بعد قرابة 19 شهراً من الحرب، تؤكد التقارير أن أكثر من 17,500 طفل قد قُتلوا، وأصيب أكثر من 34,000 طفل آخرين، فيما تعرّض نحو مليون طفل للنزوح المتكرر، وجرى حرمانهم من حقوقهم الأساسية، بما في ذلك التعليم، والغذاء، والرعاية الطبية. اعلان

منذ استئناف إسرائيل هجماتها العسكرية المكثفة على قطاع غزة أواخر مارس/آذار الماضي، تعكس الأرقام ارتفاعا مطردا في عدد الضحايا من الأطفال.

وفقًا لإحصائية صادرة عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بلغ عدد الصغار الذين قُتلوا جراء القصف الإسرائيلي 927 طفلاً، بينما تعرض مئات آخرون لإصابات بالغة.

وتكشف التقارير الميدانية أن انهيار وقف إطلاق النار والتصعيد في القصف الجوي والعمليات البرية أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين بمعدلات مُروّعة. فخلال عشرة أيام فقط، على سبيل المثال، قُتل ما يزيد عن 322 طفلاً وأُصيب 609 آخرون، بمتوسط يقترب من 100 طفل يوميًا بين قتيل وجريح.

أطفال ينتظرون توزيع وجبة ساخنة في دير البلح بقطاع غزة، 14 مايو أيار 2025يورونيوز

هذه الأرقام تؤكد مرة أخرى التداعيات الكارثية للتصعيد العسكري على المدنيين، وخاصة الأطفال، الذين يشكلون النسبة الأكبر من الضحايا في ظل استمرار العنف وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر. معظم هؤلاء هم من الأطفال النازحين الذين يعيشون في خيام مؤقتة أو منازل مدمّرة تفتقر إلى أبسط مقومات الأمان.

ومع تجدّد القصف العشوائي العنيف، فإن الحظر الكامل على دخول الإمدادات الإنسانية، والذي يدخل شهره الثالث، يُفاقم من تدهور الأوضاع، ويُعرّض نحو مليون طفل في غزة إلى خطر جسيم.

وفي هذا السياق، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف، كاثرين راسل: "كان وقف إطلاق النار في غزة شريان حياة ضرورياً لأطفال غزة وأملاً في طريق للتعافي. لكنهم يجدون أنفسهم مجدداً في قلب دوامة الحرمان والعنف المميت. يجب على جميع الأطراف إعمال التزاماتها بحماية الأطفال التي ينص عليها القانون الدولي الإنساني".

لا غذاء ولا تعليم

وبعد قرابة 19 شهراً من الحرب، تؤكد التقارير أن أكثر من 17,500 طفل قد لقوا مصرعهم، وأصيب أكثر من 34,000 طفل آخرين، فيما تعرّض نحو مليون طفل للنزوح المتكرر، وجرى حرمانهم من حقوقهم الأساسية، بما في ذلك التعليم، والغذاء، والرعاية الطبية.

أما فيما يخص التعليم، فقد أُجبر أكثر من 625,000 طفل على التوقف عن الدراسة، بعد أن تحولت 88% من المدارس إما إلى أنقاض أو ملاجئ تأوي النازحين. ولم تعد هناك بيئة تعليمية آمنة.

من جانبها قالت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، عبير عطيفة إن أكثر من 90% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، فيما سُجلت بالفعل حالات وفاة بين الأطفال نتيجة الجوع ونقص الحليب والماء الصالح للشرب

أطفال بنتظرون تعبئة المياه في دير البلح بتاريخ 14 مايو أيار 2025يورونيوزأطفال غزة بين النزوح والحرمان: "نريد أن نعيش كبقية الأطفال"

يتحدث الطفل عبد الله الشخريت (12 عاماً) بحرقة عن معاناته اليومية بعد نزوحه من رفح إلى خيمة وسط قطاع غزة، حيث يروي كيف تحولت حياته إلى صراع من أجل البقاء.

