بعد أقل من 4 سنوات من النبذ ​​العالمي لحركة طالبان الأفغانية، ها هي 3 قوى نووية آسيوية كبرى تتنافس بشكل محموم لكسب ودها وتعزيز علاقاتها الدبلوماسية معها على الرغم من عدم اعتراف أي حكومة دولية رسميا بها كحكومة شرعية لأفغانستان.

ومع ذلك، فقد قبلت الصين والهند والإمارات العربية المتحدة رسميا سفراء طالبان في عواصمها، وتقول طالبان إنها تسيّر 39 سفارة وقنصلية أفغانية في أنحاء العالم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوموند تنشر تحقيقا عن حجم الجرحى والقتلى الروس بالحرب في أوكرانياlist 2 of 2انقطاع الكهرباء بجنوب فرنسا والشرطة تحقق في حرائق متعمدةend of list

ويقول تقرير لصحيفة إندبندنت البريطانية إن ثمة تنافسا شرسا بين الهند وباكستان والصين على تحسين علاقاتها الدبلوماسية مع من كانوا يعتبرون "متشددين إسلاميين".

وتبين مراسلة الصحيفة في آسيا آربان راي أن الصين تضطلع بدور قيادي بارز في تخفيف التوترات بين طالبان وباكستان، الناجمة عن قضايا الإرهاب وترحيل اللاجئين.

وتذكر في هذا الإطار أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي التقى يوم الأربعاء 21 مايو/أيار 2025 بالقائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي ونظيره الباكستاني إسحاق دار، وأعلن وانغ يي أن البلدين "يعتزمان تعزيز علاقاتهما الدبلوماسية وتبادل السفراء في أقرب وقت ممكن"، مضيفًا أن "الصين ترحب بهذا، وهي مستعدة لمواصلة تقديم المساعدة لتحسين العلاقات الأفغانية الباكستانية".

إعلان

ويأتي هذا التطور بعد أن طردت باكستان أكثر من 8 آلاف مواطن أفغاني في أبريل/نيسان الماضي في إطار "خطتها لإعادة الأجانب غير الشرعيين" إلى بلدانهم.

مساعدات هندية للاجئين أفغان عادوا مؤخرًا من باكستان وإيران (الأوروبية)

وفي غضون ذلك، أجرت الهند عقب هجوم بهلغام بكشمير اتصالات سياسية مباشرة مع طالبان، وأعرب وزير خارجيتها س. جايشانكار عن تقديره لإدانة متقي للهجوم الإرهابي الذي وقع في بهلغام في 22 أبريل/نيسان، مما يشير إلى تحول كبير في موقف الهند، وفقا للمراسلة.

وفي يناير/كانون الثاني، التقى وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية فيكرام مسيري بمتقي لمناقشة توسيع العلاقات الثنائية، مع التركيز على المخاوف الأمنية الهندية، وتعزيز التجارة عبر ميناء تشابهار، والاستثمارات الهندية في مشاريع التنمية الأفغانية.

ويشير الخبراء إلى أن هذا الاحتضان غير المتوقع لطالبان من قبل القوى الآسيوية، والذي لم يكن أحد يتصوره حتى العام الماضي، مدفوع بمصالح ذاتية إستراتيجية، منها التنافس الإقليمي على المعادن وجهود مكافحة الجماعات الإرهابية.

ويشير فريد ماموندزاي، سفير أفغانستان في نيودلهي حتى عام 2023، إلى أن المنافسة على أفغانستان "أصبحت أكثر علنية ووضوحًا، وتتزايد متابعتها على المستويات الدبلوماسية العليا".

ويوضح أن "باكستان لا تزال تعتبر أفغانستان محورية في مفهومها للعمق الإستراتيجي"، بينما "تعتبر الصين أفغانستان حيوية لتأمين شينغيانغ، وتوسيع مبادرة الحزام والطريق… والوصول إلى ثرواتها المعدنية غير المستغلة".

أما الهند فيقول إنها "ترى استمرار المشاركة أمرًا أساسيا لمواجهة النفوذ الصيني والباكستاني والحفاظ على الوصول الإستراتيجي إلى آسيا القارية".

لاجئون أفغان مرحّلون من باكستان ينزلون من شاحنة لدى وصولهم إلى مخيم مؤقت بالقرب من حدود البلدين (الفرنسية)

وعلى الرغم من القيود الصارمة التي تفرضها طالبان على حقوق الفتيات والنساء، والتي أدت إلى عزلتها الدولية، صرّح المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغاني عبد المتين قناي لصحيفة إندبندنت قائلا "لا شك في هذا الصدد أن الإمارة الإسلامية قد عززت علاقاتها الشاملة مع دول كبرى مثل الصين وروسيا وإيران، وحتى الهند، بما يتماشى مع مصالحها".

إعلان

وأضاف أن وزير داخلية طالبان سراج الدين حقاني ووزير خارجيتها متقي بذلا جهودًا متجددة لإصلاح العلاقات بين أفغانستان وباكستان، وعندما سُئل عما إذا كان هذا فصلًا جديدًا في تاريخ طالبان، أجاب قناي: "نعم، هذا صحيح تمامًا".

وترى حركة طالبان أن هذا الاهتمام المتزايد من جانب القوى الإقليمية يعزز مكانتها الدولية ونفوذها السياسي ومكاسبها الاقتصادية، وعلى الرغم من ذلك فإن نائب وزير الخارجية الأفغاني السابق ناصر أحمد أنديشا يحذر من أن هذا "محكوم عليه بالفشل" على المدى البعيد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

الهند وباكستان على حافة الانفجار.. إغلاق المجال الجوي وتصعيد الاتهامات بعد هجوم باهلجام

تصاعدت التوترات مجددًا بين الهند وباكستان مع استمرار إغلاق المجال الجوي الباكستاني أمام الطيران الهندي، وسط تبادل اتهامات وتصريحات حادة تزيد من حدة النزاع بين الجارين النوويين في جنوب آسيا.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الباكستانية، شفقت علي خان، اليوم الجمعة، أن المجال الجوي لبلاده لا يزال مغلقاً أمام الطيران الهندي، نافياً صحة الأخبار المتداولة حول فتحه أو تحديد موعد لذلك، مشيراً إلى أن المشاورات لا تزال جارية في هذا الشأن.

وفيما يتعلق بمعبر كارتاربور، أوضح المتحدث أن باكستان لم تغلق المعبر، وإنما الهند هي من تتخذ إجراءات أحادية تقيد حركة المسافرين منذ 7 مايو، مؤكداً بقاء المعبر مفتوحاً أمام الحجاج السيخ الذين يزورون باكستان لأداء مناسكهم، في حين تمنع الهند دخولهم من جانبها.

وحول تعليق الهند لمعاهدة مياه السند في أعقاب هجوم باهلجام في 23 أبريل، أكد شفقت علي خان أن باكستان تسعى لاستئناف العمل بالمعاهدة عبر تواصلها مع المجتمع الدولي لضمان حصولها على حصتها العادلة من المياه.

كما رفض المتحدث بشكل قاطع تصريحات رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الأخيرة، واصفاً إياها بأنها “ادعاءات باطلة وتحريضية تهدف لتأجيج التوترات الإقليمية لمكاسب سياسية ضيقة”.

وأكد أن باكستان تظل شريكاً ملتزماً في مكافحة الإرهاب ومصراً على السلام والاستقرار الإقليمي، مع استعداد كامل للدفاع عن سيادتها.

وكان مودي، هدد في خطاب ألقاه أمس في راجستان بأن استمرار باكستان في “تصدير الإرهابيين” سيجعلها “متسولة لكل قرش”، مشيراً إلى استمرار تعليق الهند لمعاهدة مياه السند وعدم منح باكستان أي مياه من أنهار الهند.

هذا وتعود جذور النزاع بين الهند وباكستان إلى تقسيم الهند البريطانية عام 1947، الذي أدى إلى نشوء دولتين مستقلتين على أساس ديني، مما تسبب في نزاعات إقليمية، أبرزها على منطقة كشمير التي ظلّت محور توترات متكررة وحروب عدة بين البلدين، ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات بينهما فترات من التصعيد والتراجع، مع استمرار الخلافات السياسية والأمنية التي تؤثر على استقرار المنطقة.

والنزاع الأخير بين الهند وباكستان تصاعد بعد الهجوم في منطقة باهلجام في أبريل 2025، والذي اتهمت نيودلهي إسلام آباد بتدبيره، مما دفع الهند إلى تعليق معاهدة مياه نهر السند وفرض قيود على التنقل عبر معبر كارتاربور، وردّت باكستان بنفي الاتهامات وإبقاء معبر كارتاربور مفتوحًا أمام الحجاج، وسط توترات دبلوماسية متصاعدة وتصريحات حادة من قيادات البلدين، ما زاد من حدة التوترات الإقليمية وعرقل جهود السلام.

مقالات مشابهة

  • باكستان تحذر الهند: أي مغامرة خاطئة ستواجه برد أقسى
  • أفغانستان.. "طالبان" ترفض دعوة الدول التركية لتشكيل حكومة شاملة
  • هل تستطيع بكين أن تكون وسيطاً بين طالبان وباكستان؟
  • أفغانستان.. طالبان تبدأ حملة تقشّف واسعة وتسرح المئات من موظفي الإعلام
  • الهند وباكستان على حافة الانفجار.. إغلاق المجال الجوي وتصعيد الاتهامات بعد هجوم باهلجام
  • طالبان تجري محادثات مع روسيا والصين لإتمام المعاملات التجارية بالعملات المحلية
  • أفغانستان تجري محادثات مع روسيا والصين بشأن معاملات تجارية بالعملات المحلية
  • طالبان تجري محادثات مع روسيا والصين بشأن معاملات تجارية
  • معاهدة مياه نهر السند تشعل التوتر بين الهند وباكستان