رشا الجندي تحذر: هوس المشاهير اضطراب نفسي قد ينتهي بكوارث
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
حذّرت الدكتورة رشا الجندي، أستاذ الصحة النفسية بجامعة بني سويف، من تصاعد ظاهرة "هوس المشاهير" بين الشباب، والتي باتت تنتشر بشكل ملحوظ عبر منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن هذا السلوك يحمل أبعادًا نفسية خطيرة قد تصل إلى حد المرض العقلي.
.ما قصة لابوبو؟
وأوضحت خلال استضافتها في برنامج “أنا وهو وهي” الذي تقدّمه الإعلامية آية شعيب على قناة صدى البلد، أن أخطر ما في هذه الظاهرة هو أن يلغي الإنسان ذاته وطموحه من أجل تقمّص حياة شخص آخر، لا سيما إذا كان من المشاهير، معتبرة أن هذا السلوك "يدعو للشفقة".
وأضافت: "في السابق، كنا نرى بعض الأشخاص يشبهون الفنانين، لكنهم لم يتعاملوا مع هذا الشبه كهوية كاملة، أما اليوم، فهناك من يتخلى تمامًا عن شخصيته ليعيش كنسخة من فنان مشهور".
وأشارت إلى أن بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي باتت مليئة بصور المشاهير دون وجود أي صورة لصاحب الحساب نفسه، حيث يكرّس وقته بالكامل لمتابعة أخبار هذا الفنان والتشبه به في الشكل والتصرفات، واصفة هذا السلوك بأنه "هوس حقيقي" من منظور علم النفس.
وأكدت أن هذه الحالة تمر بمراحل متدرجة، تبدأ بإعجاب بسيط، ثم تتطور تدريجيًا إلى تماهي كامل مع الشخصية المشهورة، وقد تصل في بعض الحالات إلى ممارسات سلوكية مقلقة مثل التهديد والمطاردة، مشيرة إلى أن هناك وقائع موثقة لأشخاص حاولوا ملاحقة فنانات والضغط عليهن للزواج، ما دفع بعضهن إلى اللجوء للسلطات لحمايتهن.
واختتمت حديثها بالتنبيه إلى خطورة الاستهانة بهذه الظاهرة، ودعت إلى مزيد من التوعية النفسية والاجتماعية لتجنب تداعياتها المستقبلية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصحة النفسية جامعة بني سويف هوس المشاهير
إقرأ أيضاً:
القراءة وتخفيف الصدمات النفسية
كثيرة هي الصدمات التي يتعرض لها الإنسان في حياته كمًّا ونوعًا. ربما يتعافى من بعضها سريعًا، وربما لا يستطيع ذلك بسهولة، أو ربما لا يجد من يقف معه بشكل كاف، ما يجعله مكشوفًا أمامها وعرضة لنتائجها ومضاعفاتها.
وقد تكون الصدمات شخصية؛ كفقدان قريب أو عزيز، أو كارثة عامة تصيب منطقته؛ كحرب أو زلازل أو حوادث من أنواع شتى، وقد يجد الإنسان من يسليه أو لا يجد، وهنا يأتي دور القراءة؛ بوصفها ملاذًا آمنًا ومفيدًا يمكنها أن تحميه أو أن تخفف من وقع المصائب عليه عبر عدة أساليب، منها أن الانغماس فيها ينقله إلى مكان آخر، ويحدث درجة من التشتيت في ذهنه، مبعدًا إياه ولو مؤقتًا عن الصدمة التي تعرض لها. ويمكن للقارئ عبر بعض القراءات أن يفهم ذاته من خلال قراءته للآخرين، أو لمواقفهم أو ردود فعلهم تجاه الصدمات التي يتعرضون لها.
وتعرض بعض الكتب- خاصة بعض الروايات- لمواقف قد يكون بعضها شبيهًا بما تعرض له القارئ الذي سيشعر بعدها أنه ليس وحده من يتعرض لصدمات ومشكلات، وربما اكتشف من بعض هذه الروايات أن مشكلته تافهة للغاية أمام ما يحصل من مشكلات في هذا العالم. وهو بهذا يعجل من وصوله إلى نضح حياتي؛ حين يقرأ ويتعرف على مشكلات غيره وكيف تعاملون معها.
وسواء قرأ سيرة ذاتية لشخصية أدبية أو اجتماعية كبيرة، وتعرف على بداياتها الصعبة وكيف تجاوزت كل عقبة حتى أصبحت كما نعرفها اليوم، أو خيالية كما في الروايات، فإن هذه القراءة ستكون بمنزلة العلاج الذاتي أو البلسم الشافي له. كما قد يتمكن عبر قراءة أبيات من الشعر الرقيق أو الحماسي، أو أي مقطوعة أدبية، من أن يتجاوز جميع العقبات النفسية التي تقف أمام تقدمه.
هذا حينما نقرأ وحدنا، أما القراءة الجماعية فإن أثرها يكون مضاعفًا؛ لأن القراءة حينها سوف تغدو مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر، مسهمة في تخفيف شعوره بالوحدة، وهو ما يعجل في معالجة صدماته النفسية، ومتيحة الفرصة له لينطلق نحو آفاق رحبة من التفاؤل والثقة بالنفس.
yousefalhasan@