عربات جدعون.. إسرائيل تطلق أوسع عملية عسكرية في غزة وتحذيرات من تهجير جماعي
تاريخ النشر: 18th, May 2025 GMT
في خطوة مفصلية تمثل تصعيدًا كبيرًا في الحرب المستمرة على قطاع غزة، أعلنت إسرائيل رسميًا إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق تحت اسم "عربات جدعون"، رغم استمرار الجهود الدبلوماسية للوصول إلى اتفاق تهدئة وتبادل أسرى.
ويأتي هذا الإعلان بعد سلسلة من الضربات الجوية المكثفة التي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، ما يهدد بإعادة إشعال فتيل المواجهات على نطاق أوسع في المنطقة.
أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، بدء تنفيذ ضربات واسعة النطاق ونقل قوات إلى قطاع غزة، في إطار ما وصفه ببداية حملة "عربات جدعون" وتوسيع المعركة لتحقيق أهداف الحرب، وعلى رأسها تحرير المختطفين وحسم المعركة مع حركة حماس.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن البيان الصادر عن الجيش كان "دراماتيكيًا" وجاء في وقت متأخر من الليل، ما يعكس طبيعة القرار وخطورته، كما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن العملية تتضمن "العمل على السيطرة على أراضٍ داخل قطاع غزة".
وفي السياق ذاته، كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش كان يستعد خلال الأيام الماضية للانتقال إلى هذه العملية، والتي تهدف إلى زيادة الضغط على حماس. وصرّح مصدر أمني بأن القصف العنيف الذي نفذ في شمال غزة ليلة الخميس والجمعة يمثل تحضيرًا لتوسيع الغارة والدخول البري المتوقع للقوات البرية والمدرعة.
وأسفرت الضربات الجوية الإسرائيلية التي سبقت الإعلان عن العملية عن مقتل 110 فلسطينيين وإصابة مئات آخرين بجروح متفاوتة، مما يزيد من مأساوية الوضع الإنساني في القطاع.
المفاوضات مستمرة.. لكن بدون تقدمرغم التصعيد العسكري، لا تزال المفاوضات غير المباشرة جارية بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية. وكانت إسرائيل قد ربطت انطلاق العملية العسكرية بانتهاء جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مهددة بالتحرك في حال فشل المحادثات.
وذكر موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي أن فريق التفاوض الإسرائيلي لا يزال في العاصمة القطرية الدوحة، ومن المتوقع أن يبقى حتى مساء السبت على الأقل. ونقل عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إنه "رغم غياب التقدم، فإن فرص التوصل إلى اختراق لم تنخفض إلى الصفر".
كما أشار وزير إسرائيلي إلى أن نتنياهو لا يزال مهتما بإتمام صفقة الرهائن، ولذلك قرر مواصلة المفاوضات رغم تعثرها، ويُتوقع أن يعقد المجلس الوزاري السياسي والأمني الإسرائيلي "الكابينت" اجتماعًا يوم الأحد لبحث توسيع العملية في غزة.
فشل الجولة التفاوضية الحاليةبحسب الوسطاء، فإن الوفد الإسرائيلي لم يبدِ جدية في التفاوض، ولم يقدم أي عروض جديدة، ما دفعهم إلى وصف هذه الجولة بأنها "الأسوأ على الإطلاق".
ونقل الموقع الإسرائيلي عن مصادر في الوساطة قولهم إن "الانطباع السائد هو أن الوفد الإسرائيلي جاء لإفشال المحادثات، لا لإنجاحها"، معتبرين أن إسرائيل تسعى لتبرير العودة إلى الحرب المفتوحة.
