السودان يحصل على 250 مليون دولار بدعم هذه الجهة
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
متابعات ـ تاق برس – كشفت وزارة التربية والتعليم في السودان، استقطاب منظمة اليونسكو لاكثر من 250 مليون دولار لصالح التعليم بالسودان وذلك في اطار تبنيها لعمل تسويقي لاستقطاب دعم من المنظمات الدولية وشركاء التعليم لدعم الخطة الانتقالية للتعليم التي اعتمدها وزارة التربية والتعليم كخارطة طريق لاعمار وتطوير التعليم .
واوضح وكيل وزارة التربية والتعليم د. احمد خليفة عمر ان منظمة اليونسكو بجانب استقطاب هذا الدعم تعمل للترتيب لعقد مؤتمر دولي للشركاء بباريس في السادس والعشرين من مايو الجاري لحشد الدعم للخطة .
واثنى على جهود مدير مكتب اليونسكو بالسّودان د. أيمن بدري ، لمتابعته الدقيقة للخطّة حتى رأت النّور إلى جانب متابعته لالتزامات المنظّمات في مجموعة التّعليم المحليّة.
وكشف عن مقترح آخر لعقد مؤتمر إقليمي في منطقة الشّرق الأوسط لتمويل الخطّة التي من المنتظر أن يبدأ تنفيذها مطلع يوليو المقبل.
وأشار د. أحمد خليفة إلى أنّ هذه الخطّة الانتقالية ستهتم في مرحلتها بأربع قضايا أساسيّة تتمثّل في تدريب المعلّمين، وبناء القدرات للأطر التّربويّة، والبيئة المدرسيّة، وانتظام الدّراسة تحت كل الظّروف.
ودعا وزارات التّربية والتّعليم بالولايات وإدارات التّخطيط لإبراز مادمّرته الحرب وتحديد كيفية معالجة وإعادة تأهيل البيئة المدرسيّة، والعمل على استمرار الدراسة وذلك ه٦للعالم مدى صلابة وقوّة إرادة الشّعب السوداني وعزيمته في استمرار الحياة.
وشدّد على أهمية إبلاغ كل الولايات ومتخذي القرار بأهميّة هذه الورشة وأهمية الخطّة الانتقاليّة للتّعليم مع العمل على إحكام عمليّات التّنسيق والمتابعة والتّقييم والمنافسة بين المحليّات في كل ولاية لتنفيذ هذه الخطة.
ونوه الخليفة لحاجتهم لمناصرة الإعلام ودوره لعكس الدّمار الذي لحق بالمؤسسات التّعليميّة على أيدى مليشيا الدّعم السّريع.
المصدر: تاق برس
إقرأ أيضاً:
30 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةيشهد السودان انهياراً واسعاً في الخدمات الأساسية، في ظل تعطل المستشفيات والمدارس ومحطات المياه وشبكات الكهرباء في مناطق عدة، جراء تداعيات الحرب الأهلية الدائرة في البلاد منذ أبريل 2023، مما جعل الحصول على الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الحيوية شبه مستحيل.
وفي العديد من المناطق والولايات السودانية، انهارت الخدمات الأساسية بشكل غير مسبوق، حيث أصبحت خدمات المياه الصالحة للشرب والغذاء والأدوية والوقود والكهرباء نادرة، وبات النظام الصحي على وشك الانهيار، إذ تم إغلاق ما بين 70 إلى 80% من المرافق الطبية بشكل دائم، وتؤدي المخيمات المكتظة بالنازحين وسوء النظافة المتزايد، إلى ارتفاع الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية، مثل الحصبة والكوليرا.
وتحذر التقارير الصادرة عن منظمات أممية ودولية من ارتفاع خطير في معدلات الجوع وسوء التغذية في السودان، حيث يواجه عدد كبير من السكان مستويات تُصنف في نطاق المجاعة، مع نقص حاد في الغذاء وغياب مسارات آمنة لإيصال المساعدات.
