اضواء على ألغام ورسائل قمة بغداد !
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا: لزمنا الصمت ولم نُعلّق على أي شيء قبيل واثناء القمة العربية رقم 34 في العاصمة بغداد على الرغم من الرسائل التي وصلتنا من اخوة عراقيين طلبوا رأينا .فكانت إجابتنا لهم ( في فمي ماء الآن .. أمهلونا حتى نهاية القمة لنرى الاحداث! ) لكي لا يُقال نحن بالضد من هذه القمة ،وبالضد من جهود ومساعي حكومة السوداني ( مع العلم كان لدينا علم مسبق من بعض الدبلوماسيين العرب انها ستكون قمة ارسال الرسائل الموجعة للطبقة السياسية الحاكمة في بغداد، والتي اصبحت شبه معزولة في محيطها العربي والاقليمي والدولي .
ثانيا :-الطبقة السياسية الشيعية لازالت تصر على الخطأ لانها لازالت تصر على وضع بيضها في السلة الإيرانية فقط والتي لم يبقى من هذه السلة إلا ( مقبضها فقط) .وطبعا هناك كُرد وسُنة يشاركون الشيعة بالالتصاق بإيران لمصالح خاصة . وآخرين من هؤلاء لهم علاقاتهم السرية والخاصة مع تركيا واستخبارات خليجية وجهات خارجية اخرى وحتى مع جهات معادية للعراق. والغريب سارع نحوهم السيد السوداني ليزايد عليهم في علاقاته الخاصة مع تركيا وقطر واخيراً مع الجولاني ( اجه يكحلها عماها) .مما خلق جبهة جديدة زادت في محنة العراق والعراقيين . نقطة نظام :- ان جميع حسابات تلك الجماعات اعلاه قاصرة ولم يستوعبوا ولم يقتنعوا أن هناك تغيير سياسيي قادم في العراق ( الزلزال ) .وقادة الدول الخليجية وبعض قادة الدول العربية تعلم بهذا التغيير المرتقب !
ثالثا: فقبيل انعقاد القمة العربية في بغداد بيوم واحد وصل الجنرال الإيراني المثير للجدل إسماعيل قاآني إلى العراق. والهدف واضح وهو :-
أ:-لإرباك الاستعدادات العراقية للقمة العربية ، وللتنسيق من وراء ظهر الحكومة العراقية مع حلفاء إيران في العراق والذين يمتلكون دويلات وجيوش خاصة — ان صح التعبير – ويأخذون التوجيهات من طهران. وترى بنفسها اي تلك الدويلات وتلك الجماعات الحليفة لإيران هي اقوى من الحكومة والدولة والمجتمع العراقي، وقادرة على فعل اي شيء، وحتى قادرة على الانقلاب واستلام الحكم في العراق ( هكذا تعتقد ومقتنعه بذلك ) ! حب:-محاولة قاآني الضغط والتأثير النفسي على القادة العرب بعدم الحضور لقمة بغداد . وبالفعل نجحت طهران ونجح الجنرال قاآني بتحقيق ذلك .وامتنع ٩٥٪ من القادة الخليجيين والعرب( الرؤساء والملوك والأمراء) من حضور القمة وارسلوا وفود مدنية جدا ! :-الضغط على الحكومة العراقية من خلال رئيسها للتبرع إلى غزة والى لبنان حصرا ب 40 مليون دولار دون استشارة الشعب ،ولا استشارة البرلمان، ودون الإعلان عن موافقة مجلس الوزراء في العراق . فكانت صدمة للعراقيين الذي يعانون نقص الخدمات في المستشفيات والمدارس والجامعات وفي كل شيء. ناهيك عن طوابير العاطلين عن العمل وجميعهم من الخريجين والشباب . ناهيك أن الرئيس اللبناني لم يحضر القمة أصلا وكان عدم حضوره رسالة سلبية للعراق .ورغم ذلك يتبرع العراق ب 20 مليون دولار إلى لبنان. وبالأمس زار الرئيس اللبناني نفسه الكويت بطائرة خاصة !.والـ 20 مليون دولار إلى غزة كيف تصل ونحن نعرف عدوها الحاضر في القمة الرئيس محمود عباس (( فيا ترى هل تعطى إلى الجنرال قاآني وهو يرسلها بطريقته ؟أم اعطيت ال 20 مليون دولار إلى الأمير القطري وهو يوزعها على قادة حماس الذين يعيشون في فنادق الدوحة فايف ستار ؟ ام انها مجرد إعلان وشعارات وسوف تذهب لجيوب الفاسدين في الحكومة والطبقة السياسية العراقية ؟ ام هي أوامر من حلفاء إيران بالعراق أن تتبرع الحكومة ب 40 مليون دولار إلى لبنان وغزة ؟ ) هذه الاسئلة يفترض يسألها برلمان العراق لحكومة السوداني وبجلسة برلمانية مفتوحة على الهواء مباشرة !
رابعا :- نعود للرسائل المهمة والتي تصر وكعادتها ان لا تقرأها الطبقة السياسية في العراق وبمقدمتها الاطار الحاكم !
أ: عدم حضور القادة الخليجيين إلى قمة بغداد هي رسالة واضحة انه ليس هناك ود ولا ثقة ولا حب للطبقة السياسية في العراق. بمعنى انها باتت معزولة !
ب:عدم حضور جلالة الملك الأردني هي اقوى رسالة ومزدوجة من المجتمع الدولي وبمقدمته( امريكا وبريطانيا ) ومعناها ان الطبقة السياسية في العراق انتهى عمرها الافتراضي. لانه معروف للمنطقة والعالم ان القرار في الاردن هو مرتبط بالقرار البريطاني الاميركي. وان الأردن تستضيف اكبر عدد عسكري من الاميركيين والدول الاوربية وعلى ارضها جيوش وقواعد ضخمة تابعة للاميركيين والبريطانيين والفرنسيين والاخرين!
ج:- وعدم حضور الملك الأردني نسف القمة الثلاثية التي كانت مُعدّة من قبل الحكومة العراقية والسوداني والتي يفترض تضم كل من قادة ( العراق ومصر والأردن ) وكانت رسالة واضحة انه لا تنسيق مع حكومة السوداني في المستقبل !
د:-حضور أمير قطر الشيخ تميم لسويعات ثم عاد إلى الدوحة ( وسط غموض واضح ورسالة واضحة للطبقة السياسية ) فالشيخ تميم حضر بضغط من الرئيس التركي اردوغان لساعتين لان محمد شياع السوداني ترجى اردوغان قبل القمة بأيام ان يوثر على قطر لتحضر بأميرها.. ولكن الهاتف المرعب الذي جاء إلى تميم ( هاتف خليجي ودولي) جعله ينهض ويهرول نحو المطار ويعود للدوحة !
هـ:- اقوى وأوضح رسالة جاءت على لسان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عندما سألته المندوبة العراقية ( عن العلاقة بين العراق وسوريا ) فقال (نحن مع العراق حيث يكون العراق) فكانت اجابة فلسفية وذكية للغاية وهو يعلم أن العراق الحالي حليف لايران وهم على عداء مع ايران. وهذا يعني أن العراق ذاهب إلى وضع آخر ونظام سياسي آخر !
الخلاصة : فشلت قمة بغداد فشلا كبيرا ومن يتحمل مسؤولية الفشل واهانة العراق هي الحكومة العراقية وايران وجماعتها في العراق. وكان يفترض من السوداني الغاء القمة العربية حال عدم دعوة العراق إلى الرياض اسوة بقادة الدول العربية . وحال رفض ترامب اللقاء مع السوداني بوساطة قطرية وتركية وسعودية عندما ألح عليهم فيها السوداني ليلتقي ترامب !
ختاما :-انتهت اللعبة في العراق !
سمير عبيد
١٨ مايو ٢٠٢٥
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الحکومة العراقیة ملیون دولار إلى الدول العربیة قمة بغداد فی العراق عدم حضور
إقرأ أيضاً:
السوداني خلال القمة العربية يعلن اطلاق 18 مبادرة وتبرعات لغزة ولبنان بـ40 مليون دولار
الاقتصاد نيوز - بغداد
أعلن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم السبت، عن إطلاق 18 مبادرة وتقديم تبرعات بقيمة 40 مليون دولار لإعمار غزة ولبنان، مؤكداً أن العراق ينتهج سياسة عدم الاصطفاف في المحاور.
وقال السوداني في كلمة العراق التي ألقاها خلال افتتاح القمة العربية في بغداد، "أعلن العراق عن إطلاق 18 مبادرة وتقديم تبرعات بقيمة 40 مليون دولار لإعمار غزة ولبنان. إن العراق يتبع سياسة خارجية تقوم على الشراكة والتعاون كأولوية، مع تعزيز المصالح المشتركة للبلدان، والالتزام بمبدأ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، بالإضافة إلى التصدي للإرهاب بكل صوره."
ورحب السوداني بضيوف القمة العربية، قائلاً: "أرحب بكم باسم الشعب العراقي وبضيوف قمتنا، وفي مقدمتهم السيد بيدرو سانشيز، رئيس وزراء مملكة إسبانيا، التي تربطنا بها علاقات عميقة. كما نرحب بالأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش، مثمنين جهوده ومواقفه الداعمة لقضايانا العربية."
وأكد السوداني على أن "العراق يسعى دائماً ليكون مركزاً للفكر والحضارة، وداراً للتآخي والتعايش والوحدة، وملتقى للأشقاء والأصدقاء، مشدداً على أهمية وضع مصلحة شعوب المنطقة فوق كل اعتبار في ظل الأحداث العالمية الراهنة."
وأشار السوداني إلى "التزام العراق بالحلول القائمة على الحوار والتفاهم، ودوره في تقريب وجهات النظر المختلفة، من خلال دبلوماسية بناءة تهدف إلى تنمية روابط الأخوة والدين والفكر المعتدل."
وفي الشأن الفلسطيني، جدد السوداني "دعمه لحقوق الشعب الفلسطيني، مطالباً بوقف العدوان المستمر الذي يغذي الصراع والعنف، ورفض التهجير القسري، مع التأكيد على أهمية فتح الأبواب أمام المساعدات الإنسانية."
وشدد السوداني على "ضرورة اتخاذ خطوات جادة لإنقاذ غزة، ودعا إلى إعادة تفعيل دور وكالة الأونروا في القطاع والضفة الغربية، مع دعم وقف إطلاق النار في جنوب لبنان وإدانة الاعتداءات المتكررة على سيادة هذا البلد الشقيق."
وفيما يتعلق بسوريا، أكد السوداني "موقف العراق الثابت في دعم وحدة الجمهورية العربية السورية وسيادتها على أراضيها، مع الرفض التام لأي اعتداء أو هيمنة على أي جزء من أراضيها."
وأشاد السوداني "بقرار الولايات المتحدة برفع العقوبات عن سوريا، معرباً عن أمله في أن يسهم ذلك في التخفيف من معاناة الشعب السوري."
كما جدد دعم العراق لوحدة اليمن وسيادته،" مؤكداً "ضرورة إنهاء الصراع والانقسام هناك لوقف معاناة الشعب اليمني."
وفي الشأن السوداني، دعا السوداني إلى "الحفاظ على وحدة السودان وحقن دماء أبنائه، مع ضرورة إيجاد حلول مستدامة للأزمة الإنسانية."
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، شدد السوداني على "أهمية الحوار لحل الخلافات، مؤكداً دعم العراق لاستقرار ليبيا وإنهاء الانقسام الداخلي."
واختتم السوداني كلمته بالتأكيد على أن "القمة الرابعة والثلاثين ليست مجرد لقاء، بل بداية لمشروع جديد يضمن مستقبلًا يليق بشعوب المنطقة وتطلعاتها."
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام