مايكروسوفت تتعاون مع المنافسين لتقديم الذكاء الاصطناعي وأداة غيت هاب للذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
أقامت "مايكروسوفت" حدثها السنوي للمطورين في مدينة سياتل، وخلال الحدث كشفت عن أحدث ابتكارات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها إلى جانب مفاجأة أخرى. فبعد أن كانت خدمات الذكاء الاصطناعي من "أوبن إيه آي"، قررت الشركة إتاحة نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بالمنافسين مباشرة من خوادمها.
وذلك وفق ما أعلنه ساتيا ناديلا المدير التنفيذي للشركة ضمن فعاليات الحدث ومع إيلون ماسك عبر محادثة فيديو، إذ أكد أن الشركة تقدم خدمات الذكاء الاصطناعي من "إكس إيه آي" (xAI) و"ميتا" و"ميسترال" (Mistral) و"بلاك فوريست" (Black Forest)، وجميع هذه الخدمات ستكون مستضافة مباشرة على خوادم "آزور" من "مايكروسوفت" إلى جانب خدمات "أوبن إيه آي".
أضاف ناديلا أن تقديم التقنيات الجديدة يعد خطوة غير مسبوقة في عالم الذكاء الاصطناعي، إذ يضمن جودة النماذج والخدمات المقدمة عبر استخدام خوادم "مايكروسوفت"، ويتيح للمطورين استخدام أي نموذج يرغبون فيه بغض النظر عن الشركة المطورة لهذا النموذج، سواء كانت "أوبن إيه آي" أو غيرها.
ويعكس هذا الإعلان العلاقة المضطربة التي بدأت "مايكروسوفت" تحظى بها مع "أوبن إيه آي" في المدة الأخيرة بعد سنوات من الاستثمار المباشر في الشركة حصرًا، ولكن يبدو أن "مايكروسوفت" أصبحت مستعدة لتجربة المنافسين والاستفادة من قدراتهم.
إعلانتضمن المؤتمر أيضًا إعلانًا عن أحدث ابتكارات "مايكروسوفت" في منصتها البرمجية "غيت هاب" (Github)، إذ كشفت الشركة عن نموذج "كوبايلوت غيت هاب" (CoPilot Github)، وهو نموذج ذكاء اصطناعي قادر على كتابة الأكواد البرمجية بالاعتماد على مكتبة "غيت هاب" وعبر مجموعة من الأوامر البسيطة التي يتلقاها من المطور البشري.
ويعني ذلك أن النموذج قادر على إصلاح الأكواد البرمجية عبر تلقي مجموعة من الأوامر المباشرة مثل نوعية المشكلة أو العطل الموجود في الكود فضلًا عن إستراتيجية حله، وبالتدريج يقوم بتقديم حلول برمجية تتلاءم مع هذه المدخلات بشكل مباشر.
كذلك كشفت "مايكروسوفت" عن خدمة جديدة في مراكزها السحابية تدعى "أزور فاوندري"، وهي تتيح للشركات بناء عملاء ذكاء اصطناعي مخصصين لاستخدامهم، وذلك بالاعتماد على نماذج الذكاء الاصطناعي المتنوعة الموجودة في مراكز "مايكروسوفت" السحابية.
وتأمل الشركة أن تكون هذه الخطوات سباقة في الوصول إلى مستقبل الذكاء الاصطناعي بالشكل الذي يلائم الاستخدامات والشركات المختلفة في العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی أوبن إیه آی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي وصناعة القرار السياسي: هل حان وقت التغيير؟
صراحة نيوز- بقلم / عبد الملك عوجان
في زمن تزداد فيه تعقيدات القرارات السياسية، لم يعد المنهج التقليدي في صناعة القرار كافيًا لوحده. فالعالم يتغيّر بوتيرة متسارعة، وتحليل البيانات بات ضرورة لا ترفًا.
هنا، يدخل الذكاء الاصطناعي كأحد أقوى الأدوات التي يمكن أن تُحدث ثورة حقيقية في طريقة فهم الواقع وصياغة السياسات.
.فهل آن الأوان لأن تتبنى الحكومات – وخاصة في العالم العربي – الذكاء الاصطناعي كعنصر فاعل في إدارة شؤون الدولة؟
ما هو الذكاء الاصطناعي في السياق السياسي؟
للذكاء الاصطناعي منظومات تحليلية قادرة على:
دراسة أنماط سلوك المواطنين،
تحليل توجهات الرأي العام،
توقع الأزمات قبل وقوعها،
تقديم توصيات دقيقة مبنية على ملايين البيانات.
تخيّل لو أن قرارًا اقتصاديًا في وطننا الحبيب مثل رفع الدعم، يُتخذ بناءً على تحليل ذكي لتأثيره التفصيلي على الفئات المختلفة، مترافقًا مع سيناريوهات تنبؤية مدعومة بالذكاء الاصطناعي… كم كنا سنوفر من أخطاء سياسية وإدارية؟
كيف يمكن للحكومات استخدام الذكاء الاصطناعي بذكاء؟
تحليل البيانات الضخمة:
البيانات موجودة في كل وزارة، لكنها مشتتة وغير مستغلة. الذكاء الاصطناعي يستطيع ربطها وتحليلها، مما يمنح صانع القرار صورة أوضح وأكثر شمولًا.
محاكاة سيناريوهات السياسات:
قبل اتخاذ قرار حاسم، يمكن استخدام خوارزميات لتوقع النتائج الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وبالتالي اختيار البديل الأقل تكلفة وأكثر فاعلية.
رصد الرأي العام والتوجهات المجتمعية:
من خلال تحليل المحتوى في مواقع التواصل، يمكن فهم نبض الشارع بشكل دقيق وفي الوقت الفعلي، بدلًا من الاعتماد على استبانات تقليدية محدودة.
مكافحة الفساد الإداري:
أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على كشف الأنماط غير الطبيعية في التعيينات، المشتريات، والإنفاق الحكومي.
لماذا العالم العربي متأخر في هذا المجال؟
أسباب التأخر ليست تقنية فقط، بل سياسية وإدارية. هناك خوف من الشفافية، وضعف في البنية التحتية للبيانات، بالإضافة إلى مقاومة لأي تغيّر تقوده الخوارزميات لا البشر.
لكن الدول التي لن تتبنى الذكاء الاصطناعي ستجد نفسها تتخذ قرارات خاطئة، بطيئة، ومكلفة.
الذكاء الاصطناعي لا يلغي الإنسان..
من المهم التأكيد أن الذكاء الاصطناعي لا يحلّ مكان العقل السياسي البشري، بل يدعمه. يبقى القيم، والحدس، والقيادة، صفات بشرية لا يمكن استبدالها. لكن السياسات الذكية في 2025 وما بعدها، يجب أن تستند إلى أدوات ذكية.
نحن في الأردن نمتلك طاقات شبابية تقنية جبارة، وجيلًا واعيًا سياسيًا. لماذا لا نبادر لتأسيس أول وحدة ذكاء اصطناعي في رئاسة الوزراء مثلًا؟