يقول الشخريت: "قبل الحرب، كانت حياتنا طبيعية، دون مشاكل تذكر. أما الآن، فأبدأ يومي مع الفجر بجمع الحطب والأوراق لإشعال النار، ثم أقطع أكثر من كيلومتر لجلب مياه الشرب، وحدي دون مساعدة أحد".

ويضيف: "أقف ساعات طويلة أمام مراكز الإغاثة لأحصل على وجبة لا تكفي عائلتي، غالباً ما تكون أرزاً أو فاصولياء، إن توفرت أصلاً".

بمرارة، يستذكر الشخريت حياته السابقة وعلاقاته بأقرانه، ويتمنى أن تنتهي الحرب ليعود إلى طفولته الضائعة: "كل ما أريده هو حياة طبيعية، كأي طفل في عمري".

بدوره يصف محمود الزهار (13 عاماً) النازح من منطقة المغراقة، ليحكي بمرارة عن طفولة ضائعة بين النزوح المتكرر ومهام البقاء اليومية التي لا تناسب عمره. يقول: "قبل الحرب، كانت حياتي طبيعية، لا ينقصها شيء سوى أحلام الطفولة. أما اليوم، فأركض طوال النهار بحثاً عن الماء والحطب، وأقف ساعات طويلة أمام مراكز الإغاثة للحصول على وجبة لا تكاد تسد جوعنا".

اعلان

ويضيف الزهار، الذي اضطر لاستخدام البلاستيك كوقود لإشعال النار، أنه تعرض لتسمم أدخنة أدخله المستشفى بسبب أزمة تنفسية حادة: "لم أعد أتحمل رائحة الدخان، لكن ما الخيار؟ لا يوجد غاز ولا كهرباء".

أطفال ينتظرون لتعبئة المياه في دير البلح 14 مايو أيار 2025يورونيوزمدرسة الصلاح ملجأ بلا تعليم

في خيمة مجاورة بمدرسة الصلاح، يقاسم إسماعيل أبو حسان (12 عاماً) الزهار ذات المعاناة. يروي أبو حسان، وهو يغالب دموعه، كيف تحول منزله في المغراقة إلى ركام خلال العملية العسكرية الإسرائيلية: "أتذكر كل تفصيل في بيتنا، النوافذ، الفراش، صورنا على الجدران... كلها انتهت بقصف واحد".

وعن واقعه الحالي، يقول: "النزوح صعب، لكن الأصعب أنني لا أستطيع الدراسة. أيام المدرسة أصبحت ذكرى، والكتب تحت الأنقاض". رغم ذلك، يرى أن وضعه "تحسن نسبياً" بعد عودة بعض النازحين إلى منازلهم، بينما هو لا يجد مكاناً يعود إليه: "البعض لديهم بيوت مدمرة يمكن إصلاحها، أما أنا فلا أعرف حتى أين سأنام غداً".

اعلانواقع مرير وأرقام صادمة

تبقى شهادات الزهار وأبو حسان نموذجاً مصغراً لواقع مئات آلاف الأطفال النازحين في غزة، وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة. حيث تحولت المدارس إلى ملاجئ مكتظة، وفقد 80% من الأطفال انتظامهم الدراسي، بينما يعاني 90% من انعدام الأمن الغذائي.

يقول عبد الرحمن جبر، مسؤول الإغاثة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا): "هؤلاء الأطفال يحملون أعباء تفوق عمرهم بعشرات السنين. الحرب لم تسرق منهم منازلهم فحسب، بل سرقت براءتهم ومستقبلهم".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة غزة الضفة الغربية قطر إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة غزة الضفة الغربية قطر حركة حماس قصف إسرائيل حماية الأطفال استعمار احتلال حقوق الإنسان إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة غزة الضفة الغربية قطر أوكرانيا بنيامين نتنياهو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني محادثات مفاوضات فولوديمير زيلينسكي ذكرى النكبة من الأطفال أکثر من

إقرأ أيضاً:

الكونجرس يقـ تل الأطفال.. اعتقال الشريك المؤسس لـ Ben & Jerry's بسبب غزة

ألقي القبض على بن كوهين، المؤسس المشارك لشركة بن آند جيري، خلال احتجاج في مجلس الشيوخ الأمريكي على المساعدات العسكرية لإسرائيل والأوضاع الإنسانية في غزة.

قاطع المتظاهرون جلسة الاستماع يوم الأربعاء أثناء إدلاء وزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت إف. كينيدي الابن بشهادته.

أُلقي القبض على ستة متظاهرين آخرين ويواجهون عددًا من التهم الأكثر خطورة، وفقًا لما ذكرته شرطة الكابيتول الأمريكي لبي بي سي نيوز.

أظهر مقطع فيديو مُنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي كوهين وهو يُقتاد من قبل الشرطة الأمريكية إلى خارج المبنى ويداه مقيدتان خلف ظهره.

وقال في مقطع فيديو بعد أن سأله أحدهم عن سبب "اعتقاله": "الكونجرس يقتل أطفال غزة الفقراء بشراء القنابل، ويدفع ثمن ذلك بطرد الأطفال من برنامج ميديكيد في الولايات المتحدة".

وقال متحدث باسم الشرطة إن كوهين مُتهم بالتجمهر أو العرقلة أو الإزعاج - وهي جنحة تُستخدم غالبًا في قضايا العصيان المدني في العاصمة الأمريكية.

كما أُلقي القبض على ستة متظاهرين آخرين خلال جلسة الاستماع، ويواجهون تهمًا تشمل الاعتداء على ضابط شرطة و/أو مقاومة الاعتقال.

لطالما عُرفت شركة بن آند جيري بمواقفها العلنية تجاه القضايا الاجتماعية والسياسية منذ تأسيسها عام ١٩٧٨ على يد كوهين وجيري غرينفيلد.

لطالما دعمت الشركة حملاتٍ تُعنى بقضايا مثل حقوق مجتمع الميم وتغير المناخ.

اشترت شركة يونيليفر، عملاق السلع الاستهلاكية متعددة الجنسيات، شركة بن آند جيري عام ٢٠٠٠.

أدى اتفاق الاندماج بين الشركتين إلى تشكيل مجلس إدارة مستقل مُكلّف بحماية قيم بن آند جيري ورسالتها.

لكن يونيليفر وبن آند جيري على خلاف منذ فترة وتوترت علاقتهما عام ٢٠٢١ عندما أعلنت بن آند جيري عن وقف مبيعاتها في الضفة الغربية.

طباعة شارك بن كوهين شركة بن آند جيري مجلس الشيوخ الأمريكي المساعدات العسكرية لإسرائيل الأوضاع الإنسانية في غزة الشرطة الأمريكية الكونجرس يقتل أطفال غزة أطفال غزة

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذر: نصف أطفال اليمن يعانون من خطر سوء التغذية
  • الشاشة الصغيرة والأطفال... مشكلة العصر والحل لدى الأهل
  • الجزيرة نت ترصد حالات سوء التغذية بين أطفال غزة
  • الكونجرس يقـ تل الأطفال.. اعتقال الشريك المؤسس لـ Ben & Jerry's بسبب غزة
  • قائد الثورة: العدو الإسرائيلي يستهدف النازحين في مراكز إيوائهم التي يحددها كمناطق آمنة
  • الحرب سوف تقضي على أكبر آلة كذب ونفاق يشهدها تاريخ السودان الحديث
  • مسؤول أممي: نصف أطفال اليمن يعانون من سوء التغذية
  • هل ستكون ليبيا منفى العصر الحديث!
  • أكثر من عدد سكان ألمانيا.. رقم صادم لأعداد النازحين في العالم