قمة بغداد تدعو لوقف إبادة غزة فورا وتطالب بقوات سلام وترفض التهجير
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
بغداد – دعت القمة العربية التي استضافتها العاصمة العراقية بغداد، امس السبت، إلى وقف فوري لحرب “الإبادة” الإسرائيلية في قطاع غزة، وإلى فتح كل المعابر المؤدية للقطاع لإيصال المساعدات.
كما شدد البيان الختامي للقمة العربية الـ34 على رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ودعا جميع الدول إلى تقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية الإسلامية المشتركة بشأن إعادة إعمار غزة.
وأيد البيان دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، وطالب بنشر قوات حفظ سلام دولية بالأرض الفلسطينية المحتلة حتى تنفيذ حل الدولتين.
ضم البيان 32 بندا، خصص أول 14 منها للقضية الفلسطينية والوضع في غزة وسط “الإبادة” الإسرائيلية.
** وقف فوري للحربوأكد المشاركون في القمة عبر بيانهم الختامي، “مركزية القضية الفلسطينية، بكونها قضية الأمة وعصب الاستقرار في المنطقة، ودعمهم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة، وحق العودة والتعويض للاجئين والمغتربين الفلسطينيين”.
وأدانوا “جميع الإجراءات والممارسات اللاشرعية من قبل إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، التي تستهدف الشعب الفلسطيني الشقيق وتحرمه من حقه في الحرية والحياة والكرامة الإنسانية”.
وطالب المشاركون بـ”وقف فوري للحرب في غزة ووقف جميع الأعمال العدائية التي تزيد من معاناة المدنيين الأبرياء” بالقطاع.
وحثوا المجتمع الدولي والدول “ذات التأثير” على “تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية للضغط من أجل وقف إراقة الدماء، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق إلى جميع المناطق في غزة”.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة أدت إلى مقتل وإصابة نحو 174 ألف فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
** دعم إعمار غزةكما دعا المشاركون في القمة جميع الدول إلى “تقديم الدعم السياسي والمالي والقانوني للخطة العربية الإسلامية المشتركة التي اعتمدتها القمة العربية بتاريخ 4 مارس/ آذار 2025، ووزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في 7 مارس 2025، بشأن التعافي وإعادة الإعمار في غزة”.
وأوضحوا أن هذا يأتي “في إطار مسار سياسي يؤدي إلى تجسيد استقلال دولة فلسطين، ويضمن الحق الطبيعي للشعب الفلسطيني في أرضه، ومنع محاولات تهجيره”.
ورحب المشاركون بـ”المقترحات والمبادرات التي تقدمت بها الدول العربية لإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة، وفي مقدمتها دعوة رئيس مجلس وزراء العراق محمد شياع السوداني في القمة العربية الطارئة في القاهرة 2023، والقمة العربية الإسلامية في السعودية 2024، لإنشاء صندوق عربي-إسلامي لإعادة إعمار غزة ولبنان”.
وشددوا على “أهمية التنسيق المشترك للضغط باتجاه فتح جميع المعابر أمام إدخال المساعدات الإنسانية لجميع الأراضي الفلسطينية، وتمكين وكالات الأمم المتحدة، ولاسيما وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) من العمل في الأراضي الفلسطينية، وتوفير الدعم الدولي لها للنهوض بمسؤولياتها واستئناف مهامها”.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل كافة المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة عبور أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة، رغم تكدس شاحنات المساعدات على حدوده.
ورحب المشاركون في القمة بـ”تشكيل مجموعة عمل مفتوحة العضوية لمتابعة إنشاء صندوق بالتعاون مع الأمم المتحدة، لرعاية أيتام غزة البالغ عددهم زهاء 40 ألف طفل، وتقديم العون وتركيب الأطراف الصناعية للآلاف من المصابين، لا سيما الأطفال الذين فقدوا أطرافهم”.
وثمنوا في هذا السياق مبادرة “استعادة الأمل” التي أطلقها الأردن لدعم مبتوري الأطراف في غزة، وتشجيع الدول والمنظمات على طرح مبادرات لدعم جهود الإغاثة في القطاع الصحي بغزة.
** رفض تهجير الفلسطينيينوجدد المشاركون في القمة تأكيد مواقفهم السابقة بـ”الرفض القاطع لأي شكل من أشكال التهجير والنزوح للشعب الفلسطيني من أرضه، وتحت أي مسمى أو ظرف أو مبرر”.
واعتبروا أن مثل هذا التهجير “يُعد انتهاكا جسيما لمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة ضد الإنسانية، وتطهيرا عرقيا”.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية بغزة، طالب وزراء ومسؤولون إسرائيليون بإعادة احتلال القطاع وتهجير الفلسطينيين منه حيث علت تلك الأصوات مجددا بعد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أعلنها في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، للاستيلاء على غزة وتهجير الفلسطينيين منها.
كما أدان المشاركون في القمة “سياسات التجويع والأرض المحروقة (التي تنتهجها إسرائيل) الهادفة لإجبار الشعب الفلسطيني على الرحيل من أرضه”.
وجددوا موقفهم الثابت “في الدعوة إلى تسوية سلمية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية”.
وأيدوا في هذا الصدد دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى “عقد مؤتمر دولي للسلام، واتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية”.
وأوضحوا أن “هذا يشمل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلى قبول عضويتها في الأمم المتحدة كدولة مستقلة، وضمان استعادة جميع حقوق الشعب الفلسطيني، وخاصة حق العودة وتقرير المصير” .
** قوات حفظ سلاموطالب المشاركون في القمة بـ”نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين”.
كما طالبوا مجلس الأمن الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ حل الدولتين، “ضمن نطاق المسؤوليات التي تقع على عاتقه في مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين”، مشددين على “ضرورة وضع سقف زمني لهذه العملية”.
أيضا، دعا المشاركون في القمة “كافة الفصائل الفلسطينية إلى التوافق على مشروع وطني جامع ورؤية استراتيجية موحدة لتكريس الجهود لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته الوطنية المستقلة”.
ورحبوا بـ”قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها بتاريخ 10 مايو/ أيار 2024 بشأن طلب دولة فلسطين للحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة بتأييد من 143 دولة”.
ودعوا في هذا الصدد مجلس الأمن الدولي إلى “إعادة النظر في قراره الصادر بهذا الخصوص في جلسته بتاريخ 18 أبريل/ نيسان 2024”.
كما طالبوا المجلس بأن “يكون منصفا ومساندا لحقوق الشعب الفلسطيني في الحياة والحرية والكرامة الإنسانية، والعمل على تنفيذ قراراته ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة”.
في 18 أبريل 2024، استخدمت الولايات المتحدة سلطة النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لمنع تمرير مشروع قرار كان يوصي بمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
أيضا طالب المشاركون في القمة المجتمع الدولي بـ”تنفيذ قرارات مجلس الأمن التي صدرت منذ تاريخ العدوان على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بما فيها القرار 2720″.
** إدانة تهويد القدسوشددوا على “قدسية مدينة القدس المحتلة ومكانتها عند الأديان السماوية”، مدينين “كل المحاولات الإسرائيلية التي تستهدف تهويد المدينة، وتغيير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، والمساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في مقدساتها”.
وأكدوا “ضرورة توفير الحماية للأماكن المقدسة في بيت لحم وعدم المساس بهويتها الثقافية والدينية”.
ولفتوا إلى دعمهم “للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس (…) ودورها في الحفاظ على هويتها العربية، والإسلامية، والمسيحية”.
وشددوا على أن “المسجد الأقصى/ الحرم القدسي الشريف المبارك هو مكان عبادة خالص للمسلمين فقط، الذي يُشكل بكامل مساحته البالغة 144 دونما مكان عبادة خالص للمسلمين”.
** إشادة بالمعترفين بفلسطينوثمن القادة المشاركون في القمة “مواقف الدول الأوروبية (إسبانيا والنرويج وأيرلندا) التي اعترفت بدولة فلسطين في مايو/ أيار 2024”.
