سالم بن نجيم البادي
معذرة يا أهل غزة، قلوبنا أضحت كالحجارة أو أشد قسوة. نراكم تموتون جوعًا ونحن أمة المليار مسلم، ولكننا غثاء كغثاء السيل، لا نستطيع أن نفعل شيئًا من أجل أن نمدكم بالطعام لأطفالكم الذين نشاهدهم يموتون من الجوع والعطش والخوف والنزوح والشتات، ونحن لا نحرّك ساكنًا. حتى إن بعضنا لم يعد يتابع أخباركم، لقد أصابنا التبلد في المشاعر بعد 600 يوم من الحرب المجنونة التي تحصد أرواحكم وتدمر أرضكم.
هذه حرب إبادة وانتقام أعمى وتطهير عرقي، نعلم ذلك، ولكننا نراقب بصمت.
من كان يظن أن نصمت كل هذا الصمت حيال موتكم وجوعكم ومشاهدتكم وأنتم تتزاحمون من أجل الحصول على حفنة من الطعام؟ من يصدق أننا سوف نخذلكم في موطن تحتاجون فيه إلى النصرة؟
أنتم تموتون ونحن نتفرج، أنتم تجوعون ونحن حتى ما عدنا نشعر بالخزي والعار والذل، وفي ديننا: "لا يؤمن من لم يهتم بأمر المسلمين"، وفي ديننا: "لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع"، وفي ديننا واجب علينا جميعًا نصرة إخواننا في الدين، وفي العروبة من النخوة والشهامة والشجاعة والمروءة، ومن أخلاق العرب إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم، ومن الإنسانية أن يُغيث الإنسان أخاه في الإنسانية.
ولقد ثبت الآن أن العالم يلفه الزيف والادعاءات الكاذبة التي تتباكى على حقوق الإنسان والحضارة والمساواة والعدالة.
وصارت تعاليم الإسلام المتعلقة بحقوق المسلم تجاه أخيه المسلم مغيّبة، وأن الحديث عن العروبة صار من أحاديث الماضي.
وأن ما كنتم تأملونه من الساسة وأهل الحل والعقد، والقمم العربية والإسلامية، والجامعة العربية، أصبح وهمًا، والتعويل عليه سذاجة سافرة.
وحتى الشعوب العربية صارت خانعة، لا تتظاهر ولا تحتج، فقط الصمت والفرجة عليكم وأنتم تُقتلون وتموتون جوعًا وعطشًا وقهرًا وظلمًا، وحسرة من التخاذل العربي والإسلامي الغريب وغير المبرر.
وحتى أولئك الذين يتضامنون معكم من العرب والمسلمين، تضامنهم الخجول هذا لم يمنع عنكم الموت والجوع، وأن تحميل "حماس" مسؤولية ما حدث لكم هو قول زور وبهتان، ووسيلة هروب، وإلقاء المسؤولية على الآخرين، وتبرئة النفس، هو تخاذل وجبن، وأن الحديث عن الواقعية السياسية ومراعاة الواقع والتوازنات الإقليمية والدولية هو عذر أقبح من ذنب.
يا أهل غزة، نعتذر إليكم، فنحن إخوانكم العرب نحبكم، وتنفطر قلوبنا، ونبذل دموعًا غزيرة حين نشاهد أطفالكم يموتون من الجوع، لكننا ضعفاء ونشعر بالعجز التام عن نصرتكم، فاعذرونا... وسوف يأتي عيد الأضحى، وسوف نستعرض ملابسنا الجديدة وأكلاتنا الفاخرة، وسوف نُسرف في الفرح والاحتفالات، بينما أنتم تموتون من الجوع.
اعلموا أن العروبة ماتت، وإن أصابكم اليأس من إخوانكم العرب، وقطعتم حبل الرجاء منهم، فلا لوم عليكم، ولن أقول لكم: لا تيأسوا من العرب.
ولكم الله يا أهل غزة، وهو حسبكم ونِعم الوكيل.
نصركم الله وأيّدكم. رابط مختصر
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عار اللي بيحصل.. أحمد موسى: بعض الأشقاء العرب بيهاجموا مصر ومش بيهاجموا نتنياهو
أكد الإعلامي أحمد موسى، أن أمريكا لديها القدرة والإدارة أن تقف مشاهد غير المسبوقة التي يعيشها سكان غزة، مؤكدًا أن مصر أدخلت عشرات الشاحنات الإنسانية لأهالي القطاع.
وقال أحمد موسى، خلال تقديم برنامج «على مسئوليتي»، عبر قناة «صدى البلد»، :"مفيش إخواني إرهابي يقدر يهاجم إسرائيل واللي بتعمله في غزة، ولا يجرؤ إخواني إرهابي على الذهاب لسفارة الاحتلال الإسرائيلي في أي دولة أوروبية، مفيش دكر منهم يقدر يعمل كدا، دا يتقتل وهو قدام السور، روح جرب كدا عدي من قدام سفارة إسرائيل في فرنسا أو لندن أو أي دولة أوروبية".
وأردف: أوجه كلامي لكل الأشقاء العرب أن لا يزايدوا على مصر، لبناني رايح سفارة مصرية في كندا، أنت رايح تعمل إيه، لبناني جنبك الحدود ممكن تروح تدخل منها، كفاية مزايدة على مصر".
واستطرد: "بعض الأشقاء بيهاجموا مصر وبيزايدوا على دورنا، دول مش بيهاجموا بنيامين نتنياهو زي ما بيهاجموا مصر، والله من العار إن دا يحصل، أنا بقول دا على الهواء، علشان بدخل وأشوف الناس اللي بتنشر الكلام دا، نحن نتنمى السلامة لكل الدول العربية ولكن ليس على حساب دولتنا، مصر لم ولن تتآمر على أي دولة عربية، ليه عاوزين فوضى لمصر".
وأشار أحمد موسى إلى: «لن يحصل أن تحل القضية الفلسطينية على حساب مصر، والرئيس قالها بدل المرة مليون مرة، ليه البعض بينشر الكلام دا، عاوزين إيه مننا، سوريا محتملة وبتقعد مع إسرائيل، واحد لبناني في كندا رايح السفارة المصرية تعمل إيه، اشمعنا مصر، مصر البلد الصامدة الصابرة المستقرة التي تملك أقوى جيش، دا يزعلك يعني».
وأكمل: "في واحد لبناني اتسجن من 1984، وأول ما خرج طلع يهاجم مصر، ياااه، أنتوا عاوزين إيه مصر، والله مصر ما بتزايد على دولة شقيقة، كلكم بتشاركوا في المخطط اللي هدفه خلق الفوضى، أي شخص يتعاطف مع الإخوان الإرهابين ويتحدث بنبرة مخطط الإخوان، دا يبقى ضد مصر وضد الرئيس وضد الجيش وضد الشرطة وضد الشعب وضدي ، كل الأصوات دي علشان تنفيذ المخطط وإن شاء الله مفيش حاجة هتحصل من كل، الرئيس قايل لا ولن يسمح بتنفيذه دا وقت مهم جدا نشوف مين مع مصر ومين مع العدو الإسرائيلي، دا وقت جد وقت خطير بجد، اللي معايا هنشيله على رأسنا، واللي مع العدو أنتوا عارفين الباقي، ربنا يحفظ بلدنا ورئيسنا وجيشنا وبلدنا وشعبنا"