لجريدة عمان:
2025-07-30@16:58:36 GMT

حين تُروى قصص النجاح

تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT

التقيت بطبيب عُماني خلال تسجيل حلقة من بودكاست «بزنس كلاس»، الذي تنتجه جريدة «عمان أوبزرفر» باللغة الإنجليزية ويقدمه الزميل خالد الحريبي، وهو بودكاست بات يشكّل فـي كل حلقة مساحة غنية للمعرفة والحوار.

حلقة الدكتور عبدالله اللواتي كانت استثنائية، لا من حيث سلاسة الطرح فقط، بل لأنها فتحت نافذة على عالم طبي جديد يسمّى «طب النانو».

حديث علمي مكثّف حول كيف يمكن لتقنيات النانو أن تغيّر مفهومنا عن العلاج الدوائي، من خلال تتبّع أثر الأدوية داخل الجسم، وتقليل المضاعفات الجانبية، وتقديم تجربة علاجية أكثر دقة وإنصافا لجسم الإنسان.

لن أسهب فـي الحديث عن الدكتور ولا التقنية - فالحلقة ستقوم بذلك خير قيام - لكن ما الانتهاء من تسجيل الحلقة وجدت نفسي منخرطا فـي حديث طويل مع المقدم والضيف عن الطاقم الطبي العُماني فـي المستشفـيات المختلفة، عن أطباء وأخصائيين، وباحثين يسجلون أسماءهم فـي الدوريات العلمية، ويقفون فـي غرف العمليات فـي الداخل والخارج، عن كوادر شابة تدير أقسامًا معقدة، وتطوّر آليات العمل الصحي فـي سلطنة عمان، دون ضجيج، ودون أن يتصدّروا المشهد الإعلامي.

ما خرجت به من ذلك اللقاء ليس فقط الإعجاب بالدكتور اللواتي، بل إدراك متجدّد بأن هذه البلاد تملك كنزًا من العقول، وأن ما نحتاجه اليوم هو أن نحكي قصصهم، أن نفتح لهم المساحات، وأن نفتخر بهم كما ينبغي.

قبل لقائي بالدكتور عبدالله اللواتي، كنت قد استمعت إلى لقاء إذاعي مع الدكتور عبدالمنعم الحسني، وزير الإعلام السابق، أُجري فـي الأسبوع الفائت، تحدث فـيه بإسهاب عن الكفاءات الإعلامية العُمانية، وكيف أنها تُعد من بين الأفضل على مستوى العالم العربي.

كان الحديث صريحا ومباشرا، قائما على معرفة عميقة وخبرة طويلة بالمشهد الإعلامي المحلي والإقليمي، وقد لفت نظري تأكيده المتكرر على ضرورة الاستثمار فـي هذه الكفاءات، وإيجاد البيئة التي تمكّنها من الاستمرار، والتطوّر، والتأثير. وأكد لأكثر من مرة أن الموارد البشرية العُمانية ليست بحاجة إلى التشكك أو التشكيك، بل إلى الفرص، والثقة، والتمكين المؤسسي.

المواهب والكوادر العُمانية موجودة. هذه ليست عبارة إنشائية تُقال فـي المناسبات، بل حقيقة تؤكدها شواهد يومية ومواقف عملية، من غرف العمليات إلى استوديوهات الإعلام، ومن المختبرات إلى منصات الذكاء الاصطناعي. لقد أثبت العُمانيون، شبابا وشابات، فـي مختلف المواقع، أنهم قادرون على التفوق والنجاح وتحقيق الإنجازات، سواء فـي الطب أو الإعلام أو الاقتصاد أو التقنية أو غيرها من العلوم الحديثة.

لكن، وعلى الرغم من هذا الحضور اللافت، فإن الكثير من هذه النماذج لا تزال تعمل فـي الظل، بعيدًا عن دائرة الضوء. قليل من قصصهم تصل إلى الناس، وقليل من منجزاتهم تجد طريقها إلى النشر، سواء فـي الإعلام التقليدي أو فـي المنصات الرقمية الحديثة. وهذا - فـي رأيي - أحد أوجه الخلل التي يمكن تداركها بسهولة.

لا يتعلق الأمر فقط بإنصاف الأفراد، بل بصناعة وعي جماعي يؤمن بأن الكفاءة ليست مستوردة، وأن الإنجاز لا يحتاج إلى جنسية أجنبية كي نحتفـي به. نحتاج إلى إعلام يُجيد التقاط هذه النماذج، والحديث عنها، والتعريف بها، داخل الوطن وخارجه. إعلام يقدّم للعالم صورة عن عُمان ليست فقط كما نراها نحن، بل كما يصنعها أبناؤها يومًا بعد آخر.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مهرجان جرش حلقة مهمة في الترويج السياحي للاردن .. اعداد كبيرة من المغتربين والسياح العرب والاجانب جدولوا زيارتهم مع برنامج المهرجان

كتب – محمود علي الدباس – لا يمكن ان ننادي بتشجيع السياحة للاردن ودعوة العالم لزيارته اذا لم نمتلك برنامجا متكاملا يثري تجربة الزائر للمملكة.

في كل دول العالم التي تمتلك ارثا تاريخيا من المناطق الاثرية والمواقع الطبيعية والمدن الخلابة ، لا يمكن ان تعتمد اعتمادا كليا عليها في تنشيط الحركة السياحية اذا لم يتم وضع برنامج سياحي متكامل يوفر عدد من الفعاليات السياحية والثقافية والترفيهية لاطالة مدة اقامة السائح من خلالها.

وكما هي تجربة الاردنيين عند السفر للخارج في رحلات سياحية فهم يحرصون على الاطلاع على برنامج الرحلة وما تتضمنه من فعاليات يومية وفقرات فنية وترفيهية وعلى اساس ذلك يتم اختيار وجهة رحلتهم.

اذا ما يقدمه مهرجان جرش من وجبة ثقافية وترفيهية يدخل في صميم خطط الترويج السياحي للاردن ، ويدعم تجربة السائح في عيش العديد من الفعاليات والتي يوفرها مهرجان جرش بعراقته وشهرته العالمية بوجود ثلة من المثقفين والشعراء والمطربين والفنانين المسرحيين ومنح مساحة كبيرة للفنان التشكيلي من الاردن والدول العربية ، اضافة الى اجنحة عديدة جديرة بالزيارة مثل جناح السفارات الذي يوفر لمرتاديه مزيجا ثقافيا وحضاريا مصغرا عن الدول المشاركة فيه.

الى جانب الدور الثقافي والفني الذي يوفره مهرجان جرش ، يبرز الدور التنموي والبعد الاقتصادي في جناح المشاريع الانتاجية الصغيرة والتي تفتح نافذة بيع مباشر لاصحاب هذه المشاريع من ابناء المجتمع المحلي في محافظة جرش وحولها بما يوفره من فرص عمل للشباب والشابات خلال فترة المهرجان.

لا يمكن ان نحصر مهرجان جرش في مساحة ضيقة من الحفلات الغنائية على اهميتها ، والتي تعد عامل جذب للجمهور الاردني والعربي من خلال الاسماء البارزة والتي تحظى بجمهور يتبعها في كل حفلاتها ، الا انها جزء من المشهد الذي يوفره المهرجان لمرتاديه ، وليست كل المشهد.

ولا يمكن اغفال النشاط الاقتصادي الكبير الذي تحقق باقامة المهرجان على مجمل القطاعات الاقتصادية ، وفي تحريك القطاع السياحي كالمنشآت الفندقية ورفع معدلات اشغالها وزيارة المواقع السياحية الاخرى والنقل السياحي والسيارات السياحية والمطاعم ومحلات بيع التجزئة وحركة الطائرات ومحلات بيع التحف والمطرزات.

لهذا كله نجح جرش في ترجمة دوره الوطني والثقافي وترسيخ هوية ثقافية اردنية واستضافة فرق عربية وعالمية على مسارحه ، وحطي بتغطية اعلامية محلية وعربية وعالمية واسعة ، سلطت الضوء على الاردن وامكانياته السياحية والثقافية ، كواحة امن واجواء مثالية كوجهة سياحية مفضلة للاشقاء العرب من دول الخليج وباقي الدول العربية.

ليشكل مهرجان جرش حلقة مهمة من حلقات وجهود الترويج السياحي للاردن ، وجدول الكثير من المغتربين والسياح العرب والأجانب ، زيارتهم للاردن وفقا للبرنامج الزمني وتوقيت اقامة المهرجان.

لقد برز الدور الكبير الذي تقوم به اللجنة العليا للمهرجان ومواظبة وزير الثقافة مصطفى الرواشدة على التواجد في اروقة المهرجان وحضور الفعاليات الثقافية والندوات الشعرية والفكرية ، الى جانب البصمات الواضحة لادارته التنفيذية ممثلة بالمدير التنفيذي للمهرجان ايمن سماوي الذي اثبت مجددا قدرته على رسم لوحة متناسقة الالوان عكست القيمة والكفاءة التي يمتلكها في انتاج فعل ثقافي متنوع بهذه الحرفية ، حظي بإعجاب كل الضيوف والمشاركين في مختلف الفعاليات.

وقد كان بارزا ما بذله العاملون في الادارة التنفيذية من جهود في توفير متطلبات نجاح وسائل الاعلام في انتاج تغطية اعلامية مثالية لاجندة المهرجان وتغطية كافة فعالياته وتسليط الضوء على مختلف الانشطة ، وهو الامر الذي نجح فيه بجدارة خالد غنيم ، الذي بنى جسور من الصداقة مع الجميع واستطاع ان يدير حلقات الاتصال والمساعدة في انتاج تغطيات اعلامية مميزة ، عكست اجواء المهرجان والنجاحات التي حققها.

مقالات مشابهة

  • الزائر أولاً... هكذا يُبنى النجاح في موسم خريف ظفار
  • مهرجان جرش حلقة مهمة في الترويج السياحي للاردن .. اعداد كبيرة من المغتربين والسياح العرب والاجانب جدولوا زيارتهم مع برنامج المهرجان
  • بث مباشر| أحمد موسى: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين من غزة
  • خريف ظفار وفرص العمل المُهدرة
  • حلقة عمل حول الذكاء الاصطناعي لتعزيز الترويج السياحي
  • حلقة تدريبية في لوى لتعزيز قدرات الشباب على استثمار الفرص الاقتصادية
  • "العز الإسلامي" يتعاون مع "فتية للصغار" لتثقيف الأطفال عن القيم العُمانية
  • في بث مباشر .. أحمد موسى يكشف دور مصر في دعم القضية الفلسطينية
  • باحث: درجات الثانوية ليست شرطًا للنجاح.. الشغف هو الطريق
  • أحمد موسى يقدم حلقة جديدة من برنامج على مسئوليتي.. بث مباشر