كوليندا غرابار كيتاروفيتش.. تاتشر البلقان
تاريخ النشر: 19th, May 2025 GMT
كوليندا غرابار كيتاروفيتش سياسية ودبلوماسية كرواتية بارزة في الساحة الدولية، ولدت عام 1968، ونصبت رئيسة لكرواتيا في سن الـ46، واشتهرت بكونها أول وأصغر امرأة تولت هذا المنصب في تاريخ البلاد منذ استقلالها عام 1991.
شغلت مناصب رفيعة عديدة أهمها سفيرة كرواتيا في الولايات المتحدة الأميركية ومساعدة الأمين العام للدبلوماسية العامة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهي أول من تولى هذا المنصب في تاريخ الحلف.
لقبت بألقاب عدة منها "الرئيسة الجماهيرية" و"مارغريت تاتشر البلقان" و"المرأة الحديدية للناتو".
حصلت على عدد من الجوائز الدولية، من بينها "جائزة فولبرايت للإنجاز مدى الحياة" و"جائزة إسا بي إيشاكوفيتش" و"جائزة وودرو ويلسون للمواطنة العالمية".
ولدت كوليندا غرابار كيتاروفيتش في 29 أبريل/نيسان 1968 في قرية لوباتشا بمدينة رييكا الواقعة على الساحل الشمالي الغربي لكرواتيا.
نشأت في بيئة ريفية متواضعة وسط عائلة محافظة ومتشبعة بالقيم والمبادئ. كان والدها برانكو غرابار جزارا ومديرا لمتجر لحوم، أما والدتها دوبرافكا غرابار فاهتمت بشؤون المنزل وعملت في مزرعة.
أظهرت منذ صغرها اهتماما كبيرا بالتعليم وبرزت بذكائها واجتهادها في المدرسة، وكانت شغوفة باللغات والثقافات الأخرى، وقد شجعتها والدتها على التعليم والتميز.
وتحدثت في لقاء أجرته مع موقع "كرواتيا.أورغ" عن تأثير والديها في تشكيل شخصيتها، وقالت إنها كبرت على قيم ومبادئ النزاهة والعمل الجاد، وأكدت أن القيم العائلية أساس مهم في حياتها.
إعلانكانت لديها شخصية مستقلة منذ الصغر، وكانت تلعب ألعابا غريبة على بنات جنسها، مثل لعب كرة القدم مع الأولاد والقفز في البرك بعد الأمطار.
كانت كوليندا شغوفة بالسفر والعمل في الشؤون الدولية ولم تكن ترى مستقبلها محصورا في حدود قريتها، وقالت إنها كانت تشاهد نشرات الأخبار وتقلد المذيعين أمام المرآة وتمنت أن تكون لها مكانة مرموقة في العالم.
لم تكن طفولتها خالية من التحديات، فقد كبرت في فترة توتر سياسي داخل يوغسلافيا -سابقا-، وساعدها تعاملها المبكر مع ظروف الحياة على بناء شخصية قوية ومثابرة.
تزوجت من مهندس الكهرباء جاكوف كيتاروفيتش في 1996، وهو خريج جامعة زغرب، ودرس أيضا الهندسة البحرية في جامعة رييكا.
لديها ابنة تدعى كاتارينا ولدت في أبريل/نيسان 2001، وهي بطلة كرواتيا في التزلج الفني على الجليد، وابن يدعى لوكا ولد عام 2003.
التحقت بالمدرسة الابتدائية في رييكا، وأظهرت تفوقا دراسيا ملحوظا، وفي سن الـ17 شاركت في برنامج تبادل طلابي إلى لوس ألاموس بنيو مكسيكو في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أكملت تعليمها الثانوي وتخرجت من مدرسة لوس ألاموس الثانوية عام 1986.
اكتسبت أثناء وجودها في الولايات المتحدة الأميركية منظورا عالميا واسعا وأدركت أهمية التواصل بين الثقافات المختلفة، مما دفعها لاحقا لدراسة اللغات الأجنبية والعلاقات الدولية.
بعد عودتها إلى كرواتيا -التي كانت تابعة ليوغسلافيا آنذاك- التحقت بجامعة زغرب، وحصلت على درجة البكالوريوس في اللغتين الإنجليزية والإسبانية وآدابهما من كلية الفلسفة عام 1992، كما أنجزت دراسات متقدمة في اللغة البرتغالية.
ثم حصلت على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من كلية العلوم السياسية بجامعة زغرب عام 2000.
إعلانظفرت بين عامي 2002 و2003 بمنحة فولبرايت للدراسات العليا في العلاقات الدولية والسياسة الأمنية، ودرست في مدرسة إيليوت للشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة الأميركية.
كما حصلت في 2009 على زمالة لوكسيك في برنامج كبار المسؤولين الحكوميين في كلية كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد، وكانت باحثة زائرة في مدرسة الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز.
التجربة الدبلوماسية
شرعت في مسيرتها الدبلوماسية عام 1993 مستشارة في وزارة العلوم والتكنولوجيا بكرواتيا، ثم انتقلت إلى وزارة الخارجية وعينت مديرة لقسم التعاون مع أميركا الشمالية عام 1995.
ونصبت مستشارة دبلوماسية في السفارة الكرواتية بكندا في الفترة ما بين 1997 و2001.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2003، انتخبت عضوا في البرلمان الكرواتي، وفي فبراير/شباط 2005 تولت وزارة الخارجية الكرواتية، وفي هذه الفترة كان لها دور بارز في قيادة بلادها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
عينت كوليندا غرابار سفيرة لكرواتيا في واشنطن عام 2008، وسعت إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، وتقلدت في عام 2011 منصب مساعدة الأمين العام لحلف الناتو للدبلوماسية العامة، وكانت أول امرأة تشغل هذا المنصب الرفيع في تاريخ الحلف.
وفي يناير/كانون الثاني 2015 انتخبت رئيسة لكرواتيا وأصبحت بذلك أول امرأة ترأس البلاد منذ استقلالها عن جمهورية يوغسلافيا الاتحادية الاشتراكية في 1991.
ركزت أثناء ولايتها على السياسة الخارجية ودعم الاقتصاد وتعزيز مكانة بلادها في العالم، كما اكتسبت شهرة واسعة خاصة بعد ظهورها في مونديال كرة القدم (كأس العالم) 2018 ولقبت عندئذ "بالرئيسة الجماهيرية".
وبعد انتهاء ولايتها الأولى في 2020 صارت عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية، التي تعنى بتنظيم الألعاب الأولمبية (الأولمبياد) مرة كل 4 سنوات.
وفي الانتخابات الرئاسية الكرواتية فشلت في الفوز بولاية ثانية، إذ خسرت في الجولة الثانية أمام منافسها زوران ميلانوفيتش.
إعلان الجوائزنالت كوليندا غرابار كيتاروفيتش عددا من الجوائز تكريما وتقديرا لجهودها بصفتها سياسية قيادية ودبلوماسية بارزة أسهمت في تعزيز مكانة كرواتيا في الاتحاد الأوروبي وفي حلف الناتو والعالم، كما ساعدت في تجاوز الأزمات العالمية، وعززت مكانة المرأة في السياسة. ومن تلك الجوائز:
جائزة إسا بي إيشاكوفيتش عام 2015: منحتها إياها جمعية كليبسيدرا الكرواتية تقديرا لجهودها في تعزيز العلاقات بين كرواتيا والبوسنة والهرسك.
ميدالية جيوسيبي موتا عام 2017: منحها إياها معهد جنيف للديمقراطية والتنمية تكريما لإسهاماتها في تعزيز السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، وعملها من أجل التنمية المستدامة.
أدرجتها مجلة فوربس في قائمة "أقوى 100 امرأة في العالم" عامي 2017 و2018، مما يعكس تأثيرها البارز في السياسة الدولية والقيادة النسائية.
جائزة برنامج فولبرايت للإنجاز مدى الحياة عام 2019: منحتها لها جمعية فولبرايت للإنجازات مدى الحياة عرفانا لإنجازاتها ومساعيها لتقوية العلاقات بين الدول وبناء جسور ثقافية بينها، إضافة إلى خدمة المجتمعات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المتحدة الأمیرکیة کرواتیا فی
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يستقبل المفوض الأوروبي للشراكات الدولية
استقبل د. بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة السيد "جوزيف سيكيلا" المفوض الأوروبي للشراكات الدولية يوم الأحد ١٨ مايو.
أعرب الوزير عبد العاطى عن التطلع لدعم المفوض الأوروبي في تنفيذ المشروعات التنموية بمصر في المجالات المختلفة، ومنها الربط الكهربائي والطاقة المتجددة والصحة وتطوير وتحديث الموانئ والسكك الحديدية، ورحب بجهود المفوضية الأوروبية لدعم الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين مصر والاتحاد الأوروربى بمحاورها الست، مبرزًا أهمية المحور الاقتصادي فى هذه الشراكة، معربًا عن التطلع لسرعة إنهاء الإجراءات المتصلة بصرف الشريحة الثانية من الحزمة المالية الأوروبية بقيمة ٤ مليار يورو المقدمة لمصر.
وأعرب الوزير عبد العاطى عن التقدير للدور الذي تضطلع به إدارة الشراكات الدولية في دعم العلاقات بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي ومتابعة مخرجات القمة الأوروبية-الأفريقية لعام ٢٠٢٢، وكذا التحضير للاجتماع الوزاري الأوروبي-الأفريقي المقبل، مؤكدًا التزام مصر بدفع العمل الأوروبي-الأفريقي، وتعزيز العلاقات بين الاتحادين.
وتناول الوزير عبد العاطى المبادرات والمشروعات التى تربط مصر بأوروبا وإفريقيا، وفى مقدمتها مبادرة البوابة العالمية، مشيرًا إلى أهمية إشراك الدول الأفريقية في عملية صنع القرار في المشروعات المشتركة مع الاتحاد الأوروبى ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الأفريقية وتشجيع القطاع الخاص الأفريقي.
كما أعرب الوزير عبد العاطى عن التطلع لتدشين تعاون ثلاثي بين مصر والاتحاد الأوروبي يستهدف دعم إحدى المناطق أو الدول الأفريقية، سواء في بناء القدرات أو في قطاعات الصحة والعيادات المتنقلة والزراعة والكهرباء. وأكد على الاهتمام بمشروعات الممرات الاستراتيجية التي تم اعتمادها في القمة الأوروبية-الأفريقية عام ٢٠٢٢، وذلك دعمًا للتكامل الإقليمي بين دول القارة، مستعرضًا ما تملكه مصر من خبرات متراكمة في التعاون مع الدول الأفريقية وبناء قدراتها، مبرزًا جهود الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في المجالات التنموية المختلفة.