ووافقت الحكومة الإسرائيلية، ممثلة بـ"الكابينت"، على خطة "عربات جدعون" في 6 مايو الجاري، وتهدف إلى:
القضاء التام على حركة حماسترسيخ وجود عسكري إسرائيلي طويل الأمد في غزةضمان عودة جميع الرهائن الإسرائيليينوبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تمر الحملة بثلاث مراحل رئيسية:
المرحلة الأولى: الاستعداد والتجهيزبدأت المرحلة الأولى قبل أيام، وانتهت مع نهاية جولة ترامب. تضمنت هذه المرحلة إعداد مناطق جنوب غرب القطاع، خاصة منطقة رفح، لاستيعاب نحو مليوني فلسطيني. وقد فرغت هذه المناطق من السكان، ودُمّرت معظم مبانيها، فيما تؤكد إسرائيل أن الأنفاق الموجودة هناك غير صالحة للاستخدام من قبل حماس.
وشاركت شركة أمريكية في إنشاء مراكز لوجستية لتوزيع المساعدات الغذائية والطبية على السكان، بإشراف الجيش الإسرائيلي.
المرحلة الثانية: قصف تمهيدي وإجلاء سكانيبدأ الجيش في هذه المرحلة بـ نيران تمهيدية كثيفة من الجو والبر، ويطلب من السكان إخلاء منازلهم والانتقال إلى مناطق آمنة. والهدف هنا مزدوج:
الضغط على حماس لوقف القتالتشجيع السكان على مغادرة غزة نحو مصر أو البحر أو أي وجهة خارجيةكما سيتم في هذه المرحلة توزيع مساعدات إنسانية محدودة، وإجلاء المرضى والجرحى خارج القطاع.المرحلة الثالثة: القتال والاحتلال والبقاء الطويلتدخل القوات البرية الإسرائيلية إلى المناطق التي أُخليت من المدنيين، لمحاربة المسلحين المتبقين وفقًا لنموذج العمليات السابق في رفح وخان يونس.
وتهدف هذه المرحلة إلى تفكيك بنية حماس والجهاد وقطع الاتصال بين كتائبهم المختلفة، عبر وجود عسكري دائم يمنع إعادة تنظيم المقاومة المسلحة.
3 فرص لخروج حماس من المواجهةحدد المخطط العسكري الإسرائيلي ثلاث "محطات خروج" لحماس:
قبيل تحريك السكان في المرحلة الثانيةقبل أو خلال بدء العملية البريةقبيل التجنيد الواسع للاحتياط والسيطرة الشاملة على القطاعخمس أدوات ضغط مركزية في خطة "عربات جدعون"تستخدم الخطة خمس روافع ضغط ضد حماس:
السيطرة على أراضٍ في غزة وقطع خطوط الاتصال بين الكتائبتحريك السكان بعيدًا عن مراكز نفوذ حماسمنع حماس من الوصول للمساعدات الإنسانيةعزل الكتائب عن بعضها البعض وعن السكان المدنيينالحرب النفسية – إيصال رسالة واضحة لحماس عن ثمن استمرار القتالوبينما تسعى الوساطات الإقليمية والدولية إلى التوصل إلى حل دبلوماسي، يتجه الميدان نحو تصعيد مفتوح، مع تنفيذ إسرائيل أكبر خطة عسكرية برية محتملة منذ بداية الحرب. ومع استمرار الجمود في المفاوضات، فإن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل القطاع وسكانه، وكذلك مصير الرهائن وأهداف إسرائيل العسكرية والسياسية على حد سواء.
وفي هذا السياق، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة ترامب كانت تهدف في الأساس إلى إعلان التوصل إلى هدنة شاملة، غير أن ما وصفه بـ"شروط رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو" كانت العائق الأساسي أمام هذا الإعلان.
وأضاف الرقب في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن العقدة الكبرى تكمن في رفض إسرائيل تقديم أي التزام رسمي أو دولي بوقف الحرب، حتى بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تتضمّن الإفراج عن 10 من الأسرى الإسرائيليين مقابل هدنة تستمر لعشرة أسابيع، إلى جانب إطلاق سراح نحو 2000 معتقل من قطاع غزة و500 من المعتقلين القدامى.
لا ضمانات أمريكية.. والمفاوضات تراوح مكانهاوأوضح الرقب أن المقاومة الفلسطينية، "حتى اللحظة، لم تحصل على أي ضمانات أميركية حقيقية بوقف الحرب، وهو ما يُعيق الإعلان عن التهدئة رغم استمرار المفاوضات التي تجري برعاية كل من قطر ومصر".
وشدد على أن هذه الضبابية في الموقف الأمريكي تُعدّ إحدى أبرز العراقيل في طريق التوصل إلى حل، خصوصًا في ظل الضغط الشعبي والسياسي داخل إسرائيل، والذي يدفع باتجاه مزيد من التصعيد.
خطة مراكب جدعون.. جريمة ديموجرافية؟وفي تطوّر خطير، لفت الرقب إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يروّج لما يُسمّى بـ"خطة مراكب جدعون"، وهي خطة تتضمن تهجيرًا جماعيًا لسكان غزة عبر دفعهم جنوبًا إلى رفح، ثم ترحيلهم عبر مطار "رامون" في صحراء النقب.
وصف الرقب هذه الخطة بأنها "جريمة منظمة تهدف إلى فرض واقع ديموجرافي جديد"، معتبرًا أن الصمت الأمريكي تجاهها يثير الريبة، وربما يكون مؤشرًا على أن الخطة جزء من صفقة جيوسياسية أوسع تُطبخ في الكواليس.
وختم الرقب بالتحذير من أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة، التي تحدث فيها عن "استمرار القتال" و"مفاجآت قادمة"، تعكس نية مبيّتة لإفشال أي اتفاق مرتقب، وتؤكد أن الحكومة الإسرائيلية تُراوغ وتستعد لجولة جديدة من التصعيد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عربات جدعون قطاع غزة غزة إسرائيل الجيش الإسرائيلي الجیش الإسرائیلی هذه المرحلة عربات جدعون التوصل إلى قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد إعلان جيش الاحتلال بدء تنفيذها في غزة.. ما هي خطة «عربات جدعون»؟
خطة عربات جدعون.. أعلن الجيش الإسرائيلي توجيه ضربات واسعة النطاق خلال الـ 24 ساعة الماضية وتعزيز قواتها في مناطق داخل قطاع غزة، ضمن مراحل بداية عملية عربات جدعون.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان: «خلال اليوم الأخير بدأ جيش الدفاع شن ضربات واسعة وحشد القوات في مناطق مسيطر عليها داخل قطاع غزة، وذلك ضمن مراحل بداية حملة عربات جدعون وتوسيع المعركة في قطاع غزة بهدف تحقيق كافة أهداف الحرب بما فيها تحرير المختطفين والقضاء على حركة حماس»، وأضاف إنه ستواصل قوات جيش الدفاع في القيادة الجنوبية العمل لحماية مواطني دولة إسرائيل وتحقيق أهداف الحرب.
ومن جهة أخري أعلنت هيئة البث الإسرائيلية إن عملية مركبات جدعون ستبدأ قريبا، موضحة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غادر الشرق الأوسط، وبحسب العملية سيتم اجتياح عموم قطاع غزة ودفع سكانه نحو محافظة رفح ومن ثم مطار رامون.
وفقا للخطة التي وضعها رئيس الأركان إيال زامير وقيادة الجيش، وتمت المصادقة عليها من قِبل وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، سيعزز الجيش الإسرائيلي قواته وسيتحرك بقوة من أجل حسم حماس عسكريا وتدمير قدراتها القتالية، مع خلق ضغط شديد من أجل إطلاق سراح جميع الأسرى، وسيُمنح غطاء حماية قوي للقوات المناورة من البر والجو والبحر، من خلال استخدام أدوات ثقيلة لتفكيك العبوات الناسفة وتدمير المباني المهددة، بحسب الخطة.
ويكون العنصر المركزي في الخطة هو إجلاء واسع النطاق لجميع سكان غزة من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى المناطق الجنوبية من القطاع، مع فصلهم عن عناصر حماس، من أجل تمكين الجيش من حرية عمل عملياتية.
