يمانيون / خاص

تناول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله في محاضرته الرابعة ضمن سلسلة القصص القرآني،  موضوع الهجرة من منظور قرآني، موضحًا أنها استراتيجية لتحرير الدعوة من القيود وتحقيق التأثير، وبيّن أن الإيمان الحقيقي يرتبط بالتضحية والاستعداد للانتقال في سبيل الله، كما عقد مقارنة بين هجرة نبي الله إبراهيم وهجرة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، مبرزًا أثر كل منهما في نشر الرسالة.

مؤكداً أن الهجرة ليست هروبًا، بل انتقال واعٍ يخدم المشروع الإيماني في فضاء أوسع.

 الهجرة كاستراتيجية لتحرير الدعوة من القيود وتحقيق التأثير
يبرز السيد القائد البعد الاستراتيجي للهجرة في حياة الرسالات الإلهية. فالهجرة ليست مجرد تنقّل جغرافي، بل هي خطوة محسوبة لكسر الحصار والقيود التي تفرضها قوى الكفر والاستكبار على الدعوة. من خلال الهجرة، استطاعت الرسالة أن تتحرر من التهديد والملاحقة والتضييق، وتنفتح على فضاء أوسع للتأثير والانتشار. وبالتالي، هي ليست انسحابًا بل تحرّكًا نحو القوة والتمكين ، ولها مدلول إيماني يظهر أن المشروع الإلهي يحتاج إلى مرونة استراتيجية وشجاعة إيمانية، وأن التحرك من موقع إلى آخر لا يعني الضعف بل يعكس فهماً عميقاً لمعطيات الواقع.

 العلاقة بين الإيمان الحقيقي والاستعداد للتضحية في سبيل الله
يركّز السيد القائد على أن الإيمان الحقيقي لا يُفصل عن الفداء والبذل والتضحية، وأن الاستعداد للهجرة وترك الأهل والوطن والمصالح الشخصية يتطلب إيمانًا صادقًا وراسخًا. فالمهاجر في سبيل الله يتحرّك بدافع روحي عميق، وليس لمكاسب دنيوية والهجرة تُعدّ ميزانًا للإيمان الصادق، حيث يتمايز فيها الصادقون عن المدّعين. وهي تأكيد أن التحرك في سبيل الله يتطلب نفسًا مؤمنة مستعدة للابتلاء والامتحان.

 مقارنة بين هجرة النبي إبراهيم وهجرة النبي محمد صلوات الله عليه وآله 
عقد السيد القائد مقارنة عميقة بين هاتين الهجرتين التاريخيتين، لبيان الأنماط المتكررة في مسيرة الرسالات. إبراهيم (عليه السلام) هاجر من أور إلى فلسطين ثم إلى مصر، وكانت هجرته لبناء مجتمع التوحيد بعيدًا عن الأصنام والطغيان. أما النبي محمد صلوات الله عليه وآله فكانت هجرته من مكة إلى المدينة، إيذانًا ببناء الدولة الإسلامية وتمكين الرسالة
هذه المقارنة تُظهر أن الهجرة منهج ثابت في مسيرة الأنبياء، وأنها أداة إلهية لإحداث التحول الجذري من الضعف إلى القوة، ومن الاستضعاف إلى التمكين.

 الهجرة ليست هروبًا بل انتقالًا إلى فضاء أوسع لخدمة المشروع الإيماني
أكد السيد القائد أن من يظن أن الهجرة هروب أو ضعف يجهل حقيقتها. فالهجرة انتقال واعٍ وهادف لخدمة المشروع الإلهي. إنها تحوّل تكتيكي ضمن الخطة الإلهية الكبرى لنشر الهداية ومواجهة الطغيان وهنا يكرّس السيد القائد حفظه الله  فهمًا راقيًا للهجرة كجزء من سُنن التغيير الإلهي، ويقدّمها كرمز للمبادرة، والحكمة، والثقة بالله.

خاتمة
قدم السيد القائد حفظه الله ’’الهجرة’’  كمفهوم إيماني عميق، يتجاوز حدود الزمان والمكان  لفهم التحرك في سبيل الله كجزء من مشروع تحرري شامل، يربط بين الماضي والواقع المعاصر. وفي ذلك تأكيد أن كل من يسير على نهج الأنبياء لا بد أن يخوض تجربته في الهجرة – سواء المكانية أو المعنوية – من أجل نصرة الحق.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: السید القائد فی سبیل الله

إقرأ أيضاً:

السيد القائد يهنئ الأمة الإسلامية بعيد الأضحى ويحمّل الأنظمة المتواطئة مسؤولية الجرائم بحق غزة

يمانيون – صنعاء
توجه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بتهانيه إلى الأمة الإسلامية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وفي مقدّمتها الشعب الفلسطيني المظلوم ومجاهديه الأبطال، وحجاج بيت الله الحرام، والشعب اليمني المجاهد، ووحدات وتشكيلات القوات المسلحة والأمنية وكافة الجهات الرسمية.

وأكد السيد القائد في بيان صادر عنه، أن هذا العيد يأتي في ظل مآسٍ غير مسبوقة يتعرض لها الشعب الفلسطيني، نتيجة الإبادة الجماعية والتجويع وجرائم العدو الصهيوني في قطاع غزة، بمشاركة أمريكية وتخاذل عربي وإسلامي فاضح، معتبراً ذلك وصمة عار على كل من فرّط وتواطأ مع الكيان الغاصب.

وأوضح أن التخاذل من بعض الأنظمة العربية والإسلامية تجاه المجازر المرتكبة ضد الفلسطينيين هو تفريط فادح في المسؤوليات الدينية والإنسانية، في وقت يتعرض فيه المسجد الأقصى الشريف لأخطر الانتهاكات، من اقتحامات وتدنيس متعمد وإساءات إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ضمن مشروع صهيوني أمريكي لتهويد المقدسات الإسلامية.

وأشار إلى أن الجرائم في الضفة الغربية، من قتل واختطاف وتدمير وتجريف وإحراق، والاعتداء على النساء وتعذيب الأسرى، ليست سوى امتداد للعدوان المتواصل منذ الاحتلال البريطاني بدعم من الصهاينة، مشدداً على أن ما يجري من تهجير قسري وتوسيع للمغتصبات، هو تأكيد على زيف الوعود والاتفاقات والمبادرات، ودليل قطعي على أن خيار الجهاد هو السبيل الوحيد لمواجهة الاحتلال.

وتابع السيد القائد قائلاً: “ما من جدوى من مسار الخنوع، والتفريط، ودفع الأثمان الباهظة، وتحمُّل الأوزار العظيمة، فالإصرار على التخاذل أدهش حتى شعوب وأمم الأرض ذات الضمائر الإنسانية”، لافتاً إلى أن كل يوم يمرّ ومعاناة الفلسطينيين تزداد، تتضاعف فيه أوزار الأمة الإسلامية.

وحذر من أن التخاذل يشجع الأعداء على تنفيذ مخططاتهم العدائية، ويعرض الأمة لعقاب الله، مستشهداً بآيات قرآنية تحذر من عاقبة النكوص عن نصرة المستضعفين والجهاد في سبيل الله.

وأكد أن العودة إلى القرآن الكريم هي السبيل الوحيد لاستعادة كرامة الأمة، والتحرر من الطاغوت، والانتصار على المستكبرين، لافتاً إلى أن شعائر الدين كالحج وعيد الأضحى والتكبير، تحمل دلالات تربوية عظيمة تعزز الوعي والعزة والكرامة لدى المسلمين، وتمكنهم من التصدي لأعدائهم.

وقال السيد القائد إن عيد الأضحى مناسبة للفرح بطاعة الله، وتعزيز روابط الإخاء والتكافل، والتمجيد لله تعالى، داعياً الشعب اليمني إلى إقامة وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني بعد صلاة العيد، وإلى الإحسان إلى الفقراء والمحتاجين.

وفي ختام بيانه، دعا الله تعالى أن يعيد العيد على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والنصر والبركات، وأن يرحم الشهداء، ويشفي الجرحى، ويفرج عن الأسرى، وينصر الشعب الفلسطيني ومجاهديه الصامدين في غزة وسائر الأراضي المحتلة.

مقالات مشابهة

  • قبسات من نور المحاضرة السادسة للسيد القائد «دروس من القصص القرآني»
  • السيد القائد يدعو لوقفات تضامنية مع فلسطين عقب صلاة العيد
  • السيد القائد يهنئ الأمة الإسلامية بعيد الأضحى ويحمّل الأنظمة المتواطئة مسؤولية الجرائم بحق غزة
  • نص الدرس السادس لقائد الثورة من سلسلة دروس القصص القرآني
  • إبراهيم وإسماعيل “عليهما السلام”.. نموذج راقٍ للتسليم الإيماني ومدرسة القيادة الحقيقية قراءة في مضامين الدرس الخامس للسيد القائد “دروس القصص القرآني”
  • إبراهيم عليه السلام إمام الهُدى وقائد المسيرة العالمية في مشروع الله الإلهي .. قراءة في المعاني والدلالات الواردة في الدرس السادس للسيد القائد يحفظه الله
  • “الثورة نت” ينشر نص الدرس الخامس لقائد الثورة من سلسلة دروس القصص القرآني
  • (نص+فيديو) الدرس 5 من دروس القصص القرآني للسيد القائد 07 ذو الحجة 1446هـ
  • دلالات استخدام الأرقام في خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي