جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-05@13:49:15 GMT

"مشِّ حالك".. مجرد كلام!

تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT

'مشِّ حالك'.. مجرد كلام!

د. سيف بن سالم المعمري

قبل عشرين عامًا، كنت أتبادل أطراف الحديث مع مُقيم عربي كنَّا نعمل معًا في ذات المؤسسة، قال لي ذات يوم: في أيامي الأولى في بلدكم، كرهت العمل! وكنت أخطط للعودة إلى بلدي في أقرب فرصة، قلت له: لماذا؟! قال: كنت استمع للكثير من الزملاء في المؤسسة، يقولون لك: أعمل كذا و"مشِّ حالك"، وتندرت منها بعد أن عرفت معناها والظروف التي تقال فيها، إلا أنني تعايشت معها لاحقًا، بعد أن وجدتها مستساغة مجتمعيًا، وأن العمل لديكم لا يستحق أن يتجاوز حدود هذه القناعة!

حديث المقيم العربي، ذكرني بموقف آخر، وهذه المرة من ابن بلدي، ففي العام 2020م ومع تفشي جائحة كوفيد-19، تنامى توظيف التقنيات الحديثة في العمل، وكنت أحاور أحد المتخصصين في مجال مُعين عبر تقنية الاتصال المرئي، وبعد أن انتهى من إلقاء ورقته العلمية، طرحت عليه مجموعة من التساؤلات في المحاور التي تطرق إليها، وكانت إجاباته بأسلوب علمي رصين شكلا ومضمونًا، وبعد الانتهاء من الجلسة الحوارية، اتصل بي هاتفيًا على الفور، قائلاً: لماذا أثقلت عليَّ بأسئلتك؟! قلت: ليستفيد منها كل من حضر ورقتك العلمية، ومحاورك المتميزة في الورقة، قال لي: ما سمعته مجرد كلام، أم الواقع فغير ذلك! قلت له: ولم كنت تدافع عن مؤسستك، وتُكابر على إنها عملت، وتعمل، وستعمل، وفق ما كنت تطرحه في محاورك، قال لي: هم يريدون كذا، مجرد كلام و"مشِّ حالك"!!

أصبت بحالة ذهول مما سمعت منه، وقلت في نفسي: ليتني لم أطرح عليه تلك التساؤلات؟ فقد كنت أوهم نفسي أن كل من يتكلم بكلمة يتحمل أمانتها، لكنني تذكرت المقيم العربي الذي كان على حق، عندما قال لي إنِّه كره العمل معنا، وبقناعتنا!!

الموقفان السابقان، يتقاطعان مع أحاديث مسؤولين بمستويات وظيفية عُليا، بعد أن تناقضت أقوالهم مع أنفسهم تارة ومع بعضهم البعض تارة أخرى.

ترى ماذا لو كل من تكلم بكلمة استشعر مسؤوليتها أمام الله أولا والقانون ثانيًا إن ثبت أنها مجرد كلام، و"مشِّ حالك"!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: مجرد کلام قال لی

إقرأ أيضاً:

شرق أوسط على حافة الأيديولوجيا.. من التخادم إلى الصدام.. !

لم تكن المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل مجرد حرب تقليدية دامت اثني عشر يومًا، بل لحظة فارقة تكشف عن عمق التحولات البنيوية في توازن القوى داخل الشرق الأوسط، وعن مآلات الصراع الإقليمي في زمن يتداخل فيه الواقعي مع الميتافيزيقي، والسياسي مع الديني، والمصلحي مع الإيديولوجي.

اعتاد المحللون لعقود أن يفسروا تعقيدات هذا الصراع عبر نظريتين مركزيتين:

الأولى ترى العلاقات الدولية بوصفها لعبة توازن قوى تحكمها اعتبارات الردع والمصالح القومية والأمن، والثانية، تقرأ العلاقة بين طهران وتل أبيب من خلال منظور تاريخي يتحدث عن "تخادم وظيفي" قديم ومتجدد، يتستر بعداء ظاهر يخفي مصالح متبادلة.

لكن كلا النموذجين يعجز عن الإحاطة بظاهرة مركّبة بهذا القدر من التشابك، حيث تتلاقى الأيديولوجيا مع منطق الدولة الحديثة، وتختلط المصلحة بالرسالة، وتتحول العقيدة إلى أداة لصناعة السياسة، وربما إلى محرّك لها في لحظات التحوّل الكبرى.

الحرب لم تكن استعراضًا عسكريًا فحسب، بل إعلان نهاية زمن المناورة، إسرائيل، بعد هول صدمة السابع من أكتوبر، فقدت قدرتها على الردع داخل غزة، وخسرت هيبتها في نظر حلفائها، وأدركت أن أدوات "الاحتواء" القديمة مع أذرع إيران لم تعد مجدية. كان لا بد من قلب الطاولة، حتى لو كلفها ذلك فتح أكثر من جبهة.

في المقابل، لم يكن النظام الإيراني راغبًا في حرب مفتوحة. طالما بنى شرعيته على خطاب المواجهة دون الدخول في مغامرات مباشرة، مستندًا إلى شبكة من الأذرع والميليشيات التي تمارس "الردع بالوكالة". لكن حين ضُربت مصالحه المباشرة، لم يعد ممكنًا الاكتفاء بالصمت.

الأخطر في هذا المشهد هو الدور الأمريكي، الذي تجاوز هذه المرة منطق المصالح التقليدي نحو خطاب ديني معلن، تُهيمن عليه أفكار إنجيلية متطرفة. أصوات في الكونجرس، ورسائل من سفراء، وتصريحات علنية تؤكد أن إسرائيل بالنسبة لكثير من الساسة الأمريكيين لم تعد مجرد حليف إستراتيجي، بل وعد إلهي، ونبوءة يجب تحقيقها.، !

هذا التداخل بين المقدّس والسياسي، بين الخرافة والقوة، يحول الصراع من نزاع على النفوذ إلى معركة وجودية، لم تعد سوريا ولبنان والعراق ساحات جانبية، بل مفاتيح أساسية في إعادة تشكيل الإقليم. النظام الإيراني يرى أن سقوط حزب الله أو انهيار النظام السوري هو بداية نهايته. وإسرائيل ترى أن أي بقاء لهذه المحاور هو تهديد دائم لبقائها.

محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث في الجيوسياسية

ورغم أن الدولة الحديثة في ظاهرها تقوم على مؤسسات، إلا أنها في لحظات الحسم تكون رهينة خطابها الثقافي والديني.. الأيديولوجيا هنا ليست مجرد خطاب سياسي، بل بنية شعورية تتغلغل في كل قرار، وكل حساب، وكل صفقة.

الشرق الأوسط يخرج من هذه الحرب أكثر تشظيًا، وأكثر وضوحًا في الوقت ذاته. لم تعد الرهانات قائمة على "تفاهمات ظرفية"، بل على اختيارات كبرى تعيد رسم الحدود والولاءات والهويات.

ما نشهده ليس مجرد حرب، بل صدام رؤى حول المستقبل. بين نظام إيراني يعتقد أن تصدير ثورته ضرورة للبقاء، ودولة إسرائيلية ترى في التفوق العسكري غطاءً لعقيدة إقصائية، لا تعترف بوجود الآخر.

السؤال الآن: هل نستطيع كعرب أن نخرج من دائرة التوظيف في هذه المعركة.. ؟ أم نظل مجرد أوراق في صراع أكبر منا جميعًا.. .؟

إن ما بعد الحرب هو اختبار للوعي، وللإرادة السياسية، وللقدرة على بناء مشروع يتجاوز التبعية والتخادم، نحو فهم جديد للذات، ودور جديد في الإقليم والعالم.، !! [email protected]

اقرأ أيضاًالرئيس السيسي يتلقى اتصالاً من زيلينسكي لبحث تطورات الأزمة الأوكرانية والأوضاع في الشرق الأوسط

بوتين وماكرون يناقشان هاتفيًا الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • دعاء يوم عاشوراء مفاتيح الجنان .. ردده يغير حالك للأفضل
  • الأرصاد اليمني يحذر من عبور مجاري السيول أثناء وبعد هطول الأمطار
  • آية لو قرأتها يوم عاشوراء تغير حالك كله لما تتمنى.. اعرف ما يسعدك؟
  • حزب الله استخدم كاميرات اليونيفيل.. كلام إسرائيلي مُفاجئ!
  • إليسا تدعم رامي جمال بعد طرح ألبوم «محسبتهاش»
  • أغنية ارجعلها من ألبوم ابتدينا.. علامات بتقولك لازم تسمع كلام الهضبة
  • مدحت العدل: اعتراضات تعيين جون إدوارد كلام قهاوي.. الزمالك يحتاج ثورة إدارية
  • شاب يعتدي على فتاة في شوارع الإسكندرية سعيًا وراء الترند .. فيديو
  • شرق أوسط على حافة الأيديولوجيا.. من التخادم إلى الصدام.. !
  • مش لاقية كلام أقوله.. رحمة محسن تنعي أحمد عامر