جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-06@13:48:54 GMT

ارفعوا العلم عاليًا

تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT

ارفعوا العلم عاليًا

 

 

 

فايزة بنت سويلم الكلبانية

faizaalkalbani1@gmail.com

 

 

عندما نُطلق العنان للخيال الوطني ونرى العلم يرفرف عاليًا فوق أطول سارية في تاريخ سلطنة عُمان، فإننا لا ننظر إلى مجرد مشروع إنشاء سارية علم؛ بل نرى رمزًا يحمل في طياته معاني الفخر والاعتزاز بمجد هذا الوطن العريق.

مشروع “ساحة الخوير”، المزمع افتتاحه في قلب العاصمة مسقط، هو أكثر من مجرد مبادرة هندسية؛ إنه انعكاس حي للطموح العُماني والحرص على إبراز الهوية الوطنية بطرق تعكس العمق الحضاري والرؤية المستقبلية.

في يوم تاريخي يُراد له أن يخلد في ذاكرة العُمانيين، ستحتضن ساحة الخوير هذا الحدث الوطني المهيب؛ حيث سيرتفع العلم العُماني على سارية شاهقة بارتفاع 126 مترًا، وهو ما يعادل ارتفاع 40 طابقًا وفق معايير الأبنية. هذه السارية، المصنوعة من 135 طنًا من الحديد الصلب، تعد معجزة هندسية بحد ذاتها، بقاعدة قطرها 2800 مم تتناقص تدريجيًا إلى 900 مم عند القمة، مما يضمن ثباتها وشموخها رغم ارتفاعها الهائل. وقد زُودت بنظام إنارة تحذيري للطائرات، ما يعكس اهتمام المشروع بأدق التفاصيل لتحقيق أعلى معايير السلامة والجودة.

وعلى الرغم من أن المشروع قد يبدو في ظاهره استثمارًا في إنشاء سارية علم فقط، إلّا أن أبعاده تتجاوز هذا المفهوم الضيق؛ فهو مشروع متكامل يجمع بين الطابع الترفيهي والفني والبيئي، مما يجعل من ساحة الخوير وجهة شاملة لجميع الفئات. فقد تم تصميم المساحات الخضراء بعناية لتحتضن العائلات والممارسين للأنشطة الرياضية، إلى جانب الممرات المخصصة للمشي وركوب الدراجات. إضافة إلى ذلك، يضفي المعرض المفتوح للفنون والحرف اليدوية بُعدًا ثقافيًا يُثري زوار الساحة ويعزز من ارتباطهم بالتراث العُماني الأصيل.

أما الجانب البيئي، فقد أُخذ بعين الاعتبار في تصميم المشروع، حيث تم استخدام أشجار النخيل والغطاء النباتي الملائم لتوفير بيئة طبيعية متناغمة، ما يعكس اهتمام السلطنة بالحفاظ على بيئتها وتوفير أماكن تجمع مستدامة. كما تم تجهيز المشروع بمرافق عامة تخدم الزوار، من مواقف للسيارات إلى دورات مياه، لتُضفي على الساحة طابعًا عمليًا يواكب متطلبات الحياة العصرية.

تفاصيل السارية نفسها تروي قصة اهتمام عُمان بالتطور والإبداع؛ فهي ليست مجرد حامل للعلم؛ بل أيقونة تصميمية تجسد الطموح والاعتزاز بالوطن، أبعاد العلم العُماني المرفرف فوق السارية، التي تبلغ 18 مترًا طولًا و31.5 مترًا عرضًا، تجعل من هذه السارية مشهدًا يلفت الأنظار ويُحيي مشاعر الفخر في قلوب الجميع.

إن افتتاح ساحة الخوير ورفع العلم العُماني على هذا الارتفاع الشاهق يرسّخ مفهومًا مهمًا في وجدان كل عُماني؛ وهو أن الوطن لا يُقاس بحدوده الجغرافية فقط؛ بل بتجليات فخرنا واعتزازنا به، وبقدرتنا على ترجمة هذه المشاعر إلى إنجازات تُلهم الأجيال المقبلة. ففي هذا الحدث الوطني المهيب، سنُعلن بصوتٍ واحد: “ارفعوا العلم عاليًا”، ليظل خفاقًا شاهدًا على عراقة الماضي وطموحات المستقبل.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أحمد الغافري أول عُماني يتخرج من جامعة لندن للأعمال بدرجة الماجستير التنفيذي

في إنجاز أكاديمي وطني يُضاف إلى رصيد الكفاءات العُمانية الشابة، تمكّن أحمد بن حمود الغافري من أن يكون أول عُماني يتخرج من جامعة لندن للأعمال (London Business School)، إحدى أعرق الجامعات العالمية، بدرجة الماجستير التنفيذي في إدارة الأعمال (EMBA)، تجربة أكاديمية ومهنية فريدة جمعت بين الطموح والرؤية والتمثيل المشرف لسلطنة عُمان على الصعيد الدولي.

وفي حوار خاص لـ "عُمان"، قال الغافري: إن رحلته الأكاديمية بدأت من خلفية هندسية في شركة تنمية نفط عُمان، ثم انتقل إلى قطاع الأعمال عبر شركة رأس الحمراء، وعزّز الانتقال رغبته في التعمق في مجالات الاستراتيجية والقيادة.

وأضاف: "اخترت جامعة لندن للأعمال لما لها من مكانة مرموقة عالميًا، ولأنها بيئة تصنع القادة، وتمنح فرصة لبناء شبكة علاقات دولية قوية أثّرت في شخصيتي من حيث النضج والثقة والقدرة على التأثير عالميًا".

ويصف الغافري التحديات بقوله: "كانت كثيرة، من بينها التأقلم مع كثافة البرنامج والتنافس مع قادة عالميين، لكنها تحولت إلى فرص للنمو والتطور".

وخلال فترة دراسته، شارك الغافري في مشاريع ومبادرات قيادية، منها تحليل مقارن لاقتصادات وصناديق سيادية، ومشاريع تفاوض استراتيجي حازت على مراكز متقدمة.

وأشار الغافري بقوله: "اللحظة الأهم بالنسبة لي كانت إدراج اسمي ضمن خريجي النخبة في فايننشال تايمز، لكن الأهم من ذلك أن تُفتح مثل هذه الفرص لبقية الشباب العُماني".

وعن رؤيته للمستقبل، أوضح الغافري أنه يسعى لتطوير مشاريع استثمارية في مجالات الطاقة والتمويل والتقنيات الناشئة، مع التركيز على الاستدامة وتنويع الاقتصاد الوطني.

ودعا الغافري الشباب العُماني إلى السعي نحو التميز وصناعة قصصهم الخاصة، قائلًا: "الجامعات العالمية لا تبحث فقط عن درجات، بل عن شخصيات قيادية قادرة على صناعة الفارق".

ويمثل هذا الإنجاز مصدر فخر واعتزاز وطني، ويجسد قدرة الكفاءات العُمانية على التميز في أرفع المحافل الأكاديمية العالمية، ويأتي هذا التميز في سياق توجه سلطنة عُمان نحو الاستثمار في رأس المال البشري، وتشجيع الشباب على نيل أعلى الدرجات العلمية والعملية، والقيام بأدوار قيادية على المستوى الدولي، بما يتوافق مع "رؤية عُمان 2040" التي تضع الإنسان في قلب التنمية.

مقالات مشابهة

  • جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية تحتفل بعاشوراء بمجلس دعاء
  • سائح ينزع العلم التركي ويلقيه أرضًا في أنطاليا.. والشرطة تتحرك
  • جهاز الاستثمار العُماني من الأرقام إلى خلق الأنماط
  • "العُماني... فطرة الخير وصوت الحكمة"
  • في 3 أشهر.. صعود الناتج المحلي الإجمالي إلى 9.4 مليارات ريال عُماني
  • مكاسب أسبوعية لبورصة مسقط.. والقيمة السوقية تتجاوز المليار ريال عُماني
  • أوسي: طموحاتي مع كرة القدم العلم بأفريقيا بلا حدود.. وانتظروا منتخباتنا بالأولمبياد
  • ملعب طنجة يرتدي ثوب المونديال بعشب أمريكي عالي الجودة معتمد من “فيفا”
  • أحمد الغافري أول عُماني يتخرج من جامعة لندن للأعمال بدرجة الماجستير التنفيذي
  • وفاة الفيلسوف الليبي نجيب الحصادي.. مسيرة أكاديمية وفكرية حافلة