المنيا تحتفي بتراثها في اليوم العالمي للمتاحف.. ومحافظها يؤكد: ماضينا عريق ومستقبلنا واعد
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
شارك اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، في فعاليات الملتقى العلمي الخامس بعنوان: “المنيا الشاهد الحي لحضارة مصر.. بين الإرث الثقافي واستدامة المتاحف”، والذي نظمه المتحف الآتونى بالتعاون مع مطرانية المنيا للأقباط الأرثوذكس، اليوم السبت، تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، الذي يوافق 18 مايو من كل عام.
ويأتي الملتقى في إطار تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي، وتنمية روح الانتماء لدى الأجيال الجديدة، وتسليط الضوء على الدور المحوري لمحافظة المنيا كأحد أبرز الشواهد الحية على عظمة الحضارة المصرية، بما تضمه من مواقع أثرية وتراث ثقافي فريد.
حضر الفعالية نيافة الحبر الجليل الأنبا مكاريوس، والدكتور أحمد حميدة، رئيس الادارة المركزية للمتاحف الإقليمية بوزارة السياحة والآثار، إلى جانب نخبة من الباحثين والخبراء والإعلاميين ورجال الدولة.
بدأت الفعالية بافتتاح رسمي ومعرض فني يعبر عن التراث الشعبي المصري على مر العصور الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية، بمشاركة مجموعة من الفنانين، أعقبه عروض كورال فنية متنوعة لمختارات من الاغانى الوطنية.
وخلال كلمته، أكد المحافظ أهمية دور المتاحف في الحفاظ على الهوية الحضارية للأمم، مشيداً بالتعاون المثمر بين الجهات الثقافية والدينية، وما لذلك من أثر في نشر الوعي بقيمة التاريخ والتراث، مشيرا إلى ضرورة العمل على تطوير المناطق الاثرية و تنشيط السياحة سواء الخارجية او الداخلية، لاستعادة عروس الصعيد لمكانتها كوجهة سياحية عالمية متميزة.
وفى كلمته، أكد نيافة الأنبا مكاريوس على رفع مستوى الوعي بأهمية الحفاظ على آثار المنيا وتسليط الضوء على الشخصيات العظيمة التي خرجت من المنيا عروس الصعيد وترسيخ المفهوم الثقافي بأن المنيا كانت فى يوم من الأيام عاصمة لمصر خلال العصر الفرعونى، إلى جانب كونها درة صعيد مصر على مر الأجيال.
وخلال كلمته قدم الدكتور أحمد حميدة، المشرف العام على المتحف الاتونى، الشكر الجزيل للواء كدوانى على اهتمامه البالغ بإنجاز مشروع المتحف الاتونى ولإيمانه بأهميته فى تنشيط السياحة فى عروس الصعيد التى تزخر بالآثار التاريخية فى مختلف العصور، لافتا إلى وضع جدول زمني محدد لإنجاز المتحف ليعلن افتتاحه مع نهاية عام 2026.
و فى ختام الفعالية، تم اهداء درعى المطرانية و المتحف الاتونى تقديرا لجهوده التنموية والخدمية التي يلمسها الجميع على أرض المحافظة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: اليوم العالمي للمتاحف اللواء كدوانى الملتقى العلمي الخامس
إقرأ أيضاً:
صيد الصقور وتربيتها.. إرثٌ عريق وحضورٌ متجدد
تمثل هواية صيد الصقور وتربيتها أحد أبرز المظاهر التراثية الأصيلة في شبه الجزيرة العربية، ولا سيما لدى أهالي منطقة المدينة المنورة، الذين حافظوا على هذا الموروث الأصيل عبر الأجيال، وجعلوه جزءًا من هويتهم الثقافية والاجتماعية.
وتُعدُّ هذه الممارسة من أقدم الفنون العربية المرتبطة بالصحراء والحياة البرية، إذ كانت في الماضي وسيلةً للصيد والمعيشة قبل أن تتحول إلى هوايةٍ تراثيةٍ تحظى بدعمٍ رسمي في المملكة.
وتنتشر في المدينة المنورة تربية الصقور في عددٍ من المحافظات والمناطق الريفية، خصوصًا في الجهات الشمالية والشرقية، إذ يُقبل الأهالي على اقتناء الصقور وتدريبها على فنون الصيد وفق أساليب دقيقةٍ موروثة، تبدأ باختيار الصقر، مرورًا بفترة التدريب المعروفة محليًا بـ"التدهيل"، وصولًا إلى مشاركته في رحلات الصيد الموسمية التي تراعي الأنظمة البيئية واللوائح المنظمة.
ويُعدُّ شهر أكتوبر موسمًا رئيسًا لصيد الطيور في المنطقة، وفقًا للطاروح زيد بن محمد الحربي، الذي يوضح أن هواة الصيد يجتمعون خلال هذا الشهر لممارسة الهواية تزامنًا مع هجرة الطيور مثل الشواهين، ليكون الموسم فرصةً للرزق والتربية والتسلية.
ويشير إلى أن مواقع المقناص على الساحل الغربي من المملكة محددة ومعروفة، ومن أبرزها "الشعلان، والحنو، والرايس، والمعجز، والشعيبة، والمستورة، والخرار، والمجيرمة"، مؤكدًا أن المجيرمة تُعدُّ من أفضل مواقع المقناص في الساحل الغربي.
ويولي الصقّارون في المدينة المنورة اهتمامًا كبيرًا بتغذية الصقور والعناية بصحتها، ويستخدمون أدواتٍ تقليديةً موروثة مثل "البرقع" و"السبوق" و"الملواح"، كما تُستخدم الطرادات والمخادج لمراقبة الطيور أو الإمساك بها، خصوصًا تلك التي لم يتمكن الصقّار من اصطيادها مباشرة، وغالبًا ما يستمر الصيد من الصباح حتى الليل لضمان نجاح العملية، مع الالتزام بالأنظمة البيئية، وحماية الطيور المسموح بصيدها قانونيًّا.
وعلى مدى أكثر من أربعين عامًا، نقل خبراء الصيد معارفهم وخبراتهم إلى الأجيال الجديدة، مؤكدين أهمية ممارسة الهواية بأسلوبٍ مسؤولٍ وممتع، والتركيز على التعليم أولًا، وتسهم الأندية المتخصصة في تدريب الشباب ودعمهم لمواصلة هذا الإرث العريق.
وتشهد المدينة المنورة مشاركةً فاعلةً للصقّارين في المهرجانات والفعاليات التراثية التي تنظمها الجهات الرسمية؛ بهدف توثيق الإرث الوطني ونقله للأجيال القادمة، بالتوازي مع الجهود الوطنية الرامية إلى حماية الحياة الفطرية وضمان استدامة التنوع البيئي، وتعمل المملكة من خلال نادي الصقور السعودي واللوائح المنظمة لتربية الصقور وصيدها وتصديرها، بما يتوافق مع المعاهدات الدولية الخاصة بحماية الأنواع المهددة بالانقراض.
وتؤكد هذه الجهود أن صيد الصقور وتربيتها في المدينة المنورة لم يعد مجرد هوايةٍ تقليدية، بل أصبح جزءًا من مشروعٍ وطنيٍّ لتعزيز التراث والهوية الثقافية، مع المحافظة على التوازن البيئي وتنمية السياحة التراثية في المنطقة، ولا سيما خلال مواسم المقناص، الذي يجسّد شغف الأهالي وحبهم للطير والصيد.
الصقورصيد الصقورتربية الصقورقد يعجبك أيضاًNo stories found.