معسكر اعتقال أم مركز لتوزيع المساعدات.. نظام الدعم بغزة يعمل بكفاءة وغير معيوب
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
تدفّق آلاف الفلسطينيين، يوم 27 مايو، باتجاه مركز توزيع الدعم في غزة، بيأس، بعد مجاعة دامت شهورًا، ليُقابَلوا بطلقات نارية أطلقها مقاولون أمنيون خاصّون مذعورون.
وما شهده العالم في مركز توزيع الدعم بـ"تل السلطان" لم يكن مأساة، بل كان إسقاطًا للقناع الأخير، وكشفًا لوهم المساعدات الإنسانية التي وُجدت لمساعدة البشرية، لا لخدمة الإمبراطورية.
وتحوّل مركز توزيع الدعم، الذي نظمته "مؤسسة غزة الإنسانية"، والذي سُوِّق له من قِبل إسرائيل والولايات المتحدة على أنه نموذج للكرامة والحياد، إلى ما يشبه "معسكر اعتقال"، وانفرط إلى فوضى خلال ساعات من انطلاقه. ولم يكن هذا بمحض الصدفة، بل كان النتيجة المنطقية لنظام لم يُصمَّم لازدهار البشرية، بل لاحتوائها والسيطرة عليها.
سكان غزة في انتظار الدعم
واندلعت الفوضى في نهاية المطاف عندما اندفع سكان القطاع إلى الأمام يائسين، بعد أن أرهقتهم المجاعة وانتظارهم لساعات طويلة تحت الشمس الحارقة، محاصَرين بين ممرات حديدية، لاستلام صندوق صغير من الطعام. وفي المقابل، أطلقت عناصر أمنية، مدعومة من مقاولين أمريكيين، طلقات تحذيرية في محاولة يائسة لمنع التدافع. وفي وقت لاحق، نُشرت مروحيات إسرائيلية لإخلاء الموظفين الأمريكيين، وبدأت بإطلاق طلقات تحذيرية فوق الحشود. وبعد ساعات قليلة من بدء العملية، انهار المركز بالكامل.
محتويات صناديق "الدعم"
ما قُدِّم للسكان لم يكن كافيًا للعيش، فضلًا عن أن يُعيد شيئًا من معنى الكرامة الإنسانية. تلك الصناديق احتوت على ما يكفي من السعرات الحرارية، والتي كانت محسوبة بدقة وحشية، لتُبقيهم بالكاد على قيد الحياة، بينما تلتهم أجسامهم نفسها ببطء. ولم يحتوِ ما يُسمّى بـ"الدعم" على أي فواكه مغذّية، أو بذور للزراعة، أو مواد لإعادة البناء، بل احتوى على طعام مُعالَج مُصنَّع خصيصًا ليُبقي المواطنين في أزمة مستمرة، تحت رحمة من دمّرهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الفلسطينيون غزة مجاعة تل السلطان المساعدات الإنسانية مؤسسة غزة الإنسانية إسرائيل الولايات المتحدة معسكر اعتقال
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة توسع نطاق المساعدات الإنسانية في غزة
وسّعت الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" نطاق المساعدات الإنسانية في غزة، وقد حقق تقدمًا ملموسًا، حيث لأول مرة منذ شهر مارس الماضي، سُمِح بدخول غاز الطهي إلى القطاع، كما دخلت المزيد من الخيام للأسر النازحة، واللحوم المجمدة، والفواكه الطازجة، والدقيق، والأدوية.
ووزعت الأمم المتحدة مئات الآلاف من الوجبات الساخنة وحزم الخبز في الجنوب والشمال.
أخبار متعلقة في يوم واحد.. 64 شهيدًا فلسطينيًا بينهم 20 من منتظري المساعداتجوتيريش يدعو كل الأطراف الى الالتزام ببنود اتفاق غزة "بالكامل""الأونروا" تؤكد استعدادها لإغراق غزة بالمساعدات الإنسانية .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "أوتشا": مليوني شخص محاصرون ويتضورون جوعًا في قطاع غزة - CNN
ومع تخفيف القيود على الحركة والوصول في مناطق متعددة، وفرت الأمم المتحدة الإمدادات الطبية للمناطق الأكثر احتياجًا إليها، وتقييم الطرق الرئيسية بحثًا عن مخاطر المتفجرات، ودعم الأسر النازحة في المناطق المعرضة للفيضانات للاستعداد لموسم الشتاء.
كما حصلت الأمم المتحدة على موافقة سلطات الاحتلال على تقديم المزيد من المساعدات، ليصل إجمالي ما جُهِّز في خط الإمدادات إلى (190) ألف طن متري، شملت الغذاء، ومواد الإيواء، والأدوية، وغيرها من الإمدادات.