وترٌ على ضفاف عُمان... أمسية موسيقية تكشف ملامح الصوت العُماني المعاصر
تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT
شهدت مدرسة عزان بن قيس العالمية بمدينة السلطان قابوس، مساء امس أمسية موسيقية حملت عنوان “وترٌ على ضفاف عُمان”، نظمتها جريدة “الرؤية”، وبمشاركة نخبة من العازفين المحترفين من فرقة “تريو بولشوي”، إحدى أبرز فرق موسيقى الحجرة في العالم.
جاءت الأمسية التي رعاها سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة احتفاءً بتقديم أربعة أعمال موسيقية جديدة لمؤلفها الدكتور ناصر بن حمد الطائي، تُعرض لأول مرة في سلطنة عُمان وتهدف هذه المبادرة إلى ترسيخ حضور الفنون الرفيعة، وتعزيز الحراك الإبداعي الوطني، والانفتاح على التجارب العالمية من خلال الموسيقى بوصفها لغة إنسانية سامية، تُجسّد التواصل الحضاري بين الشعوب وتتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية.
وتميّز الحفل بتقديم أعمال موسيقى الحجرة، من خلال توظيف آلتي التشيلو والبيانو ضمن قالب السوناتا الكلاسيكي، الذي يُعدّ من أرفع أشكال التأليف الموسيقي، وقد عبّرت هذه الأعمال عن نقلة نوعية في أسلوب الدكتور ناصر الطائي الفني، بعد مشواره الحافل بالأعمال الأوركسترالية ذات الطابع الدرامي الملحمي التي نُفّذت في محافل دولية عدة، منها بولندا، ومصر، ولبنان. ومن أبرز هذه الأعمال: سيمفونية “الأمل”، التي وثّقت الانتقال السلمي للسلطة في سلطنة عُمان عام 2020، وسيمفونية “أحمد بن ماجد”، التي تحتفي بالملاحة العربية في القرن الخامس عشر، إلى جانب سيمفونية “الشرقية” التي تغوص في أعماق الهوية الشرقية عبر توليفة فنية تمزج بين الحداثة والأصالة، فضلًا عن ثلاثية “غزة” التي وثّقت مآسي ومعاناة وصمود الشعب الفلسطيني.
وفي هذه الأمسية، قدّم "الطائي" لونًا جديدًا من التعبير الموسيقي، أكثر تجريدًا وتأملًا، يتوجه إلى الداخل الإنساني والمشاعر العميقة، مستفيدًا من الحميمية التي تتيحها بنية السوناتا وثنائية البيانو والتشيلو، ليدخل المستمع في تجربة حسّية متكاملة تُعيد تعريف العلاقة بين المؤلف والجمهور.
وعبّر الدكتور ناصر الطائي في كلمة القاها في الحفل عن أن هذه الأمسية ليست مجرد عرض موسيقي، بل لحظة تحول تأسيسية لولادة صوت عُماني جديد، يستقي من إرث عمان الثقافي ويخاطب العالم بلغة موسيقية معاصرة، تمسّ الوجدان وتضع الموسيقى العُمانية في قلب الخريطة العالمية.
وأضاف "الطائي" أن التحول من الدراما الكبرى إلى التعبير الحميمي لا يُنقص من شأن القضايا العامة، بل يمنحها أبعادًا جديدة من خلال المقاربة الشعورية الدقيقة.
وقد افتتح الحفل بثلاث مقطوعات بيانو قصيرة متباينة في الإيقاع والأسلوب، جسّدت مشاهد داخلية نابضة بالعاطفة والرمزية، وكانت المقطوعة الثالثة، بعنوان “أكفان”، الأكثر تعبيرًا عن الألم والمعاناة من خلال موسيقى محمّلة بالتصوير الحسي العميق.
بعدها، قدّمت “سوناتا التشيلو الأولى” في أربع حركات تقليدية، جسّدت حوارا حيويا بين آلتي البيانو والتشيلو، اتسم بالتناوب بين الرقة والدراما، وبين الحلم والتأمل، مما عكس رقيًا في الأسلوب وثراءً في التعبير الموسيقي.
أما الجزء الثاني من الأمسية، فبدأ بعزف منفرد للكمان بعنوان “كابريتشيو الكمان”، وهو عمل صمم ليُظهر الإمكانات التقنية العالية للعازف، دون أن يُغفل البعد الشعري والتأملي للصوت، مقدّمًا آلة الكمان في دورها كوسيط إنساني درامي.
واختتمت الأمسية بـ”سوناتا التشيلو الثانية”، التي جاءت أكثر نضجًا وعمقًا، وشهدت تصاعدًا في الانفعالات الموسيقية بين البيانو والتشيلو، وتجلّت فيها الكتابة الموسيقية بكثافة شعورية أعلى، وبلغة فنية مفعمة بالانسجام والدهشة.
وبذلك، شكلت أمسية “وترٌ على ضفاف عُمان” محطة مهمة في تاريخ الموسيقى العُمانية المعاصرة، حيث التقت الروح العُمانية مع الحسّ العالمي في توليفة موسيقية تنبض بالجمال، وتعلن عن صوت جديد واعد للموسيقى العُمانية على الصعيدين المحلي والدولي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الع مانیة من خلال
إقرأ أيضاً:
أمسية في مخيم جرمانا دعماً لغزة ولسوريا الجديدة
ريف دمشق-سانا
أقيمت في مخيم جرمانا بريف دمشق اليوم أمسية أدبية وفنية بعنوان كلمة وريشة ووتر، نظّمها منتدى محمود درويش الثقافي، ضمن الحراك العالمي المتضامن مع غزة، ولتأكيد دور الثقافة في بناء سوريا الجديدة.
وشهدت الأمسية، التي أقيمت في ساحة بستان طلال داخل المخيم، تنوعاً فنياً جمع بين الكلمة والشعر والرسم والموسيقا، بمشاركة الشاعر أحمد دخيل، الذي قدّم قصائد وجدانية ووطنية، والفنان يوسف العاصي بعزف حيّ على العود، إلى جانب لوحات تشكيلية مباشرة قدّمها الفنانون محمود عبد الله، إلهام موسى، وماريا عامر، تزامناً مع الإلقاء والموسيقا.
الشاعر أحمد دخيل، أمين سر المنتدى، قال في تصريح لـ سانا: إن الفعالية تأتي انسجاماً مع الحراك العالمي للشعر دعماً لغزة، مشيراً إلى أن الثقافة لا تقتصر على الكلمة وحدها، بل تشمل اللوحة والعزف، وكل ما يُنتج فناً راقياً.
وأوضح دخيل أن هذه المبادرة تهدف أيضاً إلى تفعيل الحالة الثقافية ضمن التجمعات الفلسطينية في سوريا، مؤكداً أن أبناء المخيم هم جزء من النسيج الاجتماعي السوري، ولهم دورهم في تطوير الثقافة الوطنية، داعياً في الوقت نفسه وزارة الثقافة السورية إلى إيلاء اهتمام أكبر بالتجمعات المهمشة، التي رغم ظروفها القاسية تضم طاقات شعرية وفنية وموسيقية تستحق الدعم والرعاية.
يشار إلى أن منتدى محمود درويش في مخيم جرمانا يشكّل منصةً ثقافيةً نشطةً تُعنى بالتنوع الفني والإبداعي، وتسعى إلى الحفاظ على الهوية الفلسطينية من خلال الفنون المختلفة، والتواصل الدائم مع محيطها السوري.
مخيم جرمانا 2025-06-30Hassan Nasrسابق الصحة السورية تناقش تعديل قانون المنشآت الصحية الخاصة انظر ايضاً مسيرة احتجاجية رفضاً لـ (صفقة القرن) في مخيم جرمانا بريف دمشقريف دمشق-سانا نظمت المنظمات الشبابية والطلابية الفلسطينية في سورية اليوم مسيرة احتجاجية رفضا لما تسمى …
آخر الأخبار 2025-06-30أمسية في مخيم جرمانا دعماً لغزة ولسوريا الجديدة 2025-06-30محافظ دير الزور: للإعلام دور مهم في إعادة بناء سوريا الجديدة 2025-06-30العنزي لـ سانا: مشروع “بوابة دمشق الإعلامية” سيستقطب الإعلام العربي والعالمي 2025-06-30اندلاع عدة حرائق باللاذقية وفرق الإطفاء تبذل جهوداً لإطفائها 2025-06-30تسويق أكثر من 73 ألف طن قمح حتى الآن من إنتاج الغاب في حماة 2025-06-30تأثيرات كبيرة لموجة الجفاف على القطاع الزراعي في سوريا 2025-06-30اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري تعقد جلسة تعريفية بطرطوس 2025-06-30مؤسسة الكهرباء توقع مع شركة أمريكية مذكرة تفاهم لتنفيذ محطتي طاقة شمسية 2025-06-30تعزيز التنسيق في العمل الإنساني بين محافظة حماة واللجنة الدولية للصليب الأحمر 2025-06-30الصحة تبحث آليات تطوير الرعاية الصحية للأطفال
صور من سورية منوعات شركة صينية تطرح روبوتاً لإزالة الأعشاب الضارة بالليزر 2025-06-30تحذير علمي: ارتفاع الحرارة يؤثر في القدرات الإدراكية 2025-06-29فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |