شهدت العاصمة الليبية طرابلس، تصعيداً أمنياً عنيفاً منذ مساء الثلاثاء الماضي وحتى صباح الأربعاء، عقب قرار رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة حل "الأجهزة الأمنية الموازية" خلال اجتماع أمني حضره كبار المسؤولين العسكريين.

قرار بشأن تبعية المعسكرات والمنشآت العسكرية يشعل ليبيا 

القرار شدد على أن تبعية جميع المعسكرات والمنشآت العسكرية يجب أن تكون لوزارة الدفاع والجيش الليبي حصراً، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين قوات اللواء 444 قتال التابع لحكومة الدبيبة بقيادة محمود حمزة، وقوات جهاز الردع التابع للمجلس الرئاسي بإمرة عبد الرؤوف كارة، مدعومة بقوات من مدينة الزاوية، واستُخدمت خلالها أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة في مناطق مختلفة من المدينة.

وتزامنت هذه التطورات مع حالة من الفوضى والانفلات الأمني إثر مقتل عبد الغني الككلي (غنيوة)، رئيس جهاز دعم الاستقرار، الذي خلف فراغاً أمنياً في منطقة بوسليم، رغم إعلان وزارة الدفاع سيطرتها على مقرات الجهاز. أعقبت ذلك موجة من السرقات والاعتداءات، فيما تصاعد الغضب الشعبي، حيث أغلق محتجون من سوق الجمعة عدة طرق رئيسية في العاصمة تعبيراً عن رفضهم لقرارات الحكومة. كما نُقل عن تقارير ميدانية قيام جهاز الردع بتحشيد أنصاره وتوزيع الأسلحة، وتعرض منزل الدبيبة لهجوم شعبي رافقته هتافات تطالب بإسقاط الحكومة، بينما استغل عدد من السجناء الفوضى للفرار من معتقل الجديدة.

خطة أميركية لتشكيل قوة عسكرية موحدة لمكافحة الإرهاب والهجرة

وتعليقا على ذلك، أكد د. أحمد يونس الباحث الأكاديمي المحلل السياسي اللبناني، أن رقعة الاشتباكات توسعت لتشمل مناطق لم تشهد قتالاً منذ ثورة 2011، ما أبرز عمق الانقسام الأمني والسياسي في البلاد. وقد نجحت وزارة الدفاع في بدء تنفيذ وقف لإطلاق النار من خلال نشر وحدات أمنية محايدة في محاور التوتر، لاحتواء الموقف. 

وأضاف الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني، في تصريحات خاصة لصدى البلد، أن خطوة الدبيبة تأتي ضمن تنسيق دولي، خاصة بعد زيارة وكيل وزارة الدفاع إلى واشنطن ولقائه بمسؤولين في إدارة ترامب، وعلى رأسهم مسعد بولس، الذي لمح إلى خطة أميركية لتشكيل قوة عسكرية موحدة لمكافحة الإرهاب والهجرة. من هنا ، فإن إقصاء الأجهزة الأمنية القائمة منذ أكثر من 12 عاماً دون رؤية واضحة لمصيرها قد يؤدي إلى صدامات أوسع، ويستدعي مقاربة عقلانية تحقن دماء المدنيين وتخفف من الأعباء المعيشية المتفاقمة.

طباعة شارك ليبيا اشتباكات ليبيا المجلس الرئاسي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ليبيا اشتباكات ليبيا المجلس الرئاسي

إقرأ أيضاً:

كابل تعلن انتهاء العمليات العسكرية على حدود باكستان

أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية انتهاء العمليات العسكرية على الحدود المشتركة مع باكستان، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، في حين أعربت السعودية وقطر عن قلقهما من هذا التوتر بين البلدين.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع عناية الله خوارزمي "هذا المساء، (مساء السبت) نفذت القوات المسلحة في الإمارة الإسلامية بنجاح عمليات ضد قوات الأمن الباكستانية على طول خط ديورند، ردا على الانتهاكات المتكررة والضربات الجوية التي استهدفت الأراضي الأفغانية بمبادرة من الجيش الباكستاني".

