نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، مقالا، للناشط الحقوقي الفلسطيني، عيسى عمرو، قال فيه إنّ: "كل مستوطنة من المستوطنات، الاثنتين وعشرين غير الشرعية، التي وافقت عليها إسرائيل الأسبوع الماضي، تُعدّ مسمارا آخر في نعش عملية السلام، التي دُقّت بتواطؤ الحكومات والشركات الغربية". 

وأوضح المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "المستوطنات ليست أحياء مدنية حميدة، بل هي أدوات للتهجير والسيطرة والفصل العنصري.

وأن أيضا مناطق عسكرية مُغلقة على أراضي الفلسطينيين المسلوبة، تقطع وصولنا إلى مواردنا ومزارعنا ومدارسنا ووظائفنا، وتمنعنا التواصل مع بعضنا البعض".

وتابع: "الأراضي الفلسطينية تتقلص بسرعة، وسبل عيشنا تُدمّر، وحقوقنا تُنتهك بشكل ممنهج، وهويتنا تُقوّض" مشيرا إلى أنّ: "المشرّعين الغربيين يراقبون ما يحدث، مُعربين عن التزامهم بالسلام من خلال حل الدولتين، لكنهم يختارون عدم فعل أي شيء لتحقيق هذا الهدف". 

وأكد أنه: "بدلا من ذلك، تُمكّن سياساتهم وتقاعسهم من المزيد من النشاط الاستيطاني. إذ أن الفلسطينيين يعيشون في الضفة الغربية، في نظام واضح ذي مستويين، ومع ذلك، لا يزال معظم المشرّعين يتجنبون كلمة: فصل عنصري، على الرغم من إجماع منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والإسرائيلية والدولية على دقتها، وتأكيد محكمة العدل الدولية لها في تموز/ يوليو الماضي". 

ولفت إلى أنّ: "فيلم "المستوطنون"، وهو فيلم وثائقي من إنتاج بي بي سي للمخرج لويس ثيرو، ساعد في كشف هذه الحقيقة، إذ يُظهر كاتب المقال وقد مُنع حتى من السير في نفس الشوارع التي يمشي فيها الإسرائيليون في حي في الخليل، حيث وُلد كاتب المقال".

"المستوطنين والجنود الإسرائيليين قاموا باقتحام فناء منزله وتخريبه والاعتداء عليه، ردا على مشاركته في الفيلم الوثائقي" أضاف عمرو، مردفا: "قاموا بتهديد كاتب المقال بالاعتقال إذا تقدم بشكوى. ثم في صباح أحد الأيام، في الساعة الرابعة فجرا، أشعل مستوطنون شبان نارا في أرض فلسطينية خاصة خارج منزل كاتب المقال، وهتفوا بأنهم يأملون في رؤيته مقتولا". 


واسترسل: "ثم ظهر شخص أمام منزله مباشرة مرتديا زيا عسكريا، وحاملا بندقية نصف آلية، لتخويفه. ثم سرق المستوطنون علمه الأفريقي، الذي أهدته له حركة "حياة السود مهمة"، وأحرقوه بين كومة من الأعلام الفلسطينية".

وأشار إلى أنّ: "القصة نفسها تتكرر في مسافر يطا المجاورة، والتي تم إبرازها ليس فقط في وثائقي "المستوطنون"، بل أيضا في وثائقي "لا أرض أخرى" الحائز على جائزة الأوسكار. وقد دعا المخرجان باسل عدر، ويوفال أبراهام، الأسبوع الماضي، إلى تدخلات لوقف تدمير المنطقة، واعتُقل المخرج المشارك حمدان بلّال وضُرب انتقاما لإنتاجه".

كذلك، أكد على أنّ: "القادة الغربيين يلتزمون الصمت رغم إدانة محكمة العدل الدولية إسرائيل بجريمة الفصل العنصري. فقد وجدت المحكمة أن المستوطنات الإسرائيلية ليست فقط غير قانونية، بل أيضا احتلالها للضفة الغربية، بما فيها القدس، وقطاع غزة، وأن المجتمع الدولي ملزم بالمساعدة في تفكيك المستوطنات وإجلاء المستوطنين وإنهاء الاحتلال في أسرع وقت ممكن" مستفسرا: "لماذا يصمت القادة الغربيون؟".

وعلق بالقول: "يبدو أن الحكومات الغربية تفضل تقويض نظام العدالة الدولي على محاسبة إسرائيل". فيما استشهد في الوقت نفسه بما كتبته الصحفية نسرين مالك، الأسبوع الماضي: "حتى مع وجود بعض الانتقادات القوية لإسرائيل، فإنها تستمر في جرائم الحرب".

وشدّد على أنه: "يجب على الحكومات، وبشكل عاجل، وكما هو مطلوب من محكمة العدل الدولية، اتخاذ خطوات لوقف العلاقات التجارية التي تُسهم في استمرار الاحتلال غير الشرعي، بدءا بحظر جميع أشكال التجارة والاستثمار في أعمال المستوطنات".

"ويجب معاقبة ليس المستوطنين الأفراد فحسب، بل أيضا كبار المسؤولين الذين تقع عليهم مسؤولية وجود المستوطنات غير الشرعية ونظام الفصل العنصري، وتقديمهم للعدالة على جرائم الحرب هذه. ويجب وقف جميع عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل، وليس بعضها فقط" وفقا للمقال نفسه.

ثم يتوجه المقال إلى القارئ، بالقول: "وأنت، أيها القارئ الكريم، يجب ألا تكتفي بقراءة ومشاهدة ما يحدث، بل يجب أن تُسمع صوتك وتتّخذ إجراء. نحن نعتمد عليك لمواصلة تسليط الضوء على غزة والضفة الغربية، ومحاسبة برلمانييكم وحكوماتكم وشركاتكم. غيّروا بنوككم أو صناديق معاشاتكم التقاعدية إذا كانت تستثمر في شركات متورطة في المستوطنات غير الشرعية أو تُزوّد إسرائيل، التي تمارس الإبادة الجماعية ونظام الفصل العنصري، بالأسلحة".


وبيّن أنه: "بدون إجراءات ملموسة الآن، سيُمحى الفلسطينيون من الوجود في جميع أنحاء الضفة الغربية وغزة. فقد طُرد أربعون ألف لاجئ فلسطيني من منازلهم في الضفة الغربية منذ كانون الثاني/ يناير. وطُرد عشرون تجمعا فلسطينيا من أراضيهم في الضفة الغربية بعد هجمات شنّها المستوطنون وجيش الاحتلال باستخدام الجرافات. وفي الأسبوع الماضي، أُجبرت آخر ثلاثين عائلة متبقية من مغاير الدير، قرب رام الله، على الفرار بعد أشهر من تصاعد عنف المستوطنين المدعوم من الدولة".

وختم بالقول: "رغم هذه الأوقات العصيبة، أكتب هذا بأمل كبير في قلبي، مستلهما من أصحاب الضمائر الحية في العالم الذين يقفون إلى جانبنا". مستطردا: "إن هذا اختبار للقيادة العالمية. ليس فقط للسياسة، بل للمبادئ أيضا. نحن الفلسطينيون بحاجة إلى الحماية والعدالة الآن، قبل فوات الأوان".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية عيسى عمرو الضفة الغربية غزة عنف المستوطنين غزة الضفة الغربية عيسى عمرو عنف المستوطنين المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسبوع الماضی الضفة الغربیة کاتب المقال

إقرأ أيضاً:

يا ترى هيبيع لنا أي؟.. عمرو أديب: زيارة ترامب لشرم الشيخ هي الوجه الآخر من عملته مع إسرائيل

قال الإعلامي عمرو أديب، خلال تقديمه برنامج الحكاية على قناة MBC مصر، إن ما جرى في إسرائيل خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعكس حالة من الود والتقارب الكبير بين الجانبين، مؤكدًا أن "اللي اتعمل في إسرائيل بيقول إننا أصحاب وبنحب بعض"، مشيرًا إلى أن زيارة شرم الشيخ المنتظرة تمثل "الوجه الآخر من العملة"، متسائلًا: "يا ترى هيبيع لنا إيه المرة دي؟".

الإعجاب تجاه إسرائيل

وأضاف أديب أن ترامب ظهر في خطابه أمام الكنيست مفعمًا بالثقة والعظمة، متحدثًا بلغة مليئة بالإعجاب تجاه إسرائيل دون أي إشارة حقيقية إلى السلام أو الملفات الشائكة، معتبرًا أن تلك الزيارة كانت أقرب إلى احتفالية سياسية منها إلى لقاء دبلوماسي متوازن.

الرئيس ترامب: أحب إسرائيل وأريدها أن تكون أقوى وأعظمترامب أمام الكنيست: يجب ألا تتكرر أحداث 7 أكتوبر.. وعلينا إعادة بناء إسرائيل أقوى مما كانت

وقال الإعلامي عمرو أديب إن هناك ارتباكًا في المواعيد والجدول الزمني للفعاليات الدولية، مشيرًا إلى أن ما حدث في إسرائيل وتل أبيب والقدس أدى إلى تغيير كامل في المواعيد المقررة.

طباعة شارك عمرو أديب ترامب دونالد ترامب الرئيس الأمريكي إسرائيل

مقالات مشابهة

  • سولي يغلق الباب في وجه إيطاليا: أحلم بالأرجنتين وأنتظر سكالوني
  • إسرائيل: الجثة الرابعة التي سلّمتها حماس تعود لـ"عميل" وليس لجندي
  • إسرائيل: الجثة الرابعة التي سلمتها حماس لا تتطابق مع أي من الرهائن
  • الملك عبد الله الثاني صوت الحقيقة التي هزمت أكاذيب نتنياهو وحكومتة المتطرفة .
  • إسرائيل تشكك في هوية إحدى الجثث التي سلمتها "حماس" أمس
  • زيلينسكي بعد اتفاق غزة: يمكن إنهاء الحرب في أوروبا أيضا
  • دعوة للتصدي لهجوم المستوطنين في المغير شرق رام الله
  • مباشر. اتفاق غزة.. إسرائيل تفرج عن 1968 أسيرًا فلسطينيًا بموجب صفقة التبادل
  • معاريف: إسرائيل ترفض مشاركة تركيا بـالقوة الإقليمية التي ستدخل غزة
  • يا ترى هيبيع لنا أي؟.. عمرو أديب: زيارة ترامب لشرم الشيخ هي الوجه الآخر من عملته مع إسرائيل