أشعلت القوات المسلحة اليمنية من جديد منطقة البحر الأحمر بعملية عسكرية غير مسبوقة باستهداف وإغراق السفينة التجارية “ماجيك سيز”، والتي ترتبط بالعدو الصهيوني، هذا الحدث لا يمثل مجرد هجوم بحري عابر، بل هو تطور نوعي في نمط المواجهة مع “العدو الصهيوني”، خصوصًا بعد استمرار الحرب على غزة لأكثر من تسعة أشهر، وما رافقها من حصار خانق ومجازر بحق المدنيين ، وتصعيد العدو الصهيوني بعدوان جديد على مناطق متفرقة في محافظة الحديدة 

يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي

تصعيد يمني يكسر التوازنات ويعيد رسم معادلات البحر الأحمر

يمثل هذا الهجوم البحري من أهم وأخطر العمليات اليمنية التي أدت إلى غرق كامل لسفينة تجارية ذات صلة العدو الصهيوني، منذ بدء المواجهات البحرية، ما يعكس مستوى الاستعداد العسكري والتقني الذي بلغته اليمن في توظيف قدراتها الهجومية البعيدة المدى في سبيل دعم الشعب الفلسطيني في غزة،  ويؤكد هذا الحدث على نقطة تحول استراتيجية، مفادها أن اليمن بات مستعدًا للذهاب إلى أبعد مدى في التصعيد، حتى لو كلّف ذلك مواجهة مباشرة مع قوى بحرية إقليمية أو دولية.

 

تفاصيل العملية العسكرية

في السادس من يوليو 2025، أعلن متحدث القوات المسلحة اليمنية  العميد يحيى سريع عن استهداف سفينة الشحن العملاقة “ماجيك سيز”، باستخدام مزيج من الصواريخ البحرية والطائرات المسيرة والقوارب الانتحارية،  السفينة كانت ترفع علم ليبيريا، مملوكة لشركة يونانية لكنها تشغل خط شحن يتعامل تجاريًا مع العدو الصهيوني،  تم توجيه ضربة دقيقة للسفينة أثناء إبحارها جنوب البحر الأحمر، مما أدى إلى غرقها بالكامل بعد ساعات من الهجوم.

أظهرت العملية تنسيقًا تقنيًا عاليًا من حيث ، تحديد مسار السفينة بدقة ، واستهداف نقطة ضعف هيكلها من الجهة اليمنى وتنفيذ مناورة هجومية من عدة اتجاهات، على غرار العمليات البحرية النظامية.

ردود الأفعال الدولية

الولايات المتحدة وصفت العملية بأنها “تصعيد خطير يهدد حرية الملاحة العالمية” وطالبت بحشد قوات متعددة الجنسيات لحماية الممرات البحرية في البحر الأحمر أما الاتحاد الأوروبي أعرب عن قلقه العميق من أن المنطقة باتت “على شفير انفجار بحري إقليمي”، في إشارة إلى اتساع نطاق المواجهات.

الصين دعت إلى التهدئة وطالبت بإيجاد “حل سياسي مستدام لإنهاء العدوان على غزة” ، أما روسيا فقد ربطت بين التصعيد اليمني وبين استمرار المجازر في غزة، مشيرة إلى أن تجاهل المطالب الإنسانية يفاقم الصراع.

المواقف العربية 

الإمارات والبحرين نددتا بالعملية، معتبرتين أن “استهداف السفن التجارية يضر بالاستقرار الإقليمي”.

السعودية التزمت الصمت الرسمي، في حين تحدثت مصادر عن اتصالات غير معلنة مع واشنطن والكيان الإسرائيلي لتقييم الوضع.

الأبعاد العسكرية للعملية

الهجوم يؤكد امتلاك القوات المسلحة اليمنية  قدرات بحرية متقدمة ، تشمل رصد ومتابعة السفن عبر الأقمار الصناعية التجارية ، واستخدام الطائرات الانتحارية في بيئة بحرية معقدة ، والقدرة على التنسيق الميداني في المياه المفتوحة.

قد تدفع هذه العملية العدو الصهيوني إلى توسيع عملياتها الجوية ضد الموانئ اليمنية ، وممارسة الضغوط على الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم دعم مباشر في البحر الأحمر، ضمن تحالف جديد.

الأبعاد السياسية والإستراتيجية

على المستوى الإقليمي ، العملية تؤسس لنقطة تحول في الصراع البحري، وتظهر أن اليمن طرف فاعل في معادلات المنطقة ، وأن القوات المسلحة اليمنية تستطيع التعامل مع التهديدات الصهيونية برفع  سقف الرد الإقليمي، ويبعثون برسالة مفادها ’’لن تكون هناك موانئ آمنة طالما غزة تُقصف’’ .

على المستوى الدولي ، ارتفاع تأمين السفن العابرة للبحر الأحمر بنسبة تصل إلى 900٪ ، واضطرار الشركات العالمية إلى تعديل خطوط الشحن، ما يؤثر على التجارة بين آسيا وأوروبا ، وليس مستبعداً أن يعود التدخل العسكري الدولي في اليمن بذريعة حماية الملاحة الدولية .

خاتمة

إن العملية العسكرية  اليمنية ضد “ماجيك سيز” لا تمثل مجرد ضربة عسكرية بل إعلانًا واضحًا بأن اليمن دخل مرحلة جديدة من معركة كسر الحصار عن غزة بكل ما يملك من قوة وتأثير،  وتأتي هذه الخطوة بعد عدوان صهيوني استهدف منشئات مدنية في محافظة الحديدة، يبدو أن الرسالة اليمنية كانت واضحة للعدو الصهيوني ’’لن تنعموا بأمن الملاحة، ما لم تنعم غزة بأمن الحياة’’ ،وأن القوات المسلحة قادرة على فرض معادلات جديدة، حتى في وجه تحالفات بحرية كبرى،  وهو ما يستدعي من المجتمع الدولي أن يعيد تقييم تعامله مع جذور الأزمة في غزة، لا مجرد ظواهرها العسكرية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة العدو الصهیونی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

من البحر الأحمر.. اليمن يُسقط الصهاينة

 

 

في تطور عسكري نوعي وغير مسبوق، تمكنت القوات المسلحة اليمنية فجر الإثنين 7 يوليو 2025 من إحباط هجوم جوي إسرائيلي واسع النطاق استهدف منشآت مدنية وموانئ استراتيجية في محافظة الحديدة.
الدفاعات الجوية اليمنية، بأسلحتها المحلية الصنع، أجبرت الطائرات الإسرائيلية على الانسحاب بعد اشتباك جوي عنيف استمر أكثر من ثلاثين دقيقة، وذلك دون أن تُحقق القوات المعادية أي هدف عملياتي يُذكر.
ترافق هذا التصعيد مع عملية بحرية هجومية ناجحة نفذتها وحدات من القوات البحرية اليمنية، أسفرت عن إغراق سفينة إسرائيلية كانت قد اخترقت الحظر الملاحي اليمني المفروض في البحر الأحمر. العملية نُفذت بدقة عالية، وشملت رصداً استخبارياً، إنزالاً بحرياً، ثم تفجيراً مباشراً بزورق مفخخ.
ما يُميز هذا الاشتباك، أنه يُسجَّل كأول حالة يتم فيها إجبار تشكيلات جوية إسرائيلية على الانسحاب من معركة جوية مباشرة خارج فلسطين المحتلة، وهو ما يُعد ضربة مباشرة لعقيدة التفوق الجوي الإسرائيلي.
وبحسب مصادر العدو ذاته – وتحديداً القناة 14 العبرية – فقد استخدم سلاح الجو الإسرائيلي 56 قنبلة موجهة بدقة، وهو ما يكشف مستوى الكثافة النارية التي واجهتها الدفاعات اليمنية، وتمكنت من اعتراضها أو التشويش عليها ضمن شبكة نيران منسقة.
المعطى الأهم هنا، هو أن منظومة الدفاع الجوي اليمنية أثبتت قدرتها على العمل كشبكة متكاملة وليست وحدات منفصلة، وهو تطور فني وتقني بالغ الأهمية، خاصة في ظل الحصار المفروض منذ سنوات، مما يؤكد أن لدى صنعاء بنية تشغيل قتالية مرنة ومعتمدة على الصناعة المحلية.
أما على مستوى البحر، فإن نجاح الهجوم على السفينة الإسرائيلية يُعيد تعريف مفهوم السيطرة في البحر الأحمر. فاليمن، من خلال هذه العملية، فرض واقعاً نارياً جديداً في الممرات الدولية، وقدم رسالة استراتيجية واضحة مفادها أن أي تحرك معادٍ في المياه الإقليمية أو الدولية ضمن نطاق التأثير اليمني، سيُعامل كهدف عسكري مشروع.
هذا التفاعل المتزامن بين الرد الجوي والدفاع البحري يؤكد أن اليمن بات يُفكر ويعمل وفق منظور عملياتي مشترك وجبهة متعددة الأذرع، ما يعني أن المعركة لم تعد تدار بردود فعل موضعية، بل بقرار عسكري سيادي مُسبق، وبتنسيق عالي المستوى بين القوى البحرية والجوية.
الأهم من ذلك أن هذا التصعيد لا يمكن فصله عن السياق الإقليمي الأوسع لمعركة “طوفان الأقصى”. فاليمن بات طرفاً محورياً وفاعلاً في مسرح العمليات، لا يكتفي بالدعم السياسي أو الإعلامي، بل ينخرط ميدانياً بقرارات نارية تُربك العدو وتُقلب موازين الاشتباك.
في التحليل العسكري، نحن أمام مرحلة جديدة: القوات اليمنية انتقلت من مرحلة الدفاع التكتيكي إلى مرحلة الردع العملياتي الاستراتيجي. وهذا يعني أن المعادلات التي كانت قائمة سابقاً – خاصة تلك التي تتعلق بهشاشة الجبهة اليمنية جوياً وبحرياً – لم تعد قائمة اليوم.
ختاماً، يمكن القول إن ما جرى ليس حادثة منفصلة، بل إعلان عملياتي واضح بأن اليمن دخل معادلة الردع الكبرى في المنطقة، وأن تل أبيب، ومن خلفها واشنطن، باتتا مضطرتين لإدراج اليمن في حسابات أي حرب أو تصعيد مقبل. فالرسالة وصلت بوضوح: اليمن لا ينتظر أن يُستهدف ليرد… بل يُبادر، ويُسقط الطائرات، ويُغرق السفن.

مقالات مشابهة

  • من البحر الأحمر.. اليمن يُسقط الصهاينة
  • مسيرات حاشدة بالبيضاء نصرة لغزة واستعدادا لمواجهة العدو الصهيوني
  • وزير الدفاع الإیراني : الضربات الإيرانية القاصمة أدت بالكيان الصهيوني لطلب وقف إطلاق النار
  • القوات المسلحة اليمنية تعلن استهداف مطار اللد بصاروخ “باليستي”
  • القوات المسلحة اليمنية تعلن استهداف مطار اللد بصاروخ باليستي
  • القوات المسلحة اليمنية تنفذ عملية نوعية استهدفت مطار اللد في يافا المحتلة
  • اليمن يرسم معادلة البحر الأحمر.. كابوس الردع البحري يدفع العدو للتوسل بوقف العدوان على غزة
  • الضربات اليمنية تغيّر قواعد اللعبة في البحر الأحمر .. هل تدخل أمريكا حربًا بحرية جديدة لإنقاذ الكيان الصهيوني؟
  • اليمن يُحكم حصاره ويصعّد تحذيراته لشركات الملاحة المرتبطة بالكيان الصهيوني باستهداف سفينة جديدة في البحر الأحمر (تفاصيل)