الاقتصاد نيوز - متابعة

كشفت مواقع متخصصة بالملاحة البحرية، يوم الجمعة، أن حركة السفن والناقلات في البحر الأحمر وبحر العرب شهدت خلال الساعات الماضية، انتعاشاً نسبياً.

وتأتي عودة حركة الملاحية، إثر اتفاق أمريكي مع الحوثيين في اليمن برعاية عُمانية، بعد نحو 19 شهراً من جمود شبه كلي، بفعل تهديدات الحوثيين لخطوط الشحن الدولية.

انتعاش تدريجي

وقال الخبير في شؤون الأمن والدفاع، الأمريكي ذو الأصول اليمنية، محمد الباشا "تُظهر حركة الملاحة البحرية المباشرة عبر البحر الأحمر وبحر العرب، بوادر انتعاش ثابتة، وإن كانت تدريجية".

واستند الباشا في حديثه لموقع "إرم نيوز"، على تطبيق "VesselFinder" المتخصص في عرض مواقع السفن وحركة المرور البحرية على مدار الساعة والمُكتشفة بواسطة شبكة (AIS) العالمية.

ولفت إلى أنه شُوهد تفريغ ثلاث ناقلات نفطية حمولتها من الوقود في ميناء رأس عيسى في محافظة الحديد شمال غربي اليمن، والخاضع لسيطرة الحوثيين، معتبراً ذلك "تطوراً لافتاً، يشير إلى استئناف النشاط اللوجستي في المنطقة".

وأضاف "صحيح أننا نرى، اليوم، من خلال مواقع رصد الملاحة في البحر الأحمر عبر تتبع منظومات التعريف التلقائي(AIS) للسفن، حركة شبه طبيعية، لكن من المبكر طرح إحصائيات رقمية دقيقة تعكس حجم التأثيرات الفعلية".

ومضى الباشا قائلاً "إلا أن مقارنة بيانات الربع الأول من عام 2025، مع نظيره في العام 2024، كما ورد في تقارير هيئة قناة السويس، تكشف عن تراجع ملحوظ في النشاط الملاحي".

وأشار إلى أن "عدد السفن العابرة، قد انخفض بنسبة تقارب 20%، بينما تراجعت الحمولة الصافية بنسبة تصل إلى 23%، مما يعكس انخفاضاً كبيراً في حجم التجارة المارة عبر القناة خلال هذه الفترة".

وتابع الباشا، قائلاً "وكانت أكبر نسب الانخفاض من نصيب سفن البضائع السائبة وناقلات النفط وسفن الحاويات، في حين سجلت سفن الغاز المسال ارتفاعًا لافتًا في الحمولة رغم استقرار عددها".

"استغلال كارثي"

بدوره قال المحلل الاقتصادي محمد الجماعي "البحر الأحمر، عبر التاريخ، هو بحر للملاحة التجارية العالمية، وبحر صراعات القوى الكونية منذ الأزل، ويشكّل واحدة من أهم العقد الخلافية والمتوترة قديماً وحديثاً".

وبيّن لـ"إرم نيوز"، أنه من أجل ذلك "حرصت الحكومات والدول المُطلّة على البحر الأحمر ومنها اليمن، في العقود المائة السابقة، على حماية هذا الممر الآمن لما له من عائد مادي ومعنوي على تلك الدول".

ولفت الجماعي إلى أنه "وحدها ميليشيا الحوثي من استغلت هذا الممر استغلالًا كارثيًا مع إدراك قادتها، بكل تأكيد، تأثير ذلك سلباً على اليمن، والمنطقة، والتجارة الدولية".

وذكر أنه "مع ذلك، فالنتائج الكارثية المتوقعة، سابقًا ولاحقًا، هي بحسب اللهجة المحلية (عزّ الطلب) بالنسبة لأهداف الجماعة، فـ(العنف المقدس)، بحسب تعبير باحثين عرب، يأتي في صُلب عمليات الميليشيات العربية المدعومة من إيران، للوصول إلى تمويلات، ومقاعد تفاوضية".