وأضاف أن هذه العملية انتهت عند منتصف الليل، محذرا من أن قواته المسلحة مستعدة للتفاعل والتحرك بحزم إذا ما انتهكت من جديد الأراضي الأفغانية، وفق تعبيره.

وبدأ التصعيد الخميس إثر سماع دوي انفجارين في العاصمة الأفغانية كابل وانفجار ثالث في جنوب شرقي البلد.

والجمعة، حمّلت وزارة الدفاع الأفغانية مسؤولية هذه الهجمات باكستان، متهمة إياها بـ"انتهاك سيادتها".

وتقول إسلام آباد، إن مسلحي "حركة طالبان باكستان" ينفذون عمليات من داخل أفغانستان، وهو ما تنفيه كابل.

وفي وقت سابق، أفاد مسؤولون محليون في كونار وننغرهار وبكتيا وخوست وهلمند وهي ولايات واقعة كلها على خط ديورند الذي يشكل الحدود بين باكستان وأفغانستان، لوكالة الصحافة الفرنسية بحدوث "اشتباكات عنيفة".

وقال مسؤول رفيع في بيشاور بولاية خبر بختونخوا الباكستانية على الحدود مع أن "قوات طالبان بدأت هذا المساء باستخدام أسلحة خفيفة ثم المدفعية الثقيلة في 4 مواقع على الحدود".

وتابع إن "القوات الباكستانية ردت بإطلاق كثيف للنار وأسقطت 3 مسيرات أفغانية يشتبه بأنها كانت تنقل متفجرات".

وتصاعدت وتيرة العنف في خيبر بختونخوا وبلوشستان، وتقول إسلام آباد، إن المسلحين يستخدمون أفغانستان المجاورة للتدريب والتخطيط لهجمات ضد باكستان، في حين تقوم الهند منافستها اللدودة بتمويلهم ودعمهم، وهي الاتهامات التي نفتها الدولتان.

إعلان

وبحسب بيانات الجيش الباكستاني، فقد أسفرت الهجمات منذ مطلع العام عن مقتل أكثر من 500 شخص، منهم 311 جنديا و73 شرطيا، في حين تشير تقارير أممية إلى أن طالبان باكستان تتلقى دعما لوجيستيا من داخل أفغانستان.

"ضبط النفس"

في السياق دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي السبت أفغانستان وباكستان المجاورتين للجمهورية الإسلامية إلى "ضبط النفس" في ظل اندلاع مواجهات بين البلدين.

وقال عراقجي -في مقابلة مباشرة على التلفزيون الرسمي- "موقفنا هو أنه ينبغي على الطرفين التحلّي بضبط النفس"، مشيرا إلى أن "الاستقرار" بين البلدين "يساهم في استقرار المنطقة".

كما دعت الخارجية السعودية إلى "ضبط النفس وتجنب التصعيد وتغليب لغة الحوار والحكمة في ما يسهم في خفض حدة التوتر والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة".

بدورها، أعربت قطر عن قلقها من التصعيد والتوتر الذي تشهده المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان، وما قد يترتب عليهما من تداعيات على أمن واستقرار المنطقة.

مقالات مشابهة

  • عاجل | وزارة الداخلية في غزة: باشرنا اتخاذ إجراءات بشأن الأوضاع الأمنية والمجتمعية بما يحقق استعادة الأمن والاستقرار
  • محافظ الغربية وقائد الدفاع الشعبي يشهدان التدريب العملي المشترك “صقر 156”.
  • الحجازي: اتفاق النواب والدولة «نافذة أمل» لا «منعطفًا حاسمًا» في ليبيا
  • كابل تعلن انتهاء العمليات العسكرية على حدود باكستان
  • توريد أجهزة طبية حديثة لدعم مستشفيات البحيرة ورفع كفاءة الخدمات العلاجية
  • بريطانيا تُعلن عن عملية مراقبة جوية على حدود روسيا
  • الأجهزة الأمنية في قطاع غزة تبدأ حملة أمنية واسعة النطاق
  • العرفي: مجلس الدولة تحوّل إلى كيان سياسي يدعم بقاء حكومة الدبيبة
  • وزير الدفاع عرض مع هانيغان الدعم الأميركي للاجهزة الأمنية
  • الأجهزة الأمنية توقف رئيس حي مصري بعد 48 ساعة من تعيينه