الاقتصاد نيوز - متابعة

 في الوقت الذي تتواصل فيه المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بشكل جدي، لا تزال المخاوف من تعثرها قائمة، وهو ما قد يؤدي إلى تشديد العقوبات، لا سيما على صادرات النفط. وتزداد هذه المخاوف حدة في ظل استمرار خطر تفعيل “آلية الزناد” وعودة العقوبات الأممية ضد طهران، مع اقتراب انتهاء صلاحية هذه الآلية في أكتوبر 2025.

هذه المعطيات تطرح تساؤلات حول ما إذا كان الاقتصاد الإيراني يدق ناقوس الخطر؟ حيث تشير المؤشرات الاقتصادية إلى تدهور ملحوظ في أوضاع البلاد. ووفقًا لآخر بيانات مركز الإحصاء الإيراني، فقد ارتفع معدل التضخم الشهري من 3.3% في مارس 2025 إلى 3.9% في أبريل من نفس العام، ما يعني أن الأسر الإيرانية أنفقت نحو 3.9% أكثر لشراء نفس سلة السلع الاستهلاكية مقارنة بالشهر السابق.

أما التضخم السنوي، فقد صعد من 37.1% إلى 38.9%، في حين تجاوز معدل التضخم السنوي حاجز 33%، ليصل إلى 33.4%. وفي ظل هذه المؤشرات، تتجه التوقعات الاقتصادية نحو مزيد من القلق؛ حيث أشار صندوق النقد الدولي مؤخرًا إلى أن نمو الاقتصاد الإيراني سيتباطأ، بينما حذر البنك الدولي من احتمال دخول الاقتصاد الإيراني في نمو سلبي.

إلى هذا، حذر الخبير الاقتصادي الإيراني البارز موسى غني‌ نجاد في مقابلة مع صحيفة اعتماد من أن استمرار الوضع الحالي يهدد بانهيار اقتصادي. وقال: “أنا أتفق مع من يرون أن الاقتصاد الإيراني يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، فإذا قارنا الوضع الحالي بعدة سنوات مضت، نلاحظ تراجعًا كبيرًا، خصوصًا في القوة الشرائية التي تدهورت بسبب التضخم المرتفع، في حين لم ترتفع الأجور بالقدر الكافي.”

وأضاف غني‌ نجاد أن حوالي 50% من سكان إيران يعيشون تحت خط الفقر، مقارنة بنسبة تراوحت بين 15% و20% قبل نحو 20 عامًا، ما يشير إلى تدهور كبير في مستوى المعيشة. كما وصف البنية التحتية في البلاد بأنها تعاني من أزمة حقيقية، مشيرًا إلى أن إيران، رغم كونها بلدًا غنيًا بالنفط والغاز، تعاني من نقص في الكهرباء صيفًا ونقص في الغاز شتاءً، في مشهد يعكس هشاشة الوضع الاقتصادي.

وحول تأثير المفاوضات النووية الجارية بين طهران وواشنطن، قال الخبير الاقتصادي الإيراني البارز: “يكفي أن نراقب رد فعل سوق العملات لنفهم مدى أهمية هذه المفاوضات. فبمجرد صدور أخبار إيجابية حول التفاوض، نشهد تراجعًا حادًا في سعر الدولار. في بداية هذا العام، ومع استئناف المحادثات، انخفض سعر الصرف بنسبة تصل إلى 25%.”

وأكد أن هذا التأثير لا يقتصر على سوق العملات فقط، بل يمتد إلى سوق رأس المال، وتتحسن التوقعات الاقتصادية بشكل عام، ما يجعل تأثير المحادثات فوريًا ومؤثرًا.

وفي ختام حديثه، شدد غني‌ نجاد على ضرورة الإسراع في حسم موقف إيران تجاه المفاوضات وآلية الزناد، محذرًا من أن فشل التوصل إلى اتفاق قد يعيد سياسة الضغط الأقصى ويُدخل الاقتصاد الإيراني في مرحلة أسوأ. ومع ذلك، أعرب عن تفاؤله الحذر بإمكانية التوصل إلى اتفاق، لكنه نبّه إلى أن نجاح الاتفاق يعتمد على مدى استقراره وثقة السوق فيه، إذ أن أي اتفاق هش لن يُحدث الأثر المرجو في الاقتصاد الإيراني.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الاقتصاد الإیرانی

إقرأ أيضاً:

ما الذي سيغري إيران بالعودة للمفاوضات مع واشنطن؟

رغم أجواء التوتر التي خلفتها حرب يونيو/حزيران في علاقات البلدين، عاد الحديث من جديد عن محادثات محتملة بين واشنطن وطهران، وهو ما أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب -في خطابه الخميس في ولاية "آيَـوا"- "أن إيران ترغب في التحدث إلى الولايات المتحدة" وأنه على استعداد للقاء ممثلين عنها إذا لزم الأمر.

وفي ذات السياق، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي نقلا عن مصدرين مطلعين، أن المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف يعتزم لقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في عاصمة النرويج أوسلو الأسبوع المقبل لاستئناف المحادثات النووية.

ووفق "أكسيوس"، فإن واشنطن وطهران لم تحددا بعد موعد اللقاء نهائيا، ولم تعلن أي منهما عن الاجتماع رسميا، مؤكدا نقلا عن المصدرين، أن ويتكوف وعراقجي على اتصال مباشر منذ نهاية الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران.

وفي حال عُقد الاجتماع، فسيكون أول محادثات مباشرة بين البلدين منذ أن شنّت إسرائيل والولايات المتحدة ضربات على مواقع نووية إيرانية في يونيو/حزيران الماضي، وأدت -حسب ترامب- إلى محو البرنامج النووي الإيراني.

ومع توالي التقارير من الجانب الأميركي عن مباحثات محتملة مع طهران، لم تخف الأخيرة رغبتها في استئناف هذه المباحثات، وهو ما صرح به مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني بقوله، إن بلاده مع الدبلوماسية، بشرط أن تقنعهم واشنطن بأنها لن تستخدم القوة أثناء التفاوض. كما شدد على أن سياسة بلاده في التخصيب لم تتغير، وأن لها كل الحق في التخصيب داخل أراضيها.

ورغم تمسك إيران بالدبلوماسية وباستئناف مباحثاتها مع الأميركيين، إلّا أنها تنظر لهذه المحادثات -إن حصلت- على أنها ستكون معقدة ومتشابكة، وأهدافها مختلفة كليا عن الأهداف الأميركية، كما يقول مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز، والذي أشار أيضا -في مداخلته ضمن برنامج "ما وراء الخبر"- إلى أن طهران لم تعد تثق في الأميركيين وتريد أن تبدأ التفاوض من حيث انتهت الحرب الأخيرة.

إعلان

ويقول الإيرانيون، إن الضربات الأميركية والإسرائيلية لمنشآتهم النووية لم تضعف موقفهم، وإنهم في حال قرروا الذهاب إلى مفاوضات مع الأميركيين فسيفرضون شروطا أكثر تعقيدا من تلك التي فرضوها أثناء مباحثات مسقط وروما، وهو ما أشار إليه الدبلوماسي الإيراني السابق، طهران هادي أفقهي، حيث قال لبرنامج "ما وراء الخبر" إن الشروط الإيرانية ستكون بأن "حق التخصيب لا يسقط ولا نناقش عليه".

وفي نفس السياق، استبعد أفقهي وجود اتصالات بين بلاده والأميركيين، "لم نسمع من أي مسؤول إيراني رسمي أنه قبل الدعوة أو كانت هناك اتصالات بالجانب الأميركي، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة".

تغيير وليس قلب النظام

ويذكر أن الولايات المتحدة وإيران عقدتا منذ أبريل/نيسان الماضي، 5 جولات من المحادثات غير المباشرة بوساطة سلطنة عمان، استضافتها مسقط وروما، كانت تهدف إلى إيجاد حل دبلوماسي جديد بشأن برنامج إيران النووي قبل أن تشن إسرائيل ضرباتها في 22 يونيو/حزيران الماضي مستهدفة مواقع نووية وعسكرية إيرانية، واغتالت عددا من القيادات العسكرية والعلماء النوويين، قبل أن ترد إيران بهجمات صاروخية واسعة في حرب استمرت 12 يوما، ليعلن الرئيس الأميركي فجأة وقفا لإطلاق النار بين البلدين.

وحسب الضيف الإيراني، لم يكن هدف الضربات الأميركية البرنامج النووي الإيراني بل قلب النظام الإيراني، وأن ترامب في عز التفاوض والحلول الدبلوماسية قلب الطاولة وذهب إلى الحرب بإصرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب لـ المحكمة الجنائية الدولية)، في اعتداء صارخ للقوانين الدولية وقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما قال.

وإذا كانت إيران ستفرض شروطا جديدة ومختلفة في حال ذهبت إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن، فإن الأخيرة لا تزال متمسكة بمقاربتها السابقة في التعامل مع طهران، وفي هذا السياق، يؤكد العقيد هاينو كلينك، المستشار العسكري السابق بمجلس الأمن القومي الأميركي لبرنامج "ما وراء الخبر" أن "البيت الأبيض يأمل عودة إيران إلى طاولة المفاوضات بنظرة واضحة، وبأن الخيار إلى النووي طريق مسدود".

وما يهم واشنطن -يواصل  الضيف الأميركي- هو أن "يكون النظام الإيراني منفتحا على تغيير سلوكاته"، مشيرا إلى أن ترامب لا يبحث عن تغيير النظام الإيراني، وبأنه يتخذ قرارات ذات سيادة في تعالمه مع طهران من أجل التوصل لحل دبلوماسي طويل الأمد.

مقالات مشابهة

  • ‏الحرس الثوري الإيراني: إذا تعرضت إيران لأي هجوم جديد فلن تكون هناك خطوط حمراء في ردها
  • المتحدث باسم الخارجية الإيرانية: الرأي العام الإيراني غاضب حاليا لدرجة أن لا أحد يجرؤ على الحديث عن المفاوضات والدبلوماسية
  • رئيس الأركان الإيراني يحذر: إذا هاجم العدو مرة أخرى لن تتمكن واشنطن من إنقاذ نتنياهو
  • مفاوضات على صفيح نووي| وشروط وضغوط بين إيران وأميركا وسط ترقب دولي.. تفاصيل
  • رئيس رواندا: لقاء الدوحة سهّل اتفاق واشنطن
  • ما الذي سيغري إيران بالعودة للمفاوضات مع واشنطن؟
  • اقتصاد العدو يتكبد أكثر من 14 مليار دولار بسبب الحرب على إيران
  • ماكرون: سأبحث مع الرئيس الإيراني تهم التجسس الموجهة ضد مواطنينا المعتقلين في إيران
  • وزير خارجية إيران: ألمانيا تتنصل من التزاماتها في الاتفاق النووي
  • واشنطن ستؤيد تمديد وقف إطلاق النار في غزة بعد فترة الـ60 يوما