يمانيون../
في ظل تصاعد العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية، تتكشف آثار استراتيجية واسعة النطاق على كيان العدو الصهيوني، خاصة في بنيته الاقتصادية والأمنية، التي باتت تتعرض لضربات مزدوجة: من الجو والبحر، ومن الداخل والخارج.

مطار اللد المحتل – المعروف صهيونيًا باسم “بن غوريون” – يشهد حالة شلل شبه تامة نتيجة إحجام شركات الطيران العالمية عن تسيير رحلات إليه، بفعل الحظر الجوي الذي فرضته صنعاء، والذي امتد في الأيام الأخيرة ليطال ميناء حيفا، أحد أبرز المنافذ البحرية للكيان، ما فاقم الأزمة الخانقة التي تعصف بالاقتصاد الصهيوني.

هزة في العمق الاستراتيجي للعدو

يؤكد العميد عابد الثور، الخبير العسكري اليمني، أن التكنولوجيا العسكرية التي طورتها القوات اليمنية تمثل تحديًا مباشرًا للتقنيات الأمريكية والصهيونية، مشيرًا إلى أن “التصعيد العسكري اليمني أربك منظومة العدو الصهيوني، ونسف مخططاته الهادفة لتصفية المقاومة في غزة”. ويضيف أن “العمليات اليمنية لا تؤدي فقط إلى خسائر مادية مباشرة، بل تعزز من الموقف العسكري والتفاوضي للمقاومة الفلسطينية”.

ويعتبر الثور أن التحام العمليات العسكرية اليمنية بالمظاهرات الجماهيرية الأسبوعية في مختلف المدن اليمنية، يمثل عاملًا حاسمًا في صد المخططات التهجيرية الأمريكية والصهيونية بحق سكان غزة، مؤكدًا أن “صمود أهل القطاع مرتبط وجدانًا وشعبيًا بالموقف اليمني الثابت”.

فجوة في الردع.. وانهيار الهيبة الأمريكية

ويشير الخبير العسكري إلى أن القوات المسلحة اليمنية، بأسلحتها المطورة محليًا، “أحدثت فجوة حقيقية في منظومة الردع الأمريكي والإسرائيلي”، موضحًا أن الرهان الصهيوني على تدخل واشنطن لردع صنعاء كان وهمًا، خصوصًا بعد الانكشاف الميداني الكامل في معركتَي البحر الأحمر. ولفت إلى أن عمليات “الفتح الموعود” و”الجهاد المقدس” اليمنية غيرت المعادلة الإقليمية، ورسخت اليمن كلاعب لا يمكن تجاوزه في الصراع.

ولم تفلح محاولات العدو وأدواته في التقليل من القدرات اليمنية عبر اتهام طهران بتزويد صنعاء بالسلاح، خاصة بعد إقرار ترامب ذاته بأن اليمنيين يصنّعون أسلحتهم داخل البلاد، وهو ما أسقط الخطاب التضليلي الذي طالما استخدم لتشويه المقاومة اليمنية.

إرادة يمنية تصنع فارقًا

من جهته، يرى العميد علي أبو رعد، أن الإرادة السياسية والشعبية اليمنية “أعادت رسم مشهد النضال الفلسطيني على أسس جديدة”، مضيفًا أن ما ينقص الأنظمة العربية هو هذه الإرادة، التي وصفها بأنها أقوى من أي ترسانة عسكرية. وأضاف: “اليمن قدمت نموذجًا يؤكد أن بإمكان الشعوب كسر الحصار والهيمنة، والتأثير على معادلات الاحتلال، حتى تحت ضغط العدوان والحصار”.

ويشير أبو رعد إلى أن القوات اليمنية لم تُربك العدو الإسرائيلي وحده، بل وجهت صدمة استراتيجية لواشنطن نفسها، بعد إسقاط طائرات MQ9، وضرب حاملات طائرات أمريكية، في عمليات استثنائية لم يشهد العالم لها مثيل منذ عقود.

اقتصاد العدو ينهار تحت ضربات اليمن

ويؤكد أبو رعد في حديثه لـ”المسيرة” أن العمليات اليمنية، خصوصًا في جزئها البحري، “مزّقت المنظومة الاقتصادية الصهيونية، وفرضت واقعًا جديدًا في الموانئ والمطارات والمجال الجوي المحتل، حيث لم تعد أي بقعة آمنة من ضربات صنعاء”.

ويختم قائلاً: “ما نشهده ليس فقط تصعيدًا عسكريًا، بل انهيارًا تدريجيًا في البنية العميقة للكيان الصهيوني، من اقتصاد مهتز إلى مجتمع مذعور إلى حلفاء عاجزين”، مشيرًا إلى أن الأراضي المحتلة باتت مكشوفة كليًا أمام الصواريخ والطائرات اليمنية، في معادلة ردع لم تكن في الحسبان.

محمد حتروش – المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال ينفذ سلسلة من العمليات البرية المحددة داخل الأراضي اللبنانية

نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من العمليات البرية المحددة داخل الأراضي اللبنانية، حيث استهدفت مواقع وتحصينات تابعة لحزب الله.

وفي بيان رسمي؛ قالت قيادة جيش الاحتلال إن قوات فرقة 91 تواصل عدوانها على الحدود اللبنانية، وإزالة أي تهديد ينطلق من الأراضي اللبنانية، على حد تعبيرها.

وأضاف البيان: “القوات قامت بإحباط خلايا مسلحة وتدمير بنى تحتية إرهابية تابعة لتنظيم حزب الله، بتوجيه من وحدة النيران التابعة للفرقة”.

وتابع: “جاءت هذه العمليات بناءً على معلومات استخباراتية ورصد وسائل قتالية وبنى تحتية تابعة لحزب الله في عدة مناطق بجنوب لبنان، ما دفع القوات لتنفيذ عمليات خاصة ومحددة لتدمير هذه الأهداف ومنع إعادة تموضع حزب الله في المنطقة”.

وأردف البيان: 'إحدى العمليات على سلسلة جبال جبل بلاط، رصدت قوات اللواء 300 مجمع يحتوي على مخازن أسلحة ومواقع إطلاق نار تابعة لحزب الله، وقد قامت قوات الاحتياط بتدمير البنية التحتية الإرهابية هناك".

وفي عملية أخرى، كشف جيش الاحتلال أن قوات الاحتياط من لواء عوديد (9) عثرت على أسلحة مخبأة في منطقة وعرة قرب اللبونة، من بينها قاذفة متعددة الفوهات، رشاش ثقيل، وعشرات العبوات الناسفة، مؤكدةً أنها صادرت ودمرت الوسائل القتالية التي تم العثور عليها.

كما أعلن الجيش اكتشاف منشأة تحت الأرض كانت تُستخدم لتخزين الأسلحة، وتم تدميرها بعملية هندسية من قِبل القوات.

وشدد جيش الاحتلال  الإسرائيلي على أنه يواصل العمل لإزالة التهديدات عن دولة إسرائيل، ومنع أي محاولة لإعادة تمركز تنظيم حزب الله، مشيرا إلى أن هذه التحركات تأتي استنادًا إلى التفاهمات المبرمة بين إسرائيل ولبنان.

مغادرة العائلات وإخلاء مراكزه وإغلاق الهواتف.. حزب الله يعلن حالة التأهب القصوىخبير استراتيجي: سلاح «حزب الله» لا مبرر لاستمراره اليوم«الفيحاء للدراسات الاستراتيجية»: سلاح «حزب الله» موجهًا للداخل اللبنانيالمبعوث الأمريكي يواصل لقاءاته في بيروت.. ومواقف متباينة بشأن ملف سلاح «حزب الله» طباعة شارك لبنان حزب الله جيش الاحتلال عمليات برية جبال جبل بلاط

مقالات مشابهة

  • مليونية صنعاء تبارك عمليات المقاومة الفلسطينية وعمليات القوات المسلحة
  • أقوى الرسائل المباشرة الموجهة للعدو الصهيوني من صنعاء وكل المحافظات .. هذا ما حدث اليوم
  • مسيرات حاشدة بصعدة في 37 ساحة للتأكيد على تصاعد العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني
  • أبناء صعدة يحتشدون في 37 ساحة للتأكيد على تصاعد العمليات العسكرية ضد الكيان
  • الأحرار الفلسطينية تدين المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني بدير البلح
  • اليمن يرسم معادلة البحر الأحمر.. كابوس الردع البحري يدفع العدو للتوسل بوقف العدوان على غزة
  • الضربات اليمنية تغيّر قواعد اللعبة في البحر الأحمر .. هل تدخل أمريكا حربًا بحرية جديدة لإنقاذ الكيان الصهيوني؟
  • اليمن يُحكم حصاره ويصعّد تحذيراته لشركات الملاحة المرتبطة بالكيان الصهيوني باستهداف سفينة جديدة في البحر الأحمر (تفاصيل)
  • ماجك سيز ليست الأخيرة .. اليمن يعلن معادلة ’’لا ممر آمن حتى تتنفس غزة’’
  • جيش الاحتلال ينفذ سلسلة من العمليات البرية المحددة داخل الأراضي اللبنانية