علماء يبتكرون علاجًا مشتقًا من نبات يشبه الصبار لتخفيف آلام السرطان المستعصية
تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT
في إنجاز علمي بارز، أعلن باحثون من المعاهد الوطنية للصحة (NIH) في الولايات المتحدة الأمريكية عن نتائج أول تجربة سريرية لعقار جديد مشتق من نبات يشبه الصبار، يُعرف باسم الريزينيفيراتوكسين (Resiniferatoxin أو RTX)، والذي أظهر نتائج واعدة في علاج الألم المزمن الناتج عن السرطان، خاصة لدى المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاجات التقليدية، بما في ذلك المسكنات الأفيونية.
أوضحت الدراسة أن المرضى المصابين بسرطان في مراحله المتقدمة، والذين لم يتمكنوا من السيطرة على الألم باستخدام الأدوية التقليدية، تلقوا حقنة واحدة من RTX في السائل النخاعي القطني.
بعد إصابة بايدن.. ماذا تعرف عن سرطان البروستاتا؟ دراسة: التورين قد يغذي أنواعًا من سرطان الدم ومشروبات الطاقة تحت المجهر
وأظهرت النتائج انخفاضًا بنسبة 38% في شدة الألم القصوى التي أبلغ عنها المرضى، وتراجعًا بنسبة 57% في استخدام المسكنات الأفيونية، مما مكّن المرضى من استعادة جزء من حياتهم اليومية والتواصل مع أحبائهم دون الحاجة إلى التخدير المستمر.
يعمل RTX عن طريق استهداف مستقبلات TRPV1، وهي قنوات أيونية مسؤولة عن نقل إشارات الألم والحرارة إلى الدماغ.
وعند تفعيل هذه القنوات بواسطة RTX، يحدث تدفق مفرط للكالسيوم داخل الألياف العصبية، ما يؤدي إلى تعطيل قدرتها على نقل إشارات الألم دون التأثير على الحواس الأخرى مثل اللمس أو التذوق أو التوازن.
هذا النهج المبتكر يوفر تخفيفًا للألم بشكل موجه ودقيق، دون آثار جانبية مثل الإدمان أو الشعور بالنشوة الذي تسببه المسكنات الأفيونية.
لم تقتصر إمكانيات RTX على علاج آلام السرطان فقط، إذ يرى الباحثون أن هذا العلاج قد يكون فعالًا أيضًا في إدارة أنواع أخرى من الألم المزمن، مثل:
آلام الأعصاب.
آلام ما بعد الجراحة.
آلام الوجه المزمنة.
وتكمن ميزة هذا العلاج في كونه غير إدماني، ولا يسبب أي شعور بالنشوة، مما يجعله بديلًا آمنًا وفعالًا للمسكنات التقليدية، خاصة للمرضى المعرضين لمخاطر الإدمان أو الذين يعانون من آثار جانبية خطيرة بسبب الأدوية الحالية.
خطوة نحو الطب الشخصي في علاج الألمأكد الدكتور مايكل إيدارولا، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن استهداف الأعصاب المحددة باستخدام RTX يمثل تطورًا مهمًا في مجال الطب الشخصي، حيث يمكن للأطباء تخصيص العلاج وفقًا لطبيعة الألم ومصدره لدى كل مريض على حدة، مما يعزز فرص السيطرة على الألم بشكل أكثر دقة وكفاءة.
نُشرت الدراسة في مجلة NEJM Evidenceتم نشر نتائج هذه الدراسة في مجلة NEJM Evidence، مما يبرز أهمية هذا الاكتشاف العلمي في تطوير طرق علاجية جديدة لإدارة الألم المزمن، خاصة لمرضى السرطان في مراحله المتقدمة.
ومع استمرار الأبحاث والتجارب السريرية، يأمل العلماء في أن يُحدث هذا العلاج تحولًا جذريًا في مجال الطب التداخلي وإدارة الألم، ويمنح الأمل للمرضى الذين لم يجدوا راحة من العلاجات التقليدية حتى الآن.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: علاج آلام السرطان الصبار مسكنات الألم
إقرأ أيضاً:
أم ترفض علاج ابنتها وتستخدم حقن القهوة حتى الوفاة
خاص
شهدت المملكة المتحدة جدلاً واسعاً إثر وفاة الشابة البريطانية بالوما شيميراني (23 عاماً) نتيجة نوبة قلبية ناجمة عن ورم سرطاني ترك دون علاج طبي تقليدي، حيث كشفت جلسات التحقيق أن بالوما اتبعت بروتوكول علاج بديل يشمل حقن شرجية بالقهوة، وصلت إلى خمس مرات يومياً، تحت إشراف والدتها الناشطة في مجال “الصحة الطبيعية”، كيت شيميراني.
ووفقًا لتقارير صحفية، تم تشخيص بالوما في يناير 2024 بمرض لمفومة لاهودجكينية، وكان الأطباء يمنحونها فرصة 80% للبقاء على قيد الحياة إذا خضعت للعلاج الكيميائي، لكنها رفضت العلاج الطبي واعتمدت نظامًا بديلاً وصفته والدتها بأنه “مجرب وفعال” وهو “جيرسون “، ويرتكز على حمية نباتية صارمة، عصائر طبيعية، مكملات غذائية، واستخدام مكثف للحقن الشرجية بالقهوة، رغم تحذيرات المؤسسات الطبية من مخاطره وعدم وجود أدلة علمية تثبت فعاليته.
وفي رسائل مكتوبة قبل وفاتها، أنكرت بالوما إصابتها بالسرطان ووصفت التشخيص بأنه “خيال عبثي”، معربة عن مخاوفها من فقدان خصوبتها بسبب العلاج الكيميائي، واتهم شقيقا بالوما والدتهما بالمسؤولية المباشرة عن وفاتها، مشيرين إلى أن والدتهما زرعت الشكوك في الأسرة تجاه الطب الحديث واستبدلت الثقة العلمية بنظريات مؤامرة.
وكانت كيت شيميراني، التي سحبت رخصتها المهنية رسميًا، معروفة بنشاطها في مجال “العلاج الطبيعي” خلال جائحة كوفيد-19 وتصريحاتها المثيرة للجدل التي أنكرت وجود الوباء.