وحثوا الدول الأخرى على “اتباع الخطوة ذاتها، وأن تضع في اعتبارها بأن التاريخ سيسجل المواقف”.
كما أعربوا عن دعمهم الكامل ومساندتهم لـ”موقف دولة جنوب إفريقيا في الدعوى القضائية ضد إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال للأراضي الفلسطينية، أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة”.
في وقت سابق السبت، شهدت العاصمة العراقية، القمة العربية في دورتها العادية الـ34، تحت شعار: “حوار وتضامن وتنمية”، وسط ملفات عربية ساخنة، أبرزها حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة للشهر العشرين، إلى جانب أزمات إقليمية أخرى تشمل سوريا ولبنان والسودان.
وعقدت القمة في القصر الحكومي ببغداد، وهي الرابعة التي يستضيفها العراق على مستوى القادة، منذ بدء القمم العربية العادية والطارئة للجامعة العربية عام 1946.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: المشارکون فی القمة العربیة الإسلامیة تنفیذ حل الدولتین الشعب الفلسطینی الأمم المتحدة القمة العربیة دولة فلسطین مجلس الأمن إعمار غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس تدعو القمة العربية لوقف الإبادة في غزة وفرض عقوبات على الاحتلال
أطلقت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" نداءً عاجلاً إلى القادة العرب المجتمعين في بغداد والمجتمع الدولي، مطالبة باتخاذ خطوات حاسمة لوقف ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المتصاعد.
وقالت الحركة، في بيان صحفي صدر صباح اليوم السبت،أرسلت نسخة منه لـ "عربي21": إن قطاع غزة يشهد واحدة من أبشع الهجمات الدموية في تاريخه، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "يواصل ارتكاب المجازر بحق المدنيين"، عبر قصف الأحياء السكنية ومراكز الإيواء، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى، في ظل حصار خانق وانقطاع كامل للمساعدات الإنسانية.
إبادة ممنهجة شمال غزة
البيان لفت بشكل خاص إلى ما وصفه بـ"حملة الإبادة الممنهجة" التي يشهدها شمال القطاع، حيث تصاعد القصف الجوي والمدفعي خلال الأيام الماضية، وأدى إلى تهجير مئات العائلات قسريًا، في ظل عجز المنظمات الإغاثية عن الوصول إلى المتضررين، وتفاقم الكارثة الإنسانية.
واتهمت الحركة المجتمع الدولي بـ"الوقوف عاجزًا" أمام المجازر، مؤكدة أن ما يحدث في غزة هو "جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان تُرتكب على مرأى ومسمع العالم".
مطالب للقمة العربية والمجتمع الدولي
في نبرة تصعيدية، دعت حماس القادة العرب إلى "تحمّل مسؤولياتهم التاريخية"، مطالبة القمة باتخاذ خطوات عملية لوقف العدوان، ورفع الحصار بشكل فوري، وتفعيل قرارات سابقة تم تبنيها في قمة الرياض بشأن كسر الحصار وضمان إدخال المساعدات.
كما طالبت الحركة بفرض عقوبات عربية ودولية عاجلة على إسرائيل، و"محاسبة قادة الاحتلال كمجرمي حرب"، مؤكدة أن الرد العربي لا يمكن أن يظل حبيس الإدانات اللفظية، في ظل ما وصفته بالدماء النازفة في غزة.
دعوة لتصعيد التضامن الدولي
وفي ختام بيانها، دعت حماس شعوب العالم والقوى الحرة إلى تصعيد حملات التضامن مع الشعب الفلسطيني، من خلال الضغط السياسي والإعلامي والحقوقي لكشف جرائم الاحتلال، وفضح ما وصفته بـ"سياسة الإبادة والتجويع" الممنهجة.
يُذكر أن القمة العربية الحالية في بغداد تعقد في ظل انقسامات إقليمية وتحديات متصاعدة، على رأسها الحرب المستمرة على غزة، حيث يُنتظر من القادة العرب إصدار موقف موحد إزاء هذه التطورات، وسط مطالبات متصاعدة باتخاذ مواقف تتجاوز الإدانات الشكلية.