إسعاد يونس: الإعلام مسؤولية ورسالة وليس ميكروفوناً وكاميرا
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
دبي: «الخليج»
في ثاني أيام قمة الإعلام العربي في دبي، وضمن جلسة «من عالم الفن إلى عالم الإعلام» استعرضت الكاتبة والإعلامية والمنتجة إسعاد يونس، محطات من رحلتها الفريدة في الانتقال من الفن إلى الإعلام، مركزة على تجربتها المتميزة في تقديم برنامج «صاحبة السعادة»، الذي حجز لنفسه مكانًا في قلوب المصريين والعرب، من خلال حوار أدارته الإعلامية ندى الشيباني من مؤسسة دبي للإعلام.
وخلال الجلسة التي جاءت ضمن فعاليات «منتدى الإعلام العربي»، وبسؤالها حول ما الذي دفعها للانتقال من التمثيل إلى الإعلام، أوضحت أنها في البداية لم تكن تتوقع أنها ستعمل في هذين المجالين، وإنما توقعت أن تصبح طبيبة أو مضيفة جوية أو شيء بعيداً عن الأضواء والشهرة.
وأضافت أنها نشأت في عائلة فنية وكانت تعمل مذيعة في سن مبكرة، كما أنها كانت تعشق الكتابة والموسيقى والقراءة، وقالت إنها لم تترك الفن، لكن الإعلام بالنسبة لها كان وسيلة لتقوم بدور آخر، مثل بناء ذاكرة شعب، وتعزيز الهوية في نفوس الأجيال، لأنها شعرت أن هناك حاجة لشيء يوثق التفاصيل الجميلة للمجتمع وحياته، بعيداً عن الضجيج اليومي لذا أطلقت برنامجها «صاحبة السعادة» الذي هدف إلى تعزيز الهوية ونشر الإيجابية.
وأوضحت إسعاد يونس، أن الإعلام ليس مجرد ميكروفون وكاميرا، بل مسؤولية ورسالة، وقد حرصت منذ أول حلقة على ألا يكون برنامجها مجرد حوار، بل حالة، أو رحلة داخل الوجدان المصري، وأصرت على تقديم شيء مختلف بعيداً عن الإثارة السطحية، بالتعاون مع فريق عمل البرنامج الذي أثنت عليه كثيراً خلال حديثها.
وأكدت أنها لا تبحث أبداً عن «التريند» وإنما عن القيمة والتركيز على الرسالة التي تريد إيصالها للجمهور المستهدف، بالتثقيف وتوفير الفن الراقي في زمن تتسم فيه الكثير من البرامج بالسطحية، مشيرةً إلى أهمية الحافظ على التوازن بين التطور والهوية.
وحول أبرز التحديات التي واجهتها في مسيرتها أوضحت إسعاد يونس أن أصعب المواقف بالنسبة لها كمنتجة تمثلت في الحصول على إذن الرقابة الإعلامية في مصر بإجازة بعض أعمالها.
كما ألقت الضوء على محطات مهمة من حياتها مثل دراستها للموسيقى وعملها في الإذاعة، ثم الفوازير والدراما الخفيفة والتمثيل، فضلاً عن كتابة القصص الساخرة، وقالت: «جمهوري الحقيقي هو الناس التي تستيقظ مبكراً لتعمل بجد ونشاط، وأحب أن أقدم قصصهم، صناعتهم، أكلهم، موسيقاهم، فهم من حافظوا على الهوية المصرية، رغم التغيرات الحاصلة من حولنا».
وفي حديثها عن الذكاء الاصطناعي، أشارت إلى أنه طغى على المهنة إلا أنه لن يسبب اندثارها ولن تحل الآلة محل الإعلامي، مشيرة إلى إيمانها بأن الإعلام لا بد أن يكون بسيطاً لأن الجمهور المتلقي يريد أن يفهم ليحب ما يسمعه، وعندما تتحدث بلغتهم، تدخل قلوبهم، مشيرةً إلى أن برنامج «صاحبة السعادة» قائم على أساس استضافة الشخصيات وكأنهم في منزلها وتتحدث معهم كأنهم أصدقاء منذ زمن .
وأكدت أنها ليست ضد«الترند» وإنما ضد السطحية الفارغة ومن يصعد سريعاً يسقط أسرع، أما المحتوى الذي يتمتع بروح وذاكرة، وفن فسيعيش أطول وهذا هو هدفي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإعلام العربي إسعاد یونس
إقرأ أيضاً:
جلسة «دور الإعلام في دعم الهوية العربية» تؤكد على الدور المحوري للإعلام والمؤسسات التربوية والثقافية في تعزيز الهوية
استعرضت جلسة دور الإعلام في دعم الهوية العربية ضمن فعاليات اليوم الثاني لقمة الإعلام العربي 2025، التي تعقد في مركز دبي التجاري العالمي وتختتم أعمالها غدا الأربعاء، وتزامناً مع اليوم الأول لمنتدى الإعلام العربي، كيفية استثمار الأدوات الإعلامية لتوثيق وحماية الهوية العربية حيث أجمع المشاركون في الجلسة أن الإعلام والمؤسسات التربوية والثقافية يقع على عاتقها دور محوري في تعزيز هذه الهوية، وترسيخها في عقول الأجيال، لتظل صمام الأمان في مواجهة التحديات الثقافية والفكرية والاجتماعية.
وخلال الجلسة التي أدارها الاعلامي عبد الله المديفر من روتانا خليجية بحضور الباحث والكاتب الدكتور رشيد خيون، وعبد الله الغذامي الأكاديمي والناقد الثقافي تم التطرق إلى دور الإعلام في الحفاظ على الهوية العربية مع التأكيد على أهمية الإعلام كأداة قوية في تعزيز الوعي والتصدي للتحديات التي قد تواجهها الهوية في ظل العولمة، باعتبار أن الهوية الوطنية ثروة قومية يجب المحافظة عليها ورعايتها على الدوام، لأهميتها في الحفاظ على الذات، وتشكيل الوعي والوجدان لدى الشعوب..
وأوضح رشيد خيون أن قطاع الإعلام يتحمل مسؤولية كبيرة في هذا المجال من خلال دوره في تشكيل الرأي العام وتعزيز القيم والاتجاهات الإيجابية التي تضمن ترسيخ الهوية العربية وتعزيزها بكل رموزها ومكوناتها، مشيرا الى ضرورة تعزيز الاهتمام باللغة العربية التي تعد أهم رابط يربطنا بهويتنا الوطنية، إلى جانب تزويد المجتمع بالمعلومات الكافية لتعزيز قيم المواطنة والانتماء الوطني، مع ضرورة رصد التحديات المجتمعية والعمل على التصدي للأفكار الدخيلة التي تهدد نسيج المجتمع العربي..
من جهته، قال عبد الله الغذامي أن الإعلام هو البوابة الرئيسية لحماية الهوية العربية، معتبرا أن رسوخ منظومة القيم والمعتقدات والأفكار والسلوكيات المعبرة عن الهوية الوطنية يمنح الإعلام سمات متفردة ويوفر أمامه مساحات للانطلاق والتواصل مع المجتمع المحلي بفاعلية بما يتيح للإعلام بلورة رسالة معبرة عن الوطن وخصوصياته الثقافية والحضارية..
وأشار عبد الله الغذامي إلى أن الهوية الوطنية ليست كيانا جامدا أو ثابتا، بل هي كائن حي يتفاعل مع متغيرات الزمن، يستمد من الماضي جذوره العميقة، ومن الحاضر زخمه، ويتأهب للمستقبل بروح متجددة دون أن يفقد أصالته. وأضاف ان الإعلام قوة فاعلة ومؤثرة في التعبير عن الهوية وتحديد ملامحها وتفاعلها ومقوماتها وبالتالي تشكيلها..
وأوضح عبد الله الغذامي أن الإعلام باعتباره أداة رئيسية للتأثير المجتمعي، يحمل مسؤولية كبيرة في تعزيز الوعي الجماهيري وتوجيهه نحو القيم الوطنية، مشيراً إلى أن حماية الهوية العربية تتطلب تقديم محتوى إعلامي يتسم بالمصداقية والجودة، ويعمل على مواجهة التحديات الثقافية والفكرية التي تفرضها العولمة والتكنولوجيا الحديثة.