ألقى السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمة أمام مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة الدورة العادية (34).

 

وقال أبو الغيط: “تمر علينا هذه الأيام ذكرى عزيزة على نفس كل عربي.. الذكرى الثمانين لتأسيس الجامعة العربية.. المنظمة التي ترفع لواء العروبة كفكرة جامعة لهذا الفضاء الممتد من الخليج العربي حتى المحيط الأطلسي.

. المنظمة التي لازالت – وبرغم تحولات كبرى في الإقليم والعالم – تمثل النسيج الرابط للشعوب العربية، والعروة الوثقى التي نستمسك بها”.
 

وقال إن استمرارية هذه المنظمة الشامخة عبر ثمانية عقود شاهدةٌ على قوة الشعوب وعلى عمق الدافع الذي يجمع بين الشعوب والدول الأعضاء... إن الرابط الأهم في منطقتنا يقوم على اللغة والثقافة والتاريخ المشترك.. إنها رابطة منفتحة.. لا تقوم على العرق أو الاثنية بل على الإرث الحضاري الجامع لهذه الأمة... والذي يضم داخله تنوعًا دينيًا وثقافيًا فريدًا وثريًا... إن العروبة لازالت قادرة على استيعاب هذا التنوع الذي ما دام كان سمة مميزة لمنطقتنا... وهي تستطيع أن تقدم نهجًا جامعًا، مضادًا للاستقطاب الذي ضربت آفته – وللأسف- بعض أجزاء الجسد العربي مؤخرًا.
 

كما تقتضي المناسبة منا وقفةً مع الذات ننشد من خلالها نظرةً موضوعية إلى سجل الجامعة العربية... بلا تهويل أو تصغير في قدر ما تحقق.
إن مفهوم الأمن القومي العربي 
– كما لا زلنا ننشده اليوم وكما سبق وأن  تطلع إليه الآباء الأوائل لهذه 
المنظمة – لم يزل بعيدًا عن التحقق على النحو المأمول.. إن إقليمنا العربي كان ولايزال هدفًا لتهديدات وأطماع... من جوارٍ قريب أو من قوى بعيدة.. وكان – ولايزال – عرضة لتدخلات غير حميدة في شئون دوله.
وتقتضي الوقفة التقييمية أيضًا.. نظرة موضوعية إلى حال الدولة الوطنية العربية... فبعض دولنا مهددٌ في وجوده وكيانه ذاته... وبعضها عرضة لاستقطاباتٍ داخلية أو احترابٍ أهلي... ومازال مفهومُ الدولةِ الوطنية... دولةِ المواطنة.. غير متجذرٍ بعد في كافة أرجاء عالمنا العربي... ويظل غيابه أحد الأسباب الجوهرية لنزاعات وحروب تمثل ثغراتٍ خطيرةً في جدار الأمن القومي العربي.
سيادة الرئيس،
في السودان جُرحٌ مفتوح يُدمي قلوبنا جميعًا حيث تسببت الحرب في أشد أزمة إنسانية على وجه الأرض اليوم... وبسبب تلك الحرب، فإن كيان الدولة ووحدة وتماسك مؤسساتها الوطنية -التي ينبغي الحفاظ عليها وتعزيز دورها- صاروا عرضة للتهديد... ومع ذلك فإنني أثق في قدرة أهل السودان على تجاوز تلك المحنة التاريخية، وإعادة بناء ما دمرته الحرب.. بدعمٍ عربي في المقام الأول.
وفي اليمن... لا زالت جماعة الحوثي تصر على الانفراد بمقدرات البلاد التي جلبت على أهلها مواجهات وأهوالًا فاقمت معاناتهم إلى حد لا يمكن تصوره، ولن ينصلح الحال في هذا البلد العربي العزيز إلا عندما تدرك تلك الجماعة استحالة استمرار هذا الوضع وتنخرط في جهد وطني يستعيد لحمة البلاد.
وفي ليبيا مازال الانقسام مهددًا لوحدة الدولة ونحن نتابع بمزيد من القلق التطورات الخطيرة التي تقع في طرابلس وغرب ليبيا... وكلي أملٌ أن تضع جميع الأطراف مصلحة الوطن ووحدته فوق كل اعتبار من أجل الحيلولة دون تدهور الأمور... وصولًا إلى إنهاء المرحلة الحالية وربما إجراء مصالحة شاملة تمكن ليبيا من الانطلاق إلى مستقبل واعد يستحقه شعبها.
وفي الصومال... لازالت البلاد تواجه تهديدات متنوعة... ونحن نساند حكومته المركزية في الدفاع عن سيادة الصومال على كامل ترابه.
أما سوريا فتخوض مرحلة صعبة وتحديًا كبيرًا لبناء سوريا الجديدة التي يشعر كل أبنائها – بغض النظر عن المذهب أو العرق – بالأمن والمساواة في الحقوق والواجبات... وسنقف جميعًا مع أهل سوريا الكرام وحكومتها لتجاوز هذا الوضع الصعب... وأثق أن رفع العقوبات الأمريكية سيسهم في خلق وضع اقتصادي جديد يُعزز من قدرة شعب سوريا على مجابهة المستقبل بثقة.
 وفي لبنان، يواجه البلدُ تحديًا تاريخيًا بالتعافي وفرض سيادة الدولة وحصر السلاح بيدها في ظل عدوان إسرائيلي متواصل ينتهك سيادة البلاد ويخرق اتفاق وقف الأعمال العدائية.. وكلنا أمل وثقة في أن تتمكن الدولة اللبنانية من الاضطلاع بتلك المسئولية الكبرى لمصلحة مستقبل أبناء هذا البلد العزيز.
سيادة الرئيس
بعد سنوات قليلة من تأسيس الجامعة العربية انفجرت مأساة فلسطين... ولازال جرحها النازف هو الأقسى على العرب.. ولازالت قضيتها العادلة هي قضية العرب.

إن حرب الإبادة التي يباشرها متطرفو اليمين الإسرائيلي في محاولة لفرض السيطرة على فلسطين بكاملها، وطرد سكانها خارجها.. هي عار عليهم وعلى العالم الصامت.. عارٌ أن تباشر دولةٌ التطهير العرقي في هذا الزمان ويصمت العالم.. وأن يصبح القتل اليومي، للنساء والأطفال والمدنيين، أمرًا طبيعيًا ويمر مرَّ الكرام.
إن سياسة إسرائيل المتهورة والعدوانية في فلسطين (وفي سوريا ولبنان).. سوف تُدخل المنطقة كلها في حلقات لا تنتهي من المواجهة... فهي سياسة تهدف إلى تصعيد التوترات على كل الجبهات.. وتعطي لإسرائيل حق إشعال النيران في كل مكان... والغرض هو التوسع تحت ذريعة الأمن، والتمدد تحت حجة إقامة المناطق العازلة.. وهي سياسة نرفضها وندينها بأشد العبارات ونسجل خطورتها الشديدة على استقرار هذه المنطقة وأمنها.

لقد واكبت هذه الجامعة قضية فلسطين منذ منشئها... وستظل قضية شعب فلسطين وحقه العادل في دولة مستقلة على 22% من مساحة فلسطين التاريخية قضية رئيسية لهذه الجامعة حتى تتجسد 

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

ألف مبروك يا سيادة النائب.. رامز جلال يهنئ شقيقه ياسر جلال بعد تعيينه عضوا في «الشيوخ»

هنأ الفنان رامز جلال شقيقه الفنان ياسر جلال بمناسبة تعيينه عضوًا بمجلس الشيوخ، بناءً على قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أصدره اليوم الأحد.

رامز جلال لـ ياسر جلال: ألف مبروك يا سيادة النائب

ونشر رامز جلال صورة شقيقه ياسر جلال عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، وكتب: «أخي الحبيب الغالي، ألف مبروك يا سيادة النائب، ودي مسؤولية كبيرة، بس انت قدها وقدود، والله المستعان، وربنا يتمها على خير ويكملها بالستر».

ياسر جلال يوجه الشكر للرئيس السيسي

ومن جانبه أعرب الفنان ياسر جلال عن سعادته بتعيينه عضوًا في مجلس الشيوخ، وذلك بناءً على قرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، موجها رسالة شكر على دعم الرئيس الدائم للفنانين والمبدعين في مصر.

ونشر ياسر جلال منشور عبر حسابه الرسمي على موقع «فيس بوك»، وكتب: «الحمد لله، يشرفني انضمامي لعضوية مجلس الشيوخ المصري. بكل الحب والاحترام أشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه الدائم للفن والثقافة والمبدعين في بلدنا، كما أشكر حزب حماة الوطن على الترشيح، وإن شاء الله أكون عند حسن الظن، وربنا يقدرني أكون واجهة مشرفة لزملائي الفنانين داخل المجلس».

وتابع جلال: «وجود فنانين داخل مجلس الشيوخ شرف كبير، وفرصة حقيقية لأن يكون للفنان صوت مسموع ومؤثر داخل مؤسسة محترمة بهذا الحجم، ليشارك في النقاش الوطني لا أن يكون مجرد متابع من بعيد».

وأنهى ياسر جلال منشوره قائلًا: «الفن جزء أصيل من هوية البلد، وصوته يجب أن يكون حاضرًا في كل مساحة تتحدث عن مستقبله، أسأل الله أن أكون إضافة حقيقية، وأن أُوفق في تمثيل الفنانين والمبدعين بالشكل الذي يليق بمكانتهم وبقيمة الفن المصري».

ياسر جلال يوصل تصوير «كلهم بيحبو مودي»

من جهة أخرى يواصل الفنان ياسر جلال تصوير مسلسله «كلهم بيحبو مودي»، والمقرر عرضه في رمضان 2026، ويشارك في بطولته نخبة من النجوم، أبرزهم ميرفت أمين، آيتن عامر، ريهام الشنواني، مصطفى أبو سريع، هدى الإتربي، دينا أبو السعود، ومحسن منصور، وهو من تأليف أيمن سلامة وإخراج أحمد شفيق.

اقرأ أيضاًياسر جلال بعد تعيينه في مجلس الشيوخ: «إن شاء الله أكون عند حسن الظن»

«كلهم بيحبوا مودي».. ياسر جلال ينافس في دراما رمضان 2025 بعمل كوميدي

ياسر جلال يستخرج فيش وتشبيه.. تكهنات بتعيينه عضوا بمجلس الشورى

مقالات مشابهة

  • ألف مبروك يا سيادة النائب.. رامز جلال يهنئ شقيقه ياسر جلال بعد تعيينه عضوا في «الشيوخ»
  • العربية للتنمية الإدارية تنظم غدا بتونس الملتقى العربي السابع للحوكمة
  • انطلاق فعاليات النسخة الثالثة من نموذج محاكاة برلمان الشباب العربي بالجامعة العربية
  • وزير العمل : انتخاب مصر للمرة الثانية لرئاسة مجلس إدارة العمل العربي يعكس الثقة في قيادتها ودورها الإقليمي
  • العمل العربية ترحب باتفاق وقف إطلاق النار وتطالب بتعويض عمال فلسطين
  • مجلس إدارة منظمة العمل العربية يصدر بيانا عاجلا لدعم عمال وشعب فلسطين
  • الشباب والرياضة تستقبل وفود الدول العربية المشاركة في نموذج محاكاة برلمان الشباب العربي
  • بوتين: روسيا لديها مستوى عال من الثقة مع الدول العربية بما في ذلك فلسطين
  • بسبب أحداث غزة.. بوتين يعيد النظر في القمة الروسية العربية
  • جامعة الدول العربية: «اتفاق غزة» خبر جيد بعد عامين من سفك الدماء