وعلى خلاف ما سبق، سيبقى الجيش الإسرائيلي في كل منطقة يتم السيطرة عليها لمنع عودة حماس، وسيتم التعامل مع كل منطقة يتم تطهيرها وفق نموذج رفح، حيث تم تحييد جميع التهديدات وتحويلها إلى جزء من المنطقة الأمنية، وسيستمر الحصار الإنساني وفقط في وقت لاحق بعد بدء العمليات القتالية والإجلاء الواسع للسكان إلى الجنوب، وسيتم تنفيذ الخطة كما عُرضت يوم الأحد الماضي من قِبل الجيش وصادق عليها المجلس الوزاري.
خطة عربات جدعون: مكوناتها ومبرراتهاتمت الموافقة رسمياً على خطة عربات جدعون من قبل مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في السادس من مايو، وتهدف الخطة إلى القضاء على حماس، وإرساء وضع جديد في غزة مع استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي، وضمان عودة الرهائن، ورغم أن الخطة قد تدفع حماس فعلياً إلى الإفراج عن بعض الرهائن مقابل هدنة مؤقتة، فإنها تنطوي أيضاً على مخاطر عديدة، منها استمرار الاحتلال الإسرائيلي للقطاع، وتصاعد المقاومة المسلحة، وإعادة تسليح حماس، بالإضافة إلى التحديات المحتملة الناتجة عن رفض الأمم المتحدة والأطراف الأوروبية والعربية لهذه العملية.
وأوضح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أن ذلك سيتطلب احتلالاً مباشراً، ونزع سلاح القطاع، وتفكيك قدرات حماس على الحكم، ونقل السكان إلى جنوب غزة لتوزيع المساعدات الإنسانية هناك، وأخيراً، إطلاق سراح الرهائن.
وستنقسم الحملة إلى ثلاث مراحل، تتشكل جزئياً وفقاً لقيود سياسية وعملية، كما صُممت هذه المراحل لتتيح مخارج محتملة في حال وافقت حماس على شروط إسرائيل.
1. التحضير والضغط الأولي (قيد التنفيذ): تتضمن هذه المرحلة تدمير البنية التحتية العسكرية والإدارية لـ حماس، بالإضافة إلى تجهيز جنوب غزة لاستيعاب المدنيين النازحين وتقديم المساعدات الإنسانية بالتعاون مع شركات أمريكية، تحت حماية أمنية إسرائيلية، وتتيح هذه المرحلة لـ حماس فرصة الإفراج التدريجي عن الرهائن بموجب إطار عمل اقترحه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف كشرطٍ مبدئي لوقف التصعيد.
2. نقل السكان: في هذه المرحلة، تهدف إسرائيل إلى إعادة تموضع المدنيين في غزة داخل مناطق محددة في الجنوب الغربي، تم تطهيرها، مع فرز وعزل عناصر حماس.
3. المناورة البرية: في المرحلة النهائية، تدخل قوات الدفاع الإسرائيلية المناطق التي تم تطهيرها، لتقضي على العناصر المتبقية من حماس، وتؤسس وجوداً عسكرياً طويلاً الأمد.
تسلط الخطة الضوء على خمس آليات للضغط على حماس، بعضها لم يتم تفعيله بالكامل بعد:
1. إقامة احتلال إسرائيلي دائم في مناطق معينة، خاصة في المناطق المحيطة والممرات التي تقسم غزة إلى نصفين.
2. إجلاء السكان إلى مناطق أمنة معزولة عن نفوذ حماس.
3. منع وصول حماس إلى المساعدات الإنسانية لضمان عدم تمكنها من السيطرة عليها أو استغلالها.
4. تفتيت قيادة حماس وسيطرتها في مختلف أنحاء المناطق.
5. ممارسة ضغوط نفسية على قادة حماس والمجتمع من خلال تسليط الضوء على تكلفة المقاومة المسلحة.
اقرأ أيضاًعاجل| جيش الاحتلال يعلن تدمير صالة مطار صنعاء الدولي وطائرات مدنية ومرافق خدمية
عاجل| جيش الاحتلال يصدر إنذار بإخلاء منطقة مطار صنعاء الدولي بشكل فوري
عاجل| جيش الاحتلال يعلن انتشاره في جنوب سوريا تحت ذريعة حماية الدروز