ظننت في البدء أن كل من يحمل اسم "كلايف" له الوجه ذاته، فالبروفسور كلايف هولز يشبه المصور الفوتوغرافي كلايف غريسي الذي التقيته في حوار سابق - إلى حد كبير جدًا. لمحته في أحد أروقة معرض الكتاب فتبعته حتى خُيّل لي أن الزحام سيبتلعه ويفوتني، لكن متى ما انقشع الزحام تبين لي أن من تبعته كان ديمتري ستريشنيف، فقال لي بالعربية: "هذا ليس أنا!"، أعدت النظر إلى صورة هولز في الهاتف وإلى ستريشنيف، ولا أزال أظن أنهما الشخص ذاته.

عندما التقيت البروفسور كلايف هولز فيما بعد، لم أعرف كيف أبدأ... بالعربية أم بالإنجليزية؟! لكنه بادرني بلهجة عمانية واضحة: "كيف حالش؟"

ابتسمتُ، وقلت في نفسي: هذا رجل عاش اللغة كما ينبغي، لا من جهة القواعد، بل من قلب لهجاتها وناسها. في هذا الحوار، يحكي هولز عن رحلته الطويلة مع اللهجات العُمانية، كيف سمعها، وسجّلها، وكتب عنها، وعن مخاوفه من ضياعها، ودهشته من الحرص العماني على كل ما هو تقليدي وموروث، كما يفتح نافذة على حكايات اللسان العماني المتجذّر، والمتغير في آن معًا.

*******************************

• الفضول أتى بك إلى عُمان، وكذلك شتاء الكويت القارس.

أطلق ضحكة صاخبة وقال: نعم، منذ وقت طويل، "كشتة قصيرة"، وتابع: كان لدي صديق يعمل في وزارة التربية والتعليم، كمدرب لمدرّسي اللغة الأجنبية، وكنت قد تعرفت عليه في البحرين قبل سنتين من زيارتي لعُمان. سكنّا معًا في شقة في البحرين لسنتين، حيث كان يعمل في مدرسة ثانوية آنذاك، فدعاني لزيارته عندما انتقل إلى عُمان لمدة أسبوع، وكانت أول زيارة لي إليها.

• ثم تحولت الزيارة الأولى إلى شيء أكثر إثارة للاهتمام، فما الذي وجدته مختلفًا عن تجاربك في البحرين والكويت؟

في ذلك الوقت؟! التطور. كان ذلك قبل ثلاث سنوات من تولّي السلطان الراحل قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في البلاد، ولم تكن هناك مدارس مثلًا، ولا جامعة، ومقارنة بالبحرين والكويت وباقي دول الخليج، كان التطور في عُمان لم يبدأ بعد.

ولكن هذا تغيّر على مدى الزمان؛ فعندما رجعت بعد عشر سنوات -في الثمانينيات- كانت الصورة مختلفة تمامًا، وكان هناك مشروع إقامة جامعة -التي عملتُ كمستشار لمنهج تدريس اللغة الإنجليزية فيها- ومشروعات في مجالات مختلفة ومن كل نوع. في ذلك الوقت، كل شيء تطور بسرعة هائلة، وأستطيع القول إنها لحقت بالدول التي سبقتها، بل وتجاوزتها.

• كنت تتجوّل بسيارة نيسان بترول وتجمع التسجيلات، هل شعرت يومًا بأنك تغوص في تاريخ المنطقة، عبر الكلمات والنطق؟

حسنًا، في الثمانينيات، شاركتُ في عُمان مع فريق طبي كان يزور القرى لإجراء الفحوصات، حيث عملتُ مترجمًا وسجّلتُ أحاديث القرويين، لا بصفتي طبيبًا بل لغويًا مهتمًا باللهجات. أتذكّر إحدى النساء تقول: "فاحصتنّي، وازنتنّي، شايفتنّي"، وهي تصف الإجراءات الطبية التي يقوم بها الأطباء.

بالإضافة إلى ذلك، طلبتُ من طلابي في جامعة السلطان قابوس تسجيل أحاديث جدّاتهم وعمّاتهم وأقربائهم، وبعد إجازة نهاية الأسبوع كانوا يُحضِرون لي أشرطة من مختلف المناطق التي ينتمون إليها، وهذا ما وفّر لي مادة غنية ومتنوّعة.

وفي السنوات الأخيرة، بدأت أستخدم "يوتيوب" كمصدر إضافي، خاصة من خلال برامج تلفزيون سلطنة عُمان، مثل "سوالف شيابنا" الذي يُقدّمه أحمد بن هلال العبري من ولاية الحمراء. هذا البرنامج كان كنزًا من القصص والمقابلات باللهجة العُمانية الأصيلة، واستفدتُ منه كثيرًا، خاصة أنني بدأت رحلتي في توثيق اللهجات قبل أكثر من أربعين عامًا، متنقلًا أسبوعيًا بين صحار وصور وقلهات وغيرها من المناطق، لاكتشاف الفروق اللغوية.

في صور مثلًا، التقيتُ برجل في المستشفى الرئيسي تحدّث عن ابنه قائلًا: "بالنّي بليه"، أي "يوجع لي رأسي"، أما في قلهات، فاللهجة حضرية أكثر، بينما لهجة صور تميل إلى البداوة، ما يعكس تنوّعًا لافتًا.

لقد اعتمدتُ في جمع موادي على الزيارات الميدانية والتسجيلات التلفزيونية، واستمعْتُ إلى شهادات لأشخاص بلغوا السبعين والثمانين، بل ومَن قال إن عمره 110 سنوات، يتحدّثون عن حياتهم في زنجبار والسعودية والبحرين، وعن ظروف المعيشة الصعبة في الماضي، حين لم يكن هناك عمل "عمل ماشي"، وكان جواز السفر يُمنح لسفرة واحدة فقط "جواز بو سفرةٍ واحدة"، تخرج ثم تعود وينتهي مفعوله. كل ذلك زوّدني بثروة لغوية وثقافية، كما أنني أعمل حاليًا على توثيقها في "قاموس للغة العربية العُمانية"، وقد وصلتُ إلى 650 صفحة مليئة بالأمثلة والجمل المأخوذة من هذه المقابلات.

• لفتني حديثك عن أوجه الشبه بين لهجات العُمانيين ولهجة البحارنة في البحرين. ما العوامل اللغوية التي قد تُفسر هذا التطابق؟

سأطرح عليك نظريتي حول التشابه اللافت بين لهجات العُمانيين ولهجة البحارنة في البحرين، انطلاقًا من تجربة شخصية بدأت عند زيارتي الأولى لعُمان، وتحديدًا في "مسفاة العبريين"، حيث لاحظت تقاطعًا كبيرًا بين ما سمعته هناك وما سجلته خلال دراستي للدكتوراه في البحرين، خصوصًا لهجات المزارعين الذين يستخدمون مفردات زراعية تقليدية مثل "تحدير". هذه المفردات واللهجات المنتشرة في قرى البحرين تُشبه بشكل ملحوظ ما يُتداول في مناطق الداخل العُماني، ما يشير إلى امتداد لغوي وثقافي مشترك، لا يُفسَّر من منظور مذهبي، بل تاريخي.

وقد دعمت هذه الفكرة أيضًا بقراءة ما كتبه المستشرق السويدي "لاندبيرج" الذي زار حضرموت وجنوب اليمن قبل 120 عامًا، ودوّن ملاحظاته حول لهجات تحتوي على الخصائص الصوتية نفسها التي لا تزال تُستخدم حتى اليوم، وهي أمور لا تظهر في عموم الجزيرة العربية إلا في المنطقة الشرقية من السعودية، التي تشترك مجتمعيًا ولغويًا مع البحرين.

عند النظر إلى الخريطة اللغوية من اليمن إلى عُمان، والبحرين، وحتى بعض مناطق الإمارات مثل رأس الخيمة، نجد تشابهات ملفتة، ووجودًا لمجتمعات تُعرف بـ"البحارنة"، ما يعزز الفرضية القائلة بأن هذه السمات في اللهجة تعود إلى هجرات قديمة من جنوب الجزيرة، ربما بعد انهيار سد مأرب، حيث انتقل كثير من الناس شرقًا حاملين معهم أنماطًا لغوية استمرت حتى اليوم.

في البحرين مثلًا، حدّثني مرشد زراعي عن أصولهم قائلًا: "نحن يمنيون، منذ ما قبل الإسلام"، وهو ما يتقاطع مع ما نجده في عُمان وجزء من الإمارات.

لذلك أرى أن هذه التشابهات اللغوية انعكاس لهجرات وتاريخ طويل مشترك، تشكّلت من خلاله "خريطة اللهجات" التي نراها اليوم.

وإن لم تكن هذه النظرية صحيحة، فعلى من يخالفها أن يُفسر لنا: من أين أتى هذا القدر الكبير من التشابه؟

• ذكرت أن اللهجة العُمانية تحمل سمات لغوية نادرة توجد أيضًا في العربية الأوزبكية والخراسانية. هل ترى أن هذه الظاهرة تدعم فكرة وجود "شبكة عربية مبكرة" عبر آسيا وإفريقيا؟

من الناحية التاريخية، يجب أن ننظر إلى الزمن، إلى حركة الناس وتنقّلهم. الناس كانوا يذهبون إلى إفريقيا. كما تعلمين، إسبانيا فُتحت في القرن الثامن تقريبًا، ثم على مدى قرون طويلة كانت هناك هجرات، وانتقال الناس من الجزيرة العربية إلى مناطق أخرى، مثل آسيا الوسطى. هذا حدث في القرن الثامن، أي بعد قرنين من وفاة النبي.

لقد زرتُ بخارى، وهناك أناس يتحدثون بطريقة تُشبه حديث العُمانيين، كما تعلمين. وهذه الأمور تنتقل بالمبدأ نفسه الذي ذكرته سابقًا. تبدأ الرحلة من اليمن إلى عُمان، ثم إلى البحرين، ثم تأتي المرحلة التالية -بعد قرون طويلة- من شرق الجزيرة العربية إلى آسيا الوسطى وإفريقيا.

هذه الأشكال من اللغة انتقلت مع الناس، ولا تزال موجودة حتى اليوم. هذا هو التفسير. إذن، الأمر يُشبه شبكة.

• من خلال دراستك للهجة العُمانية، بدا أن هناك استمرارية لعناصر من العربية الفصحى، مثل التنوين، ولكن بطريقة مختلفة. في رأيك، هل تحافظ اللهجات العُمانية على "ذاكرة لغوية" من العربية المبكرة/الكلاسيكية أكثر من غيرها من اللهجات العربية الحديثة؟

أنا لستُ مع أن اللهجات كلها جاءت من العربية الفصحى. نحن لا نعرف الكثير عن تاريخ العربية قبل ظهور اللغويين في العراق، الذين كتبوا قواعد العربية الفصحى في القرن الثامن الميلادي. العربية أقدم بكثير من ذلك.

أحمد الجلاد عمل على دراسة أقدم أشكال العربية، تلك التي كُتبت على صخور في صحراء سوريا. نحن نتحدث هنا عن مئات ومئات من السنين الماضية. المادة التي عمل عليها تعود إلى خمس مائة سنة قبل القرآن، لكنها مكتوبة بالعربية. لذا، فالعربية قديمة جدًا، لم تبدأ مع القرآن، لكن رأيي أن العربية الفصحى كانت شكلًا راقيًا من العربية، تُستخدم لأغراض خاصة مثل الشعر والقرآن، لكنها لم تكن هي اللغة التي يتحدث بها الناس في حياتهم اليومية.

أنا لا أعتقد أن النبي كان يتحدث كما كُتب القرآن حرفيًا، بل أظن أنه كان يتحدث كما يتحدث أهل مكة آنذاك. ونحن نعلم من اللغويين أن هناك لهجات متعددة: كانت هناك تميم، وأسد، وكانوا يقولون: "تميم تقول كذا، وأسد تقول كذا"، لكنهم لم يعطونا أمثلة دقيقة، لذا لا نعرف بالضبط كيف كانوا يتحدثون.

لكننا نعلم أن اللهجات قديمة جدًا. وبرأيي أن كثيرًا من هذه الخصائص الموجودة اليوم هي امتداد لما كان موجودًا من قبل، وبعضها يُشبه الفصحى، لكن هذا لا يعني أنها جاءت من الفصحى.

سأعطيك مثالًا: في العربية الفصحى لدينا الفعل (لستَ، لستُ، لستِ)، في العربية العُمانية والبحرينية، لديهم كلمات مثل "ليس"، وهذه الألفاظ تظهر فقط في كلمات محددة. وهذا مرتبط بـ"ليس"، بلا شك، لكنه لا يعني أنه جاء من "ليس" الفصحى، بل يعني أن الفصحى واللهجات كانتا تشتركان في أصل واحد، لكننا لا نعرفه بدقة لأنه قديم جدًا.

هذا هو تصوّري. كل شيء له مصدر، لكن المشكلة هي أنه كلما عدنا إلى الماضي البعيد، لا توجد سجلات. الناس عاشوا آلاف السنين دون أن يكتبوا شيئًا، كانوا فقط يتحدثون.

• أشرتَ إلى أن بعض خصائص اللهجات العُمانية تميل إلى الظهور أكثر في الشعر الشفوي والألغاز. هل ترى أن هذه الأنماط الأدبية الشعبية كانت بمثابة "خزانات حافظة" للهجات التقليدية؟ وما مدى أهميتها في دراسة تاريخ اللغة؟

نعم، نوعًا ما. هذا الأمر مُحافظ عليه بشكل أكبر في أشياء مثل الشعر. في الشعر، هناك أوزان وقوافٍ، ويجب أن يكون منتظمًا، ولهذا السبب يكون وجود هذه الصيغ مفيدًا. لكنه ليس إلزاميًا، بل هو اختياري جدًا.

يمكنك استخدامه إذا احتجت إليه. مثلًا، يمكن أن نقول: "بنت زينة" أو "بنتٍ زينة" إذا كنا بحاجة إلى مقطع إضافي. لذا، فهو مفيد بهذه الطريقة، وأعتقد أن هذا أحد الأسباب التي تجعل مثل هذه التراكيب شائعة في الشعر، لأنها عملية.

أما في الكلام العادي، فهي تُستخدم أحيانًا. لم أتحدث عن هذا سابقًا، لكن خذي مثلًا عبارة "كلٍ بمقدرتَه"، أي: "كل واحد حسب قدرته"؛ مثل المال، إذا أردتِ أن تعطي أحدًا مالًا، فالأمر يعتمد على ما لديك. إذا كان معك الكثير، تعطي الكثير، وإذا كان القليل، تعطي القليل. لكنك تفعل ذلك حسب ما تملك.

فعبارات مثل هذه نسمعها كثيرًا. كذلك "ناسٍ" تُستخدم كثيرًا مع كلمة "ناس". يوجد عدد محدود من الاستخدامات الممكنة، لا يمكنك استخدامها طوال الوقت. معظمها يكون اسم صفة، لكن أيضًا في كلمات عامة مثل "كل" و"ناس" و"كلٍ" و"ناسٍ". بعض الناس يفعلون هذا، وبعض الناس يفعلون ذاك. نسمع هذا في الكلام اليومي كثيرًا.

• بالنظر إلى التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الهائلة في عُمان خلال العقود الأخيرة، هل ترى أن هذه السمات النادرة في اللهجات العُمانية مهددة بالاندثار؟ أم أن هناك أملًا في بقائها؟

أعتقد أن ارتفاع مستوى التعليم في عُمان جعل الناس يُدركون أن طريقتهم في الكلام مختلفة، والبعض يرى أن تحسين الحياة يمرّ بتغيير طريقة الحديث، وأسلوب اللباس، بل ونمط الحياة بالكامل. نحن لا نفكر اليوم كما كنا قبل خمسين سنة، أو حتى قبل عشرين.

أتذكر أنه قبل حوالي عشر سنوات، كنت أتابع الصحف العُمانية على الإنترنت، وقرأت رسائل من قراء يشتكون من لهجات بعض المذيعين، خصوصًا النساء، لأنهم كانوا يتحدثون وكأنهم من الخليج، لا من عُمان. وفعلًا، لاحظت هذا بنفسي، عندما شاهدت مقابلة مع امرأة من الخوض تتحدث بلهجة عُمانية صريحة، تقول مثلًا: "ما يسويوا ربشة"، لكن المذيعة التي تحاورها بدت لي وكأنها من الكويت أو الإمارات، رغم أن اللقاء جرى في قلب العاصمة، قرب الجامعة التي كنت أعمل فيها.

كثير من العُمانيين وقتها كانوا يتساءلون: ما الذي يحدث؟ هذه لغتنا وطريقتنا في الكلام، فلماذا يتحدث الآخرون بطريقة مختلفة؟ لا أعلم إن كان هذا ما زال يحدث الآن، لكنني أظن أن التأثير الخليجي، خصوصًا من خلال مجلس التعاون، أدى دورًا واضحًا، وصار هناك ميل لأن تكون اللغة أقرب إلى السعودية، خاصة بين الشباب.

هذا أمر طبيعي في رأيي، ويحدث في كل مكان، حتى في إنجلترا. التغيير جزء من الحياة، وعادة ما يشتكي كبار السن منه. لا أقول إنه جيد أو سيئ، لكني أراه نتيجة طبيعية للاحتكاك بثقافات ولهجات أخرى.

• عملت على اللهجات العربية في بيئات متعددة: البحرين، الكويت، العراق، الجزائر، وعُمان. كيف ترى عُمان مقارنة بهذه الدول من حيث الثراء اللغوي والتنوع الداخلي للهجاتها؟

أستطيع أن أقول إن عُمان، حتى هذه اللحظة، لا تزال تحتفظ بالكثير من ملامحها الأصيلة، أكثر من غيرها. وذلك ببساطة لأن عُمان بلد كبير، وبدأت التغيّرات فيها مؤخرًا. لذلك أظن أن ما تم الحفاظ عليه في عُمان أكثر مما هو محفوظ في بلدان أخرى. لكن هذا لن يدوم طويلًا.

أنا لا أزور عُمان كثيرًا، زيارتي الأخيرة كانت في عام 2012، والتي قبلها كانت في 2007، وكل مرة أعود فيها ألاحظ أن الفارق أصبح كبيرًا، كل شيء يتغير بوتيرة أسرع: مزيد من المباني، مزيد من الطرق، مزيد من المستشفيات، والمدارس... وهذا كله أمر جيد، بالطبع، لكنه يسبب أيضًا تغيّرات عميقة. عُمان لا تزال -في الوقت الحالي- تحافظ على كثير من موروثها، لكنها تتغير. حتى العُمانيون أنفسهم صاروا يلاحظون ذلك: أن الأمور تتغير فجأة، وأن الأمور بدأت تصبح أقل "عُمانية" وأكثر "خليجية"، كأن الخليج أصبح منطقة واحدة لغويًا وثقافيًا.

• أخيرًا، ما الذي علمتك إياه اللهجات العُمانية عن الإنسان العربي وهويته العميقة؟

هذا سؤال صعب... ما أعتقده هو أن اللغات أدوات، أو وسائل نقل، فهي تحمل في طياتها معلومات عن الشعوب التي تتحدث بها. ولذلك، ما يمكنني قوله هو إن اللغة العربية العُمانية -أو اللهجة العُمانية- تجسّد حياة العُمانيين، والطريقة التي يعيشون بها.

ما يثير اهتمامي هنا هو وجود عناصر كثيرة من التراث لا تزال حية في عُمان، رغم أنها اندثرت في أماكن أخرى. أعلم أن هذا لا يجيب على سؤالك بشكل مباشر، لكنني لا أظن أن هناك شيئًا مختلفًا بشكل جوهري، لكن الثقافة التي لا تزال محفوظة في اللغة حتى يومنا هذا. وهذا بالضبط ما يثير اهتمامي بشأن عُمان: وجود الكثير من الأمور القديمة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: العربیة الفصحى من العربیة فی البحرین الع مانیین فی الکلام إلى ع مان فی ع مان ت ستخدم ع مانیة کانوا ی من خلال أن هناک لا تزال کثیر من کثیر ا من الع أظن أن أن هذه

إقرأ أيضاً:

اليونيسف تؤكد أهمية الدور العماني في دعم البرامج التنموية والإنسانية

العُمانية: تعد سلطنة عُمان من الدول الرائدة في مجال تنمية الطفولة المبكرة، سواء على مستوى السياسات أو الخدمات المقدمة، كما أنها من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية حقوق الطفل، وبادرت مبكراً إلى سنّ التشريعات اللازمة لحماية حقوق الأطفال.

وأكد مكتب منظمة الأمم المتحدة "اليونيسف" في سلطنة عُمان على أن إصدار قانون الطفل في عام 2014 دليلاً واضحاً على هذا الالتزام، بالإضافة إلى قانون التعليم المدرسي 2023 الذي أكد على حق الطفل في الالتحاق بالتعليم المبكر، وقانون الحماية الاجتماعية 2023 الذي قدّم منظومة متكاملة للمنافع والتأمينات الاجتماعية والتي اعتمدت أفضل الممارسات الدولية في تقديم المنافع بما فيها منفعة الطفولة ومنفعة الأشخاص ذوي الإعاقة والعمل على تطويرها لتعظيم العائد في تحقيق الحماية والاستثمار في تنمية الطفولة وترسيخ مبادئ العدالة.

وقالت سعادة سومايرا تشودري ممثلة مكتب منظمة الأمم المتحدة "اليونيسف" في سلطنة عُمان إنها تشهد تقدمًا مهمًا في مجال الحماية الاجتماعية، من خلال تعزيزها للسياسات الوطنية التي تهدف إلى دعم الأطفال والأسر، وضمان وصول الخدمات للفئات الأكثر احتياجًا، وشمل هذا التقدم تطوير نظم الحماية الاجتماعية وتحسين التنسيق بين القطاعات لضمان استجابة متكاملة لاحتياجات الفئات المستفيدة.

وكشفت أن المكتب يقوم بدور محوري في دعم الجهود التي تنفذها سلطنة عُمان، من خلال تقديم الدعم الفني والمشورة الاستراتيجية في تصميم السياسات والبرامج، وتعزيز القدرات الوطنية في جمع البيانات وتحليلها لاستخدامها في التخطيط القائم على الأدلة، كما يعمل بالشراكة مع الجهات الحكومية على تعزيز نظم حماية الطفل وضمان اندماجها ضمن منظومة الحماية الاجتماعية، بما يسهم في بناء نظام شامل ومستدام يُعنى برفاه كل طفل.

وأضافت سعادتها أن التعاون بين سلطنة عُمان ومكتب "اليونيسف" يرتكز على شراكة استراتيجية طويلة الأمد بدأت منذ عام 1971، وتهدف إلى تعزيز حقوق الطفل في مختلف المجالات، بما في ذلك التعليم، والصحة، والحماية، والتغذية، والنماء في مرحلة الطفولة المبكرة. ويعمل الجانبان بشكل وثيق على تطوير السياسات والبرامج الوطنية التي تضمن لكل طفل في سلطنة عُمان التمتع بحقوقه بشكل متكامل وعادل، بما يتماشى مع الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ورؤية "عُمان 2040".

وأوضحت سعادتها أن التعاون بين الجانبين يتمثل في برنامج قطري مشترك يتم التنسيق بشأنه مع الجهات المعنيّة بشؤون الطفل في سلطنة عُمان، ويُعاد إعداد هذا البرنامج كل خمس سنوات مع إعداد خطط سنوية للتنفيذ، حيث يجري خلاله النقاش حول الأولويات والبرامج الوطنية التي تُدرج ضمن إطار دعم اليونيسف لجهود الحكومة في مجال تعزيز رفاه الأطفال.

وأشارت سعادتها إلى اهتمام سلطنة عُمان المتزايد بتنمية الطفولة المبكرة، وهو ما يُترجم من خلال إدماج هذا الملف ضمن أولويات الخطط الوطنية، وزيادة الاستثمار في برامج الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، لافتةً إلى أن التركيز على السنوات الأولى من حياة الطفل يعكس الفهم العميق لسلطنة عُمان حول أهمية هذه المرحلة في تشكيل قدرات الطفل ومهاراته المستقبلية.

وأفادت أن سلطنة عُمان حققت مراكز متقدمة في مؤشرات تنمية الطفولة والتحصين الشامل للأطفال والالتحاق بالتعليم الذي يشمل جميع الأطفال دون استثناء، وتواصل إظهار التزامها من خلال تبني حلول مبتكرة لتعزيز دور الأسرة والطفل، مثل تشريع قانون العمل والسياسات الصديقة للأسرة التي تمنح الوالدين وقتاً كافياً لرعاية الطفل في مراحله الأولى، مؤكدةً أن هذه الجهود تضعها في موقع ريادي على خارطة العالم في مجال رعاية الطفولة وحمايتها.

وذكرت المسؤولة الدولية أن سلطنة عُمان تنفذ حزمة متكاملة من البرامج التي تهدف إلى تنمية قدرات الأطفال والناشئة، سواء في مجالات التعليم، أو الصحة، أو المشاركة المجتمعية واليوم، نلاحظ نقلة نوعية في تبني مقاربات شاملة تراعي احتياجات الأطفال من مختلف الفئات، بما في ذلك الأطفال ذوي الإعاقة، والأطفال المعرضين للخطر، مشيرةً إلى أن "اليونيسف" تدعم هذه التوجهات وتعمل على تعظيم أثرها من خلال التعاون الفني وبناء القدرات.

وأردفت سعادتها أن من التعاون الوثيق مع وزارة التنمية الاجتماعية والجهات المعنيّة الأخرى كوزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم، تكاتفت الجهود من أجل تحليل وفهم مسار تنمية الطفل وحمايته من جميع أشكال الإساءة أو الخطر، وأن هذا التعاون المؤسسي يُجسد العمل المشترك على تحديث دليل حماية الطفل وإعداد دراسة عن إنشاء مراكز متكاملة للطفولة المبكرة؛ بهدف تعزيز آليات التنسيق والتكامل بين الجهات المعنيّة، بما يضمن تحسين متابعة حالات الأطفال، وتحقيق اتساق واستمرارية في الإجراءات والمتابعة بجودة عالية بين جميع الأطراف ذات العلاقة.

ولفتت إلى أن القوانين الوطنية مثل قانون الطفل ودليل حماية الطفل تُعد من الإنجازات المحورية التي تضع سلطنة عُمان في مصاف الدول الساعية لحماية حقوق الطفل، ومن منظور دولي، فإن هذه التشريعات تعكس التزاماً حقيقياً من سلطنة عُمان بمواءمة قوانينها مع الاتفاقيات والمعايير الدولية، التي تسهم في تعزيز بيئة قانونية توفر الحماية والإنصاف للأطفال.

وتابعت سعادتها قائلة إن لسلطنة عُمان دور مهم ومحوري في دعم البرامج التنموية والإنسانية المتعلقة بالطفولة، سواء على الصعيد الوطني أو من خلال مشاركتها في الجهود الإقليمية والدولية، وأن اليونيسف تؤمن أن سلطنة عُمان قادرة على أن تكون صوتاً مؤثراً للأطفال في المنطقة، من خلال دعم المبادرات التي تعزز الصحة، والتعليم، وحماية الأطفال، خاصة في سياقات الأزمات الإنسانية.

وقالت سعادتها إن سلطنة عُمان محط أنظار العالم بفضل مواقفها النبيلة وتوازنها في دعم قضايا الطفولة والإنسانية وتُعد سياستها السلميّة والحيادية عاملاً أساسياً في جعلها شريكاً موثوقاً وصديقاً للجميع، خصوصاً في ظل الأزمات الإنسانية المتكررة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي هذا الإطار، قدّمت دعماً سخياً لأطفال غزة من خلال التبرع بمبلغ 385 ألف ريال عُماني (مليون دولار) لصالح الأطفال في القطاع، وذلك في إطار دعمها المتواصل للأعمال الإنسانية والإغاثية التي تنفذها "اليونيسف" حول العالم.

وأضافت سعادتها أن أبرز المبادرات لتطوير برامج التعليم ما قبل المدرسي تمثلت في دعم تطوير البيئة المدرسية الصديقة للطفل، وتمكين المعلمين من استخدام أساليب تعليمية شاملة من خلال تعزيز إطار مهارات المستقبل، كما تضمّن العمل مع وزارة الصحة على بناء قدرات الكوادر العاملة في تقديم خدمات رعاية الطفولة المبكرة، إضافة إلى دعم برامج التغذية، مثل الرضاعة الطبيعية والصحة النفسية، فيما تضمّن التعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة التربية والتعليم، إجراء دراسة شاملة تستعرض عدداً من المسارات المحتملة لتفعيل قانون التعليم، والذي ينص على أن التعليم ما قبل المدرسي هو حق أساسي لكل طفل، وفي هذا الإطار ومن هذا المنطلق، تعمل اليونيسف على تحليل الاستراتيجيات المختلفة وتحديد المسارات المناسبة لضمان البدء بتقديم خدمات التعليم المبكر للأطفال في سلطنة عُمان. بالإضافة إلى إعداد دراسة لتعزيز تنمية الطفولة المبكرة من خلال إنشاء مراكز تقدم خدمات تعليمية وصحية للأطفال في هذه المرحلة العمرية.

وأفادت سعادتها أن مكتب "اليونيسف" في سلطنة عُمان ينفذ مجموعة من البرامج التي تهدف إلى بناء وتعزيز قدرات الكوادر في الصفوف الأولية، ودعم العاملين في المجال الاجتماعي الذي يشمل تقديم الدعم الفني المستمر للشركاء في وزارتي الصحة والتربية والتعليم لضمان جودة واستدامة التدخلات، مؤكدةً أن هناك التزاماً متنامياً نحو تحسين جودة خدمات التأهيل والرعاية المقدمة للأطفال من ذوي الإعاقات وبالجهود الواضحة لتطوير البنية الأساسية والخدمات وتوفير الكوادر المؤهلة، لافتة إلى ضرورة تعزيز الدمج المجتمعي والتعليمي، وتطوير أدوات الكشف المبكر والتدخل في مراحل الطفولة الأولى.

وأوضحت سعادتها أن مكتب "اليونيسف" يقوم بدور محوري في دعم الحكومة العُمانية لتطوير نظام وطني مُوحد لحماية الطفل يقوم على الوقاية، والرصد، والتدخل المبكر، كما يعمل على تعزيز التوعية المجتمعية، وبناء قدرات العاملين في الصفوف الأمامية، وتطوير الأدلة والإجراءات الموحدة للتعامل مع حالات العنف والإساءة والإهمال، حيث أطلق المكتب برنامجاً لتدريب المُدربين في مجال التربية الإيجابية؛ بهدف تعزيز وعي أولياء الأمور ومقدمي الرعاية حول عدد من المحاور الأساسية، من بينها حماية الطفل، والتغذية السليمة والتفاعلية، وتحفيز التعلم المبكر، وتعزيز الدمج المجتمعي للأطفال.

وفيما يتعلق بنشر الوعي لجميع فئات المجتمع، بيّنت أن بالتعاون مع شركائها من الجهات المعنيّة ومؤسسات المجتمع المحلي واللجنة الوطنية لشؤون الأسرة، تم إطلاق حملة توعوية وطنية تحت شعار "أطفالنا أمانة" حظيت بتفاعل واسع وتقبل كبير من المجتمع، ويتم تفعيلها بشكل مستمر لتذكير أفراد المجتمع بأهمية تنمية الطفولة المبكرة، وتسليط الضوء على المراحل الأولى من حياة الطفل لما لها من أثر مباشر على مستقبل الطفل والنشء.

وذكرت سعادتها أن مكتب "اليونيسف" عمل على تصميم وتنفيذ حملات تواصل وتغيير سلوك تركز على دور الأسرة والمجتمع في حماية ودعم الطفل، خاصة في القضايا الناشئة مثل التنمر الإلكتروني، والصحة النفسية، والعنف بهدف إشراك الأطفال واليافعين أنفسهم في التعبير عن احتياجاتهم وتمكينهم ليكونوا جزءاً من الحل، كما أطلق بالتعاون مع شركائه من الجهات الحكومية، استراتيجية وطنية للتواصل الاستراتيجي من أجل التغيير السلوكي المجتمعي، وهي مبنيّة على أدلة علميّة تتناول الممارسات والعادات والمستوى المعرفي المتعلق بتنمية الطفولة المبكرة وأهميتها، وتبحث سبل معالجة التحديات المجتمعية التي قد تعيق هذا النمو، لا سيما تلك التي لا تشملها السياسات أو الخدمات المباشرة، بل ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالوعي والمعرفة المجتمعية، بالإضافة إلى تنفيذ حملات توعوية استراتيجية وموجهة تستهدف الفئات الرئيسة من المجتمع؛ بهدف رفع المؤشرات الاجتماعية المؤثرة على تنمية الطفولة المبكرة، مثل تعزيز الرضاعة الطبيعية والتغذية السليمة، بما يسهم في خلق بيئة داعمة لنمو الطفل وتطوره الشامل.

واختتمت سعادة ممثلة مكتب منظمة الأمم المتحدة "اليونيسف" في سلطنة عُمان بالتأكيد على تطوير برامج تعزز من المهارات الحياتية والاجتماعية للأطفال واليافعين مثل مهارات التواصل، وحل المشكلات، والعمل الجماعي، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنيّة للإسهام في تعزيز شعورهم بالانتماء والاندماج، إلى جانب دعم المبادرات التي تتيح لهم مساحات آمنة للمشاركة والتعبير، لربطها بالسياسات الوطنية لضمان استدامتها.

مقالات مشابهة

  • "أكاديمية المرأة العُمانية" تشارك في المخيم الكشفي الـ24 للمرشدات والمتقدمات
  • ملتقى الصداقة العماني الصيني يناقش توسيع آفاق التعاون المشترك
  • المقصورات... إلياذات الشعر العماني
  • الاقتصاد العماني وسياسات التنويع والابتكار
  • "اليونيسف" تؤكد أهمية الدور العماني في دعم البرامج التنموية والإنسانية
  • إتفضل يامناوي دااااك الشارع ماتكتر الكلام
  • اليونيسف تؤكد أهمية الدور العماني في دعم البرامج التنموية والإنسانية
  • جدول أعمال ملتقى الصداقة والتعاون العماني الصيني - الدورة الثالثة
  • "العز الإسلامي" يتعاون مع "فتية للصغار" لتثقيف الأطفال عن القيم العُمانية
  • وائل جسار يرد على إشاعة جواز بنته من وراه: بنتي لسه صغيرة ومفيش الكلام ده