المراهقون يواجهون خطر السمنة رغم تراجع معدلات التدخين
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
في وقت تتراجع فيه معدلات التدخين واستهلاك الكحول بين المراهقين على مستوى العالم، تواجه هذه الفئة تحديات صحية جديدة أشد خطورة، يتصدرها تفاقم معدلات السمنة وتدهور الصحة النفسية. هذا ما خلص إليه تقرير شامل صادر عن لجنة "لانسيت" لصحة ورفاهية المراهقين التابعة للأمم المتحدة، والذي أطلق تحذيرا صريحا مفاده أن العالم بات على أعتاب "نقطة تحول حاسمة" في ما يخص صحة المراهقين.
بحسب التقرير، يُتوقع أن يصل عدد المراهقين المصنفين في فئة من يعانون من زيادة الوزن أو السمنة إلى 464 مليون شخص بحلول عام 2030، أي بزيادة قدرها 143 مليونا مقارنة بعام 2015. ويعكس هذا الارتفاع الحاد تغيرا جوهريا في أنماط المخاطر الصحية التي تواجه المراهقين، حيث باتت السمنة والصحة النفسية تتصدران المشهد، بدلا من التدخين أو تعاطي الكحول.
وفي الوقت الذي تُسجّل فيه معدلات استهلاك المواد الضارة، مثل التبغ والكحول، تراجعا عالميا، يرى معدو التقرير أن هذا التحسّن الإيجابي لا يجب أن يحجب التدهور المتسارع في جوانب أخرى من صحة المراهقين، ولا سيما الصحة النفسية، التي شهدت "انحدارا كبيرا وملحوظا" خلال العقود الثلاثة الماضية، وفاقمت من حدته جائحة "كوفيد-19".
إعلان التحديات الرقمية والمناخيةتقرير لجنة "لانسيت" لصحة ورفاهية المراهقين أبرز أن التقدّم المحرز في تحسين صحة الأطفال الصغار لا يقابله تقدم مماثل لدى فئة المراهقين. بل على العكس، حذر من أن الإنجازات المحققة في الطفولة قد تُفقد في سن المراهقة، بسبب الإهمال الواضح في تخصيص الموارد والدعم لهذه الفئة الحرجة.
وكتب التقرير بلهجة تحذيرية واضحة، "لا يمكن للعالم أن يستمر في تجاهل مرحلة المراهقة… لقد حان وقت التحرك".
كما تناول التقرير التأثير المتسارع للعالم الرقمي، موضحا أن له أثرا عميقا على الصحة النفسية والاجتماعية للمراهقين. إلا أنه رفض الحلول التي تعتمد على تقييد استخدام الفضاء الرقمي، داعيا إلى توازن بين الحماية والإتاحة، نظرا لما يوفّره العالم الرقمي من فرص للتعليم والعمل والتواصل وحتى الرعاية الصحية.
وأبرز "لانسيت" أن هذا الجيل من المراهقين هو الأول في التاريخ الذي سيعيش حياته كاملة في ظل تغير مناخي متفاقم، ما يشكل تحديات إضافية لرفاههم البدني والنفسي. وورد في التقرير، أن "مراهقي اليوم هم أول جيل من البشر سيعيش كامل حياته وهو يواجه الآثار المتزايدة لتغير المناخ".
تحذير علمي واستثمار مستقبليالبروفيسورة سارة بيرد، الرئيسة المشاركة في اللجنة وأستاذة الصحة العالمية في جامعة جورج واشنطن، أكدت أن صحة ورفاهية المراهقين تقف الآن عند مفترق طرق. وأشارت إلى تفاوت التقدم المحرز، مشددة على أن معدلات السمنة قد تضاعفت 8 مرات في بعض دول آسيا وأفريقيا، بينما تتزايد معدلات القلق والاكتئاب في جميع أنحاء العالم.
كما أوضحت أن التحديات مرشحة للتفاقم بفعل التحوّل الرقمي السريع، والنزاعات العالمية، والتغيرات البيئية.
وختمت بيرد بالتأكيد على أن "الاستثمار في صحة ورفاهية الشباب ضرورة لا غنى عنها من أجل حماية مستقبلنا المشترك".
وفي ختام تقرير "لانسيت"، شددت اللجنة على أن الاهتمام بصحة المراهقين يجب أن يصبح أولوية عالمية، خصوصا مع التغيرات الديمغرافية التي تشهدها المجتمعات، من شيخوخة سكانية إلى انخفاض معدلات الخصوبة. فمع تقلص أعداد الشباب، تصبح كل حياة شابة ثمينة أكثر من أي وقت مضى، واستثمار الصحة في سن المراهقة يعني استثمارا مباشرا في مستقبل الشعوب والدول.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الصحة النفسیة
إقرأ أيضاً:
لأول مرة.. تأسيس منصة ذكاء اصطناعي تنبؤية لجراحات السمنة بالدمام
اطلق مركز السمنة التابع لمجمع الدمام الطبي ورشة عمل متخصصة بعنوان ”الثورة الذكية في التحليلات التنبؤية لجراحات السمنة والأمراض الأيضية“، بمشاركة نخبة من جراحي السمنة وخبراء الذكاء الاصطناعي والتقنيات الصحية.
وتهدف الورشة إلى تأسيس أول منصة تنبؤية ذكية في منطقة الشرق الأوسط قادرة على تحليل بيانات مرضى السمنة والتنبؤ بالمضاعفات المحتملة.
أخبار متعلقة أمير المنطقة الشرقية يستقبل سفير جمهورية سريلانكا لدى المملكة5 آلاف مشاركة لمدارس الأحساء في مسابقة المهارات الثقافيةوكشف الدكتور مالك المطيري، رئيس مركز السمنة بمجمع الدمام الطبي، عن الأهداف الرئيسية لهذه المبادرة الرائدة وأهميتها للمرضى والمجتمع الطبي على حد سواء.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تأسيس منصة ذكاء اصطناعي تنبؤية لجراحات السمنة بالدمام var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });ركائز أساسية
أوضح أن الورشة والمبادرة تهدفان إلى ”بناء جسر متين بين الطب والتكنولوجيا عبر ثلاث ركائز أساسية: أولاً، تطوير خوارزميات ذكاء اصطناعي قادرة على توقع مضاعفات جراحات السمنة بدقة تصل إلى 90%.
ثانياً، تمكين الجراحين من اتخاذ قرارات طبية مبنية على بيانات دقيقة، مما يسهم في تقليل الأخطاء الطبية بنسبة قد تصل إلى 35%، كما أشارت بعض الدراسات الصادرة عن جامعة هارفارد.
وثالثاً، وضع معايير أخلاقية صارمة لجمع البيانات السريرية وحماية خصوصية المرضى بشكل كامل“.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تأسيس منصة ذكاء اصطناعي تنبؤية لجراحات السمنة بالدمامنقلة نوعية
عن أهمية توقيت إطلاق هذه المبادرة، أشار الدكتور المطيري إلى أن ”المنطقة تشهد ارتفاعاً مقلقاً في حالات السمنة بنسبة 60% حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية“، مؤكداً أن ”الذكاء الاصطناعي سيُحدث نقلة نوعية في علاج السمنة“.الدكتور مالك المطيري
وأضاف أن من شأن هذه التقنية ”تقليل التكلفة العلاجية بما يصل إلى 25% من نفقات الرعاية الصحية“. ورغم الطموح الكبير، أقر الدكتور المطيري بأن أبرز التحديات التي تواجههم هي ”نقص البيانات المحلية، فمعظم الأبحاث تعتمد على بيانات غربية قد لا تنطبق على سكان المنطقة“.
ولمواجهة هذا التحدي، أوضح رئيس مركز السمنة أن المنصة الجديدة ستعتمد على ”تحليل 10,000 حالة سابقة من سجلات مجمع الدمام الطبي، ودمج بيانات حيوية متنوعة مثل مؤشر كتلة الجسم، والتاريخ العائلي للمريض، ومستويات الهرمونات“.
وضرب مثلاً قائلاً: ”المنصة قد تنبه الجراح بأن مريضاً معيناً لديه احتمالية 70% للإصابة بنقص الفيتامينات بعد الجراحة، مما يتطلب تدخلاً وقائياً مبكراً“.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } تأسيس منصة ذكاء اصطناعي تنبؤية لجراحات السمنة بالدماممخاوف أخلاقية
فيما يتعلق بضمان الجودة والمخاوف الأخلاقية المتعلقة بخصوصية البيانات، أكد الدكتور المطيري الالتزام ”بالتشفير الكامل للبيانات الشخصية والحصول على موافقة المريض الكتابية قبل استخدام أي بيانات“.
وأشار إلى أن الجراحين أنفسهم يمثلون ”قلب العملية التطويرية، حيث سيقومون باختبار التنبؤات على أرض الواقع وتعديل الخوارزميات بناءً على ملاحظاتهم السريرية الدقيقة“.مستقبل جراحات السمنة
وعن مستقبل جراحات السمنة في ظل هذه التقنيات المتقدمة، توقع الدكتور المطيري أنه ”بحلول عام 2030، ستكون 50% من التشخيصات بمساعدة الذكاء الاصطناعي، وسيرتفع بنسبة 40% التحسن في نتائج العلاج وفعالية الخدمة الصحية“.
ووجه رسالة مطمئنة للمرضى قائلاً: ”هذه التكنولوجيا لن تحل محل الطبيب، بل ستجعله أكثر دقة وكفاءة لصالحكم“.
وأعرب عن فخره وفريقه بالعمل وفق رؤية المملكة الطموحة 2030 التي تكفل للمواطن الراحة والرعاية المتقدمة، مؤكداً: ”نحن أمام عصر جديد يُغيّر مفاهيم الرعاية الصحية.
هذه المنصة ليست مجرد تقنية، بل هي إنقاذ لأرواح وتكريس لريادة المملكة في الذكاء الاصطناعي الطبي“. وقدم شكره العميق لفريق مركز الدمام الطبي وجميع الشركاء الذين ساهموا في جعل هذا الإنجاز الطموح ممكنًا.