حيدر خان : الازدهار الرقمي في قطاع العقارات ليس وشيكًا فحسب — بل هو واقع قائم، ودبي تمثل نموذجه الأسمى.

في عالم المنصات الرقمية العقارية، لطالما كان الحجم معيارًا شائعًا لقياس النجاح. ولكن في سوق متسارع كدبي، لم يعد الحجم وحده كافيًا؛ فالقيمة الحقيقية تكمن في السرعة، والابتكار، والقدرة على إعادة تعريف قواعد اللعبة.

وفي هذا السياق، تتجاوز دبي دور المتابع لتتبوأ موقع الريادة، راسمة المسار، ومحددة وتيرة التقدّم.

إعلان دبي الأخير عن إطلاق “مركز تكنولوجيا العقارات” لا يُعد مجرد مبادرة تطويرية، بل هو رسالة صريحة تُجسد رؤية طويلة الأمد لترسيخ مكانة الإمارة كمركز عالمي لريادة الابتكار العقاري. إذ يهدف هذا المركز إلى تأسيس منظومة متكاملة تجمع روّاد الأعمال، والمستثمرين، والمواهب الرقمية، ضمن بيئة مُهيّأة لتسريع التحول الرقمي.

في مجموعة دوبيزل، كنا شهودًا على هذه المنظومة الاستثنائية منذ نشأتنا. فمنذ إطلاق “بيوت” كبوابة عقارية إماراتية، تطورنا إلى مجموعة تكنولوجية متعددة القطاعات تعمل عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد علمتنا هذه الرحلة شيئًا جوهريًا: دبي ليست فقط نقطة انطلاق — بل هي خارطة طريق لمستقبل تكنولوجيا العقارات العالمي.

سوقٌ مهيّأ للابتكار

دبي تجمع بين الطموح الحكومي، والبنية التحتية المتقدمة، وقاعدة جماهيرية رقمية تتسم بالوعي والمرونة. مبادرات مثل “أجندة دبي الاقتصادية D33” واستراتيجية القطاع العقاري 2033 ليست مجرد شعارات طموحة، بل خطط عمل قابلة للتنفيذ، تعيد تصوّر القطاع العقاري من منظور رقمي جذري. وقد أتى مركز تكنولوجيا العقارات ليكون حاضنة لأكثر من 200 شركة ناشئة، مستهدفًا استثمارات تفوق مليار درهم، وتوفير بيئة اختبار لتقنيات الذكاء الاصطناعي — لتثبت دبي بذلك أنها لا تواكب التوجهات العالمية فحسب، بل تُشكّل ملامحها.

وبفضل هذا المناخ الديناميكي وتعدد الخلفيات الثقافية لسكان الإمارة، تمكّنا من تطوير منتجات تكنولوجية تخاطب احتياجات واقعية وتحديات حقيقية؛ مثل BayutGPT، أول مساعد عقاري ذكي مدعوم بالذكاء الاصطناعي، قادر على فهم الطلبات بصيغتها الطبيعية وتقديم نتائج مُخصصة بدقة غير مسبوقة. مثال آخر هو ميزة “Dubai Transactions”، التي حوّلت بيانات دائرة الأراضي والأملاك إلى منصة تفاعلية ثرية بالتحليلات والرؤى — ما يتيح للمستخدمين اتخاذ قرارات واعية مبنية على معلومات دقيقة وفورية.

منصة بيوت… وانطلاقة دوبيزل جروب

عندما بدأت رحلتي مع “بيوت”، كان الهدف واضحًا: إنشاء منصة عقارية ذكية تضع المستخدم في صدارة الاهتمام. واليوم، أصبحنا كيانًا رقميًا إقليميًا، نخدم قطاعات متعددة من العقارات إلى السيارات والوظائف والخدمات، مع توسع مستمر في أسواق واعدة كالسعودية ومصر. استحواذنا على بروبرتي مونيتر Property Monitor — المزود الأوثق لبيانات السوق العقاري في الإمارات — هو انعكاس مباشر لاستراتيجيتنا القائمة على ترسيخ الشفافية وتقديم أدوات تقييم تستند إلى البيانات والتحليلات الدقيقة.

كل منتج أطلقناه كان وليد احتياج حقيقي، وكل توسّع كان نتيجة تخطيط مدروس، وكل استحواذ جاء في سياق بناء منظومة موحّدة للابتكار الرقمي.

دروس مستفادة على المستوى العالمي

غالبًا ما يُطرح عليّ سؤال: ما الذي يجعل دبي مختلفة؟ الجواب يكمن في وتيرة الحركة: دبي مدينة تتسم بالسرعة في الأداء. جمهورها يتبنى الابتكار سريعاً، والوكلاء العقاريون يتكيّفون مع التغييرات بسرعة، والجهات التنظيمية منفتحة على التعاون الرقمي الحقيقي. هذا الإيقاع يُحتّم على الجميع أن يكونوا في حالة تطوّر مستمر.

في “بيوت”، نحن لا ننتظر حتى يفرض علينا التغيير، بل نحن من نصنعه. ابتكرنا أدوات سبّاقة تلبي احتياجات السوق قبل أن تتحول إلى مطالب، مثل:

● TruEstimate™ (تروإستميت): نظام تخمين فوري للعقارات بدقة تفوق 97%، مدعوم بخوارزميات تعلّم آلي تُحدث نفسها باستمرار بناءً على حركة السوق.
● TruBroker™ (تروبروكر): أداة تثبت مصداقية الوكلاء العقاريين ومدى استجابتهم؛ تساعد المستخدمين على اتخاذ قرارات مبنية على الثقة.
● BayutGPT (بيوت جي بي تي): مساعد بحث عقاري ذكي يستخدم الذكاء الاصطناعي لفهم السلوك العقاري وتقديم تجربة شخصية عالية الدقة.
● Dubai Transactions (معاملات دبي): أداة متقدمة تُبسّط البيانات العامة وتحولها إلى رؤى عملية للمشترين، البائعين، والوكلاء وتعتمد على بيانات فعلية من دائرة الأراضي والأملاك في دبي.
كباحث عن عقار، هذه الأدوات تمنحني ما هو أكثر من المعلومات؛ إنها تمنحني الثقة. وفي سوق مثل دبي، لم تعد الراحة والموثوقية ترفًا، بل أصبحتا من المعايير الأساسية. وهذا بالضبط ما يجب أن تتعلمه الأسواق العالمية من نموذج دبي: أن الابتكار لم يعد خيارًا، بل هو شرط أساسي للنجاح.

دبي اليوم لا تقود من خلال الأبراج الشاهقة فقط — بل من خلال المنصات الذكية التي تُعيد صياغة مستقبل العقارات بذكاء، وسرعة، وشفافية.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: تکنولوجیا العقارات

إقرأ أيضاً:

بعد تقييم سلامته واستيفائه المعايير المطلوبة.. “الغذاء والدواء” تعتمد مستحضر “لكمبي” أول علاج لـ”الزهايمر” في المملكة

كشفت الهيئة العامة للغذاء والدواء عن تسجيل مستحضر لكمبي (ليكانيماب) في المملكة لعلاج مرضى الزهايمر الذين يعانون ضعف الإدراك البسيط أو مرحلة خفيفة من الخرف، ممن لا يحملون أي نسخة أو نسخة واحدة فقط من أحد أشكال جين صميم البروتين الشحمي (ApoE4).

وأشارت “الغذاء والدواء” إلى أن “لكمبي” يعد أول علاج يُعتمد لمرض الزهايمر في المملكة، وينتمي إلى فئة الأدوية الحيوية المبتكرة والمصنعة بتقنية الأجسام المضادة أحادية النسيلة، ويعمل على استهداف بروتين بيتا أميلويد المتراكم في الدماغ، مما يسهم في تقليل تراكم اللويحات المرتبطة بتدهور القدرات المعرفية لدى مرضى الزهايمر، ويعطى المستحضر عن طريق التسريب الوريدي كل أسبوعين.
وأوضحت الهيئة أن المستحضر سُجّل بعد تقييم فاعليته وسلامته وجودته واستيفائه للمعايير المطلوبة، مشيرةً إلى أن الدراسات السريرية التي أُجريت على الدواء أظهرت نتائج إيجابية في إبطاء تدهور الحالة مقارنة بالعلاج الوهمي، بناءً على المقاييس السريرية المستخدمة في قياس فاعلية أدوية الزهايمر. كما أوضحت أن الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا تمثلت في الصداع، والأعراض المرتبطة بالحقن الوريدي، وتغيرات التصوير بالرنين المغناطيسي المرتبطة بالبروتين النشواني (ARIA)، وهو مصطلح عام يشير إلى تغييرات دماغية غير طبيعية مرتبطة بالعلاج وقابلة للرصد عبر التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، وتشمل الوذمة الدماغية أو النزيف الدقيق.
وأكدت “الغذاء والدواء” أهمية المتابعة الدورية للمرضى خلال فترة العلاج، خصوصًا فيما يتعلق برصد الأعراض الجانبية، مع ضرورة تقييم الحالة الجينية للمريض قبل بدء العلاج لتقليل احتمالية حدوث تلك الأعراض، كما اشترطت الهيئة التزام الشركة بمتابعة بيانات ما بعد التسويق، وتقديم التقارير الدورية المحدثة بشأن فعالية المستحضر وسلامته، بالإضافة إلى تنفيذ خطة لإدارة المخاطر تضمن الاستخدام الأمثل والآمن للعلاج.
يُذكر أن تسجيل هذا المستحضر يأتي امتدادًا لدور الهيئة العامة للغذاء والدواء في تعزيز توفر خيارات علاجية نوعية للمرضى في المملكة العربية السعودية، وخصوصًا تلك المبنية على تطبيقات التقنية الحيوية، التي تشهد تطورًا علميًا متسارعًا، تماشيًا مع مستهدفات برنامج تحول القطاع الصحي، أحد برامج رؤية المملكة 2030.

مقالات مشابهة

  • الأوقاف تفتتح ١٤ مسجدًا غدًا الجمعة ضمن خطتها لإعمار بيوت الله عز وجل
  • مسؤول إماراتي: تعزيز التعاون مع شركات التكنولوجيا العالمية خطوة نحو التكامل الرقمي
  • شراكة بين “آمال” و “آي أو بي إن” لريادة الترميز العقاري في دبي
  • هل تفرض السياحة رسومًا على تحويل الشقق والفلل إلى بيوت لاستقبال السائحين؟
  • رئيس الوزراء يشهد توقيع بروتوكول لإنشاء وتطوير 5 مدارس تكنولوجيا تطبيقية في مجالات الكهرباء
  • المارديني لـ سانا: تُقدّر قيمة سوق الإعلانات في المطارات العالمية بنحو 4.24 مليارات دولار في عام 2024، وتسعى فليك إلى إدماج مطارات سوريا في هذا السوق، من خلال تقديم حلول إعلانية حديثة تواكب المعايير الدولية
  • لماذا تراجعت ثقة الروس بالروبل الرقمي رغم حملة الترويج؟
  • البدء بأعمال تأهيل قسم الحروق بمشفى حماة الوطني وفق أحدث المعايير
  • وزير الخارجية النرويجي يدين الغرب بازدواجية المعايير في تعامله مع “إسرائيل”
  • بعد تقييم سلامته واستيفائه المعايير المطلوبة.. “الغذاء والدواء” تعتمد مستحضر “لكمبي” أول علاج لـ”الزهايمر” في المملكة