مجلة تحذر.. الخلاف النفطي مع تركيا قد يشعل حرب اهلية في كردستان
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
أغسطس 27, 2023آخر تحديث: أغسطس 27, 2023
المستقلة / متابعة /- حذر تحليل نشرته مجلة “فورن بوليسي” الأميركية من مخاطر استمرار الخلاف النفطي بين العراق وتركيا واحتمال أن تؤدي تداعياته لحرب أهلية في إقليم كردستان تمتد تداعياته لجميع أنحاء البلاد.
وأوقفت تركيا تدفقات النفط العراقية عبر خط الأنابيب الممتد لميناء جيهان في 25 مارس الماضي بعد أن أمرت هيئة تحكيم تابعة لغرفة التجارة الدولية أنقرة بدفع تعويضات لبغداد بقيمة 1.
ويرى التحليل أن التداعيات الاقتصادية والسياسية والقانونية لهذا النزاع النفطي آخذة بالتصاعد مع بقاء ملايين براميل النفط عالقة في الموانئ.
ويضيف أن خط الأنابيب كان ينقل حوالي 10 في المئة من إجمالي الصادرات العراقية، أي ما يعادل 0.5 في المئة من الإنتاج العالمي.
وأدى وقف تركيا للصادرات، من بين أسباب أخرى، إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية إلى ما يزيد عن 70 دولارا للبرميل.
علاوة على ذلك، تمثل عائدات تصدير النفط نحو 80 في المئة من الميزانية السنوية لحكومة إقليم كردستان، مما يعني أنها تواجه مخاطر جمة في حال استمرار توقف الصادرات، وفقا للتحليل.
يشير التحليل إلى أن الحظر النفطي التركي كلف حكومة إقليم كردستان لغاية الآن أكثر من ملياري دولار، مبينا أن استمراره يمكن أن يدمر اقتصاد الإقليم وربما يؤدي إلى انهيار حكومة إقليم كردستان التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.
لسنوات عديدة، كان اقتصاد حكومة إقليم كردستان يعاني نتيجة الخلافات مع الحكومة الفيدرالية المتعلقة بحصة الإقليم في الموازنة.
وفي حال ظل الخلاف مع أنقرة من دون حل، يحذر التحليل من ذلك قد يؤدي إلى موجة هجرة كبيرة لعشرات الآلاف من الأكراد العراقيين إلى أوروبا.
“كذلك يمكن أن تؤدي التداعيات المالية والعجز الكبير في الميزانية في كل من حكومة إقليم كردستان وبغداد، إلى حالة من عدم الاستقرار الكارثي في المنطقة، وهو أمر يمكن أن تستغله الجماعات المسلحة مثل تنظيم داعش، مما قد يؤدي إلى المزيد من زعزعة الاستقرار”، بحسب التحليل.
التحليل أشار أيضا إلى أن استمرار النزاع يهدد “بانهيار الاستثمارات الأميركية في العراق، وزعزعة الاستقرار الاقتصادي للحكومة الفيدرالية العراقية، وربما اندفاع روسيا وإيران لملء الفراغ الجيوسياسي”.
أدى هذا المأزق، بحسب التحليل، إلى خفض شركات النفط العالمية في العراق استثماراتها بمقدار 400 مليون دولار، وتسريح مئات العمال، والتهديد باتخاذ إجراءات قانونية.
ومع استمرار الأزمة، يقول التحليل إن سمعة العراق بين المستثمرين سوف تتضرر بشكل متزايد.
ونتيجة لذلك كله، يرى التحليل أن استمرار خسارة أربيل لمليارات الدولارات واحتمال انهيار حكومة الإقليم قد يؤدي إلى صراع بين الحزبين الرئيسيين في كردستان (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني) ويتحول في النهاية لحرب أهلية شاملة.
ويتابع التحليل أن عدم الاستقرار في إقليم كردستان قد يمتد إلى باقي أنحاء العراق، الذي يتأرجح بالفعل على حافة صراع طائفي.
ومن الممكن كذلك أن يؤدي سقوط “حكومة إقليم كردستان” إلى خلق فراغ “يسمح لإيران بتكثيف تدخلها في العراق ويهدد بحرب أهلية على مستوى البلاد” بحسب التحليل.
وزار وزير النفط العراقي حيان عبد الغني أنقرة هذا الأسبوع حيث فشل هو ونظيره التركي في التوصل لاتفاق بشأن استئناف صادرات النفط، لكن الجانبين اتفقا على إجراء مزيد من المحادثات.
وأجرى وزير الخارجية التركي الذي وصل إلى بغداد، الثلاثاء، محادثات مع نظيره العراقي تناولت قضية المياه واستئناف صادرات النفط من كردستان العراق إلى تركيا، إضافة إلى وجود حزب العمال الكردستاني في العراق.
كذلك اجتمع وزيرا الخارجية والطاقة التركيان مع رئيس حكومة إقليم كردستان العراق شبه المستقل لإجراء محادثات، الخميس، تتناول موضوعات من بينها صادرات نفط الإقليم.
ولم ترد إشارة إذا كان قد تم التوصل إلى اتفاق لاستئناف تدفق الخام عبر تركيا.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: حکومة إقلیم کردستان
إقرأ أيضاً:
تركيا تردّ على أمريكا وتحذر «قسد»: الاندماج بالجيش السوري الخيار الوحيد
قالت مصادر في وزارة الدفاع التركية اليوم الجمعة، إن عدم اندماج تنظيم “قوات سوريا الديمقراطية” في الجيش السوري واستمرار نشاطاته الحالية يلحق ضررًا بالغًا بالاستقرار والأمن في سوريا.
وأوضحت المصادر أن استمرار التنظيم الإرهابي في أنشطته، بدلًا من الاندماج في الجيش السوري وفق اتفاق 10 مارس، يهدد الأمن والاستقرار المنشودين في البلاد.
وأشارت وزارة الدفاع التركية إلى أن بعض الدول تشجع التنظيم على عدم الانصهار وإلقاء السلاح عبر أفعالها وتصريحاتها، مؤكدة أن التوقعات كانت واضحة بأن اندماج “قسد” يجب أن يكون بشكل فردي داخل الجيش السوري، وليس كوحدة متكاملة.
وشددت المصادر على أن محاولات التنظيم لكسب الوقت عبثية، وأن أي خيار آخر غير الاندماج لن يُؤتي ثماره.
وبخصوص أنشطة القوات المسلحة التركية في سوريا، أوضحت المصادر أن مزاعم الأسبوع الماضي حول استعداد الجيش التركي لعملية عسكرية استندت إلى صور أنشطة روتينية، وأن هذه الإجراءات كانت جزءًا من عمليات تناوب اعتيادية للقوات.
وأكدت المصادر أن التركيز ينبغي أن يكون على وضع “قسد” وأنشطة الجيش السوري، وليس على تحركات القوات التركية.
واتفاق 10 مارس بين الحكومة السورية و”قوات سوريا الديمقراطية” يهدف إلى دمج التنظيم في الجيش السوري، كجزء من جهود تثبيت الأمن الوطني وإعادة الدولة للسيطرة على كامل الأراضي.
ويأتي التحذير التركي في إطار استمرار التوترات بين أنقرة و”قسد”، التي تعتبرها تركيا تنظيمًا إرهابيًا مرتبطًا بحزب العمال الكردستاني. وتأتي هذه التصريحات وسط متابعة دقيقة لتحركات القوات المسلحة التركية في شمال سوريا، مع استمرار مراقبة الأنشطة العسكرية ومراقبة الالتزام بالاتفاقيات السابقة.
الدفاع التركية تؤكد استمرار تعزيز القدرات الجوية ومتابعة ملف طائرات إف-35
علّقت وزارة الدفاع التركية على تصريحات السفير الأمريكي في أنقرة توم باراك بشأن منظومة الدفاع الجوي الروسية إس-400 وطائرات إف-35 الأمريكية، وذكرت المصادر،أن الجهود مستمرة لتعزيز قدرات الدفاع الجوي لتركيا بأنظمة محلية ووطنية، وفق الخطة الموضوعة، ولفتت إلى أنه لا يوجد أي جديد بخصوص منظومة إس-400 التي أثيرت مؤخرًا.
وأكدت المصادر أن الاتصالات والمناقشات الدبلوماسية مع الجانب الأمريكي تتواصل بشأن صفقة شراء طائرات إف-35، مشيرة إلى استمرار المشاورات لرفع العقوبات وإزالة العقبات المتعلقة بالصفقة، وإعادة مشاركة تركيا في برنامج تصنيع الطائرات، وذكرت أن معالجة ملف مشروع طائرات إف-35 بروح التحالف من خلال الحوار المتبادل والتشاور البناء ستسهم إيجابًا في تعزيز العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة.
وأضافت المصادر أن الوضع الحالي لصفقة شراء طائرات يوروفايتر يتضمن، كما صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال حفل التوقيع، حلاً مؤقتًا ريثما يبدأ تسليم الطائرات الجديدة المزمع شراؤها من المملكة المتحدة، ويخطط لشراء تركيا 12 طائرة يوروفايتر من كل من قطر وعُمان، ولفتت إلى أنه سيتم تسليم الطائرات المزمع شراؤها من قطر بعد توقيع العقد، بينما سيتم تسليم الطائرات المزمع شراؤها من عُمان بعد الانتهاء من أعمال التحديث المخطط لها.
آخر تحديث: 12 ديسمبر 2025 - 18:18