وأشار الجماعي إلى أنه "في الوقت الذي حصدت فيه دول عظمى وفورات مالية نتيجة ارتفاع كلف الشحن والتأمين بسبب ارتفاع نسبة المخاطر؛ وحصدت دول أخرى فوائد نتيجة ارتفاع أسعار الوقود؛ نجد في المقابل أن غزة، مثلاً، لم تحصد أي فوائد تذكر".

وأكد أنه "لم يجنِ اليمن سوى فقدان سمعته ومكانته، بالإضافة إلى خسارة نحو نصف مقدّراته من البُنى التحتية التي تقع تحت سيطرة الميليشيا الحوثية، كالمطارات، والموانئ، والمصانع الكبرى، ومحطات الكهرباء، وصهاريج تخزين النفط".

وأضاف الجماعي "باعتقادي أن الأضرار التي تعرّض لها اليمن فادحة، وذات أثر طويل الأمد، ويصعب في الوضع الحالي إعادة بناء تلك القدرات، التي يزعم الحوثيون أنهم شرعوا في ترميمها كذبًا، بينما يسعون في حقيقة الأمر إلى ترميم سمعتهم بعد العنتريات التي ظنّوا أنها انطلت على سكان المناطق الواقعة تحت سيطرتهم".


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار البحر الأحمر إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير النقل يتفقد حركة الملاحة بميناء الحديدة

وأطلع الوزير قحيم على حركة السفن والخطط التشغيلية، وآليات العمل في الأرصفة ومحطة الحاويات وجهود استقبال مختلف أنواع السفن المحملة بالمواد الغذائية.

وأستمع من القائمين بالميناء، إلى الرؤى التي تخدم متطلبات زيادة الطاقة الاستيعابية، وتحقق استقطاب السفن والمقترحات والحلول التي تسهم في تحسين الخدمات المقدَّمة، وسهولة وانسيابية الحركة والعمل بالتعاون والتنسيق بين كل الجهات المتواجدة داخل الميناء.

وشدد وزير النقل والأشغال العامة، على أهمية رفع الكفاءة التشغيلية بالميناء، والعمل على مدار اليوم، مشيرا إلى أن رسو السفن بموانئ الحديدة يؤكد الثقة فيها، وقدرتها على العمل وتقديم كافة الخدمات فيها، مهما استهدفت من قبل العدو.

مؤكدا حرص الحكومة والوزارة الحفاظ على جاهإية الميناء، والبدء في إعادة تأهيل وصيانة المرافق التي تضررت من قبل طيران العدوان الصهيوني مع الأخذ بعين الاعتبار معاييرالسلامة.

مشيدا بدور قيادة مؤسسة موانئ البحر الأحمر والعاملين فيها، على تجاوز التحديات والمضي قدما في تعزيز إسهام القطاع اللوجستي في الناتج المحلي ودعم الاقتصاد الوطني.

ووجه الوزير قحيم أثناء جولته بالميناء التي رافقه فيها مدير مكتب رئيس المؤسسة علي الآنسي وعدد من مدراء الادارات بالمؤسسة، بأهمية تكثيف الأداء ومواصلة العمل وفقا للامكانيات المتاحة.

مقالات مشابهة

  • الجبير يربط أمن البحر الأحمر باستقرار اليمن.. محاولة لإعادة إنتاج الرواية ’’الصهيونية-الأمريكية’’ أم تهرب سعودي من استحقاقات السلام؟
  • قناة السويس تتحرك لاستعادة الملاحة.. خفض الرسوم بعد خسائر تجاوزت 10 مليارات دولار
  • مواقع متخصصة ترصد انتعاشاً في حركة الملاحة البحرية بالمياه العربية
  • «أصعب من جائحة كورونا».. ما حجم خسائر قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر؟
  • من اليمن إلى مصر.. كيف تحمي الصين مصالحها في البحر الأحمر؟
  • أمريكا تحت النار.. تسريبات تكشف لحظات رعب لمقاتلة شبحية في سماء اليمن
  • السيد القائد: الملاحة البحرية على العدو محظورة ونسعى لتحقيق الحظر الجوي
  • وزير النقل يتفقد حركة الملاحة بميناء الحديدة
  • وزير النقل يتفقد سير حركة الملاحة البحرية بميناء الحديدة