لجريدة عمان:
2025-05-27@22:24:47 GMT

حين تُروى قصص النجاح

تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT

التقيت بطبيب عُماني خلال تسجيل حلقة من بودكاست «بزنس كلاس»، الذي تنتجه جريدة «عمان أوبزرفر» باللغة الإنجليزية ويقدمه الزميل خالد الحريبي، وهو بودكاست بات يشكّل فـي كل حلقة مساحة غنية للمعرفة والحوار.

حلقة الدكتور عبدالله اللواتي كانت استثنائية، لا من حيث سلاسة الطرح فقط، بل لأنها فتحت نافذة على عالم طبي جديد يسمّى «طب النانو».

حديث علمي مكثّف حول كيف يمكن لتقنيات النانو أن تغيّر مفهومنا عن العلاج الدوائي، من خلال تتبّع أثر الأدوية داخل الجسم، وتقليل المضاعفات الجانبية، وتقديم تجربة علاجية أكثر دقة وإنصافا لجسم الإنسان.

لن أسهب فـي الحديث عن الدكتور ولا التقنية - فالحلقة ستقوم بذلك خير قيام - لكن ما الانتهاء من تسجيل الحلقة وجدت نفسي منخرطا فـي حديث طويل مع المقدم والضيف عن الطاقم الطبي العُماني فـي المستشفـيات المختلفة، عن أطباء وأخصائيين، وباحثين يسجلون أسماءهم فـي الدوريات العلمية، ويقفون فـي غرف العمليات فـي الداخل والخارج، عن كوادر شابة تدير أقسامًا معقدة، وتطوّر آليات العمل الصحي فـي سلطنة عمان، دون ضجيج، ودون أن يتصدّروا المشهد الإعلامي.

ما خرجت به من ذلك اللقاء ليس فقط الإعجاب بالدكتور اللواتي، بل إدراك متجدّد بأن هذه البلاد تملك كنزًا من العقول، وأن ما نحتاجه اليوم هو أن نحكي قصصهم، أن نفتح لهم المساحات، وأن نفتخر بهم كما ينبغي.

قبل لقائي بالدكتور عبدالله اللواتي، كنت قد استمعت إلى لقاء إذاعي مع الدكتور عبدالمنعم الحسني، وزير الإعلام السابق، أُجري فـي الأسبوع الفائت، تحدث فـيه بإسهاب عن الكفاءات الإعلامية العُمانية، وكيف أنها تُعد من بين الأفضل على مستوى العالم العربي.

كان الحديث صريحا ومباشرا، قائما على معرفة عميقة وخبرة طويلة بالمشهد الإعلامي المحلي والإقليمي، وقد لفت نظري تأكيده المتكرر على ضرورة الاستثمار فـي هذه الكفاءات، وإيجاد البيئة التي تمكّنها من الاستمرار، والتطوّر، والتأثير. وأكد لأكثر من مرة أن الموارد البشرية العُمانية ليست بحاجة إلى التشكك أو التشكيك، بل إلى الفرص، والثقة، والتمكين المؤسسي.

المواهب والكوادر العُمانية موجودة. هذه ليست عبارة إنشائية تُقال فـي المناسبات، بل حقيقة تؤكدها شواهد يومية ومواقف عملية، من غرف العمليات إلى استوديوهات الإعلام، ومن المختبرات إلى منصات الذكاء الاصطناعي. لقد أثبت العُمانيون، شبابا وشابات، فـي مختلف المواقع، أنهم قادرون على التفوق والنجاح وتحقيق الإنجازات، سواء فـي الطب أو الإعلام أو الاقتصاد أو التقنية أو غيرها من العلوم الحديثة.

لكن، وعلى الرغم من هذا الحضور اللافت، فإن الكثير من هذه النماذج لا تزال تعمل فـي الظل، بعيدًا عن دائرة الضوء. قليل من قصصهم تصل إلى الناس، وقليل من منجزاتهم تجد طريقها إلى النشر، سواء فـي الإعلام التقليدي أو فـي المنصات الرقمية الحديثة. وهذا - فـي رأيي - أحد أوجه الخلل التي يمكن تداركها بسهولة.

لا يتعلق الأمر فقط بإنصاف الأفراد، بل بصناعة وعي جماعي يؤمن بأن الكفاءة ليست مستوردة، وأن الإنجاز لا يحتاج إلى جنسية أجنبية كي نحتفـي به. نحتاج إلى إعلام يُجيد التقاط هذه النماذج، والحديث عنها، والتعريف بها، داخل الوطن وخارجه. إعلام يقدّم للعالم صورة عن عُمان ليست فقط كما نراها نحن، بل كما يصنعها أبناؤها يومًا بعد آخر.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الكرة العُمانية عند مفترق الطرق

 

 

د. أحمد بن علي العمري

كلنا كعُمانيين مع الكرة العُمانية... لقد أصبحت الكرة على مستوى العالم هي المعرف الحقيقي والواقعي للدول في رُقيِّها ونجاحها وتقدُّمها وتميُّزها، وبالتأكيد تفوُّقها.

إنَّ الكرة لدى كل شعوب العالم أضحت هي المُحرِّك والمُفَعِّل والباعث في ميل الجماهير وجموحها وتطلُّعاتها ورغبتها، بل ومصدر فخرها واعتزازها بأوطانها. وهذا يعني أن الكرة أصبحت هي الوطن، وليس لدى العُمانيين أغلى وأفضل وأهم من سلطنتهم الحبيبة، فهي لبُّ قلوبهم وقُرَّة أعينهم وأغلى ما عندهم.

وحيث إننا في الوقت الحاضر عند مفترق طرق، فنحن أمام حلم المشاركة في كأس العالم من خلال مباراتنا القادمة مع المملكة الأردنية الهاشمية وكذلك دولة فلسطين، بقيادة المدرب الوطني القدير الكابتن رشيد جابر، والذي كنَّا نتأمل لو تم التعاقد معه مُبكِّرًا؛ حيث إن المثل العُماني يقول: "لا يعرف رطنتها إلا ولد بطنها"، خاصة في المواقف الحاسمة. وإن كنَّا نتأمل أن نشارك في كأس العالم بفريق أكثر جاهزية، وإن شاء الله يحصل ذلك، وبإذن الله نكون جاهزين.

وأتمنى من الكابتن رشيد جابر ومعاونيه متابعة مباراة الفريق الأردني مع الشقيق السعودي يوم 30 مايو الجاري، ويا ليت يكون ذلك حضوريًا حتى يتمكَّنوا من متابعة أدق التفاصيل وأصغرها، كما يردد الكابتن رشيد أن المباريات تُحسم في جُزئيَّات صغيرة أثناء المباراة؛ حيث إننا نتمسَّك بخيط دقيق من الأمل، ونتمنى أن يتحوَّل إلى حبل متين وسميك بإذن الله.

وفي ذات الوقت يجري التشكيل والإعداد، وطبعًا عبر انتخابات حرة لتكوين مجلس إدارة جديد للاتحاد العُماني لكرة القدم. وهذا هو مفترق طرق آخر فعليٌّ أيضًا.

كما تم تشكيل اللجنة الأولمبية العُمانية الجديدة برئاسة صاحب السمو السيد عزان بن قيس بن طارق آل سعيد، الذي نتمنى له ولزملائه في مجلس الإدارة كل التوفيق والنجاح... وهذا هو مفترق الطريق الثالث.

فماذا نحن فاعلون؟

يتبين لنا هنا أن الكرة العُمانية تمر حاليًا بمرحلة مهمة جدًا؛ حيث تواجه تحديات وتطلُّعات جديدة على مختلف الأصعدة المحلية والخليجية والآسيوية وحتى العالمية.

فلو نظرنا إلى الدوري المحلي المسمَّى دوري عُمانتل، فسنجد أنه يعاني من ضعف المنافسة وقلة العائد المادي مقارنة بالدوريات الخليجية المجاورة؛ حيث إن معظم الأندية، إن لم يكن أغلبها، تعتمد على لاعبين محليين ذوي جودة محدودة دون تطعيمهم بخبرات خارجية على مستوى عالٍ، رغم ظهور العديد من المواهب الشابة المميزة.

نعم، هناك تطور ملحوظ في الملاعب والمرافق، لكنه يحتاج إلى المزيد لمواكبة المعايير الآسيوية والدولية.

آخر إنجاز لنا هو التأهل لكأس آسيا 2023 (أول مشاركة منذ عام 2015)، لكن الخروج من دور المجموعات كشف لنا الفجوة في المستوى مع المنتخبات الكبرى. كما إن التغيير المستمر في المدربين وعدم اختيار المدرب المناسب أثر على مستوى المنتخب وأدى إلى عدم الاستقرار، مثلما حدث مع إيفانكوفيتش ثم جارديتش.

إن الاعتماد على خليط من اللاعبين المخضرمين والشباب الجدد يحتاج إلى خطة طويلة المدى وصبر.

وبناءً على ذلك، فإن صعوبة مواكبة منتخبات الخليج المجاورة تبدو واضحة بسبب الفارق الكبير في الدعم والاحتراف، ونشير هنا إلى قلة اللاعبين المحترفين في الدوريات المتميزة.

كما تجب الإشارة إلى أهمية إنشاء أكاديميات كروية متخصصة تعتمد على منهجيات حديثة.

وإذا خططنا الآن تخطيطًا سليمًا، فأمامنا كأس آسيا 2027، التي ستقام في السعودية، مما قد يشكِّل حافزًا لمنتخبنا لتحسين أدائه.

كذلك، علينا من الآن فصاعدًا التركيز على الفئات السنيَّة؛ حيث إنها قد تحدث نقلة نوعية في دعم المنتخب وتطعيمه.

ولذا؛ حيث إننا في مفترق طرق، ونظرًا لكل ما تقدم، فإني أقترح الآتي:

أن يتوجه رئيس اللجنة الأولمبية العُمانية ورئيس الاتحاد العُماني الجديد لكرة القدم إلى صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد الموقر، وزير الثقافة والرياضة والشباب (سيد شباب عُمان)، وهو أحرص الحريصين على الرياضة العُمانية بشكل عام، وعلى كرة القدم بشكل خاص، ويدعوان لاجتماع معه بحضور معالي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، وذلك لتحقيق الآتي:

1. أن تتولى كل شركة من شركات جهاز الاستثمار العُماني أحد الأندية في دوري الدرجة الممتازة، وتتولى دعمه وصرف ميزانيته.

2. تخصيص الشركات نسبة من ميزانيتها للخدمة الاجتماعية، والتي تتراوح بين 5% و10%، ليتم توجيهها لدعم الأندية.

3. تحويل ميزانيات الدعاية والإعلان في الشركات لدعم الأندية العُمانية.

4. استثمار الأراضي والمنشآت المخصصة للأندية من قِبَل الشركات، بما يحقق الاستفادة المستدامة.

5. تعيين كل شركة رئيس تنفيذي للنادي يعمل بالتنسيق مع الإدارة الرياضية.

6. توفير فرص وظيفية لمنتسبي الرياضة، ما يساهم في تقليل البطالة ودعم المجتمع.

وبهذه الطريقة يمكن النهوض بالأندية، وربما تحويلها مستقبلًا إلى مؤسسات ربحية بدلًا من كونها مستهلكة، بدلًا من أن يبقى رئيس النادي هو النادي، كما ورد في مقال سابق.

هذا إن أردنا المنافسة الحقيقية، وليس المشاركات المخجلة التي تحرق الأعصاب دون أي تقدم يُذكر.

وهذا مجرد مقترح، وربما يكون هناك أفضل منه، بشرط أن يكون قابلًا للتطبيق.

وإن لم يكن كذلك، فعلى الدنيا السلام...

وعلينا التوقف عن المشاركات الخارجية، والاكتفاء بالدوري المحلي، الذي لا أريد أن أوصفه.

ولا يجب أن يغيب عن بالنا أن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- هو أول رئيس للاتحاد العُماني لكرة القدم، وهذا بحد ذاته أكبر فخر وأعظم اعتزاز، وأسمى باعث للعطاء والعمل والتضحية والإنجاز.

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • «موارد الشارقة» تناقش تطوير الذات والتميز الوظيفي
  • أحمد فؤاد أباظة: النائب الناجح من يخدم الناس بإخلاص وعلى الأرض
  • المنتدى الإعلامي العربي للشباب يكشف مفاتيح النجاح
  • أحمد موسي في بث مباشر جديد على شاشة صدى البلد
  • الكرة العُمانية عند مفترق الطرق
  • تامر حسني يفضح حفلة “وهمية” في العراق!
  • وصول جوهرة العرض الخاص لفيلم "ريستارت "بطولة تامر حسني (صور)
  • الاستعدادات النهائية للعرض الخاص لـ فيلم "ريستارت" بطولة تامر حسني وهنا الزاهد
  • مفتاح النجاح في العلاقات الإنسانية