إسرائيل تواجه عزلة دولية وضغوطا محلية متزايدة من أجل السلام
تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT
اتفقت صحيفتا واشنطن بوست ووول ستريت جورنال على أن حرب إسرائيل المستمرة على قطاع غزة، وقيودها الصارمة على المساعدات الإنسانية، آلتا إلى إدانة دولية غير مسبوقة، وتحول كبير في الرأي العام المحلي ضد الحرب، وشعور متزايد بالعزلة على الساحة العالمية بين الإسرائيليين.
وقالت واشنطن بوست -في عمود إيشان ثارور- إن صبر بعض حلفاء إسرائيل الغربيين بدأ ينفد بعد أكثر من 19 شهرا من الحرب الوحشية، وإن الهجوم المتجدد الأخير على قطاع غزة أثار غضبا واشمئزازا واسع النطاق، مما لفت أنظار الحكومات وانتقاد المنظمات الإنسانية إلى الظروف البائسة في القطاع المحاصر، حيث "يواجه أكثر من مليوني شخص خطر المجاعة".
وردا على ذلك، أعلن الاتحاد الأوروبي بدء مراجعة رسمية لاتفاقيته التجارية مع إسرائيل، وهي خطوة أيدتها "أغلبية ساحقة" من وزراء خارجية الكتلة المكونة من 27 دولة، كما علقت بريطانيا محادثات التجارة الحرة الجارية مع إسرائيل وفرضت عقوبات على عدد من الشخصيات المرتبطة باليمين الإسرائيلي المتطرف المؤيد للمستوطنين.
وفي السياق نفسه، أصدر قادة بريطانيا وفرنسا وكندا بيانا مشتركا قالوا فيه إن "مستوى المعاناة الإنسانية في غزة لا يطاق"، وهددوا إسرائيل بإجراءات عقابية إذا لم تتراجع عن حملتها في غزة.
إعلانوقال البيان "لن نقف مكتوفي الأيدي، بينما تواصل حكومة نتنياهو هذه الأعمال الفظيعة. إذا لم توقف إسرائيل الهجوم العسكري المتجدد وترفع قيودها على المساعدات الإنسانية، فسنتخذ المزيد من الإجراءات الملموسة ردا على ذلك".
مساعدات ضئيلةوفي مواجهة الضغوط، أشارت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أنها ستسمح بدخول مساعدات "ضئيلة" إلى غزة، على الرغم من أن مسؤولي الأمم المتحدة أكدوا يوم الثلاثاء أن الحاجة الملحة أكبر بكثير مما يبدو أن إسرائيل مستعدة للسماح به، خاصة أن نتنياهو ربط هذا السماح، استرضاء لحلفائه في أقصى اليمين المتطرف، بضرورات الهجوم على غزة.
وقد صرح منتقدون من داخل إسرائيل، مثل رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، بأن ما تفعله إسرائيل حاليا في غزة "يشبه إلى حد كبير جريمة حرب"، وحذر يائير غولان، زعيم الحزب الديمقراطي ذي الميول اليسارية، من أن "إسرائيل في طريقها لأن تصبح دولة منبوذة بين الأمم، كجنوب أفريقيا القديمة، إذا لم تعد إلى التصرف كدولة عاقلة"، مضيفا أن "الدولة العاقلة لا تنخرط في قتال المدنيين، ولا تستغل قتل الأطفال كهواية، ولا تجعل من تهجير السكان هدفا لها".
ورغم كل ذلك يصر المسؤولون الإسرائيليون على أن هذه المواقف تصب في مصلحة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورشتاين إن "تجاهل الحقائق وانتقاد إسرائيل لا يؤدي إلا إلى تقوية موقف حماس وتشجيعها على التمسك بموقفها".
وأشارت واشنطن بوست إلى ورود تقارير تشير إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الحليف المقرب لنتنياهو، يشعر هو الآخر بالإحباط من وتيرة الحرب، وقد كتب المعلق ناداف إيال في صحيفة يديعوت أحرونوت أنه "من المحزن والمؤلم أن هذه الحكومة قد دفعتنا إلى هذا المأزق".
إعلانوقال النائب الديمقراطي جيسون كرو إن الولايات المتحدة "فقدت الكثير من قدرتها" على الحديث عن القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان بسبب تناقضها في تطبيق هذه المبادئ على الجميع، وخاصة إسرائيل، وأوضح "لقد قوض هذا الأمر شرعيتنا ومكانتنا حتى يومنا هذا".
ونبه المقال في الختام إلى أن التعليقات في الصحيفة عبرت عن انتقادات لاذعة لأفعال إسرائيل في غزة، حيث وصفها كثيرون بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب، وأجمعت أن إسرائيل أصبحت منبوذة عالميا، مع مقارنات بالفظائع التاريخية ودعوات للمساءلة.
