مقاهي بركة الموز .. تجارب ضيافة ملهمة تعكس الهُوية العُمانية
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
عند زيارة بركة الموز، يشعر الزائر بامتزاج الطبيعة الخلابة مع عبق التاريخ، حيث تشهد المنطقة تحولًا سياحيًا ملحوظًا يقوده تنوع المقاهي وأشكالها المتعددة. من البيوت الطينية القديمة التي تم تجديدها بروح الضيافة العُمانية، إلى المساحات الحديثة التي تطل على مزارع النخيل وسفوح الجبل الأخضر، أصبحت المقاهي هنا تجارب متكاملة تروي حكاية المكان بروح عصرية.
وقد أسهمت هذه المقاهي بشكل محوري في تعزيز الجذب السياحي وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي، حيث تبرز نكهات القهوة وتفاصيل العمارة روح الإبداع والتكامل بين التراث والحداثة، ما يجعل المقاهي عنصرًا بارزًا في تشكيل المشهد السياحي الجديد للمنطقة.
أحمد بن زايد البوسعيدي، عضو المجلس البلدي بولاية نزوى، يوضح أن بركة الموز تقع على سفح الجبل الأخضر وتتميز بوفرة المياه وخصوبة التربة، ما جعلها موطنًا لزراعة أشجار النخيل والموز والحمضيات. بالإضافة إلى ذلك، تحتضن المنطقة العديد من المعالم التاريخية مثل حصن بيت الرديدة وفلج الخطمين، ما يعكس العمارة العمانية التقليدية. وقد أسهمت المقاهي في تعزيز الجذب السياحي من خلال تقديم تجارب فريدة تجمع بين الضيافة العمانية الأصيلة والأجواء التراثية المميزة. تم استثمار المباني التراثية وتحويلها إلى مقاهٍ ونُزل بطابع عُماني تقليدي، ما أوجد فرص عمل للشباب ودعم المنتجات المحلية عبر تقديم حلويات ومشروبات مصنوعة بأيادٍ عُمانية.
زمان اللواتيا، صاحب مقهى «بنانا كافيه»، يبرز أن المقاهي أسهمت في تحويل بركة الموز من مجرد نقطة عبور إلى وجهة سياحية متكاملة. يتميز موقعهم عند بوابة الجبل الأخضر وإطلالتهم الساحرة على أحد الأفلاج العمانية المسجلة في اليونسكو، مما يمنح الزوار تجربة استثنائية تجمع بين التراث والطبيعة. كما أن وجودهم وسط مزارع النخيل والموز يخلق أجواءً فريدة.
وأشار زمان إلى أن بركة الموز شهدت تحولًا كبيرًا، حيث أصبحت وجهة نابضة بالحياة، يرتبط فيها الجمال الطبيعي بالحداثة والأصالة. وقد لعبت المقاهي دورًا مهمًا في تحسين تجربة السائح وتعزيز الاقتصاد المحلي، حيث كان «بنانا كافيه» في طليعة هذا التغيير من خلال الجودة العالية والرؤية السياحية الواضحة. كما أكد على أهمية التعاون بين المقاهي للترويج المشترك للمنطقة، مما يسهم في إبراز بركة الموز كوجهة متكاملة.
عبدالله بن ناصر الصقري، صاحب مقهى «بيت الصباح»، أشار إلى أن المقاهي أصبحت نقاط جذب سياحية، حيث يمتلك مشروعين: الأول في حارة السيباني وأطلقنا عليه مسمى «بيت الصباح» وافتتح عام ٢٠٢١م، والثاني يقع على مدخل بركة الموز مقابل جامعة نزوى واسمه «علم» وافتتح عام ٢٠٢٣، ومن ضمن أهداف المشروعين جذب السياح للمنطقة.
وأكد الصقري أن مقهى «بيت الصباح» يعتبر أول مقهى في سلطنة عُمان داخل بيت قديم، ويتميز بأسطحه المطلة على مزارع النخيل وحارة السيباني ومقهى «علم» يعتبر المشروع الأول في محافظة الداخلية الذي يقدم إفطار بطريقة حديثة، نُراعي فيه الجانب الاحترافي والجميل في التقديم.
وأوضح عبدالله الصقري، أن عدد الزوار في ارتفاع للمقهيين وبالأخص في بعض المواسم التي تختص بها ولاية الجبل الأخضر مثل موسم فاكهة الرمان وقطف الورد، فمقهى «بيت الصباح» يرتاده وبنسبة متعادلة بين الزوار المحليين مقابل السياح الأجانب، بسبب أن السياح الأجانب ينشطون في موسم السياحة وهي من شهر أكتوبر إلى شهر أبريل فقط، أما في مقهى «علم» فنسبة الزوار المحليين هي الأعلى، فهنا تتأثر المبيعات بالمواسم السياحية.
والتقينا بصاحب مقهى «صَدف» وبادرناه بالسؤال كيف تؤثر المواسم السياحية على استراتيجيتكم التشغيلية؟ فقال: إن موسم الصيف هو الموسم الأفضل لنا في بركة الموز وذلك لتوافد الناس على ولاية الجبل الأخضر مرورا ببركة الموز، وقد عملنا على تزويد العابرين للجبل بما يتناسب مع طبيعة الأجواء الصيفية بمشروبات باردة وهي مشروبات فريدة تناسب ذائقة أغلب الناس وتتسم بالاتزان والرقي في الطعم..
وأضاف صاحب «مقهى صَدف» بقوله: توجد لدينا رؤية لتطوير تجربة الزوار في «صدف كافيه» وذلك من خلال عمل مخطط لزيادة مكان الجلسات داخل الكافيه والذي يتميز بطابع يحاكي تجربة رمال الشاطئ وكذلك عمل جلسات خارجية تناسب الأجواء الشتوية التي تتمتع بطقس معتدل وجميل للجلوس في الهواء الطلق.
وأكد صاحب مقهى «صَدف» أن بركة الموز لها مستقبل كبير وواعد في السياحة، لما تتسم به من وجود معالم سياحية تجذب الزوار «كبيت الرديدة» الذي يعد من أعرق وأجمل الحصون وبجانبه «فلج الخطمين» الذي يمتاز بمائه الوفير وطريقته الفريدة في توزيع الماء بين جنبات ومزارع بركة الموز.. وكذلك وجود خدمات سياحية ممتازة من مقاهٍ وكافيهات ومطاعم تخدم زوار محافظة الداخلية بشكل عام وكذلك زوار بركة الموز وولاية الجبل الأخضر بشكل خاص.
واختتم صاحب «صَدف كافيه» حديثه بقوله: إننا نفتخر بالتعامل مع مزودين محليين خصوصا فيما يخص «السويتات» والتي تمتاز بجودة عالية ومذاق لذيذ بحسب آراء الزبائن ومنها «كيكة السانسباستيان» الشهيرة وكذلك «كيكة البركان» وندعو الزبائن الكرام لتذوق هذه السويتات.
ويقول علوي بن عبدالله المعمري وهو من مرتادي مقاهي بركة الموز: «سمعت كثيرا عن بركة الموز، حيث كانت لنا زيارات عابرة فيها وسمعت عنها من خلال حديث الأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد لفت انتباهي كثرة المقاهي الجميلة والمميزة فيها، فأنا أحب زيارة الأماكن التي تحتوي على مقاهٍ ذات طابع خاص، فهي تضيف لمسة ممتعة للرحلة وتكون فرصة للاسترخاء والتصوير. ومن ضمن المقاهي المميزة في بركة الموز مقهى «بيت الصباح»، و«بنانا كافيه». وأكد علوي في حديثه أنه شجع أصدقاءه على زيارة بركة الموز وما تضمه من مقاه وخاصة لمن يبحث عن مكان هادئ وجميل، والموقع المميز وسط مزارع النخيل، فأنا راضٍ جدًا عما أجده من تنوع في المقاهي في بركة الموز، فهناك تنوع واضح في التصاميم والقوائم، ما يجعل كل زيارة مختلفة وممتعة.
ويصف الوليد بن محمد السالمي تجربة المقاهي في بركة الموز بقوله: تقدم المقاهي في بركة الموز جلسات خارجية تطل على المناظر الطبيعية، وأحيانًا تتكامل مع التراث المحلي في التصميم وتقديم الضيافة، مما يجعل الجلوس في المقاهي هناك تجربة مريحة ومناسبة للباحثين عن الاسترخاء بعيدا عن صخب المدينة. فالمقاهي في بركة الموز تبرز الثقافة والهُوية العُمانية بطريقة ملهمة من خلال تصميم المكان. حيث إن الكثير من المقاهي تستخدم الطراز المعماري التقليدي العُماني، مثل الجدران الطينية أو الأثاث الخشبي البسيط، كما أن موقع المقاهي وسط الطبيعة والجبال والمزارع يمنح الزائر إحساسًا عميقًا بالترابط مع البيئة العُمانية الريفية. وفي الجانب المقابل قد تتجه بعض المقاهي نحو الطابع التجاري أو النمط العصري العام.
أوضح السالمي أن تنوع المقاهي في بركة الموز يعزز التنافس في تقديم الخدمة وكذلك يحقق تفاوتا في الأسعار، مما يجعل التكلفة في متناول الجميع، مشيرا إلى أن تنوع المقاهي في موقعها له دور في استقطاب الزائرين، فأنا أفضل أن تكون المقاهي مطلة على الطبيعة أو الجبل، لأن ذلك يعزز من تجربة الزائر ويمنحه إحساسًا بالاسترخاء والتواصل مع جمال البيئة المحيطة، وهو ما يميز بركة الموز أساسًا عن المدن والمناطق المركزية. الإطلالة الطبيعية تضيف بعدًا سياحيًا وروحيًا للتجربة، وتجعل المقهى مكانًا للراحة والتأمل.
ويرى جمعة بن حمود المشرفي أن المقاهي في بركة الموز أضافت لها طابعًا اجتماعيًا وجعلتها أكثر حيوية، فأود مستقبلا رؤية المزيد من الجلسات الخارجية المطلة على الطبيعة، بالإضافة إلى تقديم مشروبات محلية مميزة، فالمقاهي أصبحت محطة أساسية للزوار، فهي توفر مكانًا للاسترخاء والالتقاء بالسكان المحليين، وبعض المقاهي أصبحت بنفسها مكانا سياحيا يقصده السياح من مختلف محافظات سلطنة عُمان كـ«بنانا كافيه» و«بيت الصباح»، متمنيا أن تكون هناك خيارات طعام أكثر تناسب مختلف الأذواق. وتتميز بطابع محلي، فتجربتي السابقة كانت رائعة وأرغب في استكشاف أماكن أخرى ذات طابع مشابه.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الجبل الأخضر مزارع النخیل بیت الصباح الع مانیة صاحب مقهى من خلال ع مانیة ما یجعل
إقرأ أيضاً:
أجمل مدن الملاهي والألعاب.. تجارب ترفيهية لا تنسى في هدا الطائف
تجمع هدا الطائف بين التاريخ العريق والتجارب الترفيهية الحديثة، إذ تضم أجمل مدن الملاهي والألعاب، المليئة بالإثارة والمرح مع جميع أفراد العائلة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وتضم منطقة الهدا المشهورة بالأصالة التاريخية أشهر مدن الألعاب التي تجذب السكان والزوار فضلاً عن السياح الأجانب، والعديد من النشاطات الترفيهية والسياحية الصيفية.
أخبار متعلقة مبادرة "منافذ البيع".. جدة التاريخية تحتضن 20 أسرة منتجةلعبة Death Stranding 2 تخدع أنظمة التحقق من العمر.. كيف ذلك؟ .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } هدا الطائف.. التاريخ العريق والتجارب الترفيهية الحديثة - واسهدا الطائفوأكد المرشد السياحي نايف النمري، أن منطقة الهدا تحتوي على أكثر من 100 لعبة ممتعة، تبدأ من الألعاب المائية بفروعها المتنوعة والمتعددة من زحاليق مائية تعد من أكثر الألعاب متعة، وكذلك ألعاب السيارات الحماسية فضلاً عن القطار الذي يمنح عشاق المغامرات لحظات لا تنسى، بالإضافة إلى ما تضمه من معارض ومتاحف تقدم للزوار معروضات تراثية يمكن للسياح شراء بعضها بقصد التذكار أو لتقديم الهدايا لأقربائهم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } هدا الطائف.. التاريخ العريق والتجارب الترفيهية الحديثة - واس