السفير محمدي الني يفتتح الاجتماع الـ61 للاتحادات العربية النوعية المتخصصة «غدا»
تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT
تعقد الأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية برئاسة السفير محمدى أحمد النى الأمين العام للمجلس، غدا الخميس، الاجتماع الدوري رقم 61 للاتحادات العربية النوعية المتخصصة العاملة تحت نطاق مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بأحد فنادق القاهرة، وذلك بحضور المندوبين الدائمين للدول الأعضاء بالمجلس، ورؤساء والأمناء العاميين للاتحادات العربية النوعية المتخصصة.
وأكد السفير محمدي أحمد الني، أن اجتماع الاتحادات العربية المتخصصة في تلك الدورة الهامة يأتي في ظل ظروف استثنائية تمر بها المنطقة العربية، وتحتاج إلى بذل مزيد من الجهد من أجل الخروج من تلك الأزمات التي تعرقل تحقيق التكامل الاقتصادي العربي الذى يعد السبيل الوحيد لرفع مستوى معيشة الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج ويعزز من تسهيل حركة التجارة البينية بين جميع الدول العربية، ويفتح آفاق جديدة نحو تحقيق نمو اقتصادي عربي يخدم مشروعات التنمية التي تشهدها عدد من الدول العربية.
وأشار السفير محمدي أحمد الني، أن القضية الفلسطينية وما تشهده من مجازر يومية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي والصمت الدولي تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة جماعية سوف تكون على جدول اعمال المؤتمر من خلال استعراض أخر تطورات الأحداث في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية وطرح خطة الحكومة الفلسطينية للإغاثة والتعافي المبكر في قطاع غزة ومساعدة المرضى والمصابين الذين خرجوا من غزة للعلاج في مصر.
كما يتناول جدول أعمال المؤتمر دراسة مقدمة من الاتحاد العربي للفنادق والسياحة حول الرؤية السياحية العربية 2025 نحو تنمية مستدامة وتكامل إقليمي، بالإضافة إلى استعراض مذكرة اتحاد المقاولين العرب حول المشاركة في إعادة الإعمار في الدول العربية المتضررة من النزاعات والأزمات والكوارث، كما يتناول جدول أعمال المؤتمر ورقة عمل مقدمة من الاتحاد العربي لمنتجي ومصنعي التمور حول العلاقات الدولية ودورها في دعم التبادل التجاري وزيادة صادرات الدول العربية.
كما يتضمن جدول أعمال الاجتماع تقديم أوراق متخصصة أخري علمية وعملية مقدمة من اتحادات تابعة للمجلس كل حسب اختصاصه وأهدافه، ستتم مناقشتها والخروج بتوصيات عملية محددة قابلة للتطبيق الفوري لترجمتها في اتفاقيات وبرامج عمل لمشروعات تخدم الأهداف النبيلة للمجلس.
اقرأ أيضاًهدى يسي تشارك في اجتماعات الاتحادات العربية النوعية المتخصصة بالأردن
الاتحادات المهنية العربية تطالب بتشكيل لجنة من «المحامين العرب» لملاحقة إسرائيل قضائيا
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مجلس الوحدة الاقتصادية العربية السفير محمدي الني مصنعي التمور الاتحادات العربية النوعية المتخصصة العربیة النوعیة المتخصصة الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
مأزق الوحدة العربية الكبرى
في هذا العالم الواسع الذي يعيش فيه قوميات، وأعراق، وطوائف، وديانات، وإثنيات عديدة ومختلفة، تسعى في معظمها إلى التعايش، والتوحد في وجه الأخطار المتعاقبة، وأن تكون جماعات قوية، وفاعلة، يطل العرب في هذا الزمن الغريب، وبكل أسف، وكأنهم خارج الزمن، وخارج المنظومة الاجتماعية المتعارف عليها، يظهرون في صور مختلفة، ومتخلفة، بدءا من التناحر، والاقتتال، والاحتشاد الطائفي والمذهبي، وانتهاء بالمؤامرات الصغيرة، والمشكلات الخفيّة، وكأنهم في غابة لا نظام لها، ولا قانون، فبينما تتجه الدول إلى الاتحادات، وتنسيق المواقف، وتنظيم الصفوف، في مواجهات كبيرة، وخطِرة تكاد تلتهم وجودها، يظل العرب في دوامة الصراعات الضيقة، دون رؤية واضحة، ودون بوصلة محددة، يتجهون إلى مصايرهم دون وعي في أحيان كثيرة.
ورغم أن قواسم الاتفاق، والتوحد أكثر من الاختلافات بين الدول والشعوب العربية، إلا أن العمل الفردي يغلب على معظم السياسات، ولذلك باءت محاولات الوحدة كلها بالفشل، فلم تنتهِ المشاكل الحدودية، وظلت التناحرات الطائفية والمذهبية في بعض الدول قائمةً، وهذا ما يجعل هذه الدول مفتتة، وممزقة، وغير فاعلة، بل أن لدى شعوبها أزمة هويّة واضحة، ولعل حرب «غزة» الحالية أظهرت ذلك المأزق، وكشفته بشكل واضح، فبينما يتغنّى العرب في إعلامهم، وكتبهم الدراسية، وفي وجدانهم القومي بالعروبة، والتاريخ والمصير المشترك، يبدو الواقع السياسي وكأنه بعيد جدا عن هذه الشعارات، بل وقريب من مواقف عدوٍ «كلاسيكي» ومعروف إلى وقت قريب، إلا أن الضبابية بدت واضحة على الموقف العربي الواحد، مما يجعل تلك الشعارات مجرد لافتات بائسة.
إن الوحدة أصبحت ضرورة حتمية لكي يستعيد العرب مكانتهم، ويستثمروا مواطن قوتهم، ويعملوا من أجل المستقبل، فالدول التي تعيش على أكتاف غيرها، يظل مصيرها معلقا بيدي عدوها، ويظل القرار السيادي منقوصا مهما بدا غير ذلك، فالحسابات العربية غالبا ما تُبنى قبل كل شيء على مصالحها مع الدول الكبرى، حتى ولو كان ذلك على حساب جارة شقيقة، يربطهما مصير مشترك، وجغرافيا، ودين، ومصالح أبدية، ولكن الواقع يقول: إن الضعيف لا يمكن أن يعتمد على ضعيف مثله، فهو يحتاج إلى دولة قوية تحميه، ونسي العرب مقولتهم الشهيرة، وشعارهم الكبير «الاتحاد قوة، والتفرق ضعف»، ولم يلتفتوا إليه في واقعهم، ولم يطبقوه في حياتهم السياسية.
إن الدول الكبرى لديها قناعة راسخة بأن الدول العربية يجب أن تظل ضعيفة، وتعتمد عليها في كل شاردة وواردة، وأن أي تقارب عربي يعني خطرا على وجودها الاستراتيجي في المنطقة، لذلك تعمل ليل نهار على إشعال المشكلات بين الدول العربية، وتوليد الخلافات، وخلق العداوات مع الجيران، وإبقاء الوضع على ما هو عليه، حتى يسهل عليها كسر هذه الدول، وتفتيتها، ليكون لها اليد الطولى في مصيرها، وتضمن وجودها العسكري لأطول مدة ممكنة، ولكن على العرب أن يعرفوا أن كل سرديات التاريخ تثبت أنه ليس للضعيف مكان في عالم القوة، وأن حزمة الحطب لو اجتمعت فلن يسهل كسرها، ولذلك على هذه الدول المتحدة في كل شيء إلا في الواقع، أن ترى المستقبل بعيون أوسع، وبحكمة أكبر، وتعلم أن الوقت حان للملمة الأوراق، والبدء في رحلة العمل الطويل والشاق في سبيل حلم «الوحدة العربية الكبرى».