“أزمة تجسس” تتحول إلى خلاف دبلوماسي.. بريطانيا تستدعي السفير الإيراني وتطالب بمحاسبة طهران
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
البلاد – لندن
في تطور خطير ينذر بتصاعد التوتر بين لندن وطهران، استدعت الحكومة البريطانية السفير الإيراني في لندن، علي موسوي، وذلك بعد توجيه اتهامات لثلاثة إيرانيين بالتجسس والتآمر لارتكاب أعمال عنف على الأراضي البريطانية، في قضية تُعد من أكبر قضايا مكافحة الإرهاب خلال السنوات الأخيرة.
وقد مثل المتهمون الثلاثة – مصطفى سيباهفاند (39 عامًا)، فرهاد جوادي مانيش (44 عامًا)، وشابور قلي خاني نوري (55 عامًا) – أمام محكمة في لندن، حيث وُجهت إليهم اتهامات بموجب قانون الأمن القومي البريطاني، بعد تحقيق مطوّل أجرته وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة.
ووفقًا للمعلومات المقدمة أمام المحكمة، فإن الثلاثة كانوا على صلة محتملة بمخططات تستهدف صحفيين يعملون مع قناة “إيران إنترناشونال”، وهي وسيلة إعلامية ناطقة بالفارسية تنتقد النظام الإيراني، وتتخذ من بريطانيا مقرًا لها.
الحكومة البريطانية لم تكتفِ بالتحقيقات الأمنية، بل أعربت رسميًا عن غضبها واستيائها من تصرفات إيران. وقالت وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، في بيان شديد اللهجة: “لن نتسامح مع تهديدات الدول المتزايدة داخل أراضينا. إيران يجب أن تُحاسب”. وأضافت أن المملكة المتحدة بصدد اتخاذ “إجراءات منفصلة” للرد على تلك التهديدات، مشيرة إلى مراجعة أوسع لسلطات الأمن القومي البريطاني.
وكانت الشرطة البريطانية قد نفذت، خلال هذا الشهر، عمليتين أمنيتين أسفرتا عن توقيف ثمانية رجال – سبعة منهم إيرانيون – بشبهة التورط في مخططات إرهابية. وأُطلق سراح أربعة منهم لاحقًا دون توجيه اتهامات، بينما أفرج عن أحدهم يوم الخميس الماضي بعد انتهاء فترة التحقيق الأولي. ولا يزال الملف مفتوحًا، حيث وصفت الشرطة القضية بأنها “تحقيق نشط ومستمر”.
وفيما لم تكشف السلطات رسميًا عن المواقع المستهدفة، أفادت صحيفة التليغراف البريطانية أن الموقع المقصود في المخطط الذي أُحبط كان السفارة الإسرائيلية في لندن. وإذا ثبتت هذه المعلومات، فإن القضية ستأخذ أبعادًا دولية أوسع، وسط تصاعد التوترات الإقليمية المتعلقة بإيران ونفوذها في الشرق الأوسط.
الرد البريطاني لم يقتصر على المستوى الأمني. فقد سارعت وزارة الخارجية إلى استدعاء السفير الإيراني، وأكدت في بيان أن “حماية الأمن القومي تأتي على رأس أولويات المملكة المتحدة”، متهمة طهران بتجاوز الخطوط الحمراء.
يأتي هذا التصعيد وسط تحذيرات متكررة من أجهزة الاستخبارات البريطانية، كان آخرها ما كشف عنه رئيس جهاز MI5 كين مكالوم، حين أعلن العام الماضي أن بلاده أحبطت منذ عام 2022 أكثر من 20 مؤامرة مرتبطة بإيران، بعضها كان يهدد حياة مواطنين بريطانيين بشكل مباشر.
ومن المقرر أن يمثل المتهمون الثلاثة مجددًا أمام المحكمة الجنائية المركزية في لندن بتاريخ 6 يونيو المقبل، وسط متابعة إعلامية وأمنية حثيثة. ويُتوقع أن تكشف الجلسة المقبلة تفاصيل إضافية عن طبيعة الشبكة التي يُشتبه أنها تعمل داخل الأراضي البريطانية لخدمة أجندات استخباراتية إيرانية.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: فی لندن
إقرأ أيضاً:
أزمة دبلوماسية بين لندن وطهران بعد اتهام إيرانيين بالإرهاب
استدعت بريطانيا وإيران اليوم الاثنين ممثلي كل منهما الدبلوماسيين في لندن وطهران بعد أن وجهت السلطات البريطانية اتهامات إلى 3 إيرانيين بموجب قانون الأمن القومي، في أعقاب تحقيق كبير بشأن مكافحة الإرهاب.
وقالت بريطانيا إنها استدعت السفير الإيراني علي موسوي إلى مقر وزارة خارجيتها، في حين استدعت إيران القائم بالأعمال البريطاني في طهران بشأن اعتقال مواطنيها، ووصفت الاتهامات بأنها "ادعاءات كاذبة".
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الدبلوماسي البريطاني استُدعي لتقديم تفسير رسمي لاعتقال المواطنين الإيرانيين.
ومثل الإيرانيون الثلاثة أمام محكمة في لندن -السبت الماضي- بتهمة الانخراط في سلوك من المرجح أن يساعد جهاز مخابرات أجنبيا في الفترة بين أغسطس/آب 2024 وفبراير/شباط 2025. وقالت الشرطة البريطانية إن الدولة الأجنبية المعنية هي إيران.
وألقت السلطات البريطانية القبض على 4 إيرانيين آخرين في وقت سابق من هذا الشهر في قضية منفصلة، وذكرت الشرطة أنها أطلقت سراحهم، لكن التحقيق لا يزال جاريا.
وتأتي الاتهامات في وقت تجري فيه بريطانيا تدقيقا مكثفا بشأن أنشطة يشتبه في أنها مدعومة من طهران، ووضعت لندن إيران في أعلى مستوى في سجل النفوذ الأجنبي.
إعلانوقالت الخارجية البريطانية إن "حكومة بريطانيا تؤكد أن حماية الأمن القومي تظل على رأس أولوياتنا، وتجب محاسبة إيران على أفعالها".
في المقابل، نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن مسؤول بوزارة الخارجية قوله إن "مسؤولية التداعيات غير المناسبة لمثل هذه الإجراءات، والتي يبدو أنها تمت بدوافع سياسية للضغط على إيران، تقع على عاتق الحكومة البريطانية".
وتاريخيا، شهدت العلاقات الإيرانية البريطانية أزمات متكررة تتعلق بمزدوجي الجنسية، إذ سبق أن اتُهمت طهران باستخدامهم ورقة ضغط سياسية، وهو ما تنفيه السلطات الإيرانية، مؤكدة أن القضايا الأمنية تُنظر وفق القوانين المحلية من دون اعتبارات خارجية.