وبحسب برنامج الغذاء العالمي، فإن نحو 5 ملايين شخص في السودان مهددون بالمجاعة بشكل حاد، ويعيش نحو 25 مليون شخص في حالة انعدام الأمن الغذائي، وكل هذا يصيب الأطفال بشكل خاص، حيث أصبح نحو 15 مليون طفل وشاب غير قادرين على الذهاب إلى المدارس، ومن المتوقع أن يتفاقم الوضع الإنساني في البلاد بسبب استمرار القتال. ويؤكد صندوق الأمم المتحدة للسكان أن السودان يشهد واحدة من أكبر موجات النزوح الداخلي في العالم، إذ اضطر ملايين السودانيين إلى ترك منازلهم داخل البلاد، بينما لجأ ملايين آخرون إلى دول الجوار هرباً من العنف وانعدام الأمان.
من جهته، شدد المتحدث الإقليمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سليم عويس، على أن الوضع الإنساني في السودان بلغ مستويات كارثية، في ظل اتساع رقعة الأزمة الإنسانية وازدياد أوضاع المدنيين سوءاً، ويعد الأطفال الفئة الأكثر دفعاً للثمن، موضحاً أن أكثر من 30 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، نصفهم من الأطفال.
وذكر عويس، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن عدد النازحين داخلياً ارتفع إلى 9.6 مليون شخص، كثير منهم اضطروا للنزوح أكثر من مرة، في حين يعيش مئات الآلاف في مناطق شبه محاصرة، تفتقر إلى الغذاء الكافي والرعاية الصحية والمياه النظيفة.
وأشار إلى أن مناطق مثل الفاشر وكردفان تشهد انهياراً شبه كامل في الخدمات الأساسية، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية وانتشار الأوبئة، ووجود مجاعة فعلية في بعض المناطق، وتهديد كبير في عشرات المواقع الأخرى، منوهاً بأن إيصال المساعدات أصبح بالغ الصعوبة بسبب استمرار القتال وقيود الحركة والهجمات التي تتعرض لها القوافل الإغاثية، مما يترك ملايين الأطفال من دون الحد الأدنى من الخدمات الأساسية اللازمة لبقائهم على قيد الحياة.
وقال المتحدث باسم «اليونيسف»: إن وقف إطلاق النار أصبح ضرورة إنسانية عاجلة؛ لأنه السبيل الوحيد لفتح الممرات الآمنة والوصول إلى المجتمعات المحاصرة، وضمان حماية العاملين في مجال الإغاثة وإعادة تشغيل الخدمات الأساسية التي تعطلت بفعل النزاع.
وأضاف: «وقف القتال هو ما سيسمح بدخول الغذاء والعلاج والمياه للأطفال الذين يعيشون على حافة الجوع والمرض، ويمنح الأسر فرصة للأمان والتنقل، ويمهد لاستعادة التعليم والرعاية الصحية»، موضحاً أنه «من دون وقف شامل لإطلاق النار، ستستمر المجاعة في الانتشار، وسيبقى ملايين المدنيين في خطر مباشر يهدد حياتهم».
ودخل الصراع في السودان عامه الثالث، وسط تصاعد حاد في وتيرة العنف، واتساع رقعة المواجهات بين الأطراف المتحاربة، مما أدى إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، وقد تسبب القتال المستمر في تدمير واسع للبنية التحتية، وانهيار مؤسسات الدولة، في حين لا تزال جهود الوساطة الإقليمية والدولية عاجزة عن تحقيق اختراق ملموس نحو وقف دائم لإطلاق النار، وسط اتهامات متبادلة بعرقلة وصول المساعدات واستهداف المناطق السكنية. ورفضت «سلطة بورتسودان» المبادرات الأخيرة الخاصة بوقف إطلاق النار، رغم الضغوط الدولية المتزايدة التي تحث على القبول بوقف إنساني لإطلاق النار، يتيح وصول المساعدات للملايين من المدنيين المحاصرين.
وتؤكد المنظمات الإنسانية العاملة في السودان أن استمرار العنف يعرقل بشكل كبير وصول المساعدات إلى المناطق المنكوبة، ويزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية، مشددة على ضرورة وقف الحرب لتمكين الاستجابة الإنسانية.