حان الوقت لوقف الحرب
ومن جانبها، ركزت وول ستريت جورنال على الحراك الداخلي الإسرائيلي، وقالت إن استطلاعات الرأي تظهر الآن أن حوالي 70% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح المحتجزين الباقين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم الذي قادته حماس وحد الإسرائيليين على مساندة الحرب، ولكن غياب أهداف واضحة للحرب، مع انعدام ثقة متزايد في تعامل نتنياهو مع الحرب، جعل الكثيرين يقولون إن الوقت قد حان لوقف الحرب.
ويعود هذا التحول -حسب مقال آنات بيليد بالصحيفة- إلى الجولات المتكررة لجنود الاحتياط الإسرائيليين التي أنهكتهم وأتعبت عائلاتهم، وزادت من صعوبة التجنيد، وجعلت آلاف جنود الاحتياط والمحاربين القدامى يوقعون رسائل تحث على إنهاء القتال من أجل إطلاق سراح المحتجزين.
وبينما كان ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين (أكثر من 53 ألفا) هو الدافع الرئيسي للمعارضة الدولية، فإن معارضة إنسانية للحرب تتزايد بين يسار الوسط في إسرائيل، حيث لاحظ ناشطون تغيرا في رد فعل الجمهور تجاه صور الأطفال الفلسطينيين القتلى.
ودعا هن مازيغ، وهو مناصر لإسرائيل على الإنترنت كان يدافع عن الحملة العسكرية، إلى إنهاء الحرب هذا الأسبوع، وقال إن ترامب محق في الضغط على إسرائيل لوقف القتال مقابل إطلاق سراح المحتجزين، وأضاف "أعتقد أننا فهمنا في الأشهر القليلة الأولى ضرورة هذه الحرب ومبرراتها، لكن في العام الماضي كان الدفاع عن إسرائيل وعن تصرفات الحكومة أمرا صعبا للغاية".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: إسرائيل تواجه انقسامًا داخليًا بين الجيش واليمين المتطرف
سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على حالة التوتر والانقسام التي تشهدها الساحة السياسية والأمنية في إسرائيل، في ظل تباين وجهات النظر بين الجيش واليمين المتطرف حول كيفية إدارة الصراع في قطاع غزة، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية والحصار المفروض منذ نحو شهرين.
خلافات استراتيجية تعرقل الحسموأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتأرجح بين ضغوط اليمين المتطرف الداعي لتشديد الإجراءات العسكرية، ووجهة نظر الجيش التي تحذر من الانجرار إلى قرارات غير مدروسة، مثل إعادة احتلال غزة بالكامل، لما قد يحمله ذلك من تداعيات خطيرة، خصوصًا على حياة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة "حماس".
نتنياهو: حماس لن تستطيع الوصول للمساعدات التي تدخل قطاع غزة هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصدر مطلع: المحادثات مع حماس تدار بشكل غير مباشر ويديرها ويتكوف ونتنياهو ودرمروأكدت الصحيفة أن غياب الوضوح في الاستراتيجية الإسرائيلية يعكس عمق الخلافات داخل القيادة السياسية والعسكرية، حول الأولويات وكيفية التوفيق بين الأمن القومي والمصالح الدبلوماسية.
نتنياهو بين ضغوط الداخل وتحذيرات الخارجوأبرزت نيويورك تايمز معاناة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تحقيق توازن دقيق بين حلفائه من اليمين المتطرف الرافضين لتقديم المساعدات الإنسانية لغزة، وبين الضغوط الدولية، وعلى رأسها من الإدارة الأمريكية، التي تخشى من تفاقم الوضع الإنساني وتحوله إلى مجاعة شاملة داخل القطاع.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن "شيرا إيفرون"، مدير الأبحاث في منتدى سياسة إسرائيل بنيويورك، قوله: "كل ما يجري يجب قراءته في إطار المفاوضات الجارية للتوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن".
وأضاف أن العملية البرية الإسرائيلية الجديدة التي أطلقت مؤخرًا، لا تزال ضمن أدوات الضغط التفاوضية، وقابلة للتراجع عنها في أي وقت.
المساعدات لغزة كأداة تفاوض وضغط دوليورأت الصحيفة أن التحول في موقف إسرائيل تجاه إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة يعكس تغيرًا في التوجه الرسمي، خصوصًا بعدما منعت الحكومة منذ مارس الماضي دخول الغذاء والوقود، ما دفع منظمات الإغاثة وبعض الجنود الإسرائيليين إلى التحذير من خطر المجاعة.
ومع انضمام إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى قائمة المحذرين من تفاقم الكارثة الإنسانية، بدأ نتنياهو يخفف من لهجته المتشددة، قائلًا:
“يجب ألا نصل إلى المجاعة، لا من الناحية الإنسانية ولا السياسية. فدون استئناف تدفق المساعدات، لن تحظى إسرائيل بالدعم الدولي، ولن تستطيع حسم المعركة”.