الأبواق الكاذبة تعلم أن الحرب ستنتهي يوماً بالتفاوض
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
الأبواق الكاذبة تعلم أن الحرب ستنتهي يوماً بالتفاوض
خالد عمر يوسف
منذ اندلاع الشرارة الأولى للحرب آثرنا أن نقول الحق ولا شيء غير الحق، مهما كانت مرارته وصعوبة ابتلاعه. قلنا إن هذه حرب طويلة ومدمرة ولا مخرج عسكري منها، لذا فإن المخرج السلمي التفاوضي هو الطريق الأقصر لإنهائها والأقل تكلفة.
تثبت الأيام بثمن باهظ من دماء ودمار صحة هذا الموقف مهما اجتهدت أبواق الكذب والتضليل في تشويه الحق وتزيين الباطل وتسويقه للناس، مخاطبين فيهم ما ولدته الحرب من غبائن عميقة وحقيقية.
أصدرت رويترز قبل أيام تقريراً حمل تقديراً لحجم الخراب في البلاد يقارب الـ 700 مليار دولار، وهو ما يمثل أضعافاً مضاعفة لحجم إنتاجية البلاد في سنواتها الجيدة. هذا الرقم يقول ببساطة إن ما قد تهدم سيصعب بناؤه لسنوات ليست بالقليلة، وليت ما فات قد اقتصر على العمران فحسب ولكن خسارتنا الأكبر هي الإنسان، فمعدلات الموت لكل الأسباب تتزايد كل يوم، من لم يمت بطلقة مات بمرض، ومن لم يمت بالتعذيب مات بالحسرة، وفوق ذلك فخراب النفوس فاق أسوأ خيالات الناس، كراهية وغل وكذب ونفاق وكل سيء من خصال عشعش في بلادنا وغرس قدميه في ترابها.
الحقيقة أن أطراف الحرب تفاوضت من قبل، وستتفاوض مرات أخرى. ساعتها ستأتي ذات أبواق الخراب لتمارس بهلوانياتها اللغوية، ستشيد حينها بحكمة القادة الذين آثروا حقن الدماء، سيشتمون دعاة السلام طبعاً، ويدعون أن هذا قد كان موقفهم هم بالأساس، ويخرجون ممحاة الذاكرة التي يجيدون استخدامها ليخلقوا واقعاً من دخان أكاذيبهم. حينها قد تتوقف الحرب، ستصور حفنة من المجرمين الذين تكسبوا منها كأبطال، ستجري ترتيبات يجد منها القادة مبتغاهم، أما ما ذهب من أرواح فلن يعود، وما تهدم من بنيان فلن يعمر، وسيتساءل حينها الكثيرون، فيم كان هذا الجنون؟ ولم هدمت البلاد بأيدي حفنة من أبنائها؟؟
وكما قيل شعراً من قبل:
ستنتهي الحرب ويتصافح القادة
وتبقى تلك العجوز تنتظر ابنها الشهيد
وتلك الفتاة تنتظر زوجها الحبيب
وأولئك الأطفال ينتظرون والدهم البطل
لا أعلم من باع الوطن
ولكني أعلم من دفع الثمن!
الوسومالحرب السودان المخرج السلمي التفاوضي خالد عمر يوسف رويترزالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحرب السودان خالد عمر يوسف رويترز
إقرأ أيضاً:
لتدشين مبادرة مدينة تعلم.. الشرقية توقع بروتوكول تعاون مع الدقهلية وقنا وبورسعيد
استقبل محافظ الشرقية اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية والدكتور خالد عبد الحليم محافظ قنا والمهندس عمر عثمان نائب محافظ بورسعيد في حضور الدكتور خالد الدرندلي رئيس جامعة الزقازيق والدكتور أحمد العدل نائب محافظ الدقهلية واللواء عبد الغفار الديب سكرتير عام المحافظة ومحمد نعمه كُجَك السكرتير العام المساعد للمحافظة وذلك بمكتبه بالديوان العام.
ورحب المحافظ بزيارة محافظي الدقهلية وقنا ونائب محافظ بورسعيد لمحافظة الشرقية والمشاركة في احتفالية تدشين مبادرة اليونسكو " أنا مدينة تعلم " وتوقيع بروتوكولات تعاون في مجال مدن التعلم والتعلم مدى الحياه والمُقرر انعقادها اليوم بقاعة اجتماعات الديوان العام.
أوضح محافظ الشرقية أن توقيع بروتوكولات التعاون اليوم تؤكد أن الدولة المصرية تسير بخطى ثابته لتحقيق غايتها 2030 وتنطلق نحو بناء الجمهورية الجديدة والتي يدعمها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتقديم حياه أفضل للمواطنين ويؤكد التزامنا وجميع شركاء العمل بتسخير كافة الإمكانات المادية والبشرية بمحافظة الشرقية لإتاحة فرص التعلم للجميع مدى الحياة دون تمييز.
واعرب محافظا الدقهلية وقنا ونائب محافظ بورسعيد عن سعادتهم لتواجدهم علي أرض محافظة الشرقية والمشاركة في احتفالية تدشين مبادرة اليونسكو ( أنا مدينة تعلم) مشيدين بتلك المبادرة والتي تساهم في خلق مجتمع تعليمي بكل عناصره، وتشجيع تطوير ثقافة التعلم مدى الحياة في المدينة متمنين نجاح المبادرة وتحقيق اهدافها بتوفير التعلم مدى الحياة للجميع عن طريق تحفيز التعلم على مستوى الأسرة والمجتمع المحلي.