في السودان يقدم البرنامج المساعدات الغذائية لنحو أربعة ملايين شخص شهرياً، إلا أن نحو 25 مليون سوداني — أي نصف السكان تقريباً — يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي.

نيروبي: التغيير

حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن نحو 14 مليون شخص قد يواجهون جوعاً حاداً بنهاية العام الحالي، بسبب تراجع التمويل الإنساني الذي يهدد استمرار عملياته الحيوية في ست دول، من بينها السودان وأفغانستان والصومال.

وأوضح البرنامج أن جهوده في أفغانستان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وهايتي، والصومال، وجنوب السودان، والسودان تواجه بالفعل اضطرابات كبيرة يُتوقع أن تتفاقم خلال الأشهر المقبلة.

وقالت المديرة التنفيذية للبرنامج سيندي ماكين، الأربعاء،  إن “كل خفض في الحصص الغذائية يعني أن طفلاً ينام جائعاً، وأماً تتخطى وجبتها، وأسرة تفقد الدعم اللازم للبقاء على قيد الحياة”، مشيرة إلى أن نقص التمويل يهدد بمحو عقود من التقدم في مكافحة الجوع.

ويأتي هذا التحذير في وقتٍ يصل فيه مستوى الجوع العالمي إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يعاني 319 مليون شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي، بينهم 44 مليوناً في حالة طوارئ، مع تسجيل حالات مجاعة في السودان وقطاع غزة.

تراجع تغطية الاحتياجات

وبحسب التقرير، يتوقع برنامج الأغذية العالمي أن ينخفض تمويله لعام 2025 بنسبة 40% ليصل إلى 6.4 مليارات دولار فقط، مقارنة بـ 10 مليارات دولار في عام 2024، مما سيؤدي إلى تراجع قدرته على تغطية الاحتياجات الأساسية لملايين الأشخاص في الدول المتضررة.

وأشار البرنامج إلى أن 13.7 مليون شخص معرضون لخطر الانتقال من مستوى الأزمة إلى مستوى الطوارئ في الجوع، إذا استمر تقليص التمويل.

ففي أفغانستان، لم تعد المساعدات تصل إلا إلى أقل من 10% من المحتاجين، بينما تشهد الكونغو الديمقراطية مستويات قياسية من الجوع تطال 28 مليون شخص، وقد تُشل عمليات الإمداد بالكامل بحلول فبراير المقبل.

وفي هايتي، توقفت برامج الوجبات الساخنة، وانخفضت الحصص الشهرية للأسر إلى النصف، بينما جرى في الصومال تقليص المساعدات من 2.2 مليون مستفيد العام الماضي إلى 350 ألفاً فقط في نوفمبر الجاري.

أما في جنوب السودان، فقد تم خفض الحصص الغذائية لجميع المستفيدين، مع تحذيرات من انقطاع بعض الإمدادات الغذائية خلال الشهر الحالي.

الصراع في السودان وتأثيره

وفي السودان، الذي يعاني من حرب مدمرة منذ أبريل 2023، يقدم البرنامج المساعدات الغذائية لنحو أربعة ملايين شخص شهرياً، إلا أن نحو 25 مليون سوداني — أي نصف السكان تقريباً — يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي نتيجة الصراع وتعطل سلاسل الإمداد وتراجع التمويل الدولي.

وأكدت ماكين أن نقص التمويل لا يهدد فقط الأرواح، بل يمكن أن يؤدي إلى تفكك المجتمعات وتفاقم النزوح والاضطرابات الاجتماعية، مشددة على أن المساعدات الغذائية السريعة والفعالة تمثل خط الدفاع الأول ضد الفوضى.

ورغم الصعوبات، أكد برنامج الأغذية العالمي التزامه بمواصلة عملياته في المناطق الأكثر تضرراً من الجوع، مشيراً إلى أن غياب التمويل الكافي يضع جهوده الإنسانية في مفترق طرق خطير مع اقتراب فصل الشتاء في بعض المناطق ومواسم الأعاصير في أخرى.

الوسومالاستجابة الإنسانية برنامج الأغذية العالمي نقص التمويل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاستجابة الإنسانية برنامج الأغذية العالمي نقص التمويل برنامج الأغذیة العالمی فی السودان ملیون شخص

إقرأ أيضاً:

خفض المساعدات يهدد 13.7 مليون شخص بالجوع الشديد

حذّر برنامج الأغذية العالمي اليوم الأربعاء من أن خفض التمويل يهدد بإلقاء 13.7 مليون شخص في براثن المرحلة الطارئة من الجوع الشديد في أنحاء العالم.

وأوضح البرنامج أن 6 عمليات رئيسية في أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وهاييتي والصومال وجنوب السودان والسودان "تواجه حاليا اضطرابات كبيرة ستزداد سوءا بحلول نهاية العام".

وجاء في تقرير جديد للبرنامج الأممي أنه "يواجه خفضا كبيرا في التمويل نسبته 40% مع توقعات بأن يبلغ 6.4 مليارات دولار مقارنة مع 9 مليارات دولار في 2024".

وأضاف أن "المنظومة الإنسانية تعاني ضغوطا شديدة مع انسحاب الشركاء من المواقع على الخطوط الأمامية، مما يخلق فراغا".

ولم يسم أي دولة بعينها، لكنه لفتت إلى تقرير في مجلة "لانسيت" عن التأثير الهائل لخفض المساعدات الأميركية.

جوعى في هاييتي يتلقون وجبات طعام من برنامج الغذاء العالمي (أسوشيتد برس)ضربة قوية

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب خفض المساعدات الخارجية بعد عودته إلى السلطة في يناير/كانون الثاني، "مسددا ضربة قوية للعمليات الإنسانية حول العالم".

وقال التقرير إن المناطق التي يغطيها برنامج الأغذية العالمي تقلّصت، كما تم خفض الحصص الغذائية، مضيفا أن "المساعدات المنقذة لحياة العائلات المشمولة في مرحلة الكارثة (أي الخامسة ضمن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) في خطر، بينما تراجعت درجة الاستعداد للصدمات بشكل كبير".

والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو مبادرة تدعمها الأمم المتحدة لقياس مستويات الجوع وسوء التغذية حول العالم.

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين "يواجه العالم مشاكل جوع على نطاق غير مسبوق، والأموال اللازمة لمساعدتنا على الاستجابة غير كافية على الإطلاق".

وأضافت "نشهد انهيار الشريان الذي يمد ملايين الأشخاص بالحياة أمام أعيننا".

طفلان أفغانيان ينتظران وسيلة لحمل مساعدات حصلا عليها من برنامج الغذاء العالمي (أسوشيتد برس) خريطة الجوع

وأعلن برنامج الأغذية العالمي أن 600 ألف شخص فقط سيحصلون على مساعدات غذائية هذا الشهر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بانخفاض عن العدد الذي كان يتوقع أن يغطيه وهو 2.3 مليون شخص، في حين يحصل أقل من 10% من المحتاجين على المساعدة في أفغانستان حيث ترتفع معدلات سوء التغذية.

إعلان

وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن عمليات الإنزال الجوي الباهظة الثمن في المناطق المعرضة للمجاعة في جنوب السودان مهددة بسبب قيود التمويل، بينما في هاييتي تتلقى الأسر نصف مستوى الحصص الشهرية للبرنامج.

وقال إن الجوع العالمي "بلغ مستويات قياسية"، حيث يواجه 319 مليون شخص انعداما حادا في الأمن الغذائي، بينهم 44 مليون شخص في مستويات الجوع الطارئة.

وأعلنت الأمم المتحدة المجاعة في غزة في نهاية أغسطس/آب الماضي، في حين قال برنامج الأغذية العالمي الأربعاء إن عدد الأشخاص المصنفين "في حالة مجاعة أو على شفا المجاعة" تضاعف خلال عامين فقط ليصل إلى 1.4 مليون شخص في 5 دول.

وأكدت ماكين أن ارتفاع مستويات الجوع لا يعرض الأرواح للخطر فحسب، بل يُقوّض الاستقرار الإقليمي ويُفاقم نزوح المجتمعات.

وأضافت "نحن مُعرّضون لخطر فقدان عقود من التقدم في مكافحة الجوع".

مقالات مشابهة

  • "برنامج الأغذية": خفض التمويل يهدد 13.7 مليون شخص بالجوع الشديد
  • خفض المساعدات يهدد 13.7 مليون شخص بالجوع الشديد
  • الأغذية العالمي يحذر: خفض المساعدات يهدد قرابة 14 مليون شخص بالجوع
  • الأغذية العالمي: 13 مليون شخص حول العالم مهددون بالجوع الشديد
  • الأغذية العالمي: خفض المساعدات قد يعرّض 13,7 مليون شخص إلى الجوع
  • الأغذية العالمي: نقص التمويل قد يعرض 13.7 مليون شخص لمستويات طارئة من الجوع
  • الأغذية العالمي: 137 شاحنة دخلت قطاع غزة لدعم المخابز وتوفير المواد الغذائية
  • الأغذية العالمي: 137 شاحنة دخلت إلى غزة لدعم المخابز وتوفير المواد الغذائية
  • الأغذية العالمي: سنُوفر الغذاء لـ1.6 مليون شخص من سكان غزة