حمود بن سعيد البطاشي

منظومة "إجادة" التي أُطلقت بهدف تحسين كفاءة الأداء في المؤسسات الحكومية، رُوّج لها كأداة لرفع الإنتاجية، وتحفيز الموظف المجتهد، وتعزيز بيئة العمل المبنية على العدل والشفافية. ولكن على أرض الواقع، يبرز سؤال جوهري: هل منظومة إجادة تُقيم الأداء حقًا؟ أم أنها أداة بأيدي بعض المديرين المتسلطين لتصفية الحسابات؟
في عدد من المؤسسات، تحوّلت "إجادة" من نظام تقييم مهني إلى منبر للمحاباة والانحياز.

الموظف الذي يعمل بصمت، يؤدي مهامه بإخلاص، ويتجنب المجاملات والنفاق، يُفاجأ بأنه في آخر القائمة، بينما الموظف الذي يجيد لعب الأدوار، ونقل الكلام، و"تلميع" الإدارة، يحصل على أعلى درجات التقييم.
المشكلة الجوهرية لا تكمن في النظام نفسه، بل في من يُفعّله. حين يكون المدير هو الحكم الوحيد، دون رقابة فعلية أو معايير مُلزِمة وشفافة، تصبح النتيجة منحازة لا محالة. تُكافأ الولاءات لا الكفاءات، ويصعد "المنافقون" على أكتاف المخلصين.
كم من موظف في هذا البلد يُنجز عمله بكفاءة، يُحسن التعامل مع المراجعين، ويتحمّل ضغوط العمل دون تذمّر، ثم يُفاجأ في نهاية السنة أن تقييمه ضعيف؟
ليس لأنه لم يُنجز، بل لأنه لم "يتقرّب" من الإدارة، أو لأنه قال الحقيقة حين طُلب منه الصمت.
في المقابل، يُمنح التقدير العالي لموظف لم يُنجز فعليًا، لكن حضوره الاجتماعي داخل المؤسسة أقوى، يجيد نقل القيل والقال، ويُقدّم "الولاء الشخصي" على "العمل المؤسسي".
هنا تكمن خطورة المنظومة حين تتحوّل من أداة تطوير إلى سلاحٍ إداري.
نحن لا نُهاجم فكرة "إجادة" بحد ذاتها، بل ننتقد طريقة تنفيذها.
ولو وُضعت معايير واضحة، وأُتيح للموظف حق الاعتراض، وتمت مراجعة التقييمات من لجنة مستقلة، لكانت المنظومة عادلة.
فما الفائدة من نظام يُحبط المجتهد ويُكافئ المُتسلّق؟ وما قيمة التقييم إذا لم يكن مرآة حقيقية للجهد والإنتاج؟
نحن بحاجة إلى إعادة النظر في طريقة تفعيل "إجادة"، لا بإلغائها، بل بتصحيح مسارها. يجب أن تتحوّل إلى أداة للعدالة، لا للظلم الإداري.
ختامًا، نقولها بصوت كل موظف مظلوم: نعم للتقييم… لكن لا للتسلّق على حساب الكفاءات. نعم للتحفيز… ولكن بعدالة. و"إجادة" يجب أن تُجيد الإنصاف قبل كل شيء.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تطوير منظومة التعليم لمواكبة العصر.. نواب: خطوة لبناء جيل قادر على الإبداع.. وسد متطلبات المستقبل

نائبة: تطوير التعليم يفتح آفاقًا جديدة لفرص العمل وتحسين مستوى معيشة المواطنبرلمانية: تطوير المناهج وربطها بالواقع العملي والتكنولوجي  ضرورة ملحة لمواكبة التحولات العالميةبرلماني: تطوير التعليم أولوية لبناء جيل قادر على مواكبة العصر

اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، و محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني.


وأشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي في هذا الصدد، إلى أن الرئيس وجه بضرورة الاستمرار في جهود تنفيذ وتطبيق العديد من الإجراءات والخطوات التي من شأنها تطوير ودعم مختلف مكونات العملية التعليمية، مُشدداً سيادته على حتمية إتاحة منظومة تعليمية مُتميزة، مع الاهتمام بتطوير مختلف المناهج التعليمية، لمُواكبة متطلبات العصر الرقمي، والتواكب مع تسارع التغيرات الكبيرة على مستوى العالم في شتى العلوم، وربط مناهج التعليم باحتياجات سوق العمل بالفعل.


في هذا الصدد، أكدت النائبة إيرين سعيد، عضو مجلس النواب، أن توجيهات الرئيس السيسي بضرورة إتاحة منظومة تعليمية متميزة لمواكبة العصر،  تعكس حرص الدولة على تطوير العملية التعليمية وإعداد جيل قادر على المنافسة، لاسيما في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة.

وأوضحت" سعيد" في تصريح لـ "صدى البلد"  أن تطوير التعليم له مزايا إيجابية على المواطن والدولة على حد السواء، كونه أحد العنار الأساسية في إعداد كوادر بشرية قادرة على الإبداع والابتكار، بما يدعم خطط الدولة لتحقيق التنمية الشاملة وجذب الاستثمارات .

وأضافت أن تطوير التعليم يفتح آفاقًا جديدة لفرص العمل وتحسين مستوى معيشة المواطن، إلى جانب مساهمته في تعزيز قيم الانتماء والمواطنة، ليصبح الركيزة الأساسية لبناء الإنسان المصري وتحقيق رؤية مصر 2030.

من جانبه، أشادت النائبة ميرفت الكسان، عضو مجلس النواب، بتوجيهات الرئيس السيسي بشأن إتاحة منظومة تعليمية متميزة ومناهج متطورة تواكب متغيرات العصر وتؤهل الأجيال الجديدة لمتطلبات سوق العمل الحديث.

و أكدت" الكسان " في تصريح لموقع " صدى البلد" أن تطوير التعليم يمثل الركيزة الأساسية لبناء الإنسان المصري وتحقيق التنمية الشاملة التي تستهدفها الدولة، لافتة إلى أن تطوير المناهج وربطها بالواقع العملي والتكنولوجي أصبح ضرورة ملحة لمواكبة التحولات العالمية.


و أوضحت عضو النواب أن البرلمان على استعداد لدعم الحكومة في إقرار تشريعات تضمن تحديث المنظومة التعليمية وتحسين أوضاع المعلمين لتحقيق رؤية مصر 2030.

في سياق متصل،ثمن النائب عبد الفتاح يحيي، عضو مجلس النواب، توجيهات الرئيس السيسي بضرورة إتاحة منظومة تعليمية متميزة ومناهج متطورة لمواكبة العصر، مؤكدا أن هذه التوجيهات تعكس رؤية القيادة السياسية لبناء جيل قادر على الإبداع والمنافسة في سوق العمل .


وأشار" يحيي" في تصريح لـ "صدى البلد" إلى أن الدولة تسير بخطى ثابتة نحو تحديث المناهج وتطبيق نظم تعليمية حديثة تُعزز التفكير والابتكار، و تضمن تطوير المنظومة التعليمية لتحقيق رؤية مصر 2030.

طباعة شارك السيسي مصطفى مدبولي منظومة تعليمية التحول الرقمي النواب الحكومة وزير التعليم

مقالات مشابهة

  • هل يمكن تقديم طلب الانقطاع عن العمل بعد إلغاء العقد؟.. منصة قوى توضح الشروط
  • حلقة «الإجادة الإشرافية» بمسندم تستعرض آليات تطوير الأداء الحكومي
  • المنبر البلدي: أزمة النفايات تتحوّل إلى كارثة بيئية وسياسية
  • سجلُّ المخاطر الوطنيّة بسلطنة عُمان أداةٌ استراتيجيّةٌ في منظومة إدارة المخاطر
  • «مواجهة غسل الأموال» تعقد خلوة حول «استراتيجية 2027 - 2030»
  • تطوير منظومة التعليم لمواكبة العصر.. نواب: خطوة لبناء جيل قادر على الإبداع.. وسد متطلبات المستقبل
  • "العمل" تستعرض مستجدات إعداد الخطة الاستراتيجية للكليات المهنية
  • "العمل" تعزز كفاءة الأداء الفردي والمؤسسي بالمحافظات
  • تدشين العمل في تأهيل مشروع مياه بإب
  • حلقةُ عمل إعداد الخطة الاستراتيجية للكليات المهنية تناقش تطوير منظومة التعليم