عودة جديدة لصداقة “الشعبيتان “أصدقاء اليوم وأعداء الأمس ”
أنور إبراهيم – كاتب إثيوبي
تحركات العلاقة بين الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي ، والجبهة الشعبية لتحرير إريتريا ” والتي حتي أن غيرت اسمها “يظل التاريخ موجودا ،فالتاريخ لا ينسى أن الجبهة الشعبية لتحرير أريتريا ، التي كانت الداعم الأول ، لمجموعة السبع التي أسست جبهة تحرير تيغراي ،في مطلع حراكها الأولى ،فكانت التدريب والإمداد والتخطيط ، من قبل الجبهة الشعبية لتحرير إريتريا ، لدعم مسيرة نضالها الأولي .

وخلال مراحلها الأولي ، قد أدخلت انقسامات متعددة داخل مكون التيغراي السياسي “إنقسام مناطقي متعدد بحسب المناطق والقبلية داخل تيغراي ” مما كان له صدى كبيرا في خلافات ما زالت تتوارث حتي يومنا هذا داخل مكونات جبهة تحرير تيغراي ، وكانت أغلب الخلافات لأسباب مناطقية في القيادة ، مما خلق تجمعات داخلية بحسب المناطق التي تعود إليها القيادات من الصف الأول والثاني .

وفي أولى فترات نشاطهم السياسي “الجهبتان ” اتفاقها ضد النظام العسكري الماركسي بقيادة العقيد منقستو هيلي ماريام “1974 – 1991 ” ، كانت الجبهة الشعبية لتحرير أريتريا هي الأقدم ، والأكثر خبرة ، وهو ماجعلها تقدم الدعم والتدريب ونشر حتي بعض الأفكار داخل مكونات تيغراي السياسية، التي انقسمت في أولى مراحل نضالها عدة مرات ، وكادت المؤامرات أن تنسف خطاها وهي في أولي مراحلها النضالية .

فدعم مجموعات أسياسي في تلك الفترة لمجموعات سبحات نقا وموسى وغيرهم ، أدى لتكوين حليف لهم كانت له دور كبير في النضال المشترك ضد نظام عسكري ،كان يمثل عدوا مشتركا بين الطرفين فشلت دول عدة في التصدي له “النظام العسكري الإثيوبي أنذاك ” ، ولكن سرعان ظهرت عمليات هيمنة وأنفراد في القرارات ، وتطورت الخلافات متعددة ، ما بين القيادات بسبب الولاءات للمكون الأريتري آنذاك .

فكانت انقسامات في الداخل مابين مؤيد ومعارض لمواصلة التعاون مع الجبهة الشعبية لتحرير أريتريا ،وتواصلت النضالات المشتركة ، مرات بصورة متعاونة أحيانا كلا علي حدا .

الي أن أدت التراكمات المتعددة لتطور الخلاف عقب العام 1993 ، وظهور عمليات اغتيال كبرى في أديس أبابا ، وتبادل بسببها الجانبان الأتهامات ، وكانت الشخصيات التي قتلت من بينها قيادات عسكرية وسياسية متعددة من جبهة تحرير تيغراي ، وصولا الى الحرب الإريترية الإثيوبية 1998 – 2000 ، والتي أدت لقطيعة كبيرة بين النظامين ، وظلت حالة من الجمود بين الكيانين السياسيين في المنطقة لفترة ، وظهرت علي أثرها تحالفات وتكتلات لعزل مجموعة أفورقي سياسيا من المنطقة ، وكأنها تعيش في منطقة أخري .

وصولا للعام 2018 ، واتفاقية السلام والتي تم دعمها من قبل دول وكيانات عدة ، عسي ولعل أن تحقق بعض التغيير المنشود من علي البعد ،و بموجبها جعل أبي أحمد الرئيس الأريتري أسياس أفورقي ، يتنفس الصعداء ليعود مرة أخري في تحركات كان ممنوعا عنها بسبب الحصار ، ليجد الفرص بدعم من الحكومة الإثيوبية ، لمحاربة صديق وعدو سابق ، يري أنه كان سببا في حصاره داخليا وخارجيا .

فكانت حرب تيغراي 2020-2022،التي سرح ومرح فيها جيش الديكتاتور الأريتري وقتل وأغتصب ونهب ودمر وسرق …….والخ ،وسعي في ارض تيغراي فسادا لا حدود له، لتكون للسلام أكبر نغمة وليست نعمة يستفيد منها الشعبين ،وسرعان ما أنقلب السحر علي الساحر بظهور خلافات متطورة بين أديس أبابا وأسمرا ، وهذه المرة بصورة متسارعة دون أن تبرز أي ملفات يمكن أن نقول بأنها السبب ، سوي سلام أتفاق بريتوريا الذي وقعت الحكومة الإثيوبية مع جبهة تحرير يتغراي لوقف الحرب ، وهي الاتفاقية التي أغضبت النظام الإريتري ،والذي ظل متمسكا بمواصلة الحرب للقضاء علي جبهة تحرير تيغراي دتاحل عقر دارها .

ومازالت الخلافات تسير وفق خطئ غير واضحة ، مع تقديرات وتوقعات بتاجيج الصراع في البلدين ، بسبب تصريحات إثيوبيا لأهمية الوصول لمنفذ بحري ، أعتبرته أديس أبابا موضوع مصيري وأمر لابد منه ، علي الرغم من النفي الإثيوبي لأستخدام القوة أو الدخول في حرب مع أريتريا ، مع بعض التصريحات الدبلوماسية ،لكن ما نشاهده علي الجانبين يقول أن المشهد ساخن وحيوي .

وبعد بريتوريا كان للنظام الأريتري رأي أخر ، ونأي بنفسه من أي علاقة واضحة مع أديس أبابا ، ويتودد مرة أخري لصديقه القديم وعدوه اللدود الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي ، والتي تطورت خلافاتها مرة أخرى مع حكومة أديس أبابا ، لأسباب عديدة لتعود بها الي مربع الحروب والتحالفات المتغيرة في المنطقة ” تغييرات ساخنة ومتسارعة “.

فكان أن أنهالت مجموعة داخلية في إثيوبيا أنتقادا لخط الجبهة بالتواصل مع الحكومة الإريترية ، متهمين أياها بأنها تعمل لزعزعة إثيوبيا ،ولكن الجميع تناسي أن للسياسة مصالحها وملاعبها الخاصة وقد تنقلب راسا علي عقب ، في ظل تداخل المصالح من وقت لأخر، فصديق إثيوبيا الأمس بات يبحث اليوم لصديق أخر كان في خلاف كبير معه وصل للحرب ،لتغير الموقف بصورة دراماتيكية جديدة في المنطقة التي عرفت بتسارع الأحداث والولاءات .

والسؤال هنا – هل ستعود علاقة الجبهتان ” التيغراي والاريتري “مرة أخري بقوة كما كان سابقا قبل الخلافات أم هي موجة علاقات عابرة ………سنواصل

الصورة أرشيفية لحظات دخول مختلف القوات للعامصة أديس أبابا “مجموعات أئتلاف الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية التي تضم مكونات سياسية من تيغراي ،أمهرا ،وبدعم من المردعات الأريترية “

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الجبهة الشعبیة لتحریر جبهة تحریر تیغرای أدیس أبابا

إقرأ أيضاً:

رسالة تحذير من آبي أحمد إلى البرهان: الفشقة خط أحمر إلى إثيوبيا

كشف تقرير استخباراتي حديث عن تصاعد حدة التوتر بين السودان وإثيوبيا، بعد أن وجه رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، رسالة رسمية إلى رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، طالبًا ضمان عدم استخدام منطقة الفشقة الحدودية كنقطة انطلاق لأي عمليات عسكرية ضد أديس أبابا، سواء من قبل إريتريا أو قوات تيغراي، في حال اندلاع صراع جديد في المنطقة.

وبحسب ما نقل موقع “المشهد السوداني”، أعربت إثيوبيا عن قلق بالغ من احتمال تحول الفشقة، التي تقع بمحاذاة إقليم تيغراي، إلى ممر لوجستي وعسكري تستخدمه أطراف معادية، لاسيما إريتريا، التي تخوض صراعاً سياسياً وعسكرياً غير معلن مع حكومة آبي أحمد، خاصة حول منطقة ولكايت المتنازع عليها بين الأمهرة وقوات تيغراي.

الطلب الإثيوبي تم تسليمه عبر مبعوثين رفيعي المستوى إلى بورتسودان في يونيو الماضي، هما رئيس جهاز الأمن والمخابرات الإثيوبي، رضوان حسين، ومستشار آبي أحمد لشؤون شرق أفريقيا، قيتاتشو ردا.

ووفقاً للتقرير، فإن رئيس الوزراء الإثيوبي طلب بشكل مباشر التزامًا سودانيًا بعدم دعم أي طرف قد يهدد الأمن القومي الإثيوبي انطلاقًا من الأراضي السودانية.

لكن الرد السوداني لم يتوافق مع الرغبة الإثيوبية. فقد تجاهل البرهان ذلك الطلب، وأكد على تمسكه بما وصفه بـ”التحالف الاستراتيجي” مع إريتريا، حليف السودان الرئيسي في المنطقة.

ويشمل هذا التحالف ترتيبات عسكرية ولوجستية واسعة، أبرزها استقبال لاجئين سودانيين وتسهيل سفرهم إلى دول الخليج، إضافة إلى تدريب مجندين سودانيين في معسكرات إريترية.

كما كشف التقرير عن استضافة إريتريا طائرات عسكرية سودانية في مطار العاصمة أسمرا خلال مايو الماضي، بهدف حمايتها من هجمات الطائرات المسيّرة، والتي يتهم الجيش السوداني الإمارات بالوقوف خلفها، في مؤشر على تعقيد الصراعات وتشابك الأجندات الإقليمية في القرن الأفريقي.

التوتر بين إثيوبيا والسودان زاد حدةً أيضاً بعد استقبال أديس أبابا لقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بتشريفات رسمية في ديسمبر 2023، وهو ما أثار استياء كبيراً لدى البرهان، وقد عبّر الأخير عن غضبه خلال زيارة آبي أحمد إلى بورتسودان في يوليو 2024، والتي شهدت ما وصفه المقربون منه بـ”مظاهر ودّ مبالغ فيها تجاه حميدتي”.

في هذا السياق، يواصل السودان تعزيز تحالفه مع إريتريا، التي تعارض قوات الدعم السريع وتعتبرها “أداة لنفوذ خارجي”، في إشارة إلى تدخلات إقليمية معقدة تشمل الإمارات وإثيوبيا، ويعكس ذلك التنسيق العسكري والسياسي العميق بين الخرطوم وأسمرا، وسط مشهد إقليمي متقلب يهدد بإشعال مواجهات جديدة على أكثر من جبهة.

في المقابل، حذر الرئيس الإريتري أسياس أفورقي في تصريحات سابقة من “مغبة أي حرب جديدة”، موجهًا انتقادات مبطنة إلى أديس أبابا، ما يضيف مزيدًا من الغموض والقلق إلى المشهد الأمني في القرن الأفريقي.

مقالات مشابهة

  • الليلة التي خاف فيها ترامب.. تقرير عبري يكشف كيف أرعبت صنعاء حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”؟
  • رسالة تحذير من آبي أحمد إلى البرهان: الفشقة خط أحمر إلى إثيوبيا
  • "الشعبية": الإدارة الأمريكية شريكة تمامًا في تجويع وقتل شعبنا
  • استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «خلية الجبهة».. اليوم
  • اليوم.. نظر محاكمة 3 متهمين فى قضية خلية الجبهة
  • انتخابات الشيوخ 2025.. سفير مصر بأثيوبيا: التصويت فى أديس أبابا يسير بشكل جيد
  • “مغادرة بلا عودة”.. والي شمال دارفور يحذر من مغبّة الخروج من الفاشر
  • “الديمقراطية” تدين المجزرة الصهيونية البشعة في منطقة السودانية
  • عودة كارتيرون واستمرار بعض المحترفين وصفقات جديدة.. أم صلال يخطط لاستعادة قوته
  • ما هي الصدمة الثلاثية التي تعيق عودة السوريين إلى وطنهم؟