الجزيرة:
2025-12-13@10:03:31 GMT

تفاصيل مجزرة المساعدات يرويها غزيون للجزيرة نت

تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT

تفاصيل مجزرة المساعدات يرويها غزيون للجزيرة نت

غزة- تتنقل سيدة مكلومة بين جثامين الضحايا في مشرحة مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب غربي غزة، باحثة عن بقية أفراد عائلتها الذين فرقتهم قذائف جيش الاحتلال أثناء محاولتهم الحصول على طرد غذائي في مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية غرب مدينة رفح.

السيدة التي بالكاد كانت تلتقط أنفاسها من هول الصدمة، قالت للجزيرة نت إنها انتظرت منذ ساعات الليل، مع آلاف الفلسطينيين في منطقة "مواصي رفح"، إلى أن سمحت الشركة الأميركية المشرفة على توزيع المساعدات لهم بالتوجه إلى نقطة التسليم عند الساعة الخامسة والنصف فجر اليوم الأحد.

لكن ما إن تقدم الحشد المتلهف إلى المكان، حتى فتحت طائرات الاحتلال المُسيّرة نيرانها، تبعتها نيران القناصة والقذائف التي أطلقتها الدبابات، في مشهد دموي أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، في واحدة من أبشع المجازر التي تُرتكب تحت غطاء ما يُسمى "المساعدات الإنسانية".

مجزرة المساعدات

الشاب فارس عبد الغني، الذي قطع أكثر من 25 كيلومترا من مدينة غزة باتجاه رفح بحثا عن الطعام، يروي للجزيرة نت تفاصيل ما جرى قائلا: "بعد ساعات من الانتظار، تحركنا في الطريق الذي حددته لنا الشركة الأميركية، وكان آلاف الجوعى محصورين في شارع واحد، ثم باغتتنا نيران الاحتلال من كل الاتجاهات".

إعلان

وأضاف عبد الغني أنه سمع عبر مكبر صوت مثبت على رافعة تابعة لقوات الاحتلال صوت جندي يصرخ بالعبرية "غزاوي جعان.. برّا!"، قبل أن تطلق النيران بكثافة عليهم من الطائرات المروحية والدبابات والقناصة المنتشرين في مواقع محصنة.

ووصف ما جرى بـ"الكمين"، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى الموقع، مما اضطر الناجين إلى استخدام العربات التي تجرها الحيوانات، أو مركبات صغيرة أحضرها المواطنون لنقل المساعدات، في إخلاء الجثامين والمصابين.

ويقول أحد المسنين، وقد غلبته الدموع وهو يروي اللحظات العصيبة "ذهبنا لنحصل على لقمة العيش فوجدنا الموت.. هذه ليست مساعدات إنسانية، أميركا تدفعنا للموت بدل أن تطعمنا".

أطباء فلسطينيون يحاولون إنقاذ حياة طفلة استهدفتها قوات الاحتلال خلال قصف مواقع المساعدات (أسوشيتد برس) ابتزاز جماعي

في مجمع ناصر الطبي، تملأ عشرات الإصابات أرضية المستشفى بعد أن امتلأت غرف العمليات بالحالات الحرجة، في وقت ناشد فيه المستشفى المواطنين في خان يونس التبرع بالدم، لإنقاذ الجرحى الذين أصيبوا في "مجازر المساعدات".

وفي صباح اليوم نفسه، فتحت قوات الاحتلال نيران رشاشاتها تجاه حشود فلسطينية تجمعت قرب جسر وادي غزة عند نقطة توزيع تُعرف بـ"نتساريم"، مما أسفر عن استشهاد مواطن وإصابة 30 آخرين.

وفي تصريح خاص للجزيرة نت، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، إن ما يحدث هو "ابتزاز جماعي منظم"، حيث تُستخدم المساعدات كأداة للحرب، وتُشرف عليها شركة أميركية-إسرائيلية بتنسيق كامل مع جيش الاحتلال، الذي ينصب كمائن القتل تحت غطاء "المناطق العازلة".

وأضاف الثوابتة أن هذا النموذج القاتل يحول نقاط توزيع الغذاء إلى مصائد موت جماعي، مشيرا إلى أنه منذ بدء توزيع المساعدات عبر تلك الشركة في 27 مايو/أيار، استشهد أكثر من 49 فلسطينيا وأصيب أكثر من 305، مما يدل على أن الغرض منها ليس الإغاثة بل فرض سيطرة أمنية عبر القتل الجماعي.

إعلان هندسة التجويع

وتفرض إسرائيل حصارا شاملا على قطاع غزة منذ مطلع مارس/آذار الماضي، مانعة دخول المساعدات والمواد الغذائية لأكثر من مليوني فلسطيني، ولم تسمح بدخول بعض الشاحنات إلا بعد ضغوط أميركية في أعقاب إطلاق سراح الجندي الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.

وفي 27 مايو/أيار الجاري، بدأت مؤسسة "غزة الإنسانية" الأميركية توزيع طرود غذائية بكميات محدودة من مركز أقامته غرب مدينة رفح، وأعلنت أنها ستقيم 4 مراكز أخرى وسط وجنوب القطاع. لكن المؤسسة لا تملك قواعد بيانات خاصة بالسكان، ولا تنسق مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أو أي من المنظمات الدولية المعتمدة، مما تسبب في فوضى كبيرة بمواقع التوزيع.

وقال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده، إن المجازر المرتكبة بحق الجوعى تؤكد أن إسرائيل تطبق "منظومة هندسة التجويع" عمليا، مستخدمة المساعدات كمصيدة لقتل الفلسطينيين، وليس لإطعامهم.

وأضاف عبده في حديثه للجزيرة نت "إسرائيل أرادت إيصال رسالة للفلسطينيين بأن رفضهم لمقترح ستيفن ويتكوف لا يعني فقط حجب المساعدات عنهم، بل قتل كل من يقترب من نقاط التوزيع".

واتهم عبده المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية بـ"الاستسلام المعيب" للإرادة الإسرائيلية، محذرا من التعامل مع المجازر على أنها مجرد خلل إداري في آلية التوزيع.

وشدد على أن تولي جيش الاحتلال ملف المساعدات الإنسانية هو من أبرز مظاهر الفشل الإنساني الدولي، مؤكدا أن من يرتكب إبادة جماعية لا يمكن أن يكون مؤتمنا على تحسين أوضاع من يُفترض أنهم ضحاياه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

الكارثة الإنسانية تتفاقم في غزة.. 288 ألف أسرة بلا مأوى غارقين بمياه الأمطار

 

 

 

288 ألف أسرة فلسطينية بدون مأوى

غرق آلاف الخيام نتيجة المنخفض الجوي

تعنت إسرائيلي في إدخال مستلزمات الإغاثة

استغاثات بالضغط على الاحتلال لوقف خروقات وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات

رئيس بلدية غزة: لا نمتلك الأدوات المناسبة للتعامل مع آثار المنخفض الجوي

تحذيرات من زيادة وفيات الأطفال والمسنين مع استمرار الأوضاع الإنسانية المتردية

 

 الرؤية- غرفة الأخبار

تتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة التعنت الإسرائيلي وعدم الالتزام بالبروتوكول الإنساني ورفض دخول مستلزمات الإغاثة العاجلة من منازل مجهزة وخيام وأدوات طبية وطعام، وذلك خلافا لما جرى الاتفاق عليه في "خطة ترامب".

ومع تعرض المنطقة لمنخفض جوي، تعرضت آلاف الخيام للغرق وارتفع منسوب المياه وغرقت مراكز الإيواء وقطعت الطرق أمام حركة الأفراد والسيارات.

وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي إن جيش الاحتلال لم يلتزم بوقف إطلاق النار والبروتوكول الإنساني، وإن الواقع الإنساني في غزة يزداد سوءا مع المنخفض الجوي، مضيفا أن الخروق المتواصلة من قبل الاحتلال أدت لاستشهاد 386 شخصا.

وأشار إلى أنه كان من المفترض دخول 250 ألف خيمة وبيت متنقل، في ظل وجود 288 ألف أسرة بلا مأوى، مطالبا العالم والمنظمات الدولية بالضغط على الاحتلال للالتزام بالبروتوكول الإنساني.

بدوره، أفاد رئيس شبكة المنظمات الأهلية بغزة بأن الاحتلال يعرقل إدخال المساعدات ما يعيق التعامل مع المنخفض الجوي، مضيفا: "على الأطراف الدولية تحمُل مسؤولياتها تجاه غزة والضغط على الاحتلال".

وأوضح رئيس بلدية غزة يحيى السراج أن المنخفض الجوي أدى إلى ارتفاع منسوب المياه وغرق مراكز الإيواء وقطع طرق، مؤكدا أن المنخفض الجوي يفاقم الأزمة الإنسانية وسط دمار البنية التحتية وغياب الإمكانات.

وذكر السراح: "نتوقع موجة جديدة من المنخفض ولا نمتلك الأدوات المناسبة للتعامل معها، ونعتمد على آليات مستأجرة من القطاع الخاص وهي قديمة ولا تصلح لمواجهة المنخفض".

وفي السياق، أطلقت الحكومة الفلسطينية مناشدة عاجلة إلى المؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية والجمعيات المحلية لتوفير مستلزمات الإيواء فورا للنازحين، في ظل المنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزة منذ ساعات الفجر.

وقالت غرفة العمليات الحكومية للطوارئ، في بيان الأربعاء، إن الأمطار الغزيرة خلال ساعات الليل أدت إلى غرق عشرات الخيام وتلف ممتلكات النازحين، ما فاقم معاناتهم في ظل غياب وسائل الحماية من البرد والعواصف.

وحذّرت من أن استمرار الوضع قد يؤدي إلى وفيات في الأطفال والمسنين، مع انخفاض درجات الحرارة ونقص وسائل الحماية الأساسية داخل مراكز الإيواء والخيام.

وطالبت المجتمع الدولي بالضغط على سلطات الاحتلال للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون قيود، بما يشمل الخيام والوحدات السكنية الجاهزة، التي اعتبرتها الحل الأمثل لحماية مئات آلاف النازحين من برد الشتاء.

 

مقالات مشابهة

  • المشير يحذر من مؤامرة كبيرة.. شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري «الحلقة 66»
  • فيضانات وموت تحت الأنقاض: فصل جديد من الكارثة الإنسانية يضرب مخيمات غزة (تفاصيل)
  • مسلحون يقتلون والد ضحايا مجزرة البو دور في صلاح الدين
  • حبس 60 رجل وسيدة لـ توزيع رشاوي انتخابية .. تفاصيل
  • توزيع مساعدات عاجلة للأسر المتضررة من الأمطار في المحويت
  • حماس تتهم إسرائيل بالمماطلة وتحذر من تفاقم المعاناة الإنسانية في غزة
  • 300 ألف أسرة متضررة.. منخفض جوي يفاقم الكارثة الإنسانية بغزة
  • وصول الشحنة السابعة من المساعدات الإنسانية الباكستانية لغزة إلى مطار العريش
  • الكارثة الإنسانية تتفاقم في غزة.. 288 ألف أسرة بلا مأوى غارقين بمياه الأمطار
  • اسرائيل تواصل انتهاك اتفاق غزة وتفاقم الكارثة الإنسانية