فايزة بنت سويلم الكلبانية
عندما نُطلق العنان للخيال الوطني ونرى العلم يرفرف عاليًا فوق أطول سارية في تاريخ سلطنة عُمان، فإننا لا ننظر إلى مجرد مشروع إنشاء سارية علم؛ بل نرى رمزًا يحمل في طياته معاني الفخر والاعتزاز بمجد هذا الوطن العريق.
مشروع “ساحة الخوير”، المزمع افتتاحه في قلب العاصمة مسقط، هو أكثر من مجرد مبادرة هندسية؛ إنه انعكاس حي للطموح العُماني والحرص على إبراز الهوية الوطنية بطرق تعكس العمق الحضاري والرؤية المستقبلية.
في يوم تاريخي يُراد له أن يخلد في ذاكرة العُمانيين، ستحتضن ساحة الخوير هذا الحدث الوطني المهيب؛ حيث سيرتفع العلم العُماني على سارية شاهقة بارتفاع 126 مترًا، وهو ما يعادل ارتفاع 40 طابقًا وفق معايير الأبنية. هذه السارية، المصنوعة من 135 طنًا من الحديد الصلب، تعد معجزة هندسية بحد ذاتها، بقاعدة قطرها 2800 مم تتناقص تدريجيًا إلى 900 مم عند القمة، مما يضمن ثباتها وشموخها رغم ارتفاعها الهائل. وقد زُودت بنظام إنارة تحذيري للطائرات، ما يعكس اهتمام المشروع بأدق التفاصيل لتحقيق أعلى معايير السلامة والجودة.
وعلى الرغم من أن المشروع قد يبدو في ظاهره استثمارًا في إنشاء سارية علم فقط، إلّا أن أبعاده تتجاوز هذا المفهوم الضيق؛ فهو مشروع متكامل يجمع بين الطابع الترفيهي والفني والبيئي، مما يجعل من ساحة الخوير وجهة شاملة لجميع الفئات. فقد تم تصميم المساحات الخضراء بعناية لتحتضن العائلات والممارسين للأنشطة الرياضية، إلى جانب الممرات المخصصة للمشي وركوب الدراجات. إضافة إلى ذلك، يضفي المعرض المفتوح للفنون والحرف اليدوية بُعدًا ثقافيًا يُثري زوار الساحة ويعزز من ارتباطهم بالتراث العُماني الأصيل.
أما الجانب البيئي، فقد أُخذ بعين الاعتبار في تصميم المشروع، حيث تم استخدام أشجار النخيل والغطاء النباتي الملائم لتوفير بيئة طبيعية متناغمة، ما يعكس اهتمام السلطنة بالحفاظ على بيئتها وتوفير أماكن تجمع مستدامة. كما تم تجهيز المشروع بمرافق عامة تخدم الزوار، من مواقف للسيارات إلى دورات مياه، لتُضفي على الساحة طابعًا عمليًا يواكب متطلبات الحياة العصرية.
تفاصيل السارية نفسها تروي قصة اهتمام عُمان بالتطور والإبداع؛ فهي ليست مجرد حامل للعلم؛ بل أيقونة تصميمية تجسد الطموح والاعتزاز بالوطن، أبعاد العلم العُماني المرفرف فوق السارية، التي تبلغ 18 مترًا طولًا و31.5 مترًا عرضًا، تجعل من هذه السارية مشهدًا يلفت الأنظار ويُحيي مشاعر الفخر في قلوب الجميع.
إن افتتاح ساحة الخوير ورفع العلم العُماني على هذا الارتفاع الشاهق يرسّخ مفهومًا مهمًا في وجدان كل عُماني؛ وهو أن الوطن لا يُقاس بحدوده الجغرافية فقط؛ بل بتجليات فخرنا واعتزازنا به، وبقدرتنا على ترجمة هذه المشاعر إلى إنجازات تُلهم الأجيال المقبلة. ففي هذا الحدث الوطني المهيب، سنُعلن بصوتٍ واحد: “ارفعوا العلم عاليًا”، ليظل خفاقًا شاهدًا على عراقة الماضي وطموحات المستقبل.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
النائب السابق القوابعة يكتب في خدمة العلم
صراحة نيوز- النائب السابق م أسامه صقر القوابعه
مع بداية انطلاق قرعة خدمة العلم التي اطلقها ولي العهد الأمير حسين أقول إن جيشنا وأجهزتنا الأمنية يتقدمها القائد الأعلى للقوات المسلحة جلالة الملك عبد الله الثاني المفدى، كانت وستبقى محط فخر واعتزاز أبناء الشعب الأردني
وانطلاقاً من الحرص في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم الانتماء والولاء والانضباط لدى أبناء وشباب الوطن الذين طالما أكدوا أنهم على أتم الجاهزية للدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره
فهو إعلان يشكل محطة مهمة في رسم معالم شخصية الشباب الأردني
القادر على التفاعل مع التحديات في ظل بيئة إقليمية ودولية متغيرة و التي تشكل مشروعا وطنيا متكاملا ويعزز ثقافة العمل والانضباط، ويفتح أمام الشباب أبوابًا جديدة.
إن جيشنا وأجهزتنا الأمنية يبرهنون دوماً القدرة العالية على مواجهة التحديات الأمنية والإقليميةولقد اسهموا في الحفاظ على استقرار الأردن وسط محيط ملتهب و مضطرب ويقف الشعب الأردني بكل فخر خلف أبنائه في القوات المسلحة الذين يقدمون أرواحهم فداءاً للوطن ويضربون أروع الأمثلة في الانضباط والشجاعة، والولاء للقيادة الحكيمة.
ونؤكد أن الشباب الأردني هم الثروة الحقيقية والركيزة الأساسية لمستقبل الأردن والأساس المتين في الدفاع عن الوطن وأن الجيش والأجهزة الأمنية درع الوطن وسياجه المنيع وستبقى منابر المجد ومعنى العز على طول مسيرة الوطن حيث سطروا أروع البطولات في الدفاع عن أرض الوطن وحماية حدوده وسيادته.
وإن انخراط الشباب الأردني في خدمة العلم خطوة أساسية نحو بناء جيل واعٍ ومسؤول يتحلى بالانضباط والانتماء للوطن، ويسهم في إعداد شباب قادر على تحمل المسؤولية
وخدمة العلم ليست مجرد واجب، بل شرف لكل شاب أردني يسعى ويطمح للمساهمة في أمن بلده واستقراره.