الّلغة العربيّة في غُرفة العِناية الحثيثة / د. لينا جزراوي
تاريخ النشر: 28th, August 2023 GMT
الّلغة العربيّة في غُرفة العِناية الحثيثة
د. لينا جزراوي
كتب إبن خلدون في مُقدّمته قبل زمن طويل : “أن المَغلوب مولَعٌ بتقليد الغالِب” ، واليوم تبدو لي هذه العبارة صحيحة جدّا ،خصوصا وأنا أرصُد يوميّا ظاهِرة أصبحت مُنتشِرة جدا في عمّان، وضواحيها ، وهي ظاهرة التّواصل اليومي باللغة الإنجليزيّة بين الشّباب والشّابات ، وضعف #اللغة_العربية لديهم ، ولا يتوقّف الضّعف على مهارات الكتابة، وقواعِد اللغة وحدها ، بل يتجاوزها لضعفٍ شديدٍ في فهم ما يمرّ على رؤوسِهم من مَنشورات وسطور بسيطة جدّا على صفحات السوشال ميديا ، فهم لا يقرأون باللّغة العربيّة ، وإن قرأوا في الغالِب لا يفهمون .
أُدرِك تمامًا أهميّة اللغّة الانجليزية اليوم لغايات #العمل ،ولغايات فتح أبواب التوظيف للشّباب مع المؤسسات ،والمنظّمات الدوليّة والأجنبيّة ،ولست ضدّ إتقانها ؛ لكن كيف نقبل أن تُقتُل لُغتنا بهذا الشّكل الفجّ ، وداخِل بيوتنا و عقول أبنائِنا !!!!! إنّ خسارة اللغة العربيّة هي خسارةٌ للهُويّة ، وخسارة للثّقافة، وخسارة للقيم ، وللأهل الّذين يتخوّفون من الإختِراق الثّقافي الغربيّ لمجتمعاتنا ، وانتِشار قيم ،وأفكار لا تُشبهنا ولا تُشبِه بيئتنا أقول ؛ إنّ اللغة العربيّة هي السبيل لحِماية الجيل من آثار هذا الإختِراق ، لأنها ليست مُجرّد أداة للتّواصل ، بل هي مِظلّة قادرة على حِماية #الأجيال القادِمة من خطر الفوضى الرقميّة والقيميّة والثّقافيّة الّتي نعيش في عصرها اليوم .
قبل فترة قصيرة زارتني صديقة أجنبيّة جاءت الى عمّان لتُقوّي لغتها العربيّة ، حيث كانت تتعلم اللغة العربيّة في بلدها ،وكانت ترغب بالتدرّب على اللغة في مُجتمع عمّان المحلّي ، وبعد شهر من الإقامة أخبرتني أنّها قررّت الذهاب الى دمشق قائِلة : أن كلّ الأردنيين الذّين قابلتهم يتحدّثون الإنجليزيّة بطلاقة ، ولا أجد من أتحدُث معه العربيّة.
فتخيّل يا رعاك الله.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: اللغة العربية العمل الأجيال اللغة العربی ة الإنجلیزی ة
إقرأ أيضاً:
الرواق الأزهري يُواصل رسالته العلمية عبر باقة متنوعة من الأنشطة العلمية بمرسى مطروح
يواصل الرواق الأزهري تقديم باقة متكاملة ومتنوعة من الأنشطة العلمية والتعليمية والملتقيات الفكرية والفقهية والمجتمعية التي تستهدف كافة فئات المجتمع، مؤكداً دوره الريادي في نشر الفكر الوسطي المستنير، وتعزيز الهوية الإسلامية والعربية الصحيحة.
وذلك تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف.
يُقدم الرواق الأزهري أنشطته عبر عدة محاور أساسية، تشمل: رواق القرآن الكريم للأطفال والكبار، حيث يوفر برامج متقدمة لحفظ وتجويد القرآن الكريم، ويستهدف فئتي الأطفال والكبار، لضمان نشأة الأجيال على كتاب الله واستمرار ارتباط الكبار به.
ورواق العلوم الشرعية والعربية، والذي يمثل النواة الأساسية، حيث يوفر دروساً ومحاضرات متخصصة في الفقه، والتفسير، والحديث، والسيرة النبوية، واللغة العربية، بهدف ترسيخ المعارف الدينية واللغوية لدى الدارسين.
والملتقيات العلمية والنوعية: تتجه هذه الملتقيات بشكل مباشر نحو معالجة القضايا المجتمعية والتحديات العصرية، وتستهدف بشكل خاص: الطفل، من خلال برامج تهتم بالبناء الأخلاقي والتربوي والوطني، والمرأة: بملتقيات تركز على دورها الحيوي في الأسرة والمجتمع، وقضايا الوعي بالفكر الوسطي، والأسرة المصرية لتقديم الدعم المعرفي والنفسي والاجتماعي اللازم لبناء أسر متماسكة ومستقرة، انطلاقاً من المبادئ الإسلامية السمحة.
أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن هذه الأنشطة تأتي في إطار رسالة الرواق الأزهري للنهوض بمستوى الوعي الديني والثقافي والمجتمعي، وتوفير تعليم أزهري معتمد ومتاح للجميع، بما يسهم في بناء مواطن صالح ومجتمع قوي ومثقف.
وصرح الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن الرواق الأزهري هو الملاذ الآمن لطالبي العلوم الشرعية والعربية والملجأ للحريصين على معرفة أمور دينهم ودنياهم، وبفضل توجيهات فضيلة الإمام الأكبر ووكيل الأزهر، نحن حريصون على تقديم منهج متكامل يربط النشء والأسرة بالقرآن الكريم والسنة النبوية، ومعالجة القضايا المعاصرة عبر ملتقياتنا النوعية التي تستهدف الطفل والمرأة والأسرة المصرية، لنشر العلم الوسطي من منبعه الأصيل."