لنفترض أن الجيش الحالي – الذي يعتبره البعض ضعيف ومؤدلج – انهار فجأة. من سيملأ فراغ السلطة الناجم عن انهياره؟ هل يمكن للقوى الجذرية-الراديكالية-الديمقراطية-المدنية أن تتولى زمام الأمور؟ والأهم: هل توجد أصلا قوى مثل هذه، منظمة وموثوقة، تمتلك من النضج والتماسك والقوة ما يكفي للحكم بفعالية في هذه المرحلة المعقدة والمنعطف التاريخي الحرج؟
أم هل الإحتمال الأكثر ترجيحا هو أن سقوط الجيش يعني ببساطة سيطرة الجنجويد والخارج الذي يدعمهم علي السودان لعقود قادمة؟ هل يؤرق هذا الإحتمال منام أي وطني حادب علي أهل السودان؟ هل هذا المصير أكثر إنسانية؟
تطرح هذه الأزمة سؤالا جوهريا: هل السياسة في الأساس استعراض أخلاقي لإبراز الفضيلة والتظاهر بعذرية سياسية ، أم هي ممارسة عملية تتمثل في تحديد الخيارات المتاحة والذهاب إلي أفضلها – أو اختيار أقلها ضررا عند عدم وجود بديل مثالي؟ بملاحظة أن الرفض الحازم للغزو الأجنبي والميليشيا الهمجية لا يعني التخلي عن الأهداف الكبري لأي مجموعة، فعلي سبيل المثال حين تحالف اليسار مرارا وتكرارا مع البرجوازية السودانية، بما في ذلك ما سموه أحزاب شبه الإقطاع، لاهداف مرحلية مثل إستعادة الديمقراطية لم يعن ذلك أنه اندمج في أحزاب البرجوازية أو تخلي عن أهدافه بعيدة المدي.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مشعر عرفات.. الركن الأعظم للحج الذي يجمع المسلمين وسط أجواء روحانية عظيمة
ولذلك، فإننا نرى ضيوف الرحمن يقفون على صعيد عرفات الطاهر منذ فجر اليوم التاسع من ذي الحجة حتى غروب شمسه، عرفات أو عرفة منطقة مستوية تقع خارج حدود الحرم المكي عند حدوده من الجهة الشرقية على بعد نحو 20 كلم من مكة المكرمة غربي المملكة العربية السعودية.
5/6/2025