أفادت مصادر طبية للجزيرة باستشهاد 30 فلسطينيا في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم الأحد. وفي الوقت نفسه، تتواتر التحذيرات من تفاقم الكارثة في حال عدم إيصال المساعدات إلى الفلسطينيين المحاصرين.

واستهدفت موجة جديدة من الغارات مناطق عدة في غزة، من بيت لاهيا شمالا إلى خان يونس جنوبا.

واستشهد 3 أشخاص وأصيب آخرون في استهدفت تجمعا لفلسطينيين في منطقة مشروع بيت لاهيا.

وتعرضت منطقة جباليا النزلة القريبة لغارات أسفرت إحداها عن استشهاد مدير وكالة "برق غزة" الصحفي حسان مجدي أبو وردة مع عدد من أفراد عائلته.

وبذلك، ارتفع عدد الشهداء الصحفيين إلى 220 منذ بداية حرب إسرائيل على غزة.

وفي مدينة غزة استهدفت مسيّرة إسرائيلية مركبة مدنية عند دوار أبو مازن جنوب غرب المدينة، مما أسفر عن شهيد ومصابين.

وبالتزامن مع ذلك، تعرّضت المناطق الشرقية للمدينة -بما فيها حي الشجاعية– لقصف جوي ومدفعي، وترافق ذلك مع عمليات نسف جديدة للمباني في حي التفاح المجاور من قبل قوات الاحتلال المتوغلة في تلك المناطق.

استهدافات مباشرة

وفي تطورات ميدانية أخرى، شيع فلسطينيون 5 شهداء من عائلة أبو عمرة في دير البلح وسط قطاع غزة، وقال مراسل الجزيرة إن الشهداء الخمسة -وهم 4 شبان ورجل مسن- استهدفتهم مسيّرة إسرائيلية عندما كانوا جالسين أمام منزلهم.

إعلان

كما استشهد فلسطيني وأصيب آخرون إثر قصف مسيّرة نقطة شحن هواتف في منطقة الحكر جنوب دير البلح.

وقبل ذلك، استهدفت غارة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في المدينة نفسها، مما أسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين من عائلة واحدة، بينهم طفلان.

وفي مخيم النصيرات القريب شُيّع من مستشفى العودة جثمان الشهيد أشرف أبو نار مدير العمليات في الدفاع المدني بغزة، والذي استشهد مع زوجته في غارة إسرائيلية على منزلهما.

وفي جنوب القطاع، قال مراسل الجزيرة إن الجيش الإسرائيلي كثف القصف الجوي والمدفعي على الأحياء الجنوبية والشرقية من خان يونس، في حين شهدت بلدة القرارة عمليات نسف لمنازل عدة بالتزامن مع مواصلة قوات الاحتلال توغلها في البلدة.

وشيّع أهالي خان يونس جنوب قطاع غزة جثمان فلسطيني استشهد في غارة إسرائيلية على بلدة عبسان شرقي المدينة.

وكانت إسرائيل استأنفت العدوان على غزة في 18 مارس/آذار الماضي، ومنذ ذلك الوقت استشهد نحو 3800 فلسطيني وأصيب ما يقارب 11 ألفا، بحسب بيانات وزارة الصحة في القطاع.

الوضع الإنساني

وعلى الصعيد الإنساني، قال برنامج الأغذية العالمي إن العائلات في غزة لا تزال على شفا المجاعة، ووصف ما دخل حتى الآن إلى القطاع من المساعدات بأنه نقطة في محيط.

وقالت سيندي ماكين المديرة التنفيذية للبرنامج التابع للأمم المتحدة لشبكة "سي بي إس" الأميركية إن هناك حاجة إلى دخول الغذاء إلى غزة لتجنب "كارثة مدمرة".

وأضافت ماكين أن الوضع في غزة كارثة، وأن شاحنات المساعدات التي دخلت للقطاع ليست سوى قطرة في بحر، مشيرة إلى وجود نصف مليون شخص داخل غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد.

وقالت المسؤولة الأممية إنه لا توجد أي خطة إنسانية لإغاثة المحاصرين، مؤكدة أن المنظمة لم تشاهد أدلة على أن حركة حماس تستولي على المساعدات الإنسانية.

إعلان

من جانبها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن تدفق المساعدات بشكل مستمر وفعّال إلى قطاع غزة هو السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية الحالية.

وأضافت الوكالة أن الحد الأدنى المطلوب يتراوح بين 500 و600 شاحنة مساعدات يوميا تديرها الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا.

وفي السياق، قالت مسؤولة الإعلام والاتصالات في منظمة أوكسفام غادة الحداد للجزيرة إن إسرائيل اتبعت سياسة التجويع سلاحا في حربها على غزة، مشيرة إلى أن كثيرا من التقارير ترد عن أطفال منهكين ومتعبين بسبب المعاناة من سوء التغذية.

#فيديو| وفاة الطفل الفلسطيني محمد مصطفى ياسين من غزة نتيجة سوء التغذية والمجاعة التي تشتد يومًا بعد يوم على قطاع غزة pic.twitter.com/sgPGhWQc3j

— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) May 24, 2025

وأمس السبت، استشهد الطفل مصطفى ياسين (4 سنوات) في مدينة غزة نتيجة مضاعفات حادة ناجمة عن سوء التغذية والجفاف في ظل انقطاع المساعدات الإنسانية ومنع دخول شاحنات الإغاثة إلى المدينة وشمالي القطاع منذ أسابيع.

وتواترت في الآونة الأخيرة وفيات الأطفال بسبب المضاعفات الناجمة عن التجويع الذي يتعرض له السكان في قطاع غزة.

وبعد أكثر من 80 يوما من منع إدخال المساعدات والمواد الغذائية سمحت إسرائيل مساء الأربعاء الماضي بوصول 92 شاحنة فقط محملة بالطحين والمكملات الغذائية إلى وسط القطاع وجنوبه، لكن الأغلبية الساحقة من الجائعين هناك لم يحصلوا على شيء منها.

وتحت غطاء إنساني تسعى إسرائيل لتنفيذ خطة تزعم أنها تضمن إيصال مساعدات إلى جنوب قطاع غزة، لكن الأمم المتحدة ترفض الخطة الإسرائيلية وتحذر من مخاطرها، إذ ستؤدي إلى تهجير الآلاف وتعرّضهم للاستهداف، كما أنها لا تلبي احتياجات سوى عدد محدود من المحاصرين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

المجاعة تشتّد بغزة.. أطفالُ تحولوا لـ"هياكل عظمية"

غزة - خاص صفا مع تفاقم المجاعة ووصولها إلى مستويات "كارثية وخطيرة" في قطاع غزة، تحولت أجساد الأطفال الذي يصلون المستشفيات إلى "هياكل عظمية"، بسبب نقص الغذاء وسوء التغذية الحاد. وبدأت تُبرز العظام من تحت جلد العديد من الأطفال، وتظهر علامات واضحة على نقص التغذية.  ويعاني أطفال غزة أوضاعًا صحية مأساوية للغاية، بفعل المجاعة والنقص الحاد في الغذاء، وتدهور الوضع الصحي، في مشهد يلخص عمق الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع منذ أشهر. ولا يجد الأطفال ما يسد رمقهم أو يروي ظمأهم، ما يؤدي لموت بعضهم جوعًا، بينما يصارع آخرون الهزال وسوء التغذية والأمراض.  ويواجه الفلسطينيون في القطاع مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي. وفق تقرير أممي وبحسب تقرير مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ومنظمة الصحة العالمية، فإن قطاع غزة يواجه النسبة الأكبر من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي. ويواجه 100% من السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقًا للتقرير. وقال برنامج الأغذية العالمي: إن "هناك حاجة ملحة لزيادة المساعدات لقطاع غزة للوصول إلى المجوعين قبل فوات الأوان". وأشار البرنامج في منشور على منصة "إكس"، الثلاثاء، إلى أن "الجوع ينتشر بسرعة" في غزة. وأضاف "هناك حاجة ملحة لزيادة هائلة في المساعدات الغذائية لقطاع غزة للوصول إلى كل المجوعين في كل أنحاء القطاع، قبل فوات الأوان". وذكر أن لديه مخزون من الغذاء يكفي لكل الفلسطينيين في قطاع غزة لمدة ثلاثة أشهر، مشددًا على ضرورة أن تسمح "إسرائيل" بدخول هذه المساعدات. وطالب بإدخال مزيد من شاحنات المساعدات الغذائية إلى القطاع عبر كل المعابر، وبفتح مسارات أكثر داخل القطاع لعبور الشاحنات لتقليل التأخير في الوصول إلى كل الفلسطينيين المجوعين في القطاع. بدوره، قال مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية إن أهالي غزة يواجهون الموت بالتجويع والقصف والمستشفيات مكتظة بالشهداء والجرحى. وأوضح أبو سلمية "للتليفزيون العربي"، أن 147 شهيدًا، منهم 88 طفلًا ضحايا التجويع الإسرائيلي الممنهج في قطاع غزة وأشار إلى أن الاحتلال يقصف مناطق يدعي أنها آمنة غربي مدينة غزة، كما يدعي وجود مسارات إنسانية ويقصف منتظري المساعدات ومن يحاول تأمينها. بدوره، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الطبيب خليل الدقران إن أعداد الوفيات بسبب المجاعة تزداد كل ساعة في قطاع غزة. وأشار إلى أن ما تم إدخاله من مساعدات قليل ولا يفي بحاجات سكان القطاع. وأضاف أن ما يقوم به الاحتلال في حق غزة يضرب جميع المواثيق والقوانين الدولية. وأكد أن الحاجة ملحة في قطاع غزة لحليب الأطفال بشكل أساسي، مشيرًا إلى أن ما يحدث في قطاع غزة بشأن الأطفال والنساء الحوامل فظيع بسبب الجوع. وبين أن الاحتلال يمنع دخول المساعدات الطبية إلى قطاع غزة، موضحًا أن الأطفال يصلون إلى المستشفيات في غزة على هيئات هياكل عظمية. وحذرت مؤسسات دولية وأممية من انهيار الأوضاع الإنسانية وتفاقم الكارثة غير المسبوقة في قطاع غزة. وحسب الهيئة الدولية لحقوق الشعب الفلسطيني (حشد) فإن أكثر من 2.3 مليون فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء يواجهون خطر الموت جوعًا ومرضًا، بفعل استمرار الاحتلال في استخدام التجويع الجماعي كأداة ضمن جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 22 شهرًا. وبات أهالي القطاع يعيشون مرحلة المجاعة الكاملة (المرحلة الخامسة) والمجاعة الحادة (المرحلة الرابعة) حسب التصنيف الأممي، وفق تقارير موثقة صادرة عن برنامج الغذاء العالمي ومنظمة "الفاو"، في ظل حاجة القطاع اليومية لأكثر من 500 شاحنة مساعدات إغاثية و50 شاحنة وقود. وحذرت "حشد" من تداعيات المجاعة علي سكان القطاع، والتي أدت حتى الآن لاستشهاد 147 مواطنًا جوعًا، بينهم 88 طفلًا، عدا عن 650 من المرضى والنساء وكبار السن ، في وقت لا تستطيع 50 ألف أم إرضاع أطفالها، بسبب سوء التغذية. ولا يزال 70 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، و60 ألف امرأة حامل يواجهن خطر الجوع، منهن 11 ألف حالة حرجة. وتظهر التقارير أن نصيب الفرد اليومي من المياه الصالحة للشرب انخفض بنسبة 100%، فيما بات 99% من السكان يعانون من انعدام أمن غذائي حاد وأكثر من ثلث السكان لم يأكل أي طعام لأيام متتالية ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب "إسرائيل" بالتوازي جريمة تجويع بحق أهالي قطاع غزة، تفاقمت مع تشديد حصارها وإجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية". 

مقالات مشابهة

  • مسؤول طبي بغزة: 17 ألف طفل دخلوا مرحلة سوء التغذية التام
  • استشهاد 14 فلسطينياً بنيران إسرائيلية قرب مراكز مساعدات في غزة
  • إسرائيل تهدد بوقف عمليات إسقاط المساعدات خشية توثيق الدمار بغزة
  • 16 شهيدًا ومصابون بنيران الاحتلال في قطاع غزة
  • غوتيريش: سكان غزة يواجهون كارثة إنسانية بأبعاد مروعة
  • غزة: إسرائيل تمنع دخول الصحافة العالمية خشية انكشاف جرائمها
  • المجاعة تشتّد بغزة.. أطفال تحولوا لـ"هياكل عظمية" وسط صرخات لا تنقطع
  • تقرير أمميّ: كافة سكان غزة يواجهون انعدام الأمن الغذائيّ الحاد
  • المجاعة تشتّد بغزة.. أطفالُ تحولوا لـ"هياكل عظمية"
  • غزة – 96 شهيدا بينهم 41 من طالبي المساعدات الاثنين