في ذكرى ميلاده.. جورج سيدهم أيقونة الكوميديا الذي أضحك الملايين وصارع المرض في صمت
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
تحل اليوم ذكرى ميلاد واحد من أعمدة الفن الكوميدي في مصر والعالم العربي، الفنان الراحل جورج سيدهم، الذي ترك إرثًا فنيًا عظيمًا في المسرح والسينما والتلفزيون، وعُرف بخفة دمه وأسلوبه الخاص في إضحاك الجمهور، قبل أن يختفي عن الساحة إثر وعكة صحية حادة أنهت مشواره الفني.
في هذا التقرير، نستعرض محطات حياته، من النشأة والبدايات، مرورًا بالنجاحات الفنية، إلى لحظات المرض والرحيل الصامت.
وُلد جورج أبيس سيدهم في 28 مايو عام 1938 بمدينة جرجا بمحافظة سوهاج، ونشأ وسط أسرة قبطية بسيطة. منذ صغره، برزت لديه موهبة التقليد وروح الدعابة، التي لاحظها من حوله مبكرًا ورغم ميوله الفنية، قرر أن يسلك طريقًا علميًا في البداية، فالتحق بكلية الزراعة بجامعة عين شمس، حيث تخرج في قسم الإنتاج الحيواني عام 1961، ثم حصل على درجة الماجستير في التلقيح الصناعي، وكان يطمح لنيل الدكتوراه، لولا أن الفن كان له رأي آخر، وجذبه بالكامل من معامل البحث إلى خشبة المسرح.
البداية الفنية وتكوين الثلاثي الذهبيانطلقت مسيرة جورج سيدهم الفنية من خلال انضمامه لفرق التلفزيون المسرحية، حيث لفت الأنظار بخفة دمه وسرعة بديهته لكن الانطلاقة الحقيقية كانت حين كوَّن مع سمير غانم والضيف أحمد فرقة "ثلاثي أضواء المسرح"، التي أحدثت نقلة نوعية في الكوميديا المصرية. تحت إشراف المخرج محمد سالم، قدم الثلاثي عروضًا غنائية واستعراضية ومسرحيات قصيرة نالت شهرة واسعة، وساهمت في ترسيخ أسمائهم في قلوب الجماهير.
أعمال خالدة رسخت اسمه في ذاكرة الجمهور
قدم جورج سيدهم عشرات الأعمال المتنوعة في المسرح والسينما والتلفزيون، ومن أبرز أعماله المسرحية: "طبيخ الملائكة" (1964)، "فندق الأشغال الشاقة" (1969)، "المتزوجون" (1976)، "أهلًا يا دكتور" (1980)
وفي السينما، أبدع في أفلام أصبحت من كلاسيكيات الكوميديا، مثل: "30 يوم في السجن"،"البعض يذهب للمأذون مرتين"، "الشقة من حق الزوجة".
تميز بأسلوب فريد في الأداء، حيث جمع بين السخرية الذكية والبساطة الآسرة، وكان قادرًا على تقديم أدوار درامية وكوميدية بنفس التميز.
قصة حب وزواج متأخر
رغم نجاحه الجماهيري الكبير، لم يكن جورج سيدهم متسرعًا في خوض تجربة الزواج. لكنه في نهاية المطاف وجد شريكة حياته في الدكتورة الصيدلانية ليندا مكرم، التي أحبته ووقفت إلى جواره في أصعب مراحل حياته، خاصة بعد إصابته بالمرض، وقد شكلت زوجته سندًا حقيقيًا له، وكرّست حياتها لرعايته طيلة سنوات مرضه.
المرض.. المعركة التي أنهت مشواره الفنيفي أواخر التسعينيات، وتحديدًا عام 1997، أصيب جورج سيدهم بجلطة دماغية حادة أثناء الاستعداد لأحد العروض المسرحية، تسببت في شلل نصفي أثّر على الجانب الأيمن من جسده، كما تضرر مركز النطق والكلام لديه وبعد هذه الإصابة، قرر الانسحاب بهدوء من الساحة الفنية، واختفى عن الأضواء، محتفظًا بكرامته واحترام جمهوره الكبير.
وفاة هادئة ونهاية مؤثرة لمسيرة عظيمة
بعد سنوات من الصمت والمعاناة، توفي جورج سيدهم يوم 27 مارس 2020 عن عمر ناهز 81 عامًا، تاركًا خلفه رصيدًا فنيًا ثريًا، وذكريات لا تُنسى من البهجة والضحك، ونعاه الوسط الفني والجمهور بكلمات مؤثرة، وتذكّر الجميع مسيرته الطويلة التي امتلأت بالعطاء والمحبة والإخلاص للفن.
إرث خالد في ذاكرة الفن العربي
رحل جورج سيدهم جسدًا، لكنه ما زال حاضرًا بأعماله الخالدة وابتسامته التي لا تُنسى. فقد شكّل نموذجًا للفنان الحقيقي، الذي يسخّر موهبته لإسعاد الناس، ويصنع البهجة في زمن بات فيه الضحك نادرًا واليوم، في ذكرى ميلاده، يظل اسمه محفورًا في ذاكرة الكوميديا العربية كأحد أبرز رموزها على مر العصور.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جورج سيدهم السينما والتلفزيون جامعة عين شمس الفنان جورج سيدهم جورج سیدهم
إقرأ أيضاً:
سميرة عبد العزيز تنهي تكريمها بالقومي للمسرح بجزء من برنامجها قال الفيلسوف.. فيديو
وسط حالة من البهجة والفرحة ممتزجة بالحنين للماضي، أنهت الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز ندوة تكريمها بالمهرجان القومي للمسرح المصري بمقطع من برنامجها الشهير قال الفيلسوف و التي اشتهرت به منذ بدايتها.
وأضافت سميرة عبد العزيز الفنانة القديرة خلال تكريمها بالمهرجان القومي للمسرح المصري: لا استطيع ان اصف سعادتي بهذا التكريم ، لم أكن أتصور أنني ساحظي بمثل هذه اللحظة . انا عاشقة للمسرح و الفن ، اعمل فيهما باخلاص و حب دون انتظار مقابل ، قدمت أعمالا كثيرة دون أي أخر مادي ، منذ أول تجربة لي في الجامعة تحت إشراف المخرج كرم مطاوع ، عشقت المسرح من تلك اللحظة و كان هذا الحب هو ما دفعني للتقدم إلى المعهد العالي للفنون المسرحية ، حيث كنت الأولي علي دفعني طوال الأربع سنوات ، حياتي كلها كانت ما بين المسرح و البرامج الإذاعية ، فالفن هو حياتي ، الحمد لله ، أنه في أواخر أيامي اكرمني بهذا التقدير و جعلني ، اتوحد معكم في هذا التكريم العظيم".
وعن علاقاتها بالفنانة سميحة أيوب، قالت: "بدأت علاقتي بها عندما بدأت العمل في المسرح و كانت هي بطلة أول عمل شاركت فيه وقد لفت نظري اجتهادها الكبير، وحضرت إلى البروفات وهي حافظة لدورها بالكامل.. ويومها تعجبت لسة جاية وحفظت كله والبنات زعلوا لكنها اعتذرت لهن و منذ ذلك الحين بدأت بيننا علاقة فنية و إنسانية قوية".
https://youtube.com/shorts/oagqqsakoD8?si=6a5XVtOOGyPINraZ