وسط الدمار المتفاقم في شمال غزة، ترتفع أصوات استغاثة ملحة تطالب بتحرك فوري لوقف الحرب، في وقت تقترب فيه المنطقة من حافة الانهيار الشامل، وفق ما أوردته الإذاعة الأمريكية "NPR".
وفي ظل تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية وسوء الأوضاع الإنسانية، يعيش سكان المناطق المنكوبة في جباليا وبيت لاهيا وأجزاء من مدينة غزة أوضاعًا كارثية؛ شوارع مدمرة، عائلات نازحة تكتظ في ملاجئ تفتقر لأبسط مقومات الحياة من كهرباء ومياه نظيفة وخدمات طبية، بينما تتناقص الإمدادات الغذائية، وتنتشر الأمراض.


وقالت سيدة شابة من شمال القطاع للإذاعة: "لقد نفد منا كل شيء – الوقت، الطعام، وحتى الأمل. إذا استمرت الحرب أكثر، فلن يبقى شيء يمكن إنقاذه".
وتشير الإذاعة إلى أن هذا الواقع المرير دفع بالكثير من السكان إلى مطالبة الأطراف المعنية – وفي مقدمتها حماس – بالتخلي عن الحسابات السياسية والالتفات إلى الكارثة الإنسانية المحدقة.
يقول معلم مسن من بيت حانون: "كفى شعارات وخطابات. ما نحتاجه الآن هو السلام، ولا شيء غيره".
وفي ظل تدمير البنى التحتية وانهيار منظومات الحكم المحلي، تبرز المخاوف من انزلاق شمال غزة إلى حالة من الفوضى يصعب احتواؤها. وقد عبّر صحفي محلي – فضل عدم الكشف اسمه – عن هذا القلق بقوله: "لم يعد لدينا وقت لمعارك جديدة. نحتاج إلى قرارات جريئة وسريعة لوضع حد لما يجري".
وتنقل الإذاعة أن مشاعر الغضب واليأس باتت طاغية بين السكان، الذين باتوا يتساءلون عن جدوى التضحيات المستمرة في ظل غياب أي أفق للحل، وقيادة تبدو عاجزة أو غير راغبة في تغيير المسار، بينما تنزف غزة يومًا بعد يوم.
ويرى مراقبون، حسب الإذاعة، أن شمال غزة بلغ نقطة تحول، إذ باتت الضغوط الإنسانية والعسكرية تنذر بعواقب وخيمة ما لم يتم التحرك سياسيًا، سواء عبر وقف لإطلاق النار، أو فتح ممرات إنسانية، أو التوصل إلى اتفاقيات لتبادل الأسرى.
ورغم كل هذا الألم، تظل هناك بارقة أمل. "هذه فرصتنا الأخيرة. إذا ضاعت هذه اللحظة، قد لا نحصل على غيرها"، يقول طالب جامعي دُمّرت جامعته بالكامل.
وبحسب الإذاعة الأمريكية، فإن سكان شمال غزة يبعثون برسالة واضحة للعالم: الوقت قد نفد. يجب أن تتوقف الحرب – ليس غدًا، بل الآن.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اتفاق بيت حسابات كهرباء الفوضى ملاجئ الحكم المحلي خطابات عواقب وخيمة نقطة تحول شمال غزة

إقرأ أيضاً:

إغلاق هيئة الإذاعة العامة الأمريكية… نهاية 6 عقود من دعم الثقافة والمعرفة

أعلنت هيئة الإذاعة العامة الأميركية (CPB)، أنها بصدد اتخاذ خطوات نحو الإغلاق، بعد قرار الكونغرس الأميركي وقف تمويلها لأول مرة منذ أكثر من نصف قرن، في خطوة تنذر بنهاية حقبة إعلامية امتدت لما يقرب من ستة عقود.

وتعد الهيئة، التي تأسست عام 1967 بتوقيع من الرئيس الراحل ليندون جونسون، أحد أعمدة الإعلام الثقافي والتعليمي في الولايات المتحدة، إذ أسهمت في تمويل محطات التلفزيون العامة (PBS) وإذاعة (NPR)، كما دعمت برامج شهيرة مثل “شارع سمسم”، و”حي السيد روجرز”، بالإضافة إلى الأعمال الوثائقية للمخرج كين بيرنز.

وفي بيان رسمي، أوضحت الهيئة أن عملية إنهاء عملها ستتم عبر “تفكيك منظم”، مشيرة إلى أن القرار جاء بعد تصويت لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ لصالح استبعاد تمويلها من الموازنة الجديدة، رغم محاولات لإعادة إدراجها.

ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوتر السياسي حول دور الإعلام العام، خاصة بعد انتقادات متكررة من الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي اتهم وسائل الإعلام العامة بنشر “أفكار سياسية وثقافية لا تعكس ما ينبغي أن تكون عليه الولايات المتحدة”، على حد تعبيره.

ويُتوقع أن تكون لتداعيات إغلاق الهيئة تأثيرات واسعة على المشهد الإعلامي والثقافي في البلاد، خصوصاً على محطات الإذاعة والتلفزيون العامة في المجتمعات الصغيرة، التي تعتمد بشكل كبير على دعم (CPB) للبقاء.

يُشار إلى أن الهيئة لعبت دوراً محورياً في تقديم البرامج التعليمية وتنبيهات الطوارئ، وأسهمت في تعزيز الثقافة والمعرفة عبر أجيال، مما يجعل إعلان إغلاقها نقطة تحوّل بارزة في تاريخ الإعلام الأميركي.

مقالات مشابهة

  • إغلاق هيئة الإذاعة العامة الأمريكية… نهاية 6 عقود من دعم الثقافة والمعرفة
  • شرف الدين والصوفي يطلعان على سير العمل في إذاعة حجة
  • مختص: إعادة اعتماد المدينة المنورة كـ «مدينة صحية» دليل استمرار الالتزام بالمعايير
  • هل يروج التصوير للمواقع السياحية؟.. مهتم يوضح
  • رئيس «حقوق الإنسان»: المملكة سارعت لسن أنظمة وتشريعات واضحة لمكافحة الجرائم
  • هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
  • ارتقاء طفلين إثر انفجار لغم من مخلفات الحرب شمال شرق حلب
  • 33 ألف طائرة درون أمريكية مزودة بالذكاء اصطناعي.. هل بدأ عصر الحرب الذاتية؟
  • "الحارثي" يكرم المشاركين في برنامج صناعة المحتوى بالإنجليزية
  • الفرصة الأخيرة لتسجيل رغبات المرحلة الأولى في تنسيق الجامعات 2025