حذّرت البارونة البريطانية هيلينا كينيدي من وفاة الأكاديمية المصرية ليلى سويف، قبل رؤية ابنها المعتقل علاء عبد الفتاح.

وفي مقال بصحيفة "الغارديان"، قالت كينيدي وهي عضو في مجلس اللوردات، ومحامية حقوقية بارة، إن سويف باتت على شفا الموت في أحد مستشفيات لندن، بعد 245 يومًا من الإضراب عن الطعام، في محاولة للضغط من أجل الإفراج عن نجلها، الناشط المصري البريطاني علاء عبد الفتاح، المسجون منذ أكثر من عشر سنوات.



وقالت كينيدي إن سويف، البالغة من العمر 69 عامًا، تُعد من "أشدّ الأشخاص عزيمةً" ممن عرفَتهم، وإنها "تواجه الآن خطرًا حقيقيًا على حياتها".

وأشارت إلى أن سويف تخوض هذا الإضراب بهدف "إنقاذ حياة ابنها" ولم شمله مع ابنه البالغ من العمر 13عامًا والمقيم في برايتون، والذي بالكاد تمكّن من قضاء وقت مع والده.

وأضافت كينيدي أن تدهور الحالة الصحية لسويف يُنذر بكارثة، إذ تم نقلها إلى المستشفى للمرة الثانية هذا العام، لكن هذه المرة الخطر على حياتها أكبر بكثير. وأكد أطباؤها أن مستويات السكر في دمها متدنية للغاية، وأن نجاتها حتى الآن تُعد "معجزة طبية".

وأشارت كينيدي إلى أن علاء عبد الفتاح، الحائز على جائزة "كاتب الشجاعة" من مؤسسة English PEN لعام 2024، يُعد سجين رأي بحسب منظمة العفو الدولية. ورغم انتهاء محكوميته الأخيرة، التي بلغت خمس سنوات بسبب منشور على فيسبوك تحدّث فيه عن تعذيب أحد المعتقلين، ترفض السلطات المصرية الإفراج عنه.

"استهانة بالقانون الدولي"
وانتقدت كينيدي ما وصفته بـ"الضعف البريطاني" في التعامل مع القضية، مشيرة إلى أن الحكومة البريطانية "لم تتمكن حتى من زيارة عبد الفتاح في سجنه"، وأن تعاطيها مع ملف مواطنها "اتّسم بالفتور".

كما شددت على أن الضغط يجب أن لا يقتصر على التصريحات، بل لا بد من إجراءات ملموسة، معتبرة أن "الوقت قد حان لتصعيد الضغط على مصر".

وأشارت إلى أن مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة المعنية بالاحتجاز التعسفي أصدرت مؤخرًا رأيًا قانونيًا اعتبرت فيه أن عبد الفتاح "محتجز بشكل غير قانوني"، وطالبت بالإفراج الفوري عنه.

دعوات لتجميد التعاون
وكشفت كينيدي أنها تعمل ضمن مجموعة برلمانية بريطانية جديدة تُعنى بالمواطنين البريطانيين المحتجزين تعسفيًا حول العالم، وقد رفعت مؤخرًا أدلة إلى لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، تبيّن أن بريطانيا لم تتخذ أي إجراء عقابي بحق المسؤولين المصريين عن استمرار احتجاز عبد الفتاح، بما في ذلك العقوبات الفردية.

ودعت إلى تعليق أي تعاون اقتصادي أو استثماري مع مصر إلى حين الإفراج عن عبد الفتاح، بما في ذلك وقف التحضيرات لمؤتمر الاستثمار البريطاني المصري الذي أعلنت عنه القاهرة العام الماضي.

كما طالبت بتغيير نصائح السفر إلى مصر لتشمل "التحذير من السفر"، باعتبار أن مصر لا تضمن محاكمة عادلة حتى لحاملي الجنسيات الأجنبية.

وشددت على ضرورة عدم توقيع أي اتفاقيات تجارية جديدة مع دول تحتجز المواطنين البريطانيين تعسفيًا، قائلة إن "مئات الآلاف من البريطانيين يسافرون إلى مصر سنويًا، وإن الحكومة المصرية ستشعر بالضغط الحقيقي فقط إذا انعكس ذلك على اقتصادها السياحي".

اللجوء إلى العدل الدولية
ودعت كينيدي الحكومة البريطانية إلى اللجوء لمحكمة العدل الدولية، بسبب رفض السلطات المصرية المستمر منح عبد الفتاح حقه في زيارة قنصلية، ما اعتبرته انتهاكًا صريحًا لاتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية. وأشارت إلى أن فرنسا اتخذت مؤخرًا خطوة مشابهة في قضية اثنين من رعاياها المعتقلين في إيران.

وقالت إن "شجاعة ليلى سويف وثباتها مثيران للإعجاب، لكن إذا لم يُحل ملف ابنها بسرعة، فإن العواقب قد تكون مدمّرة لعائلتها بأكملها".

وأضافت: "على الحكومة البريطانية أن تستخدم كل ما في وسعها من أدوات قانونية ودبلوماسية. لقد انتهى وقت الدبلوماسية المهذّبة. على رئيس الوزراء أن يُظهر الحزم والجدية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات المصرية ليلى سويف علاء عبد الفتاح مصر علاء عبد الفتاح ليلى سويف المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة علاء عبد الفتاح إلى أن

إقرأ أيضاً:

مساع بريطانية لإسقاط مساعدات على غزة جوا وأونروا تعتبره تشتيتا للانتباه

أجرى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم السبت محادثات مع نظيريه الفرنسي إيمانويل ماكرون والألماني فريدريش ميرتس، واستعرض خطط بريطانيا لإسقاط مساعدات غذائية جوا على غزة وإجلاء الأطفال المرضى والمصابين.

وخلال مكالمة هاتفية ناقش ستارمر وماكرون وميرتس الوضع الإنساني في غزة، واتفقوا جميعا على أنه "مروع".

واستعرض ستارمر -بحسب بيان صادر عن مكتبه- كيف ستمضي بريطانيا قدما في خططها للتعاون مع شركاء مثل الأردن لإسقاط مساعدات غذائية جوا، وإجلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية.

وأضاف البيان أن القادة الثلاثة اتفقوا على ضرورة وضع خطط قوية لتحويل وقف إطلاق النار المطلوب بشكل عاجل إلى سلام دائم، كما ناقشوا عزمهم على العمل معا بشكل وثيق على خطة من شأنها تمهيد الطريق لحل طويل الأمد يحقق الأمن في المنطقة، واتفقوا على أنه بمجرد صياغة هذه الخطة سيسعون إلى التعاون مع أطراف فاعلة أخرى -بما في ذلك من داخل المنطقة- لدفع هذه الخطة إلى الأمام.

وتأتي هذه المحادثات بعد يوم واحد من توجيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش انتقادات حادة إلى المجتمع الدولي لتجاهله المجاعة الواسعة النطاق في قطاع غزة، واصفا إياها بأنها "أزمة أخلاقية تشكل تحديا للضمير العالمي".

كما حذرت منظمات إغاثة من ارتفاع عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية الحاد في قطاع غزة الذي أحكمت إسرائيل حصاره ومنعت إدخال المساعدات إليه منذ مارس/آذار الماضي.

تشتيت للانتباه

من ناحية أخرى، اعتبر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أن طرح إسقاط المساعدات على غزة عبر الجو مجرد تشتيت للانتباه ودخان للتغطية على حقيقة الكارثة الإنسانية، وقد يودي بحياة المدنيين الجائعين.

جاء ذلك ردا على ادعاء وكالة أنباء غربية أن إسرائيل ستسمح للدول الغربية بإسقاط مساعدات من الجو على غزة ليومين اعتبارا من أمس الجمعة، في حين لم يتم رصد أي إسقاط فعلي لتلك المساعدات حتى اللحظة.

إعلان

وقال لازاريني -في تغريدة على منصة إكس- إن "الإمدادات الجوية لن تعكس واقع الجوع المتفاقم في غزة فهي مكلفة وغير فعالة، بل قد تودي بحياة مدنيين جائعين".

وأضاف لازاريني أن "إدخال المساعدات عبر البر أسهل وأسرع وأرخص وأكثر فاعلية وأمانا وكرامة لأهالي غزة".

وشدد المسؤول الأممي على أن "الجوع المصنوع بأيدي البشر لا يعالج إلا بالإرادة السياسية"، مطالبا برفع الحصار الإسرائيلي وفتح المعابر، وضمان حرية الحركة والوصول الكريم للمساعدات إلى الناس المحتاجين، وفق تعبيره.

ولفت إلى أن الأونروا لديها ما يعادل 6 آلاف شاحنة مساعدات عالقة في الأردن ومصر، وتنتظر فقط الضوء الأخضر للدخول إلى غزة.

وسبق وقوع قتلى وجرحى جراء إسقاط مساعدات أرسلتها دول إلى غزة عبر الجو، وذلك خلال حرب الإبادة التي تواصل إسرائيل ارتكابها في القطاع للشهر الـ22.

يشار إلى أن منظمات أممية ومؤسسات محلية في غزة تحذر من أن استمرار الحصار ومنع المساعدات من جانب إسرائيل ينذران بوقوع وفيات جماعية بين الأطفال، وسط تدهور الأوضاع الصحية والمعيشية وانهيار المنظومة الطبية بالكامل.

ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي تهربت إسرائيل من مواصلة تنفيذ اتفاق مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، وأغلقت معابر غزة أمام شاحنات مساعدات مكدسة على الحدود، كما تحاصر غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل نحو 2.2 مليون في القطاع بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.

مقالات مشابهة

  • الأسيرة تسنيم عودة: اعتقال على خلفية منشورات قديمة واحتجاز بظروف قاسية
  • مساع بريطانية لإسقاط مساعدات على غزة جوا وأونروا تعتبره تشتيتا للانتباه
  • جيرمي كوربن يتحدى الحكومة البريطانية ويدعو لحركة عالمية لدعم فلسطين
  • الرئيس السيسي يجتمع مع وزير الداخلية
  • مطالب رسمية من داخل الحكومة البريطانية للاعتراف بدولة فلسطين
  • بعد ماكرون.. ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية للاعتراف بدولة فلسطين
  • آلاف المحتجين يتجمعون أمام مقر الحكومة البريطانية في لندن رفضا للمجاعة في غزة
  • بطناجر فارغة.. عشرات الآلاف أمام مقر الحكومة البريطانية رفضًا لتجويع غزة
  • غزة تموت واقفة.. والإنسانية تنهزم
  • وزراء يطالبون رئيس الحكومة البريطانية بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين