سواليف:
2025-07-30@17:21:26 GMT

عقلية القطيع ونتائجها المدمرة

تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT

#عقلية_القطيع ونتائجها المدمرة

#عقيل_العجالين
هذا المصطلح (عقلية القطيع )يستعمل في علم النفس والاجتماع؛ للدلالة على سلوك الاشخاص في الجماعة ؛ عندما يقومون بالتصرف بسلوك الجماعة وترك المنهج العقلي بالتفكير والتدبير والتذكير ؛ وبالتالي يتم تعطيل عقل الانسان وفهمه الذي وهبه الله اياه ؛ فحالته تصبح كمن تناول حبة من الافيون؛ فغاب عقله وضميره معا ؛…هذه العقلية نتائجها المدمرة تجد صورتها الاكثر وضوحا في المجتمعات العشائرية التي كانت قبل مدة من الزمن؛ فكان الفرد يتنازل عن ذكائه وفطنته ومقتضيات العقل والمنطق بحجة اتباع راي العشيرة ؛ فيتعطل العقل والتفكير مما يؤدي الى نتائج غير مرضية بالنسبة لهذه العشيرة والمجتمع على السواء؛ اما حاليا فان هذه العقلية قد تلاشت تقريباً لدى الغالبية في المجتمع ؛ وخاصة لدى اصحاب العقول الرشيدة والشخصيات الوازنه كابرا عن كابر في القبائل والعشائر؛ ومن ضمنهم اهل الثقافة والعلم الحقيقي لا المصطنع….

هذه العقلية (عقلية القطيع) تطلق في الاساس على تصرف الحيوانات في القطيع؛ فاذا كان هناك مجموعة من الخراف في سفينة في عرض البحر فان القيت بواحد منها وقفز في البحر؛ قفزت جميعها خلفه دون ادنى تفكير بعواقب الامور فغرق وغرقت جميعها معه.
بناء على ما تقدم؛ فانني اتوجه الى الشخصيات الوازنة ؛ واهل العلم والعقل السليم؛ في المكونات العشائرية الأردنية الكريمةجميعها ؛ على مستوى القبيلة وعلى مستوى العشيرة الواحدة من العشائر المكونةللقبيلة ؛ بأن ننتبه الى هذه الحالة ونتائجها المدمره التي اودت بخلق كثير ؛ قاموا بتعطيل عقولهم ؛ فكانت النتيجة قطع ما امر الله به ان يوصل ؛ بتقطيع نسيج المجتمع والأمة؛ وفرقة إجتماعية إلى حد التمزق ؛ وفقدان دور عقول نيرة وضمائر سليمة تم تحييدها.عن المشهد ؛ بطريقة عقلية القطيع ؛ فضاعت المصالح العامة ؛ وضاعت المصالح الفردية تبعاً لها ؛ بسبب الجري وراء أهداف وهمية قوامها اجتماع أفراد العشيرة على غير هدف… إلا هدف الإجتماع فقط… وبعد أن ينتهي هذا الإجتماع الوهمي تعود الخلافات بين هذه المجموعة والفرقة والخلاف وما يرافقها من الم…فقد ذهب مفعول حبة الأفيون…افيون المجتمعات الخطير الذي يؤدي إلى ذهاب العقل.
.انني انتمي الى القبائل والعشائر الأردنية جميعها؛ واتشرف بها حيثما حللت ورحلت؛ ولكن على طريق المنطق والعقل السليم ؛ والانتماء الى مصلحة حقيقية مشروعه ؛ ومقصد سليم ؛ بطريق اعمال العقل والمنطق؛ مما يؤدي الى الحفاظ على روابط واواصر المجتمعات والأمة جمعاء.
.في ختام هذا المقال…. فان عقلية القطيع منهي عنها شرعا وعقلاً ومنطقا ؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (دعوها فانها منتنه) كما وصف الدين الاسلامي الحنيف وشريعته الاسلامية الغراء هذه الحالة ؛ بان من يتبعها هو (الأمعه –بتشديد الميم ) هذا الأمعة في الدين الاسلامي هو الذي يتبع الناس فإن أحسنوا احسن وان أساؤوا أساء.
كما ان حفظ العقل هو من الضرورات الخمس في الاسلام؛ ولذلك فقد تم تحريم المخدرات والخمر؛ وكل ما يؤدي الى ذهاب العقل ؛فكيف لنا ان نتبع الوهم والهدف الوهمي الذي يتم السير اليه على غير طريق العقل والمنطق..؟!!! فهل نسير الى الجحيم. على اقدامنا كالخراف التي تسير إلى حتفها ؟!!!
……..والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
تم في تاريخ الثاني من شهر حزيران لعام 2025.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

غزة ليست الحصار .. غزة هي السؤال

يتصور البعض أن الخطاب العربي السياسي العاجز تماما عن أي فعل حقيقي تجاه أطفال غزة الذين يبادون بالنار والجوع أمام أنظار العالم هو ذروة المأساة العربية، لكن الحقيقة أن مأساة غزة رغم مرارتها وقسوتها وجه واحد من وجوه كثيرة جدا لمآسي الأمة العربية العميقة، ووجه من وجوه انكشافها الحضاري، وأزمتها الفكرية التي لم تستطع تجاوزها بعد. وهذه الوجوه التي نراها في غزة وفي سوريا وفي لبنان وفي العراق والسودان وليبيا وفي بنية الوعي العربي عامة ليست مفاجئة لمن يقرأ البنية العميقة للعقل العربي خلال القرن الأخير على أقل تقدير؛ ولذلك لا غرابة أبدا ألا يكون لدى الأمة العربية موقف حضاري مما يحدث في غزة. والحقيقة أنها لم يكن لديها موقف حضاري مما حدث قبل ذلك في العراق، ومما قد يحدث في قادم الأيام في دول عربية أخرى؛ والسبب أنها وصلت إلى مرحلة باتت فيه غير قادرة تماما على بناء المواقف الحضارية تجاه قضاياها قبل القضايا الإنسانية العامة بعد أن وصلت إلى حالة من الانسداد الحضاري.

نشر مفكرون عرب كثر خلال العقود الخمسة الماضية أطروحات ناقشت هذه الأزمة الحضارية التي تمر بها بنية العقل العربي لا من خلال الأحداث السياسية اليومية، ولكن عبر الغوص في بنية العقل، وما يحيط به من قيود النص، وقدرته على الإبداع، والخيال، والإنتاج المستقل، والبنى الثابتة التي حالت كثيرا دون تشكيل مشروع حضاري عربي قادر على مواكبة الحداثة بمعناها العميق والمبدع والمنتج لا بمعناها الشكلي والاستهلاكي. لكن تلك الأطروحات بقيت في أفضل الأحوال نخبوية وبعيدة عن التبني من قبل المؤسسات البحثية والأكاديمية التي تصنع الأجيال العربية، فيما حورب الكثير منها تحت دعاوى مختلفة وواهية؛ الأمر الذي فاقم الأزمات العربية، وجعل الأمة أقرب إلى أن تكون رخوة ومنكشفة حضاريا منها إلى أمة صلبة وقادرة على الإبداع. فعصفت بها الأوهام، وسيطرت عليها الخطابات الشعبوية، وكثر الدجالون، وغاب المفكرون الحقيقيون، بل غابت الفلسفة والمنطق عن أمة كانت متقدمة في إنتاج المعرفة وبشكل خاص الفلسفة والمنطق.

وأمام هذا المشهد وهذه المعطيات لا غرابة أبدا أن يكون الوضع العربي كما نراه اليوم، عالم يكاد يكون بلا موقف حضاري، ولا فعل ثقافي، فهذا ما جنته الأمة على نفسها قبل أن يجنيه عليها الآخرون، وقبل أن تعيد اجترار نظرية المؤامرة، وهي وإن كانت حقيقية إلا أن الأمة نفسها فتحت المساحة للمؤامرات لتبني لها بنى راسخة في العقل العربي قبل مؤسساته.

ناقش جورج طرابيشي على مدى عقود قيود الماضي والتراث خلال مشروعه لنقد العقل العربي، كما ناقش محمد أركون البنى الدوغمائية التي تحرس «اللامفكر فيه» مؤكدا أن لا تقدم في ظل غياب العقل النقدي والإنساني في بنية الفكر العربي الإسلامي. وهكذا فعل نصر حامد أبو زيد، ومالك بني نبي، وعبدالإله بلقزيز، وغيرهم. ورغم أن أطروحاتهم كانت قابلة للنقاش والنقد في سياق السجال المعرفي؛ إلا أنه حتى هذا السجال اختفى من أجندات الوطن العربي، واستبدل به جدالات عقيمة وشعبوية قائمة على التكفير المذهبي، والإثني، والخطابات التعبوية التي تهدم ما تبقى للأمة، وتحاول تقويضه؛ نتيجة أحقاد تاريخية قائمة أيضا على المذهبية، والإثنية، ووهم الكيانات الوطنية.

ولذلك نحتاج أن ننظر إلى مأساة غزة من بُعد آخر لا يمثله الحدث السياسي، ولكن تعكسه المأساة الحضارية؛ لنستطيع اكتشاف حجم العطب البنيوي في بنية العقل العربي المتمثل في غياب الفعل وشلل الإرادة. ورغم التاريخ الطويل من غياب الفعل العربي الحقيقي إلا أن هذه اللحظة هي أكثر تلك اللحظات تأثيرا، وأعمقها تمثيلا لواقع ما وصلت له الأمة العربية.

وإذا كانت غزة كاشفة لمأزق الضمير العالمي، ولأخلاقه، ولقيم النظام العالمي فإنها كاشفة بشكل أكبر للمأزق الحضاري العربي الذي بدا بشكل واضح أنه خارج السياق وعيا بما يحدث، وقدرة على بناء خطاب حضاري معرفي قادر أن يشكل موقفا يتناسب وما يحدث في الأمة من شرقها إلى غربها، ومن جنوبها إلى شمالها.

وهذا الوضع العربي من الفشل والخنوع وتآكل الوعي لا يخص القيادات السياسية فقط رغم مسؤوليتها الكبيرة والأساسية، ولكنه يخص المثقف، والمؤسسات الثقافية، والفكرية، والأكاديمية، ومؤسسات التعليم، والمؤسسات «الدينية»، ومؤسسات الإعلام، ويخص الجمهور العربي. العالم العربي بكل مؤسساته مسؤول مسؤولية تضامنية وتشاركية عن الحال الذي وصلت إليه الأمة!

وإذا كان العالم يتحول جذريا أمامنا؛ حيث يعاد بناء نظام عالمي جديد تتآكل فيه الهيمنة الأمريكية على العالم، وتسقط شيئا فشيئا قطبيتها الواحدة، وتبني الصين مشروعها بكثير من الهدوء، ويعيد الذكاء الاصطناعي تعريف المعرفة ورسم حدودها- فإن العرب يبقون وسط هذا كله بلا مشروع حضاري قادر على الذهاب الآمن نحو المستقبل، ويديرون تحدياتهم الراهنة بعقلية القرون الوسطى، ومرجعية الفتنة الكبرى فيما يعيش العالم نهاية الحداثة، ويدخل إلى عصر ما بعدها.

ولذلك؛ فإن من يتفجع على ما يحدث في غزة فإنه يتفجع من حيث يدري أو لا يدري على حال الأمة ومصيرها ومستقبلها، يتفجع على الفجوة بين ما ندّعيه وما نحن عليه، وعلى التناقض بين خطاب القوة ووهم الفاعلية. لا تكشف غزة ضعفنا بقدر ما تكشف الفراغ الكبير الذي نحن فيه، ومأزق العقل العربي المحاصر بالأوهام والفراغ.

لا يتحقق الخلاص من كل هذا بوقف الحرب على غزة رغم أهميته في السياق الأخلاقي والإنساني، ولا بالانقلابات السياسية، ولا بسلام مزيف مع العدو الصهيوني، ولكن تحتاج الأمة للخلاص مما هي فيه إلى ثورة معرفية تعيد طرح مفاهيم الحرية والهوية والدين والتراث والمقدس والفلسفة والحداثة من جديد، وتحرر العقل العربي من كل القيود والأغلال التي تسيطر عليه. وهذه الثورة المعرفية لا تختص بالهوامش العربية والمراكز المزعومة، ولكن تشمل المراكز والأطراف، والعواصم ومدن المهمشين الذين لا مكان لهم في خطاب «الهوية الرسمية». والنتيجة ليس إحداث قطيعة مع الماضي أو التراث العربي، ولكن الانطلاق منه نحو المستقبل عبر قراءة العقل والذات والنصوص الثقافية العربية بشكل منطقي ومنهجي، وإعادة تعريف علاقة العربي بغيره من الحضارات بعيدا عن تصنيف الآخر باعتباره العدو اللدود بالضرورة، وأن نعيد منهجية مواقفنا مع الحضارات الأخرى بناء على منظومة القيم والمبادئ الإنسانية، وليس وفق التصنيفات الدينية والمذهبية والإثنية.

تحتاج النهضة التي نبحث عنها للعالم العربي إلى لحظة وعي، واعتراف شجاع بحالة الفشل التي وصلت لها الأمة، ثم اشتغال حقيقي لبناء وعي جديد مؤسس وفق مقولات فلسفية وفكرية وطرح معرفي، وحينها سنرى التغيير يتحقق ليس في وعي الأفراد فقط، ولكن في بنية المؤسسات السياسية، وخطاباتها الجديدة. والأمم لا تنهض بالعواطف والأمنيات، ولكن بالأفكار والعمل من أجلها، وبتحليل الهزائم، وبناء سيناريوهات لمسارات جديدة.

وهذا المسار ليس سهلا على الإطلاق، ولكنه ليس مستحيلا؛ فلا يمكن منطقا لعقل عربي حُرم من الفلسفة والنقد والتساؤل أن يُبدع فجأة مشروعا حضاريا دون أن يمر أولا عبر جراح الذات وخرائط الفقد؟

ولذلك من المهم أن ننظر في مرآة غزة إلى ما هو أبعد من الكارثة؛ ننظر إلى سؤالنا الحضاري الذي بات على هامش التاريخ قبل أن يصبح خارجه تماما. تغدو غزة بهذا المعنى مرآتنا بكل ألمها ونارها، وهي أيضا فرصتنا الأخيرة التي تمنحنا إياها الحضارة لننظر إلى أرواحنا كما هي، لا كما نُحب أن نتخيلها.

عاصم الشيدي كاتب ورئيس تحرير جريدة عمان

مقالات مشابهة

  • وزير التربية يتفقد مراكز لتصحيح الامتحانات في حمص ويطّلع على واقع ترميم المدارس المدمرة
  • سموتريتش: القرى المدمرة في جنوب لبنان لن يعاد بناؤها
  • بعد زلزال روسيا والتسونامي الذي ضرب عدداً من البلدان... هذا ما كشفه خبير جيولوجي عن لبنان
  • غزة ليست الحصار .. غزة هي السؤال
  • شيخ العقل: لن نسمح بالفتنة وندعو لفك الحصار عن السويداء
  • الحمد لله الذي جعلنا يمنيين
  • رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق: وضع إسرائيل في انهيار ويجب تغيير الحكومة المدمرة في أسرع وقت ممكن
  • بينت: وضع إسرائيل في انهيار ويجب تغيير الحكومة المدمرة
  • الأزهر يحذر: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات خطر شرعي ومفتاح لكل المفاسد
  • ما معنى قهر الرجال الذي استعاذ منه النبي؟.. الإفتاء تجيب