذة في التراجع مع ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي مما يُهدد الأنواع المتخصصة ووظائف النظم البيئية واستقرارها.

وتلقي دراسة جديدة نُشرت في مجلة" نيتشر" مزيدا من الضوء على كيفية دفع تراجع الأنهار الجليدية إلى تغييرات عميقة في الجليد والمياه والأرض، وكيف يهدد فقدانها صحة كوكبنا.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4"الرخامة الزرقاء".. كيف غيّر نصف قرن من تغير المناخ وجه الأرض؟list 2 of 4الطاقة الزرقاء.. حل واعد لمواجهة تحديات تغير المناخlist 3 of 4كيف تلاعب العصر الجليدي الأخير بصفائح الأرض التكتونية؟list 4 of 4تغير المناخ يهدد أهم منطقة للتنوع البيولوجي في كينياend of list

وقام البحث بتحليل أكثر من 160 ورقة بحثية تركز على جوانب محددة من تراجع الأنهار الجليدية للكشف عن التأثير العالمي على التنوع البيولوجي ووظيفة النظام البيئي، والتي تُبين أن الآلاف من الأنواع التي تطورت للعيش في هذه النظم البيئية الفريدة مهددة جراء الذوبان السريع للأنهار الجليدية.

وقالت الباحثة المتخصصة في علوم أحياء تغير المناخ والمشاركة في الدراسة شارون روبنسون "إن الأنهار الجليدية تحتوي على جليد يمكن أن يصل عمره إلى آلاف السنين، مما يوفر صورة حيوية لكيفية تطور تاريخ وصحة الأرض بمرور الوقت".

وأضافت أن الأنهار الجليدية من أهم الأدوات التي نمتلكها لفهم صحة كوكبنا، لا سيما في ظل ارتفاع درجة حرارة المناخ.

وتحتضن الأنهار الجليدية والنظم البيئية المتأثرة بها تنوعا بيولوجيا فريدا، إلا أن الأنهار الجليدية تتراجع مع ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي، مما يهدد الأنواع المتخصصة ووظائف النظم البيئية واستقرارها.

إعلان

وحسب الدراسة، أحدث تراجع الأنهار الجليدية تغييرات في التنوع البيولوجي ووظائف النظم البيئية في عدد لا يُحصى من السوائل المختلفة، بدءًا من أسطح الأنهار الجليدية ووصولا إلى النظم البيئية الأرضية والبحرية المكشوفة حديثًا.

وتحتوي النظم البيئية الجليدية في جميع أنحاء العالم على آلاف الكائنات الحية الدقيقة، والنباتات، واللافقاريات والفقاريات.

ونتيجة لارتفاع درجة حرارة المناخ، تتراجع الأنهار الجليدية بمعدل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ، ومن المتوقع أن تفقد ثلث كتلتها على مستوى العالم بحلول عام 2050.

حذرت دراسات من أن نصف الأنهار الجليدية قد تختفي بحلول عام 2100 (راو بيكسل ) حاضنة بيئية

وحسب الدراسة، يؤثر فقدان الأنهار الجليدية على وظائف بيئية متعددة تُسهم في تنظيم المناخ، وموارد المياه العذبة، ودورة الكربون والمغذيات، وتنمية التربة، والإنتاجية الأولية، واستقرار الشبكة الغذائية.

وتتشكل الأنهار الجليدية على اليابسة، وعندما تذوب ببطء، تتدفق مياهها الجارية إلى الأنهار والجداول. وعندما تذوب بسرعة، يجهد الجريان المائي الهائل النظم البيئية المحلية، ويُقلل من الأمن المائي للإنسان والنباتات والحيوانات، ويُسهم في ارتفاع منسوب مياه البحار.

كما يمكن أن يؤدي تراجع الأنهار الجليدية إلى تغيير تيارات المحيطات، وقد ارتبط بأنماط الطقس العالمية المدمرة وانهيار مصائد الأسماك في جميع أنحاء العالم.

وأشارت شارون روبنسون إلى أن اختفاء الأنهار الجليدية يؤدى إلى سلسلة من التأثيرات على الأنواع والمغذيات التي تتخذ من هذه النظم البيئية الحيوية موطنا لها، فالتغيير في النظام البيئي يؤدي في النهاية إلى فقدان التنوع البيولوجي.

وأضافت أن "النظام البيئي الفريد الذي يميز الأنهار الجليدية، والتركيبة المعقدة من التنوع البيولوجي والكائنات الحية الدقيقة التي تزدهر في هذا المكان، يتراجع بمرور الوقت، حيث تتولى الأنواع العامة، الأنواع التي يمكن أن تزدهر في العديد من الأماكن المختلفة، ولكنها ليست فريدة من نوعها في تلك البيئة زمام الأمور".

إعلان

وبما أن 3 أرباع المياه العذبة على الأرض مخزنة في الأنهار الجليدية، فإن التراجع السريع سيؤدي إلى اختفاء أو اضطراب كبير في العديد من النظم البيئية والأنواع المائية. ويشمل ذلك إمدادات الغذاء، ومناطق البحث عن الطعام، وأماكن التزاوج، وقد يؤدي إلى انقراضات محلية.

كما أن مستقبل الثدييات التي تستخدم الأنهار الجليدية كملاجئ أو أماكن للتعشيش غير واضح، فقد تتآكل الوظائف المميزة للأنهار الجليدية، مما يؤدي إلى آثار طويلة الأمد على النظام البيئي الحساس للكوكب.

وتسلط الدراسة الضوء على أهمية فهم أفضل لتطور النظم البيئية والتفاعل المعقد بين الأنواع بعد تراجع الأنهار الجليدية، وهو ما من شأنه أن يساعد في التنبؤ بالعواقب على التنوع البيولوجي وتطوير إستراتيجيات الحفاظ الدقيقة والتي يمكن أن تخفف من التغيرات المدمرة التي تحدث في المشهد الجليدي.

وأعلنت الأمم المتحدة عام 2025 باعتباره السنة الدولية للحفاظ على الأنهار الجليدية، وهي فرصة لرفع مستوى الوعي العالمي بالدور الحاسم الذي تلعبه الأنهار الجليدية في النظام المناخي والدورة الهيدرولوجية، والتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية لهذه التغيرات الوشيكة، وفق المنظمة.

وكانت دراسات سابقة قد حذرت من أنه في سيناريو حدوث انبعاثات منخفضة من المتوقع أن تفقد الأنهار الجليدية نحو 25% إلى 29% من كتلتها بحلول عام 2100، أما في حال استمرار الانبعاثات العالية، فقد ترتفع هذه النسبة إلى 46% أو إلى 54%.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تغي ر المناخ ارتفاع درجة حرارة المناخ التنوع البیولوجی النظم البیئیة النظام البیئی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

القبض على 6 مخالفين للأنظمة البيئية لصيدهم وعلاً بريًا بمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية

قبضت دوريات الفصيل الجبلي بالقوات الخاصة للأمن البيئي بالتعاون مع هيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية على المواطنين (محمد ناصر سمران العطوي، وسالم عودة سعد العطوي، وسعد سعيد سعد العطوي، وسليمان عودة سعد العطوي، ومحمد سعيد ناصر العطوي، وسالم عودة سليم العطوي) لارتكابهم مخالفة صيد كائن فطري مهدد بالانقراض “وعل بري”، وضبط بحوزتهم سلاح ناري، و”49” ذخيرة حية، واتخذت بحقهم الإجراءات النظامية وأحيلوا إلى الجهة المختصة.

وشددت القوات الخاصة للأمن البيئي على الالتزام بنظام البيئة ولوائحه التنفيذية التي تحظر صيد الكائنات الفطرية، مؤكدةً أن عقوبة استخدام الأسلحة النارية في الصيد غرامة “80,000” ريال، وعقوبة صيد الوعل غرامة “60,000” ريال، وعقوبة الصيد دون ترخيص غرامة “10,000” ريال.

وأهابت للمبادرة بالإبلاغ عن أي حالات تمثل اعتداءً على البيئة أو الحياة الفطرية، وذلك بالاتصال بالرقم “911” بمناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض والشرقية، و”999″ و”996″ في بقية مناطق المملكة، وستعامل جميع البلاغات بسرية تامة دون أدنى مسؤولية على المبلّغ.

مقالات مشابهة

  • مصر تتجه نحو الاستثمار البيئي.. خطوات رسمية لتحفيز المستثمرين بمجال المناخ
  • بلدية القليعة: مكب كفرتبنيت شاهد على الإهمال البيئي
  • اختبار دم يقيس العمر البيولوجي بدقة
  • البقاع تحت رحمة التجاوزات البيئية: مياه آسنة للرّيّ وحي سكني يتحوّل مكبًا للنفايات
  • نباتات وأشجار برية تعزز التنوع البيولوجي في محمية الملك سلمان
  • محمية عروق بني معارض.. تراث طبيعي عالمي يعكس روعة التنوع البيئي في صحراء المملكة
  • القبض على 6 مخالفين للأنظمة البيئية لصيدهم وعلاً بريًا بمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية
  • لا تبالغ في التنظيف.. قليل من “الاتساخ” قد يحمي عائلتك
  • لا تبالغ في التنظيف.. قليل من "الاتساخ" قد يحمي عائلتك
  • 695 مشاركة في الدورة الثانية لجائزة حمدان بن